من الأسس المهمة والأساسية في حركة المنتظرين هو أساس (العدل) فإنه أحد أركان دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو العدل كما ورد في الروايات الشريفة أنه عليه السلام يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فأن الإمام المهدي سيحقق العدل على مستوى العالم بعلمه لا بالظن فهو تجسد واقعي للعدل الإلهي، ومن هنا فلابد أن يسعى المجتمع بجميع اصنافه، وتسعى الأنظمة إلى تحقق العدل دائماً لان العدل هو الأساس في تنظيم المجتمع في ظل الظروف العصيبة والقاسية، والأحداث الكبرى، فهو السبيل إلى أحداث الموازنة في أرض الواقع، وقد أكدت النصوص على ضرورة السعي لتحقق العدل سواء على المستوى الإداري او الاجتماعي او غيرهما.
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)[1].
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (العدل نظام الأمرة)[2].
وقال أيضاً: (حسن العدل نظام البرية)[3].
هذه قاعدة عامة لا تختص في النظام الإداري والاجتماعي والسياسي فقط فأن الجميع اليوم وعلى جميع الأصعدة لابد أن يحققوا العدل في المجتمع، وأن يكون هو السائد بين الافراد، ولا يمكن تحقق العدل الا بعد أن يوجد بشراً عادلاً حتى تنتج العدالة، فإنتاج العدالة في الأرض وتحققها في الواقع يتوقف على وجود أفراد عادلين يساهمون في نشر العدل في المجتمع بجميع مستوياته، ودلة العدل الإلهي لا تحتاج فقط الى العسكر والحاحكم العادل بل لابد أن تبتني على مسؤول عادل وكوادر عامة تحقق العدالة في الامة ، فنحتاج في الواقع إلى الحكام العادل ، والمسؤول ، ووجود الطبيب العادل، والمهندس العادل والفلاح، والمعلم، والأستاذ، وهكذا جميع طبقات المجتمع فمتى ما وجد ذلك تحقق النظم في الأمة، وأنتجت جيلاً يساهم في نشر معالم العدل مع الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
فإن انتظار ظهور ذلك الإمام العظيم هو انتظار لقدوم عالم مليء بالقسط والعدل، وانتظار لتحقق العدالة التي سوف تعم جميع البشرية، وهو انتظار لرفع الظلم وانتظار لتطهير الأرض من جبابرة العالم وأعداء الإنسانية فان أكثر ما تعاني منه البشرية في العالم هو الظلم والغطرسة، فالعدالة هي أساس كل شيء، والانتظار هو المساهمة، والحركة نحو انتشار العدل فالأمر متعلق بمجموع المنتظرين تارة وبالأمر الإلهي تارة أخرى، فلابد من الموازنة بين الطرفين، بين وجود مجتمع يسعى إلى تحقيق العدل، وبين ظهور إمام يقوم بإرساء قواعد العدل وتحقيقه على ارض الواقع، فعصر الظهور الشريف هو عصر الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل، وسينصر الله تعالى دولة الحق على دولة الباطل، ببركة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف والقواعد الشعبية المناصرة له والداعية اليه والحافين حوله والمعتقدين بدولته، فأن نشر العدل على يد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يحتاج إلى وجود قوة مناصرة مطالبة بالعدالة وعدم الرضوخ للظلم، وهذا لا يتحقق الا بالإعداد، والعمل والدؤوب من قبل المنتظرين على أرض الواقع، وهذا هو هدف جميع الأنبياء والاولياء وحصلت جميع البعثات النبوية من أجله وهو إنشاء عالم توحيدي مبني وقائم على أساس العدل.
الهوامش:-----
[1] النحل الآية 90.
[2] عيون الحكم والمواعظ ج1 ص 42.
[3] غرر الحكم ودرر الكلم ج1 ص 344.
اترك تعليق