لعلَّ السَّبب أنَّ الله تعالى اختصَّ لنفسه أولياءه وحجَجَه واصطفاهم على خلقه وقد تمحَّضوا في عبوديتّه وطاعته فجعل طاعتهم طاعته ومحبَّتهم محبته وزيارتهم زيارته لكونهم الوسائل إليه، فقال تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه}[1]، وفي زيارة الجامعة: «مَنْ أَطَاعَكُمْ فَقَدْ أَطاعَ الله، وَمَنْ عَصَاكُمْ فَقَدْ عَصَى الله، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَ الله، ومَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ الله»[2].
لماذا اختص الله تعالى الحسين عليه السلام؟
جميع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام قد أكرمهم الله بهذه المنزلة، ولكنَّ الحسين عليه السلام اختصه الله لنفسه واصطفاه من بينهم بالتضحية والشهادة بنفسه وعياله وجميع ما يملك، فتمحَّض في العبودية فجعل زيارته زيارة الله، وأنَّ جميع الأنبياء والرسل والملائكة يستأذنون الله تعالى لزيارة سيد الشّهداء تقرباً إلى الله تعالى لرفع درجاتهم، وهم بذلك يواسون سيد الأنبياء صلَّى الله عليه وآله بحبيبه الحسين عليه السلام. وأنّ الحسين لمّا شرى نفسه لله خالصاً من الشّوائب وقدَّم كلّ ما لديه لله وحده ولم يُشرك في عمله حبَّ الدَّنيا؛ متجاوزاً خوف الحتوف وضرب السّيوف قلّده الله أوسمةً ودرجات عالية خاصة به عليه السلام فسَمّاه (صفيَّ الله) ولمّا قدّم نفسه وأولاده وإخوته وبني إخوته وبني عمومته قرابين لله تعالى، وعرَّض نساءَه للسّبي والخوف والأذى من طغاة بني أُميّة، وكلّ ما يملك خالصاً لوجه الله تعالى، راضياً، موقناً بما وعده الله تعالى، رفع الله شأنه ومنزلته عنده، واستخلصه لنفسه فسَمّاه (خالصة الله)، ونسب كلَّ ما يتعلق بالحسين لنفسه فسَمّاه (آل الله) وحيث إنّه قدّم نفسه رخيصةً لله، وحباً للقائه، وفداءً لدينه سمّاه (حبيب الله)، ولمَّا كان الحسين عليه السلام قد باع نفسه لرضى الله خضوعاً وتواضعاً وطاعةً وتسليماً لأمره متمحّضاً في العبوديّة فسمّاه (أبا عبد الله)، وجعل قيامه أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر فسَمّاه (الدّاعي إلى الله)، ولمّا قام بأمر الله واسترخص نحره له سماه (ذبيح الله)، وسمّى قاتليه (أعداء الله)، ولمَّا أنّهم عاثوا في الأرض فساداً، وحاربوا دين الله، أمر الحسين بأنْ يرفع راية الجهاد ويضحّي بنفسه لينقذ دينه من الاندثار، ويبدأ برفض بيعة يزيد، ويعلن انحراف بني أُميّة وكذبهم وخداعهم للمسلمين، ويخرج على سلطانهم الظّالم فسمّاه الله (ثأر الله)، ولمّا قتلوه ظلماً وعدواناً توعدّهم بالانتقام ولو بعد حين لأخذ ثأر الحسين. ولا يزال يطلق عليه أنَّه (وتر الله الموتور) في السّماوات والأرض الذي لم يؤخذ بترته بعد، وأنَّ الله هو الآخذ بها.
ولذلك فمن زاره عارفاً بعظيم مقاماته عند الله سبحانه وتعالى تكون زيارته كمن زار الله في عرشه، أي أنّه أقرب إلى الله تعالى بوجاهة الحسين ووسيلته وشفاعته عند الله تعالى.
وقد وردت عبارة «كمن زار الله فوق عرشه» في فضل زيارة عاشوراء كمؤشر على أنّها من أعظم الزّيارات منزلة عند الله عزّ وجلّ، وأنَّ زوّار عاشوراء أقرب ما يكونون إلى الله تعالى كرامة للحسين ولأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام كما في رواية زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام قَالَ: «مَنْ زَارَ [قَبْرَ] الْحُسَيْنِ عليه السلام لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ غَفَرَ الله لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَمَنْ زَارَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ كَتَبَ الله لَهُ ثَوَابَ أَلْفِ حِجَّةٍ مُتَقَبَّلَةٍ وَأَلْفِ عُمْرَةٍ مَبْرُورَةٍ وَمَنْ زَارَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا زَارَ الله فِي - أو فَوْقَ - عرشه»[3].
هذا المقام والمنزلة لمن زاره في ليلة عاشوراء ويومها، ولكن إذا ضممناه إلى الزّيارة المعرفة فستزداد مراتب القُرب إلى الله سبحانه وتعالى فيكون من محدّثي الله فوق عرشه كما جاء في رواية مُحَمَّد بْن أَبِي جَرِيرٍ الْقُمِّيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ لِأَبِي: «مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ كَانَ مِنْ مُحَدِّثِي الله فَوْقَ عَرْشِهِ» ثُمَّ قَرَأَ: «{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}»[4].
وقد بحثنا موضوع زوّار الله في عرشه بشيء من التّفصيل في كراسنا زوّار الحسين في عرفة فليراجع هناك[5].
الامتياز الثاني: كرامة زوّار الله عزّ وجلّ
«وحقٌّ على المَزور أنْ يكرم الزَّائر»[6].
إذا كان الله سبحانه وتعالى قد أعطى الضّيف حقاً على صاحب الدَّار، فأمره بإكرام ضيفه حتّى صارت سنّة حسنة جارية بين النّاس بعضهم لبعض فإنّه تعالى أولى بتلك السنّة الحسنة، حيث أوجب على نفسه حق الضّيافة لأوليائه الصَّالحين الذين يجيبون دعوته وخصوصاً زوّار الحسين الذين أعطاهم منزلة زوّاره فتكفَّل بإكرامهم ومجازاتهم.
فما هي كرامتهم عنده؟
الكرامات التي أعدَّها الله لزوّار الحسين أكبر من أنْ تُتخيل أو تُتحمّل إلَّا من قبل الصِّدِّيقين الذين آمنوا بوعد الله تعالى. وقد ذكر أهل البيت عليهم السلام أنّ كلَّ أحد من النّاس يوم القيامة يتمنّى أنّه من زوّار الحسين وأنّ القبر بيده[7].
لِما يَرَون من عظيم الشّأن لزوّاره، وأنّه لو يعلم النّاس حقيقة الكرامات هنالك لَمَاتوا شوقاً وتقطّعت أنفسهم حسرات[8]، وأنّ المؤمن لو يعلم ما أعدّ الله له من الكرامات في عالم الآخرة لكان فرحه بها أشدَّ من جزعه على الحسين[9]، وقد ورد أيضاً لو يعلم الناس ما في زيارته من الخير لاقتتلوا على زيارته بالسيوف، ولباعوا أموالهم في إتيانه[10]، ومن هذه الكرامات ما ألمحت إليها بعض الرّوايات أنَّ رسول الله وعلياً وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم يستقبلون الزوّار ويصافحونهم ويؤانسونهم ويزورونهم ويحدّثونهم ويجلسون معهم على موائد النّور ويكونون معهم في درجاتهم في الجنان والنّاس في الفزع والخوف. وهاهنا نكتفي بذكر بعضها رعاية للاختصار، وهي:
كلّ النّاس يتمنّون يوم القيامة أنّهم من زوّار الحسين عليه السلام
عَنْ عَبْدِ الله الطَّحَّانِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ وهُوَ يَقُولُ «مَا مِنْ أَحَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنَّهُ مِنْ زُوَّارِ الْحُسَيْنِ لِمَا يَرَى مِمَّا يُصْنَعُ بِزُوَّارِ الْحُسَيْنِ عليه السلام مِنْ كَرَامَتِهِمْ عَلَى الله تَعَالَى»[11].
على موائد النّور يوم القيامة
عَنْ صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَوَائِدِ النُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلْيَكُنْ مِنْ زُوَّارِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام»[12].
يزورون الحسين عليه السلام ويسلّمون عليه في الجنّة
عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام: «كَأَنِّي بِالْمَلَائِكَةِ وَالله قَدْ ازْدَحَمُوا الْمُؤْمِنِينَ عَلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام»، قَالَ: قُلْتُ فَيَتَرَاءَوْنَ لَهُ؟ قَالَ: « هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ قَدْ لَزِمُوا وَالله الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَمْسَحُونَ وُجُوهَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ قَالَ وَيُنْزِلُ الله عَلَى زُوَّارِ الْحُسَيْنِ عليه السلام غُدْوَةً وعَشِيَّةً مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَخُدَّامُهُمُ الْمَلَائِكَةُ لَا يَسْأَلُ الله عَبْدٌ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ » قَالَ: قُلْتُ هَذِهِ وَالله الْكَرَامَةُ قَالَ لِي: « يَا مُفَضَّلُ أَزِيدُكَ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ سَيِّدِي، قَالَ: «كَأَنِّي بِسَرِيرٍ مِنْ نُورٍ قَدْ وُضِعَ وَقَدْ ضُرِبَتْ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوَاهِرِ وَكَأَنِّي بِالْحُسَيْنِ عليه السلام جَالِسٌ عَلَى ذَلِكَ السَّرِيرِ وَحَوْلَهُ تِسْعُونَ أَلْفَ قُبَّةٍ خَضْرَاءَ وَكَأَنِّي بِالْمُؤْمِنِينَ يَزُورُونَهُ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ أَوْلِيَائِي سَلُونِي فَطَالَمَا أُوذِيتُمْ وَذُلِّلْتُمْ وَاضْطُهِدْتُمْ فَهَذَا يَوْمٌ لَا تَسْأَلُونِّي حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتُهَا لَكُمْ فَيَكُونُ أَكْلُهُمْ وَشُرْبُهُمْ فِي الْجَنَّةِ فَهَذِهِ وَالله الْكَرَامَةُ الَّتِي لَا انْقِضَاءَ لَهَا وَلَا يُدْرَكُ مُنْتَهَاهَا»[13].
أيام زائر الحسين عليه السلام لا تعدّ من أعمارهم
عَنْ هَيْثَمِ بْنِ عَبْدِ الله الرُّمَّانِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام عَنْ أَبِيهِ عليه السلام قَالَ: «قَالَ أَبُو عَبْدِ الله جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عليه السلام: إِنَّ أَيَّامَ زَائِرِي الْحُسَيْنِ عليه السلام لَا تُحْسَبُ مِنْ أَعْمَارِهِمْ وَلَا تُعَدُّ مِنْ آجَالِهِمْ»[14].
زوّار الحسين في جوار رسول الله وعليٍّ وفاطمة صلوات الله عليهم
عَنْ أَبِي خَالِدٍ ذِي الشَّامَةِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله عليه السلام يَقُولُ «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِي جِوَارِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وَجِوَارِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ فَلَا يَدَعْ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام»[15].
عَنِ الْحَرْثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: «إِنَّ لله مَلَائِكَةً مُوَكَّلِينَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَإِذَا هَمَّ بِزِيَارَتِهِ الرَّجُلُ أَعْطَاهُمُ الله ذُنُوبَهُ، فَإِذَا خَطَا مَحَوْهَا ثُمَّ إِذَا خَطَا ضَاعَفُوا لَهُ حَسَنَاتِهِ، فَمَا تَزَالُ حَسَنَاتُهُ تَضَاعَفُ حَتَّى تُوجِبَ لَهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ اكْتَنَفُوهُ وَقَدَّسُوهُ وَيُنَادُونَ مَلَائِكَةَ السَّمَاءِ أَنْ قَدِّسُوا زُوَّارَ حَبِيبِ الله، فَإِذَا اغْتَسَلُوا نَادَاهُمْ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله يَا وَفْدَ الله أَبْشِرُوا بِمُرَافَقَتِي فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ نَادَاهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَا ضَامِنٌ لِقَضَاءِ حَوَائِجِكُمْ وَدَفْعِ الْبَلَاءِ عَنْكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، ثُمَّ الْتَقَاهُمْ [اكْتَنَفَهُمُ] النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله عَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ حَتَّى يَنْصَرِفُوا إِلَى أَهَالِيهِمْ»[16].
عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ زُوَّارُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ لَا يُحْصِيهِمْ إِلَّا الله تَعَالَى فَيَقُولُ لَهُمْ مَا أَرَدْتُمْ بِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام؟ فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ أَتَيْنَاهُ حُبّاً لِرَسُولِ الله وَحُبّاً لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَرَحْمَةً لَهُ مِمَّا ارْتُكِبَ مِنْهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ هَذَا مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَالْحَقُوا بِهِمْ فَأَنْتُمْ مَعَهُمْ فِي دَرَجَتِهِمْ، الْحَقُوا بِلِوَاءِ رَسُولِ الله، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى لِوَاءِ رَسُولِ الله فَيَكُونُونَ فِي ظِلِّهِ واللِّوَاءُ فِي يَدِ عَلِيٍّ عليه السلام حَتَّى يدخلون [يَدْخُلُوا] الْجَنَّةَ جَمِيعاً فَيَكُونُونَ أَمَامَ اللِّوَاءِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ»[17].
على موائد رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم في الجنَّة
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام «إنَّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَسْكَنُهُ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ الْجَنَّةَ فَلَا يَدَعْ زِيَارَةَ الْمَظْلُومِ»، قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ عليه السلام: «الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَاحِبُ كَرْبَلَاءَ، مَنْ أَتَاهُ شَوْقاً إِلَيْهِ وَحُبّاً لِرَسُولِ الله وَحُبّاً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَحُبّاً لِفَاطِمَةَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَقْعَدَهُ الله عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مَعَهُمْ وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ»[18].
يدخلون الجنَّة قبل الناس
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّ لِزُوَّارِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَضْلًا عَلَى النَّاسِ»، قُلْتُ: وَمَا فَضْلُهُمْ؟ قَالَ: «يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ بِأَرْبَعِينَ عَاماً»[19].
يسكنون مع الحسين عليه السلام في درجته
عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عبدِ الله عليه السلام يَقُولُ «مَنْ أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام تَشَوُّقاً إِلَيْهِ كَتَبَهُ الله مِنَ الْآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأُعْطِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَكَانَ تَحْتَ لِوَاءِ الْحُسَيْنِ عليه السلام حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَيُسْكِنَهُ فِي دَرَجَتِهِ إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ»[20].
لَو يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي زِيَارَتهِ مِنَ الْفَضْلِ لَمَاتُوا شَوْقاً
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام مِنَ الْفَضْلِ لَمَاتُوا شَوْقاً وَتَقَطَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَيْهِ حَسَرَاتٍ» قُلْتُ وَمَا فِيهِ؟ قَالَ: «مَنْ أَتَاهُ تَشَوُّقاً كَتَبَ الله لَهُ أَلْفَ حِجَّةٍ مُتَقَبَّلَةٍ وَأَلْفَ عُمْرَةٍ مَبْرُورَةٍ وَأَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَأَجْرَ أَلْفِ صَائِمٍ وَثَوَابَ أَلْفِ صَدَقَةٍ مَقْبُولَةٍ وَثَوَابَ أَلْفِ نَسَمَةٍ أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ الله وَلَمْ يَزَلْ مَحْفُوظاً سَنَتَهُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ أَهْوَنُهَا الشَّيْطَانُ وَوُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَحْفَظُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَمِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ فَإِنْ مَاتَ سَنَتَهُ حَضَرَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ يَحْضُرُونَ غُسْلَهُ وَأَكْفَانَهُ وَالِاسْتِغْفَارَ لَهُ وَيُشَيِّعُونَهُ إِلَى قَبْرِهِ بِالاسْتِغْفَارِ لَهُ وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ وَيُؤْمِنُهُ الله مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَمِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ أَنْ يروعانه [يُرَوِّعَاهُ] وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَيُعْطَى لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نوراً [نُورٌ] يُضِيءُ لِنُورِهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَيُنَادِي مُنَادٍ هَذَا مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ شَوْقاً إِلَيْهِ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا تَمَنَّى يَوْمَئِذٍ أَنَّهُ كَانَ مِنْ زُوَّارِ الْحُسَيْنِ عليه السلام»[21].
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام مَا لِمَنْ أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ «مَنْ أَتَاهُ شَوْقاً إِلَيْهِ كَانَ مِنْ عِبَادِ الله الْمُكْرَمِينَ وَكَانَ تَحْتَ لِوَاءِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَتَّى يُدْخِلَهُمَا الله الْجَنَّةَ»[22].
إِنَّ الله لَيُبَاهِي بِزَائِرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام
الْمِعْزَى عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام مَا أَلْقَى مِنْ قَوْمِي وَمِنْ بَنِيَّ إِذَا أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا فِي إِتْيَانِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام مِنَ الْخَيْرِ إِنَّهُمْ يُكَذِّبُونِّي وَيَقُولُونَ إِنَّكَ تَكْذِبُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «يَا ذَرِيحُ دَعِ النَّاسَ يَذْهَبُونَ حَيْثُ شَاءُوا وَالله إِنَّ الله لَيُبَاهِي بِزَائِرِ الْحُسَيْنِ وَالْوَافِدُ يَفِدُهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَحَمَلَةُ عَرْشِهِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُمْ أَمَا تَرَوْنَ زُوَّارَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ أَتَوْهُ شَوْقاً إِلَيْهِ وَإِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله أَمَا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي لَأُوجِبَنَّ لَهُمْ كَرَامَتِي وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّتِيَ الَّتِي أَعْدَدْتُهَا لِأَوْلِيَائِي وَلِأَنْبِيَائِي وَرُسُلِي يَا مَلَائِكَتِي هَؤُلَاءِ زُوَّارُ الْحُسَيْنِ حَبِيبِ مُحَمَّدٍ رَسُولِي وَمُحَمَّدٌ حَبِيبِي وَمَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّ حَبِيبِي وَمَنْ أَحَبَّ حَبِيبِي أَحَبَّ مَنْ يُحِبُّهُ وَمَنْ أَبْغَضَ حَبِيبِي أَبْغَضَنِي وَمَنْ أَبْغَضَنِي كَانَ حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أُعَذِّبَهُ بِأَشَدِّ عَذَابِي وَأُحْرِقَهُ بِحَرِّ نَارِي وَأَجْعَلَ جَهَنَّمَ مَسْكَنَهُ وَمَأْوَاهُ وَأُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ »[23].
يُؤْمِنُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَر
عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام مَا تَقُولُ فِيمَنْ زَارَ أَبَاكَ عَلَى خَوْفٍ قَالَ «يُؤْمِنُهُ الله يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَتَلَقَّاهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبِشَارَةِ وَيُقَالُ لَهُ لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي فِيهِ فَوْزُكَ»[24].
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: «يَا مُعَاوِيَةُ لَا تَدَعْ زِيَارَةَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام لِخَوْفٍ فَإِنَّ مَنْ تَرَكَهُ رَأَى مِنَ الْحَسْرَةِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّ قَبْرَهُ كَانَ عِنْدَهُ، أَمَا تُحِبُّ أَنْ يَرَى الله شَخْصَكَ وَسَوَادَكَ فِيمَنْ يَدْعُو لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْأَئِمَّةُ عليهم السلام؟ أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ بِالْمَغْفِرَةِ لِمَا مَضَى وَيُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُ سَبْعِينَ سَنَةً؟ أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا وَلَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ يُتْبَعُ بِهِ؟ أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَداً مِمَّنْ يُصَافِحُهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله؟»[25].
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام: «هَلْ تَأْتِي قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام؟»، قُلْتُ نَعَمْ عَلَى خَوْفٍ وَوَجَلٍ، فَقَالَ: «مَا كَانَ مِنْ هَذَا أَشَدَّ فَالثَّوَابُ فِيهِ عَلَى قَدْرِ الْخَوْفِ، وَمَنْ خَافَ فِي إِتْيَانِهِ آمَنَ الله رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ وَانْصَرَفَ بِالْمَغْفِرَةِ وَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَزَارَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَدَعَا لَهُ وَانْقَلَبَ بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُ سُوءٌ وَاتَّبَعَ رِضْوَانَ الله» ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ[26].
الهوامش:---------------------------------------------------------------------------------------
[1] النساء: 80.
[2] عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق: ج2، ص272، باب 68 ذكر زيارة الرضا عليه السلام.
[3] كامل الزيارات: ج1، ص174، ح71.
[4] كامل الزيارات: ج1، ص161، ح10.
[5] زوار الحسين عليه السلام في عرفة: ص21 - 32.
[6] كامل الزيارات: ج1، ص191، ح1.
[7] ينظر: كامل الزيارات: ج1، ص146، ح1.
[8] كامل الزيارات: ج1، ص154، ح3.
[9] ينظر: بشارة المصطفى: ج1، ص77.
[10] عوالم العلوم، الإمام الحسين عليه السلام للشيخ عبد الله البحراني: ج17، ص504. كامل الزيارات: ج1، ص91-92، ح16.
[11] جامع أحاديث الشيعة للسيد البروجردي: ج12، ص383، باب(44). كامل الزيارات: ج1، ص146، ح1.
[12] وسائل الشيعة، للحر العاملي: ج10، ص330، ح38. كامل الزيارات: ج1، ص146، ح2.
[13] مستدرك الوسائل للمحدث النوري: ج10، ص246، ح[11942]32. كامل الزيارات: ج1، ص135، ح50.
[14] وسائل الشيعة للحر العاملي: ج14، ص414، ح[19484]9. كامل الزيارات: ج1، ص136، ح51.
[15] جامع أحاديث الشيعة للسيد البروجردي: ج12، ص356. كامل الزيارات: ج1، ص137، ح52.
[16] كامل الزيارات: ج1، ص133، ح49. جامع الأخبار للشعيري: ج1، ص26.
[17] كامل الزيارات: ج1، ص141، ح55. جامع أحاديث الشيعة: ج12، ص455.
[18] بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج101، ص66، ح55. كامل الزيارات: ج1، ص141، ح2، الباب الخامس والخمسون، باب من زار الحسين عليه السلام حبا لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة عليها السلام.
[19] كامل الزيارات: ج1، ص137، ح1، الباب الثالث والخمسون، باب أنّ زائري الحسين عليه السلام يدخلون الجنَّة قبل النّاس. وسائل الشيعة للحر العاملي: ج10، ص331، ح40. مسند الإمام الحسين عليه السلام للعطاردي: ج2، ص349، ح66.
[20] كامل الزيارات: ج1، ص142، ح1، الباب السادس والخمسون، باب من زار الحسين عليه السلام تشوّقاً إليه. وسائل الشيعة: ج10، ص388، ح4.
[21] كامل الزيارات: ج1، 142، ح3، الباب السادس والخمسون. بحار الأنوار: ج101، ص18، ح1، باب الإخلاص في زيارة الحسين عليه السلام والشوق إليه. مستدرك الوسائل للمحدث النوري: ج10، ص309، ح[12067]1، الباب 47، (باب استحباب زيارة الحسين عليه السلام حبّاً لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة صلوات الله عليهم...). مسند الإمام الحسين عليه السلام للعطاردي: ج2، ص352، ح76. البكاء على الحسين عليه السلام للشيخ حسن المطوري: ج1، ص186.
[22] جامع أحاديث الشيعة للسيد حسين البروجردي: ج12، ص456، ح4751[8]. وسائل الشيعة للحر العاملي: ج14، ص497، ح[19680]5. بحار الأنوار للمجلسي: ج101، ص18، ح2. مسند الإمام الحسين عليه السلام للعطاردي: ج2، ص353، ح77. تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء للشيخ وسام البلداوي: ج2، ص342. كامل الزيارات: ج1، ص143، ح4.
[23] كامل الزيارات: ج1، ص143، ح5. جامع أحاديث الشيعة: ج12، ص456، ح4752[9]. بحار الأنوار: 101، ص75، ح26. مسند الإمام الحسين عليه السلام: ج2، ص353، ح78. تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء: ج2، ص342. البكاء على الحسين عليه السلام في مصادر الفريقين: ج1، ص186. الموسوعة الكبرى عن فاطمة عليها السلام للشيخ الأنصاري الزنجاني: ج7، ص80.
[24] جامع أحاديث الشيعة: ج12، ص434، الباب 57، (باب زيارة الحسين عليه السلام في حال الخوف...). بحار الأنوار: ج101، ص10، ح38. مسند الإمام الحسين عليه السلام: ج2، ص341، ح44. كامل الزيارات: ج1، ص125، ح1، الباب الخامس والأربعون، باب (ثواب من زار الحسين عليه السلام وعليه خوف). الشعائر الحسينية للشيخ محمد السند: ج3، ص283، ح3.
[25] كامل الزيارات: ج1، ص126، ح3. جامع أحاديث الشيعة: ج12، ص469، باب 57، باب (استحباب زيارة الحسين عليه السلام في حال الخوف. بحار الأنوار: ج101، ص54، ح8. الوافي للفيض الكاشاني: ج14، ص1471، ح14546-25. مسند الإمام الحسين عليه السلام: ج2، ص468، ح3. الأربعين وفلسفة المشي إلى زيارة الحسين عليه السلام للشيخ حيدر الصمياني: ج1، ص24. عارفاً بحقكم للسيد علي الشهرستاني: ج1، ص168.
[26] كامل الزيارات: ج1، ص126-127، ح5، الباب الخامس والأربعون. جامع أحاديث الشيعة: ج12، ص529. بحار الأنوار: ج101، ص121. مسند الإمام الحسين عليه السلام: ج2، ص342، ح47. نظر المظلوم للمظفر: ج1، ص81. الشعائر الحسينية للشيخ محمد السند: ج1، ص363.
اترك تعليق