تعد القيم من المفاهيم الأساسية في ميادين الحياة جميعها، وهي تمس العلاقات الإنسانية بكافة صورها، إذ إنها ضرورة اجتماعية وهي معايير واهداف لا بد أن نجدها في كل مجتمع منظم سواء كان متأخراً أو متقدماً، فهي تتغلغل في نفوس الأفراد على شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات، وتظهر في السلوك الظاهري الشعوري واللاشعوري، وفي المواقف التي تتطلب ارتباط هؤلاء الأفراد، ولا يمكن ان نفرضها على الأفراد وانما تكتسب من خلال تأثير المنزل والمدرسة والمسجد ومن خلال الأصدقاء والأقران والقادة خارج المنزل.[1] وتؤثر القيم في بناء المجتمع ووحدة تماسكه، إذ يؤدي اتساقها في نظام قيمي موحد يجمع عليه أفراد المجتمع إلى تماسك بنية ذلك المجتمع، فإذا ما كانت تلك القيم متسقة ومشتركة بين جميع أعضائه، آدت إلى تماسك بنية ذلك المجتمع، أما إذا كانت غير واضحة في نظام قيمي موحد، أدت إلى صراع بين أفراد ذلك المجتمع، وساد التفكك والضعف، فالنظام القيمي الموحد الواضح هو الذي يسهل عملية تضامن المجتمع، ويزيد من قوة تماسكه، لأنه يعتمد على الأهداف والقيم المشتركة بين أفراده. [2]
لذا فأن المجتمعات بحاجة إلى منظومة قيم تستند عليها عندما تقوم بالتفاعل الإيجابي مع بعضها البعض ويستلزم هذا التشابه في كل مجتمع، إذ تستطيع هذه القيم أن تكفل وتضمن قيم المجتمع وأهدافه ويعتمد ذلك على مدى قبول المجتمعات لمثل هذه القيم أو رفضها إذ إن قبولهم لها يؤدي بالتالي إلى وحدة بناء وتماسك المجتمع ورفضها سيؤدي إلى تفككه وانحلاله. [3]
ومن خلال ما تقدم يتضح إن القيم لها أهمية بالغة بالنسبة للأفراد والجماعات والمجتمع على حد سواء لأنها تتصل اتصالاً مباشراً بالأهداف التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها عن طريق التربية، إذ ترتبط القيم بالتربية وذلك من خلال أهمية القيم في صياغة الأهداف التربوية المبنية على فلسفة التربية والتي تنبثق اصلاً عن فلسفة المجتمع، وتأتي أهمية القيم في تعبيرها عن فلسفة مجتمع ما واطار حياته وتوجيهه للتربية وفلسفتها وأهدافها التي تعتمد في بلورتها وصياغتها على وضوح القيم، لاختيار نوع المعارف والمهارات وتعيين الأنماط السلوكية المرغوبة.[4]
وبذلك يمكن القول إن لكل مجتمع تربيته الخاصة والتي تعكس فلسفته وأهدافه وظروف حياته، والوان نشاطه، وقيمه ومعتقداته، أي تعكس عموماً ايديولوجيته في الحياة، لتجعل الصغار يشبون على هذه الايديولوجية، فينضمون إلى حملتها من الكبار. [5]
ولقد سعت التربية الإسلامية إلى ذلك من خلال تربية الذات الإنسانية والتي تعد محور نشاط هذه التربية وبها تتشكل ذات الإنسان المسلم عن طريق عملية تنمية وتغذية لمواهب الإنسان بصورة متزنة، وهي لهذا تتعهد بناء الإيمان والعلم والخلق والعمل الصالح بصورة متلاحمة منسجمة. [6]كما تؤكد التربية الإسلامية أهمية التمسك بالقيم الروحية والخلقية فضلاً عن حرية الفكر والانفتاح على المصادر المختلفة للثقافة وأن تنمي في الفرد قدرات ومهارات واتجاهات معينة مثل العمل بروح الفريق وتغليب المصلحة المشتركة وكذلك أهمية العمل. [7]
وإذا كانت القيم الخلقية التي تشكل في ضوئها أهداف التربية الخلقية تختلف من مجتمع إلى آخر إذ اختلف الفلاسفة فيما بينهم في تفسيرها، ففسرها بعضهم تفسيراً بيولوجياً ومنهم من فسرها تفسيراً اجتماعياً، واختلفوا ايضاً في معنى الحق والخير فأصبحت لهم فيها مذاهب متعددة وأراء مختلفة لا تستند إلى اصل ثابت ومنبع واحد، فنرى " كونفوشيوس " يؤمن بان المرء يولد مفطوراً على الخير وفي ذلك يقول: ((إن الناس يولدون خيرين سواسية بطبيعتهم، وكاُنهم كلما شبوا اختلف الواحد منهم عن الآخر تدريجياً وفق ما يكتسب من عادات))[8]، في حين على العكس من ذلك نجد ان " جون لوك " يجد إن (التربية هي أساس الأخلاق وليست الفطرة). [9] ويرى " اوجست كونت " إن الأخلاق (عملية وضعية، نسبية متغيرة ليست مطلقة، اجتماعية ليست فردية، منهجية ليست تلقائية) [10]. إلا أن هذا الاختلاف لا محل له في الإسلام، فالقيم الخلقية في الإسلام يصورها القران الكريم، وقد تشكلت بصورة حية في أخلاق الرسول (صلى الله عليه وآله)، وعلى هذا، فلا اختلاف ولا مذاهب شتى في القيم الخلقية المستمدة منها فقد سئلت عائشة، عن خلق الرسول فقالت (كان خلقه القران). [11] وبما إن الفكر انعكاس صادق لحياة الجماعة الإنسانية، فان نوعه يتحدد بنوع هذه الحياة وبالإطار العقائدي الذي يوجه مسارها، وطالما أننا نعيش في مجتمع إسلامي، فان الفكر الذي يعكس حياتنا الثقافية والأخلاقية – في المجال التعليمي – هو الفكر التربوي الإسلامي بكل أصوله وركائزه ومحدداته ومقوماته وأساليبه النابعة من شريعتنا الإسلامية من ناحية، ومن واقعنا الإسلامي من ناحية ثانية، ومن تطلعاتنا المستقبلية من ناحية ثالثة. [12]
ولقد سجلت حركة الفكر صفحة من أروع صفحاتها في التاريخ بظهور الإسلام وانتصاره وانتشاره، إذ أطلق حريات الإنسان وحطم القيود التي فرضت على عقله وأرادته لانه انتقل بالعرب من القبيلة إلى الأمة ومن التعددية إلى التوحيد ومن الخرافة والأسطورة إلى العقل والمنهج العلمي. [13] وبذلك بلغ المسلمون مكانة رفيعة بين الأمم من خلال تمسكهم بالمثل والقيم العليا التي ينطوي عليها جوهر دينهم، ونتيجة هذه الحركة الفكرية تركوا لنا الكثير من المصادر والمؤلفات الإسلامية المكتوبة والمنقولة والتي تضمنت خلاصة فكرهم وإبداعهم الحضاري والثقافي ما يشكل اليوم التراث العربي الإسلامي والذي يشكل الفكر التربوي جانباً مهماً من هذا التراث بما يتضمنه من آراء ومواقف وقيم تربوية صائبة ودروس تفيدنا في فكرنا التربوي المعاصر نستطيع من خلاله ردم فجوات الضعف في معتقداتنا وممارستنا التربوية. [14]
وهنا حقيقة من الضروري التوقف عندها، وهي أن الكثير من الجهود الفكرية في المجالات التربوية وغيرها، لم تتجاوز مرحلة التأرجح والمراوحة بين الكلام عن القيم التربوية الإسلامية وعطائها الحضاري والتاريخي، مع العجز عن تطوير وسائلها ورؤيتها وأدواتها المعاصرة، وبين القيم التربوية الغربية ومحاولة دفع الافتتان بها، سواء كانت هذه الجهود في مجال المقارنة وبيان التميز في النظرية والإنتاج، أو كانت هذه الجهود في مجال المقاربة ومحاولة التفتيش عن المواقع المشتركة، لعل ذلك يعطي القيم التربوية الإسلامية بعض الثقة عند (الآخر) أو عند تلامذته في الواقع الإسلامي. [15]
ومما ينبغي لنا عمله في هذه المرحلة هو تمثل تراثنا بشكل صحيح، ومن ثم القدرة على غربلته وفحصه والإفادة من العقلية المنهجية التي أنتجته، والقدرة على إنتاج فكري معاصر يوازيه، وليس كما يفعل البعض من الوقوف أمام التراث للتبرك والمفاخرة من غير أن تكون له القدرة على العودة إلى الينابيع التي استمد منها، فينتج تراثاً معاصراً قادراً على قراءة مشكلات العصر، وتقديم الحلول الموضوعية الموافقة لحركة الحياة. [16]
إذ إن التراث هو الذي يحمل عناصر الأصالة[17]، ومن خلاله يتعلم الإنسان أسلوب حياته وأنماط سلوكه وقيمه وعاداته وتقاليده، فهو أصالة في المعرفة وعمق في التفكير، وغنى لا يفنى، وأساس وطيد لكل جديد، وزرع الثقة بالنفس، والوسيلة الفعالة للتقدم والتطور.[18]
وقد جاءت الرسالة الإسلامية الخاتمة لهداية الإنسان، وتحريره من جميع ألوان الانحراف في فكره وسلوكه، وتحريره من ضلال الأوهام ومن عبادة الآلهة المصطنعة، وتحريره من الانسياق وراء الشهوات والمطامع، وتهذيب نفسه من بواعث الأنانية والحقد والعدوان، وتحرير سلوكه من الرذيلة والانحطاط.
وقد اختصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الهدف الأساسي من البعثة بقوله المشهور: (إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وقد واصل الأوصياء والأئمة من أهل البيت عليه السلام هذه المهمة لتترجم في الواقع في أعمال وممارسات وعلاقات، ولهذا كانت القيم الأخلاقية هي المحور الأساسي في حركاتهم، وقد جسد الإمام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة المفاهيم والقيم الأخلاقية الصالحة، وضرب لنا وأصحابه وأهل بيته أروع الأمثلة في درجات التكامل الخلقي. [19]
والإسلام، ثورة فكرية وأخلاقية، ثورة قيمية أبرزت حقائق وأقرت تعاليم. وهو ثورة إنسانية إذا ما قيست بهمجية الحياة العربية الغابرة، وضيق الايديولوجيات الدينية السابقة مثل الوثنية واليهودية. وهذه الثورة الإسلامية الإنسانية تتميز بأنها ثورة مستمرة ومستجدة، آية ذلك إقرارها قيماً إنسانية تضع الإنسان في أسمى منزلة على الأرض وتحله مرتبة منفردة لا يضاهيها سواها لدى سائر الكائنات الحية. [20]
أن الثورات والحركات المقدسة، قد ابتدأت في الحقيقة بالأنبياء العظام، وقد ورد ذكر تلك الثورات، والحركات المقدسة، وجهاد الأنبياء المقدس في سورة الشعراء إذ يذكر القرآن الكريم قصص موسى وإبراهيم ونوح وهود ولوط وصالح وشعيب وخاتم الأنبياء محمد (صلوات الله عليهم جميعاً)، بأنهم قاموا في سبيل مكافحة عبادة الأصنام والنضال ضد الظلم والاستبداد والجهل والتعصب والإسراف والتبذير والإفساد في الأرض والفحشاء والامتيازات الاجتماعية الوهمية.
وقد سلك الإمام الحسين عليه السلام الطريق نفسه الذي سلكه الأنبياء، لكنه بالطبع واجه ظروفاً غير تلك التي واجهت الأنبياء والسبب في سيره على خط الأنبياء والصالحين الذي دعا إليه الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم محمد(صلى الله عليه وآله) وقدم نفسه الطاهرة قرباناً هو الانحراف الذي حدث في ذلك الوقت على يد الحكام والعزوف عن اتباع الحق والأقوال الواردة في تاريخ عاشوراء خير دليل على ذلك إذ قال عليه السلام وهو يخاطب الجموع من حوله ناصحاً لهم باتباع الحق والرجوع عن الباطل (آلا ترون أن الحق لا يعمل به، وان الباطل لا يتناهى عنه...) وامثالها الكثير والتي تدعو إلى ضرورة التمسك بالقيم الإسلامية والعمل بها. لقد أراد الإمام أن يسجل اعتراضه، وعدم رضاه ومطالبته بالعدالة والحق (وبالتالي نشر راية الإسلام) بواسطة سيل من الدماء التي تدفقت من بدنه وأبدان أهله واصحابه، والتاريخ يثبت لنا أن الخطب والأقوال التي تسجل بالدم لا يمكن أن تمحى من الوجود أبداً، ذلك إنها تعبر عن خلوص نية، وعمق إرادة، وكمال إخلاص، وصفاء فكر. [21]
وإننا في هذا الزمان – كما كان الناس قَبْلَنا – بحاجة إلى فكر نوراني ملهب ورشيد في آن واحد كفكر الإمام الحسين عليه السلام ، وإلى الانفتاح الإنساني الواسع على شخصيته عسى أنْ نستفيد من مخزونه الروحي والقيمي والثقافي واستثماره في معالجة قضايانا الكئود، وحل إشكاليات الإنسان العميقة في هذا العصر.
فلم يعد الحسين مجرد ثورة وحركة جهادية، بل هو مشعل نور متوهج ومتألق في كل شيء.
وإذا كان الناس قد أفرطوا في حب الحسين والتأثر بمواقفه السياسية والجهادية، فإننا نطالبهم بالإفراط في اتخاذه قدوتهم في المعرفة والأخلاق والإصلاح الاجتماعي والأدب والتربية الجهادية والانتصار على شهوات الذات، والمبالغة في الارتباط بكل جانب من جوانب حياته المضيئة. (فالإنسان المؤمن وغير المؤمن بحاجة إلى معرفة " الحسين " الثائر" والحسين " المصلح الاجتماعي " وبحاجة لروح الحسين " العرفاني " والحسين " الشاعر "والحسين " المربي " والحسين " المرشد الأخلاقي " والحسين " السياسي " المتمكن، والحسين المجاهد المقاتل الذي لا يأبه " الموت " ولا يخافه.
وبذلك يمكن أنْ يتحول المنبر الحسيني إلى منظومة ثقافية واسعة، وحركة عقلانية منظمة تطل على شخصية الإمام من جوانبها جميعها دون تركيز على " الجانب المأساوي " وحده، نعتز به ميراثاً إنسانياً لا فعلاً يختصر شخصية الحسين ويهمش فعاليتها، بل ينبغي تفحص تراث الإمام الحسين عليه السلام في الفكر والعلم والتربية والأخلاق والقيم والأدب والشعر والعرفان الروحي، والإصلاح الاجتماعي، والنشاط السياسي، وأنْ تعقد حواراً بين هذا التراث والواقع الإنساني، فتستنطقه الأمة في قضاياها الإنسانية المعاصرة، وتستمد منه معرفة مستنيرة قادرة على مواجهة إشكاليات العصر.
الهوامش:-----------------------------------------------
[1]. بكر، عبد الجواد السيد: فلسفة التربية الإسلامية في الحديث الشريف، ط1، مصر، دار الفكر العربي، 1983، ص81.
[2]. زاهر، ضياء: القيم في العملية التربوية، مؤسسة الخليج العربي، 1984، ص8-9.
[3]. نشواني، عبد الحميد: علم النفس التربوي، عمان، دار الفرقان للنشر والتوزيع، 1984، ص95.
[4]. ابو العينين، علي خليل: القيم الإسلامية والتربية، المدينة المنورة، مكتبة ابراهيم الحلبي، 1988، ص36.
[5]. النوري، عبد الغني، وعبد الغني عبود: نحو فلسفة عربية للتربية، القاهرة، دار الفكر العربي، ط1، 1976، ص23.
[6]. بكر، عبد الجواد السيد: المصدر السابق، ص170.
[7]. حجاج، عبد الفتاح: التربية والمجتمع عبر العصور، المؤتمر الفكري الثالث لاتحاد التربويين العرب، الأمانة العامة للاتحاد، بغداد، 1978، ص55.
[8]. الشهرستاني، ابو الفتح: الملل والنحل، تحقيق محمد الكيلاني، القاهرة، مطبعة البابي، 1317هـ، ص22.
[9] عسكر، علاء صاحب : نحو رؤية للقيم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، أطروحة دكتوراه، كلية التربية(ابن رشد)، جامعة بغداد، 2002، ص171.
[10] بديوي، السيد محمد: الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع، القاهرة، دار المعارف، 1980، ص168.
[11] بكر، عبد الجواد السيد: المصدر السابق، ص229.
[12] احمد، لطفي بركات: في الفكر التربوي الاسلامي، الرياض، دار المريخ، ط1، 1982، ص9.
[13] العزب، مرسي محمد: حرية الفكر، بيروت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1979، ص10.
[14]. العزب، مرسي محمد: المصدر السابق، ص786.
[15]. عبد المجيد بن مسعود: القيم الإسلامية التربوية في المجتمع المعاصر، (كتاب الآمة-67)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مركز البحوث والدراسات، 2004، ص20
[16]. حسنة، عمر عبيد: مراجعات في الفكر والدعوة والحركة، الرياض، الدار العالمية للكتاب الاسلامي، ط2، 1992، ص20.
[17]. الاصالة: التميز بالجودة والابتكار وتنطبق عادة على الثقافات التي لم تتخللها عناصر أجنبية. (المصدر: المشايخي، اركان سعيد: الفكر التربوي العربي الإسلامي لدى الرازي والنووي وابن القيم، أطروحة دكتوراه، كلية التربية (ابن رشد)، جامعة بغداد، 1993، ص7).
[18]. فهد، ابتسام محمد: الفكر التربوي العربي الإسلامي لدى بعض فلاسفة العرب والمسلمين في القرنين الرابع والسادس الهجريين، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة بغداد، 1994، ص2.
[19]. محمود العذاري: القيم الأخلاقية في النهضة الحسينية، شبكة الشيعة الإسلامية.
[20]. العوا، عادل: المؤتمر الفكري التربوي الإسلامي، الأصول والمبادئ، المنظمة العربية للتربية والثقافة، تونس، 1987، ص229.
[21]. المطهري، مرتضى: الملحمة الحسينية، بيروت، ط1، الدار الإسلامية، 1990، 3/333-343.
اترك تعليق