مدى انطباق مفهوم الشعائر على أهل البيت (عليهم السلام)

يندرج عنوان أهل البيت من شعائر الله في خاصية المعنى العام للشعائر، كونها دين الله ولاسيما في مسألة التعاطي لهذا المعنى العام، ويمكن أن نتوضح هذه الخاصية من خلال العديد من الآيات القرآنية التي نزلت بحق أهل البيت (عليهم السلام) موضحة وكاشفة عن موقع ومكانة أهل البيت (عليهم السلام) عند الله تعالى، والذي دفع علماء الأمة ومن كلا الطرفين في كتب التفسير أن يثبتوها في كتبهم، كما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بين ما أُبْهِمَ وفصل ما أُجمِلَ من تلك المكانة والحقوق من خلال ما أوضحه بحديثه من دلالة تلك الآيات لأصحابه سواء ما كان فيها بالسنة القولية أو الفعلية.

وقد ورد هذا المعنى العاكس لتلك المكانة في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [1].

فقد أشارت أم المؤمنين أم سلمة[2]، إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جلل الحسن والحسين وعلياً وفاطمة كساءً ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: أنا معهم يا رسول الله؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنك على خير"[3]. وقال الرازي: " إنّ الآية تدل على أن هؤلاء الخمسة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين مطهرون من الذنوب الصغيرة والكبيرة" [4].

والمستفاد من كلام الرازي أن هذا دليل عصمتهم سلام الله عليهم، والمعصوم أولى بأن يتبع ويقتدى به كونه القدوة الصالحة المنزهة عن الأخطاء والذنوب صغيرة كانت أم كبيرة. وقد أثبتت السنة المكرمة هذا المعنى القرآني بقول الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب "[5].

كما ورد هذا المعنى في قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}[6]. أجمع المفسرون بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت (عليهم السلام) وأن أبناءنا إشارة إلى الحسن والحسين (عليهما السلام) ونساءنا إشارة إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأنفسنا إشارة إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)[7]. وورد أيضاً في قوله تعالى: {قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[8]، وأن ذا القربى المقصودين بقوله هم علي وفاطمة والحسن والحسين[9]. يلاحظ أن هذا النص الذي يشير إلى أن احتجاج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بأهل بيته على صدق دعواه بالنبوة وأن ورود الاحتجاج والابتهال بهم ورد من الله تعالى لنبيه انعكاس واضح للمنزلة التي يحظى بها أهل بيت النبوة عند الله تعالى وعند رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن هذه الحظوة قد جاء بها أشعاراً للأمة لكي تمارس شعائرها ما يعكس تلك الخصوصية التي اختصهم الله بها.

وفي قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينًا} [10].

لقد كان تمام الدين، وكمال النعمة والرضا بالإسلام ديناً، بأن نصب علياً إماماً للأمة باختيار الله وجعله وتنصيبه من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ما أشعر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمة بذلك في بيعة غدير خم([11]) فقد روي عن أبي سعيد الخدري([12]) أنّه قال:" دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس في غدير خم إليه فأخذ بضبع عليٍّ (عليه السلام) حتى بان بياض أبطي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لم يفترقوا حتى نزلت تلك الآية. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال ِمن والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله"[13].

ولا أرى أن شعاراً أعظم عند الله - بعد التوحيد - من شعار النبوة والإمامة فهما من أصول الإسلام الكبرى والذي يلزم عدم الإيمان بالأولى عدم الإيمان بالله ولا يكتمل الإيمان بالأولى حتى يكون الإيمان بالثانية. وكما عرَّف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمة بإمامة عليٍّ (عليه السلام) من خلال مرسوم التولية عرَّف أيضاً بمكانة سبطيه في كونهم إمامين بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الحسن والحسين إمامان إن قاما أو قعدا"[14].

ويعكس تلك المكانة قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}[15] وهو إشعار من الله أن نلتف حول أهل البيت (عليهم السلام) ونتمسك بهم ونأخذ من علومهم، لأنهم حبل الله الممتد بين الأرض والسماء. وما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يثبت ذلك ويوضحه وهو يشير إلى عليٍّ (عليه السلام) " هذا حبل الله الذي من تمسك به عُصِمَ به في دنياه، ولم يضل في آخرته "[16]، كما جاء حديث الثقلين المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليشمل جميع عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ما روي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض "[17]. وقد أوضح الإمام الصادق (عليه السلام) معنى الحبل في بيان قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا}[18] قال الإمام نحن الحبل[19] كما جاء عن الإمام الباقر(عليه السلام) في بيان قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ}[20] قال الإمام الباقر (عليه السلام) حبل من الله كتابه، وحبل من الناس علي بن أبي طالب (عليه السلام)[21].

وفي قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}[22].

أراد الله لأهل هذا البيت - أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يرفع ويعظم لدى جميع المسلمين وجاء في هذا المعنى ما رواه أنس بن مالك[23] عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " بعد أن قرأ رسول الله الآية الآنفة الذكر، فقام إليه رجل وقال: أي البيوت هذه يا رسول الله؟ قال بيوت الأنبياء، فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت عليٍّ وفاطمة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نعم من أفاضلها "[24]، وفي قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}[25] وفي ذلك يقول عليٌّ (عليه السلام) " نحن البيوت التي أمر الله تعالى أن تؤتى من أبوابها "[26] ومما يعضد ذلك القول قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[27] وقوله تعالى: {رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهل الْبَيْتِ}[28].

فالإذن برفع بيوت الأنبياء والأوصياء مطلق. والمراد بالرفع هو التعظيم وقيل برفعها رفع الحوائج فيها إلى الله تعالى[29].

إن الله تعالى جعل الصفا والمروة من الشعائر والحرمات التي يجب احترامها، فكيف بالبقاع المقدسة التي تضمنت أجساد الأنبياء والأولياء فإنها أولى بأنْ تكون شعاراً للدين كيف لا وهي من البيوت التي أذن الله تعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه وقد مر فيما سبق أن الشعائر هي أعلام طاعة الله، أو ما جعل علماً لطاعة الله أن يعلم بأنه شعار منصوب من قبله تعالى وأنّ إشعار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكانة أهل البيت (عليهم السلام) من خلال حديثه وما نزل بحقهم من آيات مباركة لا تدع مجالاً للشك أنّهم أعلام طاعته ومن شعائره العظمى التي يجب على الأمة احترامها وتعظيمها.

كما يتوضح لنا خاصية أهل البيت (عليهم السلام) كونهم من شعائر الله في الأحاديث النبوية الواردة بحق آل البيت (عليهم السلام) وبيان منزلتهم، وأنّها من الكثرة بحيث ذكرها مختلف علماء الأمة ومن أبرز تلك الأحاديث قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق "[30] ومنها قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أهل البيت أمان للأمة "[31] وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض "[32] وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني "[33].

وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن حب عليٍّ قذف في قلوب المؤمنين، فلا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق "[34] وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني"[35]. وفي الحسين (عليه السلام) يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) " الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة "[36] وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط "[37] وقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): " الحسين أحب أهل الأرض إلى أهل السماء "[38] وعند سماع بكاء الحسين (عليه السلام) يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " إن بكاءه يؤذيني "[39].

وأشار الزرندي الحنفي إلى قول الرازي[40] الذي قرن فيه حرمة العترة الطاهرة بحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشار إلى اشتراك أهل البيت (عليهم السلام) في خمسٍ من الصفات التي وصف بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أولها محبته كما في قوله تعالى: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}[41] وقوله تعالى لأهل بيت النبي {قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[42] وثانيها: تحريم الصدقة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تحل الصدقة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا لآل محمد إنما هي أوساخ الناس.

وثالثها: الطهارة، قال الله تعالى: {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}[43] أي يا طاهر. وقال الله تعالى لأهل بيته: {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[44]. ورابعها: السلام عليك أيها النبي، وقال لأهل بيته: {سَلامٌ عَلَى آِلْ يَاسِينَ}[45].

وخامسها: في الصلوات على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والصلاة على الآل في التشهد[46].

وقد قرن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محبته بمحبة آل البيت (عليهم السلام) وهو ما رواه ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " أحب الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله ,وأحبوا أهل بيتي لحبي "[47] وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه , وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله "[48] وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) " معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب"[49].ويعلق القاضي عياض على ذلك بقوله: " قال بعض العلماء، حقوقهم (آل محمد) هي معرفة مكانتهم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا عرف ذلك عرف وجوب حقهم، وحرمتهم بسببه "[50].

لم تقتصر انعكاسات خاصية كون أهل البيت عليهم السلام من شعائر الله في القرآن الكريم والأحاديث النبوية والتي وضعت أساساً مهماً يوضح العلاقة الترابطية بين أفعال العباد ونظرتهم وإتباعهم لآل البيت كقرين مكمل لهذه الأفعال، بل جاءت أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) موضحة لهذا الأساس المهم وبيان كيفية التعاطي معه من قبل العباد، فالأحاديث الواردة على لسان أهل البيت عليهم السلام أكدت هذا المعنى، وقد أشار أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لذلك بقوله: " نحن الشعائر والأصحاب " [51] وعرف الإمام علي (عليه السلام) معنى الأصحاب في موضع آخر حينما قال: " نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة "[52] إشارة منه صلوات الله عليه إلى قوله تعالى: {وَنَادَى أصحاب الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ}[53].

قد جاء في إحدى خطب الإمام علي (عليه السلام) قوله: " نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً"[54]، والى ذلك المعنى يصف الإمام زين العابدين (عليه السلام) جده أمير المؤمنين في خطبته المشهورة بالشام إمام يزيد[55] بقوله: "... من العرب سيدها، ومن الوغى ليثها، وارث المشعرين وأبو السبطين، الحسن والحسين... "[56] فقد أشار الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى موضع المشعرين، والمشعر هو موضع الشعائر وأولى الشعائر هي بيت الله والمشعر الثاني هو موضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة[57]، ووصف الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) جده أمير المؤمنين بأنه وارث المشعرين، ولم يرث الإمام بطبيعة الحال موضعاً بل المراد به أنّه ورث التوحيد إذ كانت مكة[58] رمز شعار التوحيد وعلماً من أعلام طاعة الله، وورث الرسالة إذ كانت النبوة هي الدالة على الله وعلماً من أعلام طاعته ولا يقبل توحيد إلا من خلال النبوة، والأنبياء هم الأدلاء على الله، وأعلامه الكبرى وشعائره العظمى.

وأكد الإمام الحسن (عليه السلام) ذلك المعنى إمام معاوية لما قام خطيباً، فقال: " أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن من خضعت له قريش رغما، أنا ابن من سعد تابعه وشقي خاذله أنا ابن من جعلت له الأرض مسجداً وطهورا أنا ابن من كانت إليه أخبار السماء تترى "[59].

يبرز الإمام الحسن (عليه السلام) مكانة آل محمد عليهم السلام ويؤكد ذلك المفهوم أنه ابن لتلك الشعائر وأنه سليل نبوة وابن خاتم النبوة.

لقد جاءت تأكيدات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في أكثر من مناسبة بإعلام الأمة أنهم من شعائر الله مما ألقى بالمسؤولية على المسلمين في الحفاظ على تلك الحرمات وتعظيمها ولزوم الاقتداء بها وأتباعها. وهو ما أكده الإمام الحسين (عليه السلام) في خطبة له زمن معاوية قائلاً: " نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الأقربون، وأهل بيته الطيبون، وأحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثاني كتاب الله... فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة "[60]. فالإمام الحسين (عليه السلام) يمثل شعار الإمامة التي مثلت البعد الحقيقي الذي يربط حركة الحسين (عليه السلام) بحركة الأنبياء والذي عبر عنه أئمة أهل البيت في زيارة الحسين (عليه السلام) عن تلك الحقيقة وبعدها الديني حينما أكدوا تلك الرابطة الشعائرية.

((السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله))[61].

وهذا يدل على أن الإمام الحسين (عليه السلام) جزء أصيل من تلك البنية الشعائرية التي لا تنفك عن حركة الأنبياء (عليهم السلام) في بعديه الزمني والمكاني.

وقد عبر الإمام الباقر (عليه السلام) عن مدى أهمية ومركزية شعار الإمامة بين شعائر الله الكثيرة بقوله: " بني الإسلام على خمس على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية "[62].

فأئمة أهل البيت عليهم السلام من شعائر الله لم يكن لكونهم أولاداً نسبيين فقط لرسول الله إنما كونهم أئمة معصومين نص عليهم القرآن وبينه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام الحسين (عليه السلام) هو امتداد لحركة الأنبياء وامتداد طبيعي لرسول الله الذي عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك الامتداد الرسالي بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "حسين مني وأنا من حسين "[63].

وأشار الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى ذلك الامتداد في خطبته بالشام بعد مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله: " أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى أنا ابن خير من طاف وسعى، أنا ابن خير من حج ولبى، أنا ابن من حمل على البراق في الهوى... أنا ابن من صلى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى... أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين، ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين... أبو السبطين الحسن والحسين علي بن أبي طالب، أنا ابن فاطمة الزهراء، وسيدة النساء وابن خديجة الكبرى. أنا ابن المرمل بالدماء، أنا ابن ذبيح كربلا، أنا ابن من بكى عليه الجن في الظلماء، وناحت الطير في الهواء... "[64].

كشف الإمام زين العابدين (عليه السلام) الزيف الأموي الذي سوق للناس أن هؤلاء خوارج وأراد الإمام أن يعلم الناس أنّه ابن تلك الشعائر الإلهية التي أمروا بتعظيمها واحترامها وعدم انتهاك حرماتها والتي تجاوز عليها الأمويون عدواً بالقتل والسبي ولم يراعوا أي حرمة لله فيهم تلك الحرمات التي أوضحها القرآن الكريم. قال تعالى: {وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ}[65] والحرمة هي ما لا يحل انتهاكه[66] وقوله تعالى: {لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ}[67] أي لا يحل ما حرم الله منها بانتهاك حرمتها ودعا إلى تعظيم حرمات الله[68].

قال الإمام الصادق (عليه السلام): " لله عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء، كتابه وهو حكمته ونوره، وبيته الذي جعله قبلة للناس، لا يقبل من أحد التوجه إلى غيره، وعترة نبيكم صلى الله عليه وآله "[69]. وفي رواية أخرى للإمام الصادق (عليه السلام) قال: " لله عز وجل في بلاده خمس حرم، حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحرمة آل الرسول وحرمة كتابه عز وجل، وحرمة الكعبة، وحرمة المؤمن "[70].

أما الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) فيوضح في بيان قوله تعالى: {وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ}[71] بقوله (عليه السلام) هي ثلاث حرمات واجبة فمن قطع منها حرمة فقد أشرك بالله: انتهاك حرمة الله في بيته الحرام، تعطيل الكتاب والعمل بغيره، قطيعة ما أوجب الله من فرض مودتنا وطاعتنا "[72]. وجاء التأكيد عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في حفظ تلك الحرم والمحافظة عليها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن لله حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئاً: حرمة الإسلام وحرمتي، وحرمة عترتي "[73].

والذي يستفاد من هذه الأحاديث الشريفة الاتفاق على نقطة جوهرية هي عدم التعدي على حرمات الله ومنها أهل بيت النبي (عليهم السلام) والملاحظ من هذه الأحاديث هو اقتران العترة بحرمات الله والتأكيد على تلك الحقيقة فالمطالبة بالحفاظ والاهتمام والالتزام بآل البيت عليهم السلام لأنهم من شعائر الله. وقد أوضحت زيارة المعصومين للإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام[74] عن ذلك التلازم الذي عبر عنه المعصوم بقوله: " لعن الله أمة استحلت منك المحارم، وانتهكت فيك حرمة الإسلام... "[75].

الهامش:-----------------------------------------------------------

([1]) سورة الأحزاب: الآية 33.

([2]) أم سلمة: هند بنت أبي أمية أم المؤمنين المخزومية وهي آخر أمهات المؤمنين موتاً، ماتت في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. ينظر: ابن سعد: الطبقات 8 / 86؛ ابن حبان: الثقات 3 / 439؛ الذهبي: الكاشف 2 / 519؛ ابن حجر العسقلاني: الإصابة 8 / 221.

([3]) أحمد بن حنبل: المسند 6 / 304؛ وينظر: ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 13 / 204؛ المقدسي: ذخيرة الحفاظ 2 / 783؛ ابن الأثير: أسد الغابة 3 / 413؛ المزي: تهذيب الكمال 6 / 229؛ ابن كثير: تفسير 3 / 485؛ السيوطي: الدر المنثور 6 / 604.

([4]) التفسير الكبير 2 / 700.

([5]) الفسوي: المعرفة والتاريخ 1 / 269؛ وينظر الحسكاني: شواهد التنزيل 2 / 48؛ ابن كثير: البداية والنهاية 2 / 257؛ السيوطي: الدر المنثور 6 / 606؛ الآلوسي: روح المعاني 22 / 14.

([6]) سورة آل عمران: الآية 61.

([7]) السمعاني: تفسير1/327؛ ابن عربي: أحكام القرآن 1/360؛ ابن الجوزي: زاد المسير1/399.

([8]) سورة الشورى: الآية 33.

([9]) أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 669؛ الدولابي: الذرية الطاهرة 74؛ الطبراني: المعجم الكبير 3 / 47 ؛ الطبرسي: مجمع البيان 9 / 48.

([10]) سورة المائدة: الآية 3.

([11]) غدير خم: اسم موضع، وهو على ثلاثة أميال من الجحفة. ينظر، ياقوت الحموي: معجم البلدان 2/389.

([12]) أبو سعيد الخدري، سعيد بن مالك الأنصاري صحابي معروف. كان من الحفاظ المكثرين والعلماء والفضلاء العقلاء، روى عن جماعة من الصحابة والتابعين، مات سنة (74 هـ / 693م) ودفن بالبقيع وله (84) عاماً. ينظر، الذهبي: تذكرة الحفاظ 1 / 441؛ سير أعلام النبلاء 3 / 168؛ ابن حجر العسقلاني: الإصابة 3 / 65.

([13]) أحمد بن حنبل: المسند 4 / 281؛ وينظر، النسائي: خصائص أمير المؤمنين 96؛ الحسكاني: شواهد التنزيل 10 / 249؛ ابن الأثير: أسد الغابة 1 / 367.

([14]) الفتال النيسابوري: روضة الواعظين 156؛ وينظر، ابن شهرآشوب: المناقب 3 / 163.

([15]) سورة آل عمران: الآية 103.

([16]) القاضي النعمان: شرح الأخبار 2 / 207؛ وينظر، النعماني: الغيبة 42؛ ابن شهرآشوب: المناقب 2 / 273.

([17]) أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 585؛ وينظر، المسند 3 / 14؛ الترمذي: السنن 5 / 663.

([18]) سورة آل عمران: الآية 103.

([19]) الطوسي: الأمالي 272؛ ابن شهرآشوب: المناقب 2 / 273؛ المجلسي: البحار 24 / 52.

([20]) سورة آل عمران: الآية 112.

([21]) العياشي: التفسير 1 / 196؛ القاضي النعمان: شرح الأخبار 2 / 207.

([22]) سورة النور: الآية 36.

([23]) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خدمه عشر سنين، مات سنة (93 هـ / 711م) وقد جاوز المائة. ينظر، البخاري: التاريخ الكبير 2 / 27؛ ابن حبان: الثقات 3 / 4؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء 3 / 395؛ ابن حجر العسقلاني: تقريب التهذيب 1 / 115.

([24]) الثعالبي: تفسير 7 / 107؛ ابن البطريق: العمدة 66 – 67؛ السيوطي: الدر المنثور 6 / 203.

([25]) سورة البقرة: الآية 189.

([26]) الطبرسي: الاحتجاج 1 / 337.

([27]) سورة الأحزاب: الآية 33.

([28]) سورة هود: الآية 73.

([29]) الحسكاني: شواهد التنزيل 1 / 533؛ وينظر، الطبرسي: مجمع البيان 7 / 253؛ السيوطي: الدر المنثور 6 / 203؛ الآلوسي: روح المعاني 18 / 174 – 175.

([30]) الطبراني: المعجم الأوسط 6 / 85؛ الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين 2 / 373؛ أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء 4 / 306؛ الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 12 / 91؛ السيوطي: الخصائص الكبرى 2 / 466.

([31]) القاضي النعمان: شرح الأخبار 3 / 13؛ البروجردي: جامع أحاديث الشيعة 1 / 72.

([32]) أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 671؛ وينظر، القاضي النعمان: شرح الأخبار 2 / 502؛ ابن البطريق: العمدة 308؛ ابن طاووس: الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 132؛ المحب الطبري: ذخائر العقبى 17.

([33]) ابن أبي شيبه: المصنف 6 / 388؛ البخاري: الصحيح 3 / 1361؛ النسائي: السنن الكبرى 5 / 97؛ الطبري: بشارة المصطفى 119؛ المقريزي: فضل أهل البيت 62.

([34]) ابن شهرآشوب: المناقب 3 / 154؛ وينظر، أحمد بن حنبل: المسند 1 / 84؛ فضائل الصحابة 2 / 563؛ الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8 / 417؛ ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 7 / 72.

([35]) عبد الله بن المبارك: التراجم الساقطة من الكامل 118؛ الطبراني: المعجم الأوسط 5 / 102؛ ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 13 / 188 – 198؛ الزرندي الحنفي: نظم درر السمطين 24.

([36]) الصدوق: عيون أخبار الرضا 2 / 62؛ وينظر، المجلسي: البحار 36 / 205.

([37]) ابن أبي شيبه: المصنف 6 / 380؛ أحمد بن حنبل: المسند 4 / 172؛ فضائل الصحابة 2 / 772؛ البخاري: التاريخ الكبير 8 / 414؛ الفسوي: المعرفة والتاريخ 1 / 139.

([38]) ابن شهرآشوب: المناقب 3 / 228؛ ابن كثير: البداية والنهاية 8 / 207؛ ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 78.

([39]) ابن شهرآشوب: المناقب 3 / 226.

([40]) نظم درر السمطين 298.

([41]) سورة آل عمران: الآية 58.

([42]) سورة الشورى: الآية 23.

([43]) سورة طه: الآية 1 – 2.

([44]) سورة الأحزاب: الآية 33.

([45]) سورة الصافات: الآية 130.

([46]) الرازي: التفسير الكبير 27 / 166.

([47]) أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 986؛ الفسوي: المعرفة والتاريخ 1 / 269؛ الطبراني: المعجم الكبير 3 / 46؛ الحاكم النيسابوري: المستدرك 3 / 162؛ أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء 3 / 211.

([48]) أبو بكر البيهقي: شعب الإيمان 2 / 189؛ الديلمي: الفردوس بمأثور الخطاب 5 / 154؛ الزرندي: نظم درر السمطين 233؛ ابن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة 2 / 495 – 659.

([49]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 47؛ القندوزي الحنفي: ينابيع المودة 1 / 78.

([50]) القاضي عياض: الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 48.

([51]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 9 / 164؛ وينظر، القندوزي الحنفي: ينابيع المودة 3 / 451.

([52]) الاربلي: كشف الغمة 1 / 324.

([53]) سورة الأعراف: الآية 48.

([54]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 9 / 194؛ القندوزي الحنفي: ينابيع المودة 3 / 45؛ وينظر: النمازي: مستدرك سفينة البحار 5 / 417.

([55]) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي أبو خالد، ولي الخلافة سنة (60 هـ / 680 م) ومات سنة (64 هـ / 684م) ولم يكمل الاربعين. ينظر، ابن حجر العسقلاني: تقريب التهذيب 1 / 605؛ السيوطي: تاريخ الخلفاء 1 / 205.

([56]) الطبري: نوادر المعجزات 61؛ وينظر: ابن شهر آشوب: المناقب 2 / 160.

([57]) المدينة: اسم لمدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة والنسبة للانسان مدني. ينظر، ياقوت الحموي: معجم البلدان 5 / 83.

([58]) مكة: بيت الله الحرام، ويقال مكة اسم المدينة، وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء. ينظر، ياقوت الحموي: معجم البلدان 5 / 181.

([59]) الحراني: تحف العقول 233؛ وينظر: المجلسي 44 / 41.

([60]) الطبرسي: الاحتجاج 2 / 22؛ وينظر، ابن شهرآشوب: المناقب 3 / 223.

([61]) الطوسي: مصباح المتهجد 720؛ وينظر، ابن قولويه: كامل الزيارات 375؛ الصدوق: عيون أخبار الرضا 1 / 302.

([62]) الكليني: الكافي 2 / 18؛ وينظر، المجلسي: البحار 65 / 329؛ البروجردي: جامع أحاديث الشيعة 1 / 461.

([63]) ابن قولويه: كامل الزيارات 116؛ وينظر، القاضي النعمان: شرح الأخبار 3 / 88؛ المفيد: أوائل المقالات 178؛ المحب الطبري: ذخائر العقبى 133.

([64]) الطبرسي: الاحتجاج 2 / 49؛ وينظر، المقرم: مقتل الحسين 352.

([65]) سورة الحج: الآية 30.

([66]) العيني: عمدة القاري: 33 / 67؛ وينظر، المجلسي: البحار 24 / 185.

([67]) سورة المائدة: الآية 2.

([68]) الكاشاني: الأصفى في تفسير القرآن 2 / 6.

([69]) أبو حمزة الثمالي: التفسير 249؛ وينظر، الصدوق: معاني الأخبار 8 / 1؛ الخصال 146؛ الفتال النيسابوري: روضة الواعظين 271.

([70]) الكليني: الكافي 8 / 108.

([71]) سورة الحج: الآية 30.

([72]) المجلسي: البحار 24 / 186؛ وينظر، النوري: مستدرك الوسائل 9 / 344.

([73]) الطبراني: المعجم الكبير 3 / 126 ؛ الصدوق: الخصال 146؛ ؛ الفتال النيسابوري: روضة الواعظين 271 ، وينظر، الذهبي: ميزان الاعتدال 3 / 242.

([74]) العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) يكنى أبا الفضل ويلقب السقا لأنه استقى الماء لأخيه الامام الحسين (عليه السلام) يوم الطف وقتل دون ان يبلغه إياه، وقتل وله أربع وثلاثون سنة، وأمه أم إخوته عثمان وجعفر وعبد الله أم البنين فاطمة بنت حزام. ينظر، العجلي: معرفة الثقات 2 / 19؛ الطوسي: الرجال 102؛ ابن عنبه: عمدة الطالب 356؛ النمازي: مستدركات علم رجال الحديث 4 / 349.

([75]) المفيد: المزار 124 ؛ وينظر، المشهدي: المزار 391؛ ابن طاووس: إقبال الأعمال 2 / 64.

المرفقات

: محمد باقر موسى جعفر