من أينَ؟ والدمُ بركةٌ بيضاءُ
والماءُ يفضحُ ما يضمُّ الماءُ
لكنْ وضوحُكَ والضبابُ تساويا
من فرطِ ما الحسنى وما اللألاءُ
والشمسُ أكثرُ غادةٍ نشتاقُها
لكنَّها قربَ العيونِ عَماءُ
والأسطرُ الحُمْرُ الدوافقُ لم يفضْ
منها سوى ما ينزفُ الإيماءُ
وأنا أريدُ من القصيدةِ غيرَ ما
أتلو لذلك من فمي أستاءُ
شيءٌ بغيرِ القولِ غيرِ الصمتِ خارجَ
ما أشاءُ لذاكَ لستُ أشاءُ
(كنْ كالحسينِ) تقولُ رغبةُ داخلي
والشِّمْرُ داخلَ رغبتي مشّاءُ
لخطاهُ أصقاعٌ تشكلُ سحنتي
ليستْ أصابعَ إنها الأخطاءُ
ما الحلُّ؟ وهْو دمي فتىً وفتاتُهُ
وتَنازُلانِ وشهوةٌ شوهاءُ
غيري ادَّعى أجلى ملامحِ غيرِهِ
وبقيتُ رثُّ ملامحي أزياءُ
لي من ثلاثيناتِ عمري غربةٌ
ودنوُّ سقفِ الأربعينَ عزاءُ
عودًا أحبُّ من الحسينِ.. أحبُّهُ
والوحشُ في جسدي هو الأحشاءُ
متناقضٌ! طبعًا أخٌ لغوايةٍ؟
وأبٌ وأيامي لها أبناءُ
لكنْ إذا ذكرَ القتيلُ قُتِلتُ فيهِ
أسىً كأني الرمحُ والصحراءُ
وكأنهُ رأسٌ بجمجمتي يردِّدُ:
إنَّ صمتَكَ والرماحَ سواءُ
لم يا حسينُ تموتُ نجمًا غامضًا
فأموتُ مثلَكَ حيرتي ضوضاءُ
لم يرتبكْ حجرٌ بجبهتيَ الأثيمةِ
لم يكنْ لاسمي كُنىً شمّاء
معَ ذاكَ لا عذرٌ فكلُّ الأمرِ أنَّ
أصابعي الظلماتُ والأضواءُ
الشعرُ أني لا أقولُ نقيضَهُ
من قالَ قصدي الدينُ والأمراءُ
كذبٌ فما زمنٌ تأخرَ.. نصرةُ
المذبوحِ لا زمنٌ ولا أنحاءُ
رُبَما بلا قدَرٍ حكيمٍ صاغنا
قدَرٌ فنحنُ لضدِّنا أصداءُ
يمشي الحسينُ ونحنُ نمشي خلفَهُ
فإذا تلفَّتَ فالمسيرُ هباءُ
مذ كانَ، كانَ وحيدَهُ وأنيسَهُ
والهاتفونَ بصوتِهِ أجراءُ
وأنا عراقيٌّ فلستُ مبرّأً
من تهمةٍ وكذلكَ الشعراءُ
ليَ شافعٌ أني أعيشُ تفاهةً
عربيةً فظعائنٌ وحُداءُ
وترحُّلٌ أبدًا بغيرِ ترحُّلٍ
ومفاوزٌ ومفارزٌ ورثاءُ
وهو العراقُ وأولُ الأسماءِ فيهِ
الموتُ ثمَّ توالتِ الأسماءُ
فكأنْ إذا الأشياءُ تولدُ تُمَّحى
لتحلَّ فوقَ ترابِها الأشلاءِ..
اترك تعليق