عن كربلاء

قِفْ هاهُنا جاءَ الصَّدى مِنْ صَادِحٍ     لا ليس وهمًا أستقيه لأشربهْ

بل مِنْ شِغافِ الرُّوحِ مِنْ لُبِّ الحَشَى     كانَ النِّداءُ، فَحَقَّ لي أنْ أصحبَهْ

حيثُ انهمارُ الذكرياتِ عواطرًا     حيثُ انسكابُ الدمع نارًا مُلهِبة

حيثُ انعكاساتُ النهارِ مُويجةً     تنسابُ عابرةَ الرؤى لِتُقلّبه

عنْ كربلاءِ الحُزنِ عن أحداثها     سال الزمانُ على مشاهد مُرعبة

فبها استحالَ الكبرياءُ شوامخًا     صعبٌ على غيرِ الأُلى أنْ تركبه

وكأنّهُ الثوبُ الأنيقُ بهاشمٍ     ما كانَ أجمَلَهُ عليهم منقبة

ومع اندلاعِ الفجرِ هبّوا نسمةً     تسري فتُعشِبُ كلَّ أرضٍ مُجدِبة

رحلوا كما شاء الإلهُ وذكرُهم      كانت به شَفَةُ الخلودِ مُرطّبة

من بعد أنْ ملأوا فراغَ حقولهم     قمحًا سماويَّ الصفاتِ لهُ هبة

لم يبقَ غيرُ فنارِ ضوئكَ هاديًا     تنمو الحياةُ عليهِ رغمَ المذأبة

كانت مآلاتُ الفراقِ مريرةً     بمشاهدٍ لذوي الضميرِ معذِّبة

لكنّك الأعلى مقامًا لم تُرِدْ     إلا رضا الربِّ الجليلِ ومكسبه

ترجمتَ مِنْ لُغةِ الخلودِ حكايةً     أزليّةَ المعنى بفِيكَ مُذهّبة

ونَقَشْتَ من دَمِك المقدّسِ آيةً     حمراءَ لا ترقى لغيرِك مرتبة

شاعر : وسام العبيدي