ليلة تجسّد فيها الإيثار.. الإمام عليّ (عليه السلام) يفدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه

هذه الصورة تجسّد واحدة من أعظم لحظات التضحية والفداء في تاريخ الإسلام، وهي حادثة ليلة المبيت، حين نام الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في فراش النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ليحميه من مؤامرة قريش التي اجتمعت على قتله.

لقد روى المفسرون وأصحاب السير أن قريشاً اجتمعت في "دار الندوة" وتآمرت على قتل النبي (صلى الله عليه وآله)، فجعلوا من كل قبيلة رجلاً ليشارك في تنفيذ الجريمة، حتى يتفرق دمه بين القبائل. فأوحى الله تعالى إلى نبيه بما دبّروه، وأمره أن يهاجر، وقال له: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (الأنفال: 30).

فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام) وأطلعه على ما عزم عليه المشركون، وطلب منه أن يبيت في فراشه متغطياً ببرده الأخضر ليظن القوم أنه لا يزال نائماً في مكانه.

فلم يتردد الإمام علي (عليه السلام) لحظة، بل أجاب بثبات قائلاً كما ورد في بعض الروايات: "أوتسلم يا رسول الله إن نمتُ على فراشك؟"، فقال له النبي: "نعم"، فابتسم الإمام عليّ (عليه السلام) وقال: "إذاً لا أبالي".

وفي تلك الليلة أحاط المشركون بالبيت، وكلٌّ قد شهر سيفه أو رمحه، ينتظرون لحظة الانقضاض على النبي (ص)، لكن الله شاء أن يُظهر بطولة الوصي، فإذا بهم يهجمون ليجدوا عليّاً (عليه السلام) في الفراش، فيرتبكون ويُفشل الله كيدهم، ويخرج النبي (صلى الله عليه وآله) سالماً مهاجراً إلى المدينة.

هذه الحادثة لم تكن مجرد موقف عابر، بل كانت شاهداً خالداً على إخلاص الإمام علي (عليه السلام) واستعداده للتضحية بنفسه في سبيل حفظ الرسالة وحماية رسولها، وقد نزل في فضله قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ (البقرة: 207)، كما نصّ على ذلك كبار المفسرين من الفريقين، مثل الطبري والزمخشري والرازي والقرطبي والطبرسي وغيرهم.

فليلة المبيت لم تكن ليلة نجاة النبي فحسب، بل كانت ليلة ميلاد معنى جديد للتضحية في سبيل الله، حيث أصبح الإمام علي (عليه السلام) رمز الفداء الأول، يُعرّض نفسه لحدّ السيوف والحراب كي يحيا نور الرسالة، وتستمر مسيرة الإسلام.

ملاحظة: تم توليد هذا النص عبر الذكاء الاصطناعي

تصميم : كرار الياسري إعداد : علي رحال