أينَ المَفَرُّ مِنَ الأهوالِ أرقُبُها غداةَ في غفلةٍ قد طَوَّحَ العُمرُ
أُوْلى الشَّدائدِ بعدَ المَوتِ تَطرُقُني أخشى بَوَائقَها يا صاحبي القبرُ
حيثُ الهَوَامُ لغزوِ الجسمِ مُسرِعةٌ وفيهِ من مَغرَمِ الهَلكى لها وَفرُ
هُناكَ لا وَالِدٌ يُرجى ولا وَلدٌ وليسَ يُرجى بهِ دُرٌّ ولا تِبرُ
ورحتُ أَستَذكِرُ الأعمالَ في عَجلٍ لمَّا بظلمَتِهِ قد هالَني الأمرُ
عدَّدتُ منها جميلاً كنتُ أحسَبُهُ وجالَ في خاطري الإحسانُ والبِرُّ
فما وجدتُ لروحي مَن يُخلِّصُها إلاَّ بُكائي على مَن خانَهُ الدَّهرُ
إلاِّ بُكائي على المذبوحِ حيثُ ثَوَى في كربلا وزَّعتْهُ البيضُ والسُّمرُ
يشكو الرَّدى قلبُهُ لهفاهُ من ظمأٍ ورمحَ أشقى البرايا يشتكي النَّحرُ
وأُختُهُ زينبُ الحورَاءُ شاكيَةً تَرضى لزينبَ يُبدي خدرَها الشِّمرُ
أخي حسينٌ لئآمُ القومِ قد حكموا تبقى سليباً بلا دفنٍ فما السِّرُ؟
إن خيَّروني أخي أبقى بِقربِكمُ حتَّى ولو قد دهاني يا أخي الضُّرُّ
قلبي تَراهُ إلى شطرينِ مُنقسِمٌ شطرٌ هنا وَمَعَ الأيتامِ لي شَطرُ
وبعدَكُمْ يا أخي حُزني يُلازمُني وماتَ من كَمَدي يا سَلوَتي الصَّبرُ
اترك تعليق