535 ــ محمد نجم الوائلي (ولد 1378 هـ / 1958 م)

محمد نجم الوائلي (ولد 1377 هـ / 1958 م)

قال من قصيدة (أضاء مداد الكون) وتبلغ (26) بيتاً:

عـلـى شـفتيكَ (كربلاء) قصيدةٌ      يؤطّرُها قاني الدما وهـو يـشـخـبُ

أيمنعُ ظامٍ وهوَ فيضٌ إلى السقا      فـلـولاهُ مـا كـانَ الـفــراتُ فيشربُ

أيا آلَ حـربٍ لـوعـةٌ فـي قلوبِنا      سجرتمْ لظاها فهيَ في القلبِ تلهبُ (1)

ومنها:

وفي كلِّ أرضٍ (كربلاء) جديدةٌ      يـزيـدُ الـخـنـا فـيـهـا يـصولُ ويلعبُ

فـألـفُ حـسـيـنٍ مُـسـتباحٌ دماؤهُ      وفي كلِّ حربٍ في السبا اليومَ زينبُ

وفي كلِّ حينٍ آهُ سـجَّـادِ لـوعـةً      يُـجـيبُ صداها صوتُ طـفـلٍ يُـعـذّبُ

ومنها:

أيـا (كـربلا) يا صوتُكِ العذبُ (كربلا)      بـرغـمِ جـراحـاتٍ فـبـالجرحِ أعذبُ

فما زالَ صوتٌ من ثرى القبرِ غاضبٌ      يـنـدِّدُ بـالـطـاغـوتِ دومـاً ويـشجبُ

ومـا زالَ جــــرحٌ نـازفٌ مـن فـوارسٍ      فهلْ يا تُرى تلكَ الجراحاتُ تنضبُ

بـلـى أبـداً لـمْ يـنـضـبِ الـجـرحُ لـحظةً      فـفـي كـلِّ يـومٍ لـي حسينٌ مُخضَّبُ

وقال من قصيدة (ثورة الجود) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (31) بيتاً:

إذ أشرقتْ في روابي (كربلا) وسمتْ      شـمـوسُ مـجـدٍ بـهـا الأنوارُ تنتظمُ

تـضـيءُ مـلـحـمـةً حـمـراءَ غــاضـبةً      تحكي الفداءَ فيُحكى الزهوُ والشممُ

تـحـكـي الـبطولاتِ في الآفاقِ ساطعةً      بـيـضاءَ حيث سناها الصبرُ والألمُ (2)

الشاعر

محمد بن نجم بن عبيد بن ناصر الوائلي، ولد في ناحية الإمام في المحاويل التابع للحلة، وتخرج من معهد المهن الصحية في بغداد، وعين على ملاك وزارة الصحة في بابل، وشغل منصب مسؤول الإعلام في مستشفى المحاويل العام، ويواصل دراسته في كلية التربية / قسم اللغة العربية في جامعة بابل.

شارك الوائلي في العديد من المهرجانات الشعرية ونشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية، وأصدر ثلاث مجاميع شعرية هي:

أغنيات على ضفاف الناي ــ 2008

أراجيح الأقحوان ــ 2010

نزهة التائقين ـ 2010 (2)

شعره

قال من قصيدته (أضاء مداد الكون):

أضاءَ مدادَ الكـونِ بالدمِ كوكـبُ      فكلُّ ضياءٍ دونــه اليومَ مُـحـجبُ

فأيِّ فتىً قد أنجـبَ الدهرُ للعـلى      مثيلاً له وهــوَ الحسينُ الـمـهذّبُ

فجدّهُ خيرُ الخـلقِ طرَّاً جميعِـهم      وجـدَّتُـه الكبـرى خـديـجـةُ أنجبُ

وفـاطـمُ أمٌّ وهـــــيَ أمٌّ لأحــــمدٍ      ووالـدُه مـن لـــلـمـلـمـاتِ يـنـدبُ

وخـادمُـه جـبـريلُ مُذ هزَّ مـهدَه      فـيـفـخـرُ جـبــريلٌ بهذا ويرغـبُ

إليكَ أبيُّ الضيمِ في المجدِ نغمةٌ      تـظلُّ بها الأيـامُ تـشـدو وتـطربُ

على نغمٍ يذكي البطولاتِ شدوُه      وفي أحرفٍ زهراءَ بالنورِ تُكتبُ

وقال من قصيدة (ثورة الجود):

هذي ربـى الـمـجـدِ ماذا يـــكتــــبُ القلمُ      وريشةُ السيفِ تـحـكي والـفـخــارُ فمُ

عن أبـجديةِ عشقٍ صــــــاغَ أحـــرفَـهـا      على صـحافِ الـعُلا في الخالــدينِ دمُ

يـحـكـي تـراثَ أبـــــاةٍ كـانَ مـصرعُهم      حكايةَ الخلدِ إن فازوا وإن هــــزمــوا

تـدرَّعـوا بالـــــمـنـايا حـيــنـمــا قـدِمـوا      إلى الـحِـمـامِ فـضـاقَ الـــــقاعُ والأكمُ

حـتـى قـضـوا والجباهُ الــــغــرُّ شامخةٌ      إلـى الـعـلا وبـنـورِ اللهِ قــــد وســمـوا

من التقى والهدى والمـــــجدِ قـد شربوا      كـأسَ الـخـلـودِ وبــــالإيـثارِ قد فُطِموا

وبـالـوفـاءِ دروسٌ قــــــلَّ فــــي زمــنٍ      بأن تراها وهونــاً تُـشـتــــرى الــذمـمُ

رخـيـصـةٌ لأنــــــاسٍ كـانَ ديـــنـهـمُ الـ     ـديــنـــارَ ربَّــــاً وفـيـه تُـهتـكُ العصمُ

بـهـا يـزيـــــدٌ أمـيـرُ الـمـؤمـنـــيـنِ غدا      رغـمـاً وســـبـط رســولِ اللهِ يُـــتَّـــهمُ

فـأعــــــلـنـوا ثـورةً غـــرَّاءَ رائـــعـــةً      وبـالـشـــهـادةِ فـوزاً فـي العُـلا خـتموا

لأعصرٍ صدحتْ تـشـدو لـثـورتـــهـــمْ      فـي كـــلِّ عـصـرٍ لهـمْ من سفرِها نغمُ

غـنَّـتْ بـكـلِّ لـغـاتِ الـكــونِ مــلــحمةً     بـيـضـــاءَ تـفـخرُ فـي إنـشـادِهـا الأممُ

إذ أشرقتْ في روابي (كربلا) وسـمتْ      شـمـــوسُ مـجـدٍ بـها الأنوارُ تـنـتـظـمُ

تــضــيءُ مــلــحـمـةً حــمراءَ غاضبةً      تحــكي الفداءَ فـيـحكـى الزهو والشممُ

تحكي البطولاتِ في الآفــاقِ ســاطعةً      بيــضاءَ حيث سـنـاهـا الـصـبـرُ والألمُ

هـوتْ لــمــجــدِهمُ الأمــجـادُ خاضعةً      وطـأطــــأتْ لـمــدى أمــجــادِهمْ قِــمـمُ

لــفــتــيــةٍ كــتــبــوا لــلــدهــرِ رائعةً      عـصـــماءَ يـشـدو نداها العربُ والعجمُ

أعــزَّةً فــلـقـوا هـامَ الــدجــى بــسـنىً      لـلـســمهـريِّ فـكـادَ الـفـجـرُ يـنـهــــزمُ

لاسـيـمـا قـمـرٌ غــابـــتْ لــطـلـعـتِــهِ      شمسُ الضحى وهوتْ من برجِها السُّدُمُ

أعني أبا الـفـضـلِ شـبلَ الليثِ حيدرةٍ      فـي كـفِّـهِ الـخـالـدَيـنِ الـجـودُ والــعـلـمُ

تـفـيـضُ مـن كـفِّهِ لـلـظـامـئـيـنَ سـقـاً      بـحـراً وبـحـرُ الـظـما في القلبِ مُنهزمُ

سقى الوجودَ دروسـاً فـي الـوفاءِ كما      سـقـى الـظـمـاءَ بـكـأسٍ والــنــدى قـلـمُ

ضـجَّـتْ لـغـضـبـةِ ذاكَ الــجودِ ثائرةً      سـوحُ الـنـزالِ وهـاجـتْ وهـيَ تـحـتدمُ

فـرَّتْ لـقـسـورةِ الآفــاقِ مِـــن قــــدرٍ      تـلـكَ الـحـشـودُ لـتـسـقـى مـن يـديهِ دمُ

فـكـانَ كـالـسـيـفِ والـطـوفانُ في يدِهِ      فـلـيـسَ مـن جـبـلٍ يُـرجـى فـتـعـتـصـمُ

حـتـى تـجـلّـى له عذبُ الفراتِ رمى      بـجـودِهِ حـيـنـهـا اسـتـسـقـى ســقـــاهُ فمُ

أبى وهانتْ عليهِ الـنـفـسُ يـردعُـــها      هـونـي فـقـلـبُ أبـيِّ الـضـيـمِ يـضـطرمُ

من الـظـمـا بـعـده لا كـنـتِ كــائـــنةً      وتـشـربـيـنَ وقـلـبُ الــســبــطِ يــنـهـدمُ

رمـى بـبـاردِهِ مـن كــــفِّـــهِ ومـضى      بـجـودِه والــنــدى مــن كــفِّـــهِ حُــلـــمُ

أتـتـه خـيـلُ الــمــنــايـا كـلَّ نــاحـيـةٍ      بـالـخـتـلِ والـغـدرِ حـتـى أسـقـطَ الـعلمُ

فـأسـقـطـوا قـمـراً مـن بـرجِهِ فسمتْ      مـن قـبـرِهِ مـثـلاً تـحـكـي بـهـا الأمـــمُ

............................................................

1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 274 ــ 275

2 ــ الإصدار الوثائقي الخاص بمسابقة الجود العالمية عن أبي الفضل العباس الأولى لسنة 1431 ص 92 ــ 93

3 ــ نفس المصدر ص 90 / ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 273

كما ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 273

تراجم شعراء بابل في نصف قرن 148

ديوان الحلة / أنطولوجيا الشعر البابلي المعاصر ص 289

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار