487 ــ معتوق العيثان (1382 ــ 1442 هـ / 1962 ــ 2020 م)

معتوق العيثان (1382 ــ 1442 هـ / 1962 ــ 2020 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

أكبرتُ يومَكَ أن يُقالَ مُـضـرَّجٌ      فـي (كربلاءَ) وأن يُـقـالَ مُعفَّرُ

آمـنـتُ أنـكَ لا تــزالُ مُــخــلّـداً      بكَ أنتَ مصـداقُ الخلودِ الأكبرُ

سطّرتَ مجدَكَ والخلودَ بموقفٍ      يـهـنـيـكَ مـوقـفُكَ الأعزُّ الأقدرُ (1)

الشاعر

معتوق بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن أحمد العيثان، ولد في بلدة القارة بالسعودية، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس باللغة العربية، ومارس التدريس في ثانوية القارة حتى أحيل على التقاعد، له مشاركات في الاحتفالات الدينية وهو عضو في منتدى الينابيع الهجرية، وله ديوان بعنوان (ولائيات)

توفي العيثان في (القارة) ــ بداء الكورونا ــ ودفن بها. (2)

وقد أقام له منتدى الينابيع الهجرية حفلاً تأبينياً ألقى فيه الأستاذ ناجي الحرز مؤسس ورئيس المنتدى كلمة في رثاء الفقيد، كما شارك فيه من الشعراء: أمير المحمد صالح، موسى الشخص، عباس العاشور، جابر الجميعة، محمد الجلواح، إبراهيم بو شفيع، عبد المجيد الموسوي، حسين المبارك، عبد الله العطية، الدكتور ناصر النزر، مرتضى الشهاب، عبد الله المعيبد، جاسم عساكر، علي الحمد، محمد العلي (3)

شعره

قال من قصيدته الحسينية:

أنّى تـمـوتُ وروضُ ذكـرِكَ مثـمرُ      زهراً وروضُ سِواكَ جدبٌ مقفرُ

أنَّـى تـمـوتُ وتـلـكَ ثـورتُـكَ الــتي      فـجَّـرتَ هـا هـيَ لـلـقـيـامةِ تُذكرُ

أنَّى تموتُ وصرخةٌ قد صحتَ في      وجـهِ الـطـغـاةِ بـيـانُ بـأسٍ يـهدرُ

لا لـيسَ موتاً أن يغيَّبَ في الـثـرى      جـسـدٌ ويـبـقـى الـنـهـجُ حـيَّاً يُنشرُ

أكـبـرتُ يـومَـكَ أن يُقالَ مُـضـرَّجٌ     فـي (كربلاءَ) وأن يُـقـالَ مُـعـفَّــرُ

آمـنـــــتُ أنـكَ لا تــزالُ مُــخــلّـداً     بكَ أنتَ مصـداقُ الـخـلــودِ الأكبرُ

سـطّـرتَ مـجـدَكَ والخلودَ بموقفٍ     يـهـنـيـكَ مـوقـفُكَ الأعزُّ الأقــــدرُ

عـلّـمـتـنــــا أنَّ الـمـبـادئَ بـالـدمـا      تُـسـقـى وتـلـكَ حـقـيـقـةٌ لا تُــنكـرُ

ودمُ الـشـهـادةِ خـيـرُ مـا سِقيتْ به      أرضٌ فطابتْ لا الـنـمـيـرُ الـكوثرُ

وقال من أخرى:

كــيـفَ الرثاءُ ولا تـزالُ مُــخـلّدا     وعـبــيرُ ذكرِكَ لمْ يزلْ مُـتـجـدِّدا

ما ضاعَ نشرُ حـديثِه إلّا انــثـنى      مُستبصـرٌ وبـوحـي نـهـجِكَ غرَّدا

فـكـأنَّــكَ الــقــرآنُ تُــــتـلـى آيـةً      فـيـشـعُّ مـن إيقاعِها فجرُ الــهـدى

يـشـدو الـمـتـيَّــــمُ بالحـسينِ وآلهِ      شـعـراً وحـقٌّ لــلــمُـتـيَّـــمِ لو شِدا

ما كانَ أعظـــمَ أن يُنـادى باسمِه      ليدكَّ عرشَ الظلمِ من جرسِ الندا

يـا سـيِّـدي وبحسبِ كـلِّ مُـهـلّـلٍ      أن يـفـتـديـكَ لـو أنّــه قُـبِــلَ الــفدا

يا مـورداً لـلـظـامـئــيــنَ ومنهلاً      لـلـثـائـريـنَ كـفـى بـنـهجِكَ مُوردا

تـتـرسَّـمُ الأحـرارُ درباً صـغـتـه      بدمِ الـشهادةِ حيث ثُـرتَ مـوحِّــدَا

سجدَ الجلالُ على ضفافِ نميرِهِ      فغدا لأربــابِ الـبـصـائـرِ سُـجَّــدا

آثـرتَ أن تـحـيـا الـحـياةَ كريمةً      مِـن أن تـمـدَّ لــعـابـدٍ وثــنــــاً يــدا

وقال من قصيدة في السيدة زينب بنت علي (عليهما السلام):

أكـبـرتُ شأنكَ أن يقيِّدكَ السِّبا      أو أن تـفـتَّ لـكِ الحوادثُ منــكبا

الـسـبـيُ أضـفى للجلالِ جلالةً      وأبانَ من عظمِ النفوسِ وأعـــربا

والرزءُ لمْ يمنحْكِ غـيـرَ إرادةٍ      آلتْ مدى الأيـامِ أن لا تُــــغـلــبـا

لا لستَ تـمـحـو ذكـرَنا أعلنتِهِ      قـسـمـاً أبـرَّ بـــهِ الأبــاةُ مُـحـبَّــبا

أيُـحـطّـمَنْ علياكِ طيشَ أمـيَّـةٍ      صـغـرُتْ أمـيَّــةُ أن تقارعَ زيـنبا

بنتُ الرسالةِ لمْ تهنْ مِـن شـدَّةٍ      كانتْ أشدَّ من الـخطوبِ وأصـلبا

وقفتْ بيومِ الطفِّ وقـفةَ فارسٍ      لـمْ يـتّــخـذْ غـيـرَ البطولةِ مركبا

وأبـتْ لـغـيرِ وفائِها ابنةُ حيدرٍ      وكذا الإبـا يا بنتَ مَن شرعَ الإبا

حـرقـوا الخبا فتجلببتْ بعفافِها      وحـيـائِـهـا لـم يُـثـنِها حرقُ الخبا

بعثتْ لـكـلِّ مُـروَّعٍ مـن آلِــهـا      أمـنـاً وأجـلـتْ مـن سَناها الغيهبا

والـيـتـمُ يـا لـلـيـتمِ لمْ يشعرْ بهِ      طـفـلٌ أبـوهُ مُـصافحٌ بيضَ الظبا

فـغـمـرتِـهِ حـبَّـاً وكـنـتِ كـأمِّهِ      أمَّـا وأرسـلـتِ الــحـنـانَ لـه أبــا

...............................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز ص 332 ــ 334 وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 م

2 ــ صحيفة خليج الديرة بتاريخ 11 / 7 / 2020 / مدونة الأستاذة نداء الأحمد الإيمانية بتاريخ 14 / 7 / 2020

3 ــ موقع منتدى الينابيع بتاريخ 18 / 10 / 2020

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار