473 ــ عبد الأمير الخزاعي (ولد 1351 هـ / 1932 م)

عبد الأمير الخزاعي (ولد 1351 هـ / 1932 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (20) بيتاً:

ودماءُ الشهيدِ في (كربلاء)      نحنُ أولى بأنْ نلبِّي نِداها

حيث أنَّ الدماءَ تحتاجُ دوماً      لـوريـثٍ يهتمُ في ذِكراها

وولـيٌّ لا يـسـتـكـيـنُ لـضيمٍ      ويردُّ الـعـداءَ مهما تناهى (1)

وقال من أخرى في رثائه (عليه السلام) أيضاً تبلغ (20) بيتاً:

وثُرْ مثلما ثارَ الحسينُ بـ (كربلا)      على طغمةِ الأشرارِ حيثُ الجحافلُ

ولـم يـكُ لـلـسـبـطِ الشجاعِ بجيشِهِ      سـوى الـنـفـرِ السبعينَ كانتْ تنازلُ

فقد كانتِ الـهيجاءُ تـضـرمُ نـارَها      وكمْ سقطتْ فـيـهـا الـبدورُ الكواملُ

الشاعر

عبد الأمير بن رشيد بن كاظم الخزاعي، ولد في الحلة وتخرج من الدورة التربوية في بغداد عام 1951، وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة المستنصرية عام 1970، ومارس التعليم في الحلة والناصرية حتى تقاعده عام 1983

له ديوان كبير بعدة أجزاء لا يزال مخطوطاً

شعره

قال من قصيدته الحسينية:

وقعةُ الطفِّ في القلوبِ لــظـاها      وسـتـبـقـى فـي كـربِـها وبـلاها

هـيَ في الحقِّ صرخةٌ تـتـعـالى      حيث يبقى مدى الزمانِ صَداها

ودروسٌ فـيـهـا الإبـاءُ تـجـلّـــى      ومـنـارٌ فـيـه الـزمـانُ تـبــــاهى

هيَ للعزِّ قـد أضـاءتْ دروبــــاً     يتناهى عبرَ الـعـصـورِ ضــياها

ونـداءٌ لـكـلِّ شـهـمٍ غــــيـــــورٍ     يـطـلـبُ الـثـأرَ من مسيلِ دِمـاها

فـدمـاءٌ لابـنِ الـنـبــــيِّ أرِيـقـتْ      تملأ الأرضَ والـتـرابَ غـطـاها

فـتـرابٌ قـد لاطــــفـتـه غـيــومٌ      وسـحـابٌ مـن الـجـنـانِ سـقـــاها

في ترابٍ قد شرَّفته شـخــوصٌ      قد تـسـامـتْ فـي عـزِّها وعُلاهـا

من شـبـابٍ قـد قـاتـلوا بـثـبـاتٍ      ثـمَّ ضـحُّـوا بـمـا يـعــــــزُّ فـداها

وكهولٌ في جـنـبِــهـمْ وشـيــوخٌ      قـد تـهـادتْ جـسـومُهم في ثراها

ودماءُ الشهيدِ فاعـلـمْ خـطـــابٌ      وشـهـودٌ تـنـبـيـكَ عـن مـغــزاها

ودماءُ الحسينِ في الطفِّ تبـقى      صرخةَ الحقِّ في الضميرِ رُؤاها

هـوَ روحُ الـنـبــيِّ قـد أودعـتـه      طـغـمـة الـشـرِّ بـالـفـلا رمـضاها

ودمـاءُ الـشـهـيـدِ في (كربلاء)     نـحـنُ أولـى بـأنْ نــلــــبِّي نِـداهـا

حيث أنَّ الدماءَ تـحـتـاجُ دومـاً     لـوريـثٍ يــهـتـمُ فـــي ذِكــــــراها

وولـيٌّ لا يـسـتـكـــــيـنُ لـضيمٍ     ويـردُّ الـعـداءَ مــهــمــا تــنــاهــى

وعـلـيـنــا نحنُ الذينَ ورِثـــنــا      ثـورةَ الــطــفِّ أن نــقــرَّ عـطاها

ثم نبقى فــي ذكــرِها كلَّ وقتٍ      مـا لـنـا فـي الـحـيـاةِ رمـزٌ سِواها

أيّ حربٍ ضدَّ الـــطغاةِ تُباري      وقـعـةَ الـطـفِّ عـزمَــهـا وذكـاها

هيَ حربٌ ضدَّ الهوانِ وحربٌ      تـرفـضُ الـذلَّ فـي جـمـيعِ خُطاها

وقال من الأخرى:

بيومٍ يـفوقُ الوصفِ ليسَ كوقعِهِ      على كـلِّ أيـامِ الـــدهـورِ مُـمـاثــلُ

وخـلّـفَ يومُ الـطـفِّ بـعـدَ وفـاتِه      عـقـائلَ تبكي والــدمـوعُ هـوامـلُ

ومـا بـيـنـهـا ممَّنْ يخفِّفُ روعَها      فـلـيـسَ لـهـا بـعــد الحسينِ كوافلُ

عقائلُ أهلِ البيتِ أسَّـرَهـا الـعِدى      ففي أيِّ ديـنٍ تُــسـتـضـامُ العقائلُ

وليسَ من الإنصافِ تظمأ صبيةٌ      بـأرضٍ بـها الحرُّ الشديدُ يواصلُ

وهلْ تقبلُ الأديانُ مـهـما تنوَّعتْ      بأن يَذبحَ الطفلَ الرضيعَ الأراذلُ

عـلـى أيِّ حـالٍ يـا أمـيَّةَ فاعلمي      بـأنَّ مـآلَ الـطـفِّ لـلـثـأرِ مـاثـــلُ

ويـبـقـى أبـو الـثـوَّارِ للهِ ثـــــارُهُ      ونـحـنُ لأخـذِ الـثـأرِ دوماً نُناضلُ

ومِـن بعدِ ذا المهديُّ يظهرُ قائماً      لـيـأخـذَ بـالـثـأرِ الـذي هـوَ عـاملُ

ويبقى على نهجِ الحسينِ طريقُنا      ولـو زُرعـتْ طولَ الطريقِ قنابلُ

..................................................

1 ــ ترجمته وشعره في:

الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 13 ــ 16

كاتب : محمد طاهر الصفار