472 ــ صبحي الباني (1363 ــ 1429 هـ / 1944 ــ 2009 م)

صبحي الباني (1363 ــ 1429 هـ / 1944 ــ 2009 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) متعددة القوافي على شكل مقاطع كل مقطع ينتهي ببيت على قافية الهمزة وتبلغ (26) بيتاً:

(كربلا) لا زلتِ كرباً وبلاءَ      صرتِ للدنيا مزاراً وعـــزاءَ

قـالَ جـبـريـلٌ لــطـهَ مُـخبراً      يقتلونَ السبطَ ظـلـمـاً واعتداءَ

مـعَ جـبـرائـيـلَ قد سنَّ العزا      بحسينٍ حيث أبكى الأوصياءَ

وعليهِ الدهرُ قد ضـجَّ بـكـاءا      (كربلا) لا زلـتِ كرباً وبلاءَ (1)

*****************************************

أنتِ سرُّ الأرضِ ممدودُ الصدى      عُـجـنـتْ فـيـكِ طــيــوبُ الـشــهداءْ

فـثـراهـا صـارَ مـن هـذا الـثـرى      صرتِ طهراً (كربلا) صارتْ إباءْ

سرُّ إصـرارِ حـسـيـنٍ فـي الإبـــا      إنّـه يـنـذرُ لــــــلــــديـــنِ دمــــــاءْ

فـتـصـدّى خـيـرُ من يدعو دعاءا      (كربلا) لا زلـــتِ كـــربــاً وبـلاءَ

*****************************************

صرتِ سرَّ السبطِ من أسرارِه      كعبةُ العزِّ عـلـى هذا الوجودْ

جـاءَ فـي إصـلاحِ ناسٍ جهلتْ      قد طـغـى مـا بـينها شرُّ يزيدْ

قالها هيهات يا دنـيـا اخـسـئـي      لا أمـدُّ الـيـدَ فـي كـفِّ يـزيـدْ

فأنا الـمـعـصومُ حقاً لا ادِّعاءَ     (كربلا) لا زلــتِ كرباً وبلاءَ

*****************************************

أنـا مـعـصـومٌ وفـرضٌ طـاعـتـــي     بـيـنَ قـومٍ جـهلـوا حقَّ الإمامْ

بـيـنَ مـن صـلّـوا وحـجُّـوا وادَّعوا     إنّـهـم أدّوا زكـــــاةً وصـيــامْ

ضربوا عرضَ الجدارِ التوصـياتْ      ونصــوصَ اللهِ فـي كـلِّ مقامْ

قـالـهـا لـيـسَ حـسـيــنٌ فــي الــدنا      أمُّـه الزهرا سوائي في الأنامْ

وأبـوهُ الـمـرتـضـى الـدنـيـا أضاءَ      (كربلا) لا زلـــتِ كرباً وبلاءَ

**************************************

مـصـدرُ الــعـزِّ لـكـلِّ الـعــالمينْ      مـصـدرُ الإلـهامِ مـنّـاحُ الإبا

قـدوةً أضـحـى لـكـلِّ الـثـائــرين      وجدوا العزَّ بـشـفـراتِ الظبا

إنّـه الـمـعـصومُ كهفُ المـؤمنينْ      إنّـه خـامـسُ أصـحـابِ العبا

ما انحنى للظلمِ بلْ أضــحى إباءَ     (كربلا) لا زلتِ كرباً وبلاءَ

**************************************

(كربلا) فــالـكـلُّ فـيـنـا فاقدٌ      لـعـزيـزٍ حـزَّ قـلـبـاً ولــســـــانْ

نسيَ الحـزنَ لعامٍ قد مضى      طويتْ ذكراهُ فـي طـيِّ الـزمانْ

غيرَ عاشوراءَ فينا شاخصٌ      كشخوصِ الـسبطِ ما بينَ العيانْ

قـد دعـانـا منه يأتي هـاتـفٌ      قمْ إلى النصرةِ في خفقِ الجنانْ

إنّه ناداكَ فــي الـطـفِّ نداءَ     (كربلا) لا زلـــتِ كــرباً وبلاءَ

الشاعر

صبحي بن خضير بن عباس بن حسن الباني، ولد في سدة الهندية بالحلة، وتخرج من كلية الفقه في النجف الأشرف 1969، وعُيّن مدرّساً للغة العربية في شمال العراق ثم نقل إلى قضاء الهندية، ثم نقلت خدماته إلى وزارة الأوقاف عام 1980، ثم عاد بعدها إلى التعليم في ثانوية الهندية عام 1992 له ديوان شعر مخطوط

شعره

قال من قصيدة (هذا هو القربان) وتبلغ (27) بيتاً:

فـيـضُ الـشـهـادةِ لـمْ يــزلْ يـتـفـجَّـرُ      مِـن شـاهـقٍ بـلـغَ العُلى يـتـحدَّرُ

لـلـدهـرِ لـلأجـيـالِ يـصـبـغُ كــفَّـهـــا      لـلـعـزَّةِ الـحـمـرا لـمَـنْ يـتحرَّرُ

من دفقِ فجرِ السبطِ خيرِ بني الورى      مددُ الشهادةِ ما تـمرُّ الأعـصـرُ

لـو تـسـألُ الـتـاريـخَ عـن أقــطــابِـها      لأجابَ محزوناً حسينُ المصدرُ

عـرفـوا الـحـسيـنَ هوَ ابنِ بنتِ نبيِّهمْ      مـا قـالَ فـيهِ المصطفى لا يُنكرُ

أو قــــالَ فـــيــــهِ اللهُ فــي آيـــاتِــــهِ      مِنْ كلِّ رجـسٍ طـاهـرٌ ومـطهَّرُ

قـرأوا مـبـاهـلـةَ الرســولِ بـسـبـطِـهِ      إذ أصـبـحـتْ ذكـرى لمَنْ يتذكّرُ

أو آيـةَ الـقـربـى لـه قــد أصـبـحــتْ      مَـن كـانَ يـجـحدُها غداً لا يُعذرُ

.......................................................................

1 ــ ترجمته وشعره في: الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 491 ــ 494

كما ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ج 1 ص 120

تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 77

كاتب : محمد طاهر الصفار