160 ــ حسن عبد الباقي الموصلي (1100 ــ 1157 هـ / 1688 ــ 1744 م)

حسن عبد الباقي الموصلي (1100 ــ 1157 هـ / 1688 ــ 1744 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (30) بيتاً:

هكذا يوم (كربلا) كان يزهو    فرقدٌ فيكَ والنجومُ البواقي

كيفَ باللهِ مـا غـدت كـعـيـونٍ    سـابـحـاتٍ بأنهرِ الأحداقِ

كيفَ لم تجعلِ النجومَ رجوماً    ورمـيتِ الـعداةَ بالإحراقِ (1)

الشاعر

حسن بن عبد الباقي بن أبي بكر الموصلي الملقب بعبد الجمال، ولد في الموصل وتوفي ببغداد، ويعد من طليعة شعراء الموصل والعراق (2)، قال عنه السيد الأمين في ترجمة السيد حسن البغدادي: (هو ابن أخت عبد الباقي العمري الموصلي الشاعر المشهور) (3) فيما ذكر بعض من ترجم له أنه ابنه (4).

ولا يخفى أن هذه النسبة لا تصح وهي من سهو القائل بالنسبة لتباعد الفترتين اللتين عاشا فيها، فالشاعر حسن عبد الباقي ولد سنة (1100 هـ) وتوفي سنة (1157 هـ) (5) فيما كانت ولادة الشاعر عبد الباقي العمري سنة (1204هـ) أي بعد وفاة الشاعر حسن عبد الباقي بـ (46) سنة وكانت وفاته سنة (1279هـ)، (6) والفترة بين ولادة الشاعرين أكثر من مائة عام، إذن فهذه النسبة خاطئة كما هو واضح. ويدل على نفي النسبة أيضاً نسبهما فالأول هو حسن بن عبد الباقي بن أبي بكر، والثاني هو عبد الباقي بن سليمان بن أحمد وواضح أن لا صلة بينهما لا بالبنوة ولا بالعمومة، كما أن للشاعر عبد الباقي العمري ثلاثة أولاد ليس فيهم من اسمه حسن وهم: (سليمان فهيم) و(حسين حسني) و(محمد وجيهي) (7)

وينفي هذه النسبة أيضاً تقريظ الشاعر جواد بن عبد الرضا بن عواد البغدادي المتوفي سنة (1178 هـ) لقصيدة الشاعر حسن عبد الباقي (8) أي قبل أن يولد الشاعر عبد الباقي العمري بـ (26) سنة وخلاصة القول أن هذه النسبة تنفيها كل التواريخ ولعل الإشتباه قد وقع في هذه النسبة بسبب اسم عبد الباقي الذي اجتمع عند الشاعرين.

أما سيرة الشاعر حسن عبد الباقي فيقول السيد جواد شبر في ترجمته: (كان من أشهر شعراء الموصل في عصره له ترجمة وافية في ديوانه المطبوع في الموصل سنة ١٣٨٦ هـ بمطبعة الجمهورية بتحقيق محمد صديق الجليلي كما ترجمه الأدباء الذين كتبوا عن أدباء الموصل). (9)

وقال عنه عصام الدين العمري: (واحد الأدباء، وخاتمة الشعراء، ونادرة الفضلاء حسن بن عبد الباقي أديب جليل، وحسن جميل، وكامل له في جباه الكمال أكاليل. مشاطة المعارف والأدب، مرجع دهاة بلغاء العرب. صاحب النظام الفريد المبتكر، والقريض البليغ المستهزئ باللالي والدرر. فكم له من برود معارف نسجتها يد الفكر. وطيلسانات لطائف أظهر بوشيها العبر، تاهت برائق نسجها العقول. لو تصدى لنعتها ووصفها لسان بليغ لاعتراه فلول) (10)

وقال عنه محمد أمين بن خيرالدين الخطيب العمري: (الأديب الفاضل واحد وقته ادباً حسن بن عبد الباقي. كان شاعر عصره، ونادرة دهره، فصيح العبارات، لطيف الاسلوب، بديع السبك، جزل المعاني، فخم الكلمات) (11)

شعره

أبرز شعر الشاعر حسن عبد الباقي القصيدتان اللتان قالهما في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ورثاء سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله عليهما) حينما تشرف بزيارة مرقديهما في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة سنة (1143 هـ) وقيل إنه كتبهما على بابي المرقدين الطاهرين يقول من الأولى وتبلغ (39) بيتاً:

نعمْ بلغتَ يا صـاحِ نــــفــــــســـي سؤالها    ولـيــــــــسَ عليها كالنفوسِ ولا لها

فزَمْزِمْ ودّعْ ذكــــرَ الـحطـــيمِ وزمـــــزمٍ    فــقد جــــعـلتْ ذكرَ الـــمقـامِ مقالَها

مقامٌ هوَ الـفـــــــــــردوسُ نـــعتاً ومشهـداً    وجــــنّـة خـلـدٍ قـــد سقيــتُ زلالَها

فـيا قـبّـة الأفـــــــــــلاكِ لســتِ كـقـبـةِ الـ    ـمــقـامِ مقاماً بـــل ولستِ ظـلالَـهـا

فكمْ هبطتْ لـــــــــــلأرضِ مــنكِ كواكبٌ    لـتلـثـمَ حـصـــبـــــاءً بها ورمـــالَها

وكـمْ ودَّ بـــــــــــدرُ الـتـــمِّ حـينَ حجبتها    رجالٌ حــــفـــــاةٌ أن يـكـــونَ نعالَها

فـتـلـكَ ســــــــــماءٌ بالـــمـصابيحِ زُيِّنـتْ    وإن فخــــرتْ كـان الهـــلالُ هلالَها

وتأمــــــنُ عيـنُ الشــمسِ كسفاً ولا ترى    إذا اكــــتحلتْ ذاكَ الــــترابَ زوالَها

فــــــهاتيكَ فـي وجــهِ الوجودِ كـــوجنـةٍ    وقبرِ ابنِ عمِّ المصــطـفى كان خالَها

وصـيٌّ وصهــرٌ وابــــــنُ عــمٍّ وناصـرٌ    وحامي الورى طرَّاً وماحي ضلالَها

عليٌّ أميرُ الــــــــــمـؤمـنينَ ومن حـوى    مــــــــــقامــاً محا قيلَ الظنونِ وقالَها

فمن يومِ اســــــمـاعـيـــــــلَ بـعدَ محـمدٍ    إذا عـــــــــدَّتِ الأحـسابُ كان كمالَها

وضرغــامَـها والمـــــــرتضى وأمامَـها    وحيـــــــــدرَها والمرتـضى وجلالَها

وأكــرمَـها والـــــــمـرتـجــى ويـمـيـنَها    وأعــلــمـهـا والـملـــــــتـجى وشمالَها

فكــيف تـــــــرى مثلاً لأكــــرمَ عصبةٍ    إذا كـنـــــتَ تدرى بالوصـيِّ اتصالَها

فــلا تــــــسمِ الأعصابَ مـن صلبِ آدمٍ    وان سُمـتَ لا تســــوى جميعاً عقالَها

لــــــها السؤددُ الأعلى على كلِّ عصبةٍ    ولـم تـــــــــــــــرَ بين العالمينَ مثالَها

لقد حازتِ السبطيـنِ بـدريْ مـــــــحمـدٍ    وبـضعـــــــــــتَه الزهـراءَ نوراً وآلَها

فيا خيرَ من أرخــــتْ أزمّـــــــةَ نوقِـها    إلــيه حــــــــداةٌ زاجــراتٌ جــمـالَـهـا

ويا خيرَ من حجَّتْ إلــــــيهِ من الورى    بـنــــــــــــــو آملٍ ألـقـتْ إلـيهِ رحالَها

ويا خيرَ مأوى لــــــلنزيــــلِ وملـتـجى    إذا أزمَــــــــةٌ أبـدى الـزمانُ عضالَها

ألا أيُّها الـمـــــــمـتـازُ من آلِ هــــاشـمٍ    ومن كـــــــــان فـيهمْ عزَّها واكتمالَها

ألا يا أبــــــا السبطينِ يا خيرَ مَن رقى    لـمنـــــــــــزلـةٍ حاشا الورى أن ينالَها

أزلــــــتَ ظلامَ الشـــركِ يا آيةَ الـهدى    وأفنــــــــيـــتَ أصنامَ العِدى ورجالَها

وأطلعتَ شمسَ الحقِّ، والكفرُ قد دجى    ولـولاكَ يا فخـــــــــــرُ الوجودِ أزالَها

أتيناكَ نسعى والذنـــــــــوبُ بـضـائـعٌ    وقـد حـملــــــــــتْ مــنّا الظهورُ ثقالَها

ولـمّـا تـنـافـسـنـا بـبـذلِ نـفــــــــــائـسٍ    وأنـفـسُـنـا أهــــــــــدتْ إلـيـكَ ابتهالَها

عفا الله عنّي لم أجــــــــــد غيرَ مهجةٍ    وأدري إذا مـا قـــــد رضيتُ امتثالـها

فــــــــو الله مهما حلَّ حـضـرتكَ التي    تــــــــــحـجُّ بـنـو الآمـالِ نـالَ نـوالَـها

أغثني أغــثني من هوى الـنفسِ علنّي    أرى لـلتــــــــــــــقى بعد الـشفاءِ مآلَها

أجرني أجــــرني من ذنـوبٍ تراكمتْ    فما لي سوى الألطـــــافِ منكَ ومالَها

أعني أعـنـي مـــــــــــن عناءٍ وأزمةٍ    أزلـها أبا الـسبطينِ واصــــــرمْ حبالَها

فدُهم الليالي الـعـاديـاتِ مغيــــــــــرةٌ    وقـد أوسـعـتْ أيّـامَ عسري مــــــجالَها

وضــــاقَ فـسيحُ الأرضِ حتى كأنني    حـــــــملتُ علـى ضعفي الفلا وجبالَها

كأنَّ الــــــــدواهي حرَّة قد تـزوّجـت    بـقـلبي ولــــــــــم تبذلْ لغيري وصالَها

بذلتُ لها عمــــــــري صداقاً ولم تلدْ    سـوى حــــــرقةٍ قد أرضعتها اشتعالها

وسوف أراها طــــــــــالـقـاً بـثـلاثـة    عــــــــــلـى يـدِهـم إني اعتقدتُ زوالَها

أبا الحسنينِ المرتــــــــضى وحسينه    وفـاطـمــــــــــــةٍ هـبـني لمدحي عيالها

فمن مطلعي حتى الـختـــــامَ بمدحِهم    نـعــــــــم بـلغتْ يا صاح نفسي سؤالها (12)

أما الثانية التي قدمناها وهي في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) فيقول عنها السيد جواد شبر: (جاء في ديوان الشاعر حسن بن عبد الباقي بن ابي بكر الموصلي أنه توجه لزيارة المشهدين الشريفين : العلوي والحسيني فعندما زار مرقد الإمام الحسين عليه‌ السلام بكربلاء انشأ هذه المرثية وكتبها على جدار الباب الشريف) (13)

قـــــد فـــرشنا لوطـــــــئِ تلـك الـــنيـاقِ    ســــاهـراتٍ كـــــــلـيـلــةَ الآمــاقِ

وزجـــرنا الـــــــحداةَ لــيــلاً فــــــجدّت    ثــــمّ أرخـــــت أزمّــــة الأعــنـاقِ

حــــــــبّذا السير يومَ قـــــطـــــعِ الفيافي    مـــــــا أحيلا الوداع عـــند الفراقِ

وأمـامــــــــي الإمـــــامُ نــــــــجـلُ عليٍّ    فـخرُ آلِ الـبتولِ يـــــــــومَ السباقِ

لــم تـــــــلـد بــــــــعـــــــد جــدِّه وأبـيـهٍ    أمــهـــاتٌ بـــــــــســـائـــرِ الآفـاقِ

بــــــسنـاءِ الحــــــسيـــــنِ يا حبّذا الخلـ    ـق ويــــــا حـسنٌ أحـسـنَ الأخلاقِ

أيَّ أمٍ تــــــــــــكـونُ فـــــــاطمـةَ الزهـ    ـراءِ أو والــدٍ على الـحوضِ ساقي

أيِّ جـــــــــــدٍّ يكـــــــــونُ أفضـلَ خلقِ    اللهِ والـمـجــــــــتبى عـلى الاطلاقِ

هـــــلْ عـــــــلـمـتـمْ بما أهـــــيمُ جنوناً    ولـمــــــــاذا تـــأسُّــــفـي واحتراقي

يومَ قتـــــــلِ الحسينِ كـــــيف استقرَّت    هـــــذه الأرضُ بــــلْ وسبعُ الطباقِ

أيُّـــــــها الأرضُ هـل بقــــي لـكِ عينٌ    ودمـاءُ الـحـسيــــــــــــــنِ بالإهراقِ

كيف لا تُـــــــنسفُ الـــــشوامــخُ نسفاً    ويحـيـــــــــــنُ الـوجــودُ لـــلإمِّحاقِ

أغـــــــرقَ اللهُ آلَ فـــــرعــــونَ لـكـن    لـم يـكـــــــــــــنْ عنـدهم كهذا النفاقِ

يا سماءً قــــد زيّــــــــنتْ واستنــارتْ    وبـهـــــــــــــــا الـبـدرُ زائدُ الاشراقِ

هكذا يــــــــــــوم (كـربلا) كان يزهو    فرقدٌ فيــــــــــــــــكَ والنجومُ البواقي

كــــــــيفَ باللهِ مـــــا غـدت كـعـيـونٍ    سـابـحـاتٍ بـأنــهــــــــــــــرِ الأحداقِ

كيفَ لـم تجـــــعلِ النجومَ رجــــــوماً    ورمــــيــــــــــــــتِ الـعداةَ بالإحراقِ

وآ حيــــــــاءُ الزمانِ مــــــن آلِ طـه    وعـتـــــــــــــابُ الـبتولِ عند التلاقي

ما تـــــذكّرتُ يا زمــــــــــــــان عليّاً    كيف تـرجـــــــــو بأن ترى لكَ واقي

لـــــو تـرى جيــــــدَ ذلكَ الجيـدِ يوماً    ودمـــــــــاءً عـــــلى المـحاسنِ راقي

كـــــــلُّ عــــــرقِ به الــهدايـةُ تزهو    لـعـنَ اللهُ قـاطــــــــــــــــــعَ الأعـراقِ

أنــــــتَ تدري بمَـنْ غدرتَ فأضحى    بـدمـــــــــــــــــــــــاءٍ مرمَّلاً بالعراقِ

هكذا كــــــانَ لايــــــــقاً مـثـل شـمرٍ    يلتــــقي الآلَ بالسـيــــــــــوفِ الرقاقِ

حــــــرمُ الـمصـطـــــــفى وآلُ عليٍّ    ســائـبـــــــــــــــاتٌ على متونِ العتاقِ

بـــــيـن ضـمِّ الـحسينِ وهـــــو قتيلٌ    واعتنـــــــــــــــاقِ الــوداعِ أيِّ اعتناقِ

يا ابنَ بنتِ الرسولِ قد ضاقَ أمري    من تنــــــــــــــــــــاءٍ وغـربةٍ وافتراقِ

ودجــــــا الخطبُ والمـصائبُ ألقتْ    رحلها فوق ضيقِ هــــــــــــــذا العناقِ

جئتُ أســــــعى إلى حمـاكَ وما لي    لـكَ واللهُ ما ســـــــــــــــــوى الأشواقِ

وامـتــداحٌ مــــــــــــرصّــعٌ بــرثاءٍ    فـتــقــبّـــــــــــــــــلْ هـــديـةَ الـعـشـاقِ

وعلى جـدِّك الحبيبِ صـــــــــــلاةٌ    مـا شدا طـــــــــــــــــائرٌ على الأوراقِ

وقد اشتهرت هاتان القصيدتان فقرظهما بعض الشعراء ومدحوا صاحبهما فقد قرض قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) الشاعر حسين المشهدي بقصيدة يقول فيها

أمـــــــنتجعُ المولى الشهيدِ لــكَ البشرى    فـقد عظمَ اللهُ الـــــــكريمُ لكَ الأجــرا

لقد سرتَ من دارِ الـــــــــسلامِ مُـيـمِّـمـاً    إلـى حرمٍ زاكٍ فــسبحانَ مـــن أسرى

وخضتَ ظــــــــلامَ الليلِ شــــوقاً لقربِهِ    كـذاكَ يغوصُ البحرَ من طـــلبَ الدُّرَّا

وشـنَّـــــــــفـتَ أسـمـاعَ الـــورى بـلآلئٍ    لـجـيـدِ مديــــحِ السبطِ نـــظّمتها شعرا

ودبَّـجتَ من نــــــــسجِ الخــيالِ مطارفاً    ممسَّكـــــــــةَ الأذيالِ قـــد عبقتْ نشرا

يطرِّزُهـــــــا مــــدحُ الحــسينِ بن أحمدٍ    عمادِ الهدى عينِ العلى بضعةِ الزهرا

فـــــــجاءتْ بـألـفـاظٍ هـــيَ الخمرُ رقـةً    وفـرط صفـــــــــا لكن لها نشأةً أخرى

تنوبُ عن الشمسِ الــمنيرةِ في الضحى    سناءً وإن جُــــــنَّ الدجى تخلفُ البدرا

وقـفـنـا عـلـــــــى تـــشـبـيـبِـهـا ورثائِها    فـألـبــــــــابُـنـا سكرى وأجفانُنا عبرى

فـيـالـكَ مـن نـظــــمٍ رقيقٍ صغتْ له الـ    ـقلوبُ فأذكـــــتْ مـن تـوقّـدِهـا جـمـرا

ولا غروَ إن بـــكّتْ معانـي نـظـامِها الـ    ـعيونَ بـألـفـــــــــاظٍ قـد ابـتسمتْ ثغرا

هيَ الــروضةُ الـغـنّـاءُ أيـنـــــعَ زهرُها    فـلا عدمـــــتْ من فيضِ أعشابِه قطرا

فيا حــسنَ الأخلاقِ والاســـــــمِ مـن لـه    مـحاسنُ فاقت في السنا الأنجمَ الزهرا

هــنيئاً لكَ الـفـخـرُ الـــــــــذي قد حويته    بـشعــــرٍ بمدحِ الآلِ قد زاحمَ الشعرى

فقد شكرَ الرحمنُ سـعـيــــــــــكَ فـيـهـمُ    وعوَّضـــــــكمْ عن كلِّ بيتٍ بهمُ قَصرا

فمدحُهمُ للمــــــــــــــــــرءِ خيرُ تجـارةٍ    مـدى الـدهرِ لا يـخشى بها تاجرٌ خُسرا

وكنْ واثــــــــــــقـاً بـاللهِ فــي دفعِ شـدَّةٍ    شـكــوتُ إلـيـهـــــــمْ من مقاماتِها ضُرَّا

ولا تضجرنْ من حادثِ الدهـرِ إن عرا    فســــــــــوفَ يـعـيـدُ اللهُ عـسركمُ يسرا

وجد لنظامي بـالـقـــــــــبـولِ تـفـضُّــلاً    وبالعـــــــــذرِ إنَّ الـحرَّ من عَذَرَ الحُرَّا (14)

وقال الحاج جواد بن الحاج عبد الرضا بن عواد البغدادي توفي (1178 هـ / 1764 م) مقرِّضاً قصيدته الحسينية أيضاً:

ألا يـا ذوي الألـبـابِ والـفــهمِ والفطنْ    ويـا مـالـــــــكـي رقّ الفصاحةِ واللسنُ

خـذوا لـلأديـب الـمـوصـلـيِّ قـصيــدةً    بـدرِّ الـمـعــــــانـي قلّدتْ جيدَ ذا الزمنْ

تـسـيـرُ بـهـا الـركـبانُ شرقاً ومــغرباً    فـتـبـــــــلـغُـهـا مـصراً وشاماً إلى عدنْ

غـلـتْ فـي مـديـحِ الآلِ قـدراً وقـيـمـةً    فـأنّـى لـمـسـتــــــــامٍ يـوفِّـي لـهـا الثمنْ

تــفــنّــنَ فــي تــشـبـيـهِــهـا ورثـائِـهـا    تـفـنّـــــــنَ قـمـريٍّ يـنـوحُ عـلــى فـنـنْ

فـاعـظـمْ بـمـمـدوحٍ وأكـــــرمْ بـمـادحٍ    صـفـــــا قـلـبُـه لـلمدحِ في السرِّ والعلنْ

فـلـو رامَ أن يـأتـي أديـــــبٌ بـمـثـلِـها    لأخـــــطأ في المرمى وضاقَ به العطنْ

فكيــــفَ وقد أضـحـى يـقـلّـدُ جـيـدَهـا    بـــــدرِّ رثـاءِ الـسـبـطِ ذي الهمِّ والمحنْ

سـلـيـلُ الـــــــبتولِ الطهرِ سبطُ محمدٍ    ونجـــلُ الإمامِ المرتضى وأخي الحسنْ

شـــــــــهيدٌ له السبعُ الطباقُ بكتْ دماً    ودكّتْ رواسي الأرضِ من شدّةِ الحَزَنْ

وشمسُ الضحى والشهبُ أمسينَ ثكّلا    ووحــشُ الفلا والأنسُ والجنُّ في شجنْ

على مثلِ ذا يُـــــستحسنُ النوحُ والبُكا    وسـحّ الـــــمـآقي لا على دارسِ الدمـنْ

فللهِ حــــــــــبـرٌ حاذقٌ بـاتَ نـاسـجـاً    بـديـعَ بـرودٍ لــم تُـحِـكْ مـثـلـهـا الـيـمـنْ

حـسـيـنـيـةٌ أوصــــــــافُـهـا حـسـنـيـة    بـتـقـريـظِـهـا غـــالى ذوو الفهمِ والفطنْ

فلا غروَ إن أربـى على البدرِ حسنُها    فـعـنصرُها يُعزى إلــــــــــى والدٍ حسنْ

جزاءُ إلهِ العرشِ عــــــــن آلِ أحـمـدٍ    أتـمّ جـزاءً فـهـوَ ذو الـفـضـــــلِ والمننْ (15)

..............................................................

1 ــ أدب الطف ج 5 ص 239 ــ 240

2 ــ نفس المصدر ص 241

3 ــ أعيان الشيعة 5 ص 462

4 ــ بعض المواقع الالكترونية

5 ــ أدب الطف ج 5 ص 239

6 ــ سليمان البستاني / تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الثاني) الفصل الحادي والخمسون

7 ــ نفس المصدر

8 ــ الروض النضر في ترجمة أدباء العصر لعصام الدين عثمان بن علي بن مراد العمري ج 3 ص 112 / أدب الطف ج 5 ص 245

9 ــ أدب الطف ج 5 ص 241

10 ــ الروض النضر في ترجمة أدباء العصر ج 2 ص 66

11 ــ منهل الأولياء ج ١ ص ٢٩٧

12 ــ أدب الطف ج 5 ص 242 ــ 243

13 ــ أدب الطف ج 5 ص 239

14 ــ نفس المصدر ص 244 ــ 245

15 ــ نفس المصدر ص 245

كما ترجم له وكتب عنه:

حسين الشاكري / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٤ ص ٣٣٦

الزركلي / الأعلام ج 2 ص 194

عبد الحسن خضير ــ النجوم البواقي في شعر حسن عبد الباقي الموصلي ــ دراسة لغوية

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار