159 ــ حسن بن مجلي الخطي: توفي (1202 هـ/ 1788 م)

حسن بن مجلي الخطي (توفي 1202 هـ / 1787 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (53) بيتاً:

أيُقتلُ مظعــوناً حسينٌ بـ (كربلا)    ويَحتزُّ منه الرأسَ من حنقٍ شمرُ

أيقطعُ رأسُ السبطِ ظلماً من القفا    ويُـــنـحرُ نحرٌ طالما شمَّه الطهرُ

ألم يدرِ بالشمسِ الـمـنيرةِ كوِّرتْ    لـمـقــتـلِهِ واسودّتِ الأنجمُ الزهرُ (1)

ومنها:

رحـلـنـا وخــــلّفنا حِمانا بـ (كربلا)    فيا ســــفرةً مغبونةً ربحُها خسرُ

علينا صروفُ المعضلاتِ تراكمتْ    وأهـدى لنا كاساتِ أتراحِهِ الدهرُ

وأعجـــــبُ شيءٍ رأسُ سبطِ محمدٍ    ليُهدى إلى رجسٍ قد اغتاله الكفرُ

الشاعر

الشيخ حسن بن سالم آل مجلي الخطي القطيفي، ويأتي بذكر حسن بن مجلي أيضاً، عالم وأديب وشاعر اشتهر بتخميس قصيدة السيد الحميري في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام).

قال عنه الشيخ عبد النبي القزويني: (الشيخ محمد حسن الشهير بابن المجلى، المجاور لبيت الله الحرام بين زمزم والحجر والمقام. كان عالماً فضله معروف، وفاضلاً هو بالنبل موصوف، فاق العصابة، على جميع علماء الأطراف، وبذ بعلومه الأدبية رمة فضلاء الحجاز والشام والعراق بوفاق لا يصادفه الخلاف، وكل من لقيه فهو بفضله معترف، ومن فيوضه مغترف.

لاقيته طاب ثراه حين تشرفي بطواف بيت الله، واستضأت من محياه، أبان فوزي بزيارة حرم الله، وكأني بذلك صرت مصداق قول الشاعر:

تمام الحج أن تقف المطايا    على خرقاء واضعة اللثام) (2)

وعقب السيد السيد أحمد الحسيني على قول القزويني: (لعله من أولاد الشيخ محمد بن علي بن إبراهيم المعروف بابن أبى جمهور الأحسائي صاحب كتاب "المجلى لمرآة المنجى" و"غوالي اللآلي" وغيرهما. والظاهر أنه هو الشيخ حسن بن سالم بن علي بن أحمد إلى مجلي) (3)

وقال الشيخ علي بن منصور المرهون عن الشاعر وأسرته: (العلامة الفاضل الشيخ حسن بن مجلي الخطي أحد أعلام القرن الثاني عشر وقد ذكره الأميني في الجزء الثاني من غديره ولم يذكر عنه سوى تخميس بيتين من قصيدة (لأم عمرو) والظاهر أنه كما ذكرنا من أعلام سنة 1202 هـ .. وآل مجلي من أهالي القطيف، لهم مكانتهم وأهميتهم في المجتمع برجالهم الأماثل غير أنهم ـ يا للأسف ـ انقرضوا حتى لا نكاد نعرف أحداً منهم في زماننا هذا. غير أن الشيخ حسنا المذكور خلّد لهم ذكراً لا يبيد بتخميسه « الحميرية » حتى أصبح بها في صفّ شعراء الغدير. وهاهو اليوم يكون في صفّ شعراء القطيف. وعليه فيكون هذا التخميس أفضل ما عمل في حياته؛ إذ هو وحده الذي أوجب هذا الذكر الجميل لقبيلة بادت وانقرضت ومرت عليها الأعوام الكثيرة، فهي في عمرها الثاني الذي يساير الأبد، ﴿وَفِي ذَلِك فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (4)

وقد ألف الشيخ محمد علي الحرز كتاباً عن هذه الأسرة بعنوان: (أسرة آل أبي مجلي الخطي الفرعي العلمية في وادي الفرع بالمدينة المنورة (5)

وكتب عبد الله بن علي الرستم تعريفاً للكتاب جاء فيه: (بدأ المؤلف بمقدمةٍ وتعريفٍ عن وادي الفرع التابع إدارياً للمدينة المنوّرة حيث يبعد عن مركز المدينة قرابة 110 كم، ثم تعريفاً بوادي أبو ضباع المكان الذي استقرّت فيه أسرة آل أبي مجلّي، بعد خروجهم من منطقة القطيف لظروف غير معلومة، متخذين مبدئياً من مكة المكرّمة مقراً ثم تم النزوح بعدها إلى وادي الفرع وتحديداً (أبو ضباع)، ويُعد الشيخ/ حسن بن سالم آل أبي مجلّي (1120 – 1199هـ تقريباً) أول من هاجر واستقرّ في المكان المذكور، مع تردد على مكة المكرّمة في مواسم الحج والعمرة، والذي حظي بحفاوةٍ وتقديرٍ في مكة المكرّمة والمكان الذي استقرّ فيه، ثم جاء من بعده أبناؤه وذريّاتهم الذين حملوا مشعل العلم والوعظ والإرشاد وإدارة شؤون الناس، وذلك لما اتّسموا به من حبهم للتحصيل العلمي، والقضاء بين الناس في القضايا المرفوعة له وإدارة شؤونهم، ويشير المؤلف إلى أن أبناءه أكملوا تحصيلهم العلمي في البحرين، نظراً لقرب العهد في الخروج من منطقة القطيف وكذلك أوجه التشابه في المشارب الثقافية وهو ما يسمّى بالخط الأخباري؛ ليكون توجه بعض الأحفاد للدراسة في النجف الأشرف أو الاكتفاء بالدراسة على الطاقات العلمية الموجودة في وادي الفرع من العائلة كالأعمام، لما لهم من دورٍ في القيام بالتعليم والتدريس في نواحٍ شتّى.

تميّزت العائلة بدورهم في المساهمة في كتابة الوثائق وفض المنازعات لثقة الناس بهم، وكذلك مثابرتهم في التحصيل العلمي والذي بقي شيء من تراثهم، وضاع الشيء الكثير منه، والجميل الذي قام به المؤلّف أنه تتبع المعلومات بجهدٍ رائع، وذلك برجوعه إلى كتب التراجم، والرحلات وغيرها، والتي تم استقاء المعلومات التي تفيد بمكانة أعلام الأسرة العلمي والاجتماعي، وهذا مأخوذٌ من عدة شواهد، كوجود الوثائق والخزانة/المكتبة التي تم إيقافها على علماء المنطقة، واستمرار العطاء لديهم، إلى سنوات متأخرة، وقد جاء ذكر الأعلام مسلسلاً وفق التاريخ، مع التركيز على مُنجز كل شخص بما هو متاحٌ عنه من معلومات

ثم يذكر المؤلف أبرز أعلام هذه الأسرة من أولاد وأحفاد الشيخ حسن منهم:

الشيخ محمد بن الشيخ حسن أبو مجلّي (ت قبل 1231هـ).

الشيخ علي بن الشيخ حسن أبو مجلّي (ت قبل 1198هـ).

الشيخ حسين بن الشيخ حسن أبو مجلّي (ت 1239هـ).

الشيخ أحمد بن الشيخ حسن أبو مجلّي (ت بعد 1226هـ).

الشيخ سليمان بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن (ت 1265هـ).

الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن (ت 1269هـ).

الشيخ سلمان بن الشيخ حسين بن الشيخ حسن (ت 1273هـ).

الشيخ ناصر بن الشيخ حسين بن الشيخ حسن (ت 1269هـ).

الشيخ علي بن الشيخ ناصر بن الشيخ حسين بن الشيخ حسن (ت 1280هـ).

الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن (ت 1308هـ).

الشيخ علي بن أحمد بن الشيخ علي ناصر بن الشيخ حسين بن الشيخ حسن (ت بعد 1343هـ).

الشيخ علي بن حميد بن أحمد بن الشيخ علي بن الشيخ ناصر بن الشيخ حسين بن الشيخ حسن (ت 1432هـ)

ثم يقول: (والأعلام المذكورين أعلاه من أهل العلم والتقوى والصلاح، ونظراً لقلّة المصادر في هذا الباب وظروفٌ أخرى؛ لكان البحث أكبر حجماً، وأثرى معلومات، رغم أن عدد صفحاته بلغت 280 صفحة.

جاء هذا الكتاب ليوثق تاريخ أسرة علمية، لها الحضور العلمي والعطاء الاجتماعي في التاريخ الحجازي على مدى قرنين ونصف من الزمان، فرحم الله الماضين منهم، وأدام الله الباقين في خدمة الإسلام والمسلمين، ولا شك أن هذا التلخيص لا يغني عن الرجوع للكتاب المليء بالمعلومات المهمّة). (6)

وقال عنه الشيخ الأميني: (شاعر فاضل عالم، ولد في القطيف حاضرة العلم والفضل والأدب). (7)

وقال الحاج حسين الشاكري: (الشيخ حسن بن مجلي الخطي القطيفي، شاعر فاضل عالم، ولد في القطيف حاضرة العلم والفضل والأدب، ولم تتيسر لنا معرفة عام ولادته أو نبذة من حياته غير ما ذكره الشيخ صاحب الغدير، والآخر صاحب شعراء القطيف من الماضين، لكن الإشارة واضحة إلى طيب محتده وشرف عنصره فأسرته لها مكانتها الاجتماعية المرموقة برجالها الأماثل الأفاضل، والذي يعنينا هنا من المترجم له (رحمه الله) أنه خمس قصيدة السيد الحميري العينية المشهورة فخلد ذكره، والأقرب إلى الصواب إنه توفي عام 1202 ه‍ / 1788 م) (8)

وقال عنه الشيخ فرج العمران القطيفي: (هو العالم الفاضل والشاعر والأديب الشيخ حسن بن مجلي الخطي والظاهر أنه أحد أعلام القرن الثالث عشر الهجري وكان يسكن قرية (باب الشمال) من القطيف وقد أراني منزله الشيخ الفاضل حسين ابن العلامة الشيخ علي صاحب أنوار البدرين واقعاً شمالا غرباً عن مسجد الشيخ علي بن يعقوب وهو آنذاك خربة وفيه بعض النخيل. وذكر لي أن صاحب المنزل جرت عليه حوادث أصبح بسببها ابن مجلي وهاجر إلى الفرع بين مكة والمدينة، قال: وله فيها ذرية... وكان يطلق على ذرية الشيخ حسن بن مجلي الموجودين في الفرع اسم الشيوخ واليوم يعرفون بالنواصرة لأنهم ينتسبون إلى جدهم ناصر بن حسين بن الشيخ حسن أبو مجلي ومن ذريتة علماء وهم:

1 ــ ابنه الشيخ محمد، وله مؤلف (توضيح المسالك في المناسك).

2 ــ حفيده الشيخ علي بن عبد الله بن محمد بن حسن بن مجلي وكان عالماً عرفانياً من تلاميذ الشيخ الأنصاري.

3 ــ الشيخ علي بن أحمد بن علي بن ناصر.

4 ــ الشيخ علي بن حميد الفرعي) (9)

شعره

قال من قصيدته الرائية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تبلغ (53) بيتاً:

تصرَّمَ شهرُ الحجِّ فانـصرمَ الصبرُ    وأشرفَ ركبُ الحزنِ وارتحلَ البِشرُ

وأضحتْ مقاصيرُ السرورِ دريسة    وقـــــامَ خطيبُ النوحِ إذ قرَّبَ العشرُ

تَقِ اللهَ عذلي يا عذولي فـمـسمـعي    أصــــــــمّ وعـن سـمعِ الملامِ به وقرُ

أما عرجتْ أكنافُ ربــــــعِكَ وقعة    لـهـا هُــدّ ركـنُ الدينِ وانقصمَ الظهرُ

بها سُربلَ الإسلامُ سربــــالَ هونِه    وبــعـد خـــمـولِ الـكـفـرِ قـامَ لـه ذكرُ

وقيعة يومِ الطفِّ يـا لـــــكِ وقـعـةً    بـهـا ثـــــلّ عـزمُ الـدينِ واغتاله الكفرُ

بها قُتلَ السبـــــط الشهيدُ وصحبُه    وعتـــــــــرتُه الأطهارُ والأنجمُ الزهرُ

فيا لكَ خطبٌ لا انقطـــاعَ لوصلهِ    ويا لكَ كـســــــــــــرٌ لـيـسَ يعقبه جبرُ

ويقول في نهايتها مخاطباً الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ومهدياً قصيدته إلى العترة الطاهرة (عليهم السلام)

فيا مدركَ الثاراتِ ثاراتُ أحمـــدٍ    أغثنا فطـالَ الشوقُ وانعدمَ الصبرُ

ألا لعنَ الـرحـمنُ قـومـاً تـألّبــوا    عـلـى قــتلِ مولىً جدّه أحمدَ الطهرُ

إليكمْ بني الزهرا عروساً تجللت    بحســـنِ الـمعاني والقبولُ لها مهرُ

بها حسنٌ يرجـو النعيمَ وحورَها    غـــــدا فـإليكمْ يرجعُ النهيَ والأمرُ

ومنشدها والــــوالـدانِ وسـامـعٍ    فـمـا خابَ من أنتمْ له الكنزُ والذخرُ

وصلى عليكم ربّكم ما تراكمتْ    غيومُ السما وانهلَّ من سكبِها القطرُ

أما تخميس قصيدة السيد الحميري فقد حققه الشيخ فرج بن حسن العمران يقول الشيخ حسن بن مجلي منها في تنصيب النبي (صلى الله عليه وآله) وصياً له وخليفة من بعده علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الملأ

لا عجبٌ من ريبِ دهرٍ عـــدا    إذا رمــــاني بسهـــامِ الردى

وعاث ما عاثَ بـأهلِ الـــندى    عجبتُ من قومٍ أتـــوا أحمدا

بخطةٍ ليـــــــسَ لها مـــوضعُ

الغدرُ في مضمـونِـــها ضُمِّنا    والنكـث مطويٌّ بـــها والخنا

فـأقـبـلـوا كـــــــــلٌّ وكـلٌّ دنـا    قـالـوا له: لـو شــئتَ أعلمتنا

إلى من الغـــــــايةِ والمفزعُ؟

عن كلِّ خطبٍ مشكلٍ مـــسَّنا    ومن ترى يحــكــمُ في أمرِنا

والمرتجى في كلِّ أمـــرٍ عَنا    إذا تـوفّـيــــــــتَ وفــارقـتـنـا

وفيهـمُ للمــــــلكِ مـــن يطمعُ

ومـن ترى فيه يُــــشـاد الـبـنا    ومـن له الحــجَّــــةُ مــن ربِّنا

عـلى الورى ممن نأى أو دنا    فقال: لو أعــلمتــــــــكمْ مُعلِنا

كنتمْ عسيـتمْ فيه أن تــصنعوا

كـمـثلِ قومٍ مثلـــكـــــمْ نافقوا    حــادوا عـــن الحقِّ ولا وافقوا

إذ نكثوا العهـــدَ الذي واثـقوا    صــــنيعَ أهلِ العجلِ إذ فارقوا

هارونَ فالتـــركُ لــــه أودعُ

انظر بعينِ الفكرِ يا من فطنْ    إلى جوابِ المصطفى المؤتمَنْ

أبدى لهم من سرِّه مـــا كمَنْ    وفـي الـــــذي قـال بـيـانٌ لـمنْ

كان إذاً يعقــــــــلُ أو يسمعُ

ثمَّ ألمَّـــــــــتْ فـيـهــمُ غـمَّةٌ    كــــــــــــــأنّما حفّتْ بهمْ ظلمةٌ

والمصطفى تتبــــــــعه أمّةٌ    ثم أتته بعــــــــــــــــد ذا عزمةٌ

من ربِّه لـــــــيس لها مدفعُ

انصبْ علياً فهوَ المـــبتغى    وهــــــــو حسامُ اللهِ فيمنْ طغى

وفارسُ الهيجا بيومِ الوغى    أبـــــــــــلـغْ وإلا لـم تكنْ مُبلغا

والله منهم عــــــاصمٌ يمنعُ

أبلغ بلا مهلٍ وقـــــلْ للذي    بـــــــغى عـلى الدينِ بقولٍ بذي

دعه فمنه عينه فــــي قذي    فـعـنـــــــــــدهـا قـامَ النبيُّ الذي

كان بما يأمرُه يصــــــدعُ

مشمّراً يكشفُ عن وصفهِ    يــــــــــــهدي البرايا لشذا عرفهِ

مبلّغاً كـالـسـيـلِ فـي كـفّـهِ    يخطــــــــــــبُ مأموراً وفي كفّهِ

كفُّ عليٍّ ظــــــاهرٌ يلمعُ (11)

...............................................................................................

1 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 66 ــ 99 عن المجموعة الحسينية المخطوطة لدى السيد عدنان العوامي / موسوعة شعراء البحرين ج 1 ص 209 / أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين ج 3 ص 462

2 ــ تتميم أمل الآمل ص ١١٣ ــ 114 بتحقيق السيد أحمد الحسني

3 ــ نفس المصدر ص ١١٣ الهامش

4 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 57

5 ــطبع في دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع 2021

6 ــ أسرة آل أبي مجلّي الخطي الفرعي العلميّة في وادي الفرع بالمدينة المنوّرة .. للشيخ محمد بن علي الحرز.. عرضٌ وتعريف / صحيفة بشائر الالكترونية 17 / 7 / 2021

7 ــ الغدير ج 2 ص 225

8 ــ علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٤ ص ٣٤٩ 

9 ــ مقدمة على تخميس ابن مجلي لقصيدة السيد الحميري ص 15 ــ 16

10 ــ طبع في مطبعة النجف عام 1387 هـ

11 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 57 ــ 60 / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٤ ص ٣٤٩

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار