خُلق الإنسان بفطرةٍ تسعى إلى المعرفة، وتُنازعُهُ الشكوكُ والشبهاتُ. ومن أعظمِ ما واجهَهُ الإنسانُ من تساؤلاتٍ، تلكَ التي تُحيطُ بكتابِ اللهِ تعالى: القرآن الكريم؛ فلطالما واجهَ هذا الكتابُ المباركُ هجماتٍ من أعداءِ الإسلام، سعتْ إلى زعزعةِ إيمانِ المؤمنين، ونشرِ الشكوكِ في قلوبهم. تعريف الشبهات: الشبهاتُ: هي تلكَ الأفكارُ أو التساؤلاتُ التي تُثيرُ الشكوكَ حولَ صحةِ عقيدةٍ أو أمرٍ معين. وقد تُطرحُ هذهِ الشكوكُ من قِبلِ مُخالفٍ أو جاهلٍ، أو حتى من قِبلِ مُؤمنٍ يُريدُ التأكدَ من صحةِ إيمانهِ. أهميةُ الردِّ على الشبهات: إنَّ الردَّ على الشبهاتِ واجبٌ شرعيٌّ، وفَرْضٌ دينيٌّ، لحفظِ عقيدةِ المؤمنين، وحمايةِ الإسلامِ من التزييفِ والتشويهِ. كما أنَّهُ يُساعدُ على تقويةِ إيمانِ المُسلمِ، وإزالةِ الشكوكِ من قلبهِ، وتثبيتهِ على الحقّ. طرقُ الردِّ على الشبهات: تتنوعُ طرقُ الردِّ على الشبهاتِ، حسبَ نوعِ الشبهةِ ومدى خطورتها، ومن أهمِّ هذهِ الطرقِ ما يلي: * الرجوعُ إلى القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ الشريفةِ: ففيهما من الأدلّةِ والبراهينِ ما يُفنّدُ جميعَ الشبهاتِ، ويُثبِتُ صحةَ الإسلامِ. * الاستعانةُ بعلماءِ الدينِ وأهلِ الاختصاصِ: فَهُمْ أدرى بمعرفةِ القرآنِ الكريمِ وفهمِ أسرارهِ، وهم قادرونَ على ردِّ الشبهاتِ بأسلوبٍ علميٍّ مُقنعٍ. * الحوارُ والمُناقشةُ: فمن خلالِ الحوارِ والمُناقشةِ مع مُثيرِ الشبهةِ، يمكنُ إيضاحُ الأمورِ لهِ، وإقناعهِ بالحقيقةِ. *
التأليفُ والكتابةُ: من المهمِّ تأليفُ الكتبِ والمقالاتِ التي تردُّ على الشبهاتِ، ونشرُها بينَ النّاسِ. أمثلةٌ على الشبهاتِ والردودِ في القرآنِ الكريم: * شبهةُ تناقضِ الآياتِ القرآنيةِ: يزعمُ بعضُ المُخالفينَ أنَّ في القرآنِ الكريمِ تناقضاتٍ، ولكنَّ هذهِ التناقضاتُ ظاهريّةٌ فقط، وليسَ فيها تناقضٌ حقيقيٌّ. فمثلاً، وردَ في القرآنِ الكريمِ أمرُ قتلِ الكافرينَ، بينما وردَ في آياتٍ أخرى أمرُ العفوِ عنهم. والردُّ على ذلكَ أنَّ الأمرَ بقتلِ الكافرينَ إنّما هو في حالةِ الحربِ، بينما الأمرُ بالعفوِ عنهم يكون في حالةِ السلمِ. * شبهةُ عدمِ علمِ النبيِّ محمدٍصلى الله عليه وسلم بالقراءةِ والكتابةِ: يزعمُ بعضُ المُخالفينَ أنَّ النبيَّ محمدًاصلى الله عليه وسلم لم يكنْ يعرفُ القراءةَ والكتابةَ، وهذا زعمٌ كاذبٌ، فقد ثبتَ من الأحاديثِ الصحيحةِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانْ يقرأُ ويكتبُ. خاتمة: إنَّ القرآنَ الكريمَ كتابٌ مُحكمٌ لا يأتيهِ الباطلُ منْ بينِ يديهِ ولا منْ خلفهِ. وقد واجهَ هذا الكتابُ المباركُ هجماتٍ من أعداءِ الإسلامِ منذُ فجرِ نزولهِ، ولكنَّهُ ثبت أمامَ هذهِ الهجماتِ، وظلَّ منارةً للإيمانِ والهدى؛ ويبقى واجبُنا نحنُ المسلمينَ أنْ نُدافعَ عنْ هذا الكتاب.
اترك تعليق