أشار الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، أن هدف الأمانة العامة للعتبة الحسينية هو هدف أنساني نبيلا وساميا لخدمة المواطنين وتحسين خدمات التشخيص والعلاج وتوفير عناء السفر والنفقات، وهي تنمية كبيرة ونوعية ومعيار عالمي جديد يؤشر دخول العراق وتقدمه في تخصصات طبية عالية المستوى و نادرة، جاء ذلك خلال انطلاق المؤتمر العالمي الأول للاضطرابات العضلية والعصبية الذي يقيمه مركز الهادي لاعتلال العضلات والأعصاب التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة.
وقال الأستاذ حسن رشيد العبايجي، خلال كلمته في المؤتمر، إن "الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وعلى رأسها ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ترحب بهذا الحضور المبارك"، مبينا أنه "من المعلوم أن الدين الإسلامي، هو ذلك الدين السماوي الذي يكفل صحة الأبدان والأرواح بالأخلاق ويعالج أمراضهما بالتعاليم والإرشادات، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ذلك الطبيب العالمي العظيم ومنقذ الأرواح والأجسام من الأمراض والآلام بقرآنه وسننه، ولقد خلف الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده قرآنه وعترته الطاهرة وأكده في حديث الثقلين المتواتر عن الفريقين فهم مبلغين سنته وموضحين قانونه لذلك تجد الأئمة أوصياء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلهم يعالجون الأرواح والأبدان ويداوون بالعقاقير وبالكلمات الحكيمة والتعاليم القيمة والإرشادات، وقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) أكثر هم علاجاً وأشدهم ابتلاء لكثرة ما كان في عصره من الانحرافات الروحية و النفسية والأمراض الجسدية".
وأضاف، أن "أئمة أهل البيت ( عليهم السلام) اهتموا بمعالجة الجسد كاهتمامهم بمداواة الروح فهم أطباء الروح فكانت عنايتهم في صحة الأبدان كعنايتهم في تهذيب النفوس والجسد، وكانوا المسلمين يستوصفونهم لأمراضهم البدنية، كما كانوا يرجعون إليهم في شفاء أمراضهم الروحية، فلم يكونوا (عليهم السلام) مبلغي أحكام وأئمة تشريع فحسب، بل كانوا قادة كرسوا جل اهتمامهم وعنايتهم بالمسلمين، يهمهم صحة ابدانهم وأديانهم على السواء حتى حثوا على تعلم الطب، ولقد ورد عنهم (عليهم السلام) في جوامع الطب وحفظ الصحة الكثير، كما ورد عنهم وصف العلاج بأنواعه".
وتابع "نحن نؤمن بهذه التراث الطبي العظيم الذي ينتهل من معين مائه العذب أفضل علماء الطب في العصر الحديث وتسعى للدخول في عالم الطب من أوسع الأبواب لخدمة أبناء بلدنا في كل مكان من ربوع الوطن ومصممون في السير على خطى الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطيبين الأطهار لرعاية الإنسان والاهتمام به روحا وجسدا وعقيدة، لهذه الأسباب ينعقد اليوم هذا المؤتمر العالمي، بحضور هذه العقول والقامات الكبيرة من الأطباء في اختصاصات طبية دقيقة وصعبة ولكن بعد التوكل على الله وأنفاس سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وعزيمة وإصرار وإرادة الإدارة العليا للعتبة الحسينية المقدسة وفي مقدمتها ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي تتذلل جميع الصعاب".
وأشار إلى، أنه "من ثمرة العزيمة والإصرار تأسيس مركز الهادي لاعتلال العضلات والأعصاب، بالتعاون مع مؤسسات طبية كبيرة من الدول الإسلامية والأجنبية ثم استقدامهم لخلق ظروف التوأمة في مجال الطب المتقدم مع الكفاءات العراقية، لغرض معالجة الحالات المرضية المستعصية العضلية والعصبية، بالرغم من ارتفاع كلفة التشخيص والعلاج لهذه الأمراض".
وزاد، أن "هدف الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة هو هدف أنساني نبيلا وساميا لخدمة المواطنين وتحسين خدمات التشخيص والعلاج، وتوفير عناء السفر والنفقات، وهذه تنمية كبيرة ونوعية ومعيار عالمي جديد يؤشر دخول العراق وتقدمه في تخصصات طبية عالية المستوى ونادرة، ونساهم في تعضيدها لدعم موقف المؤسسات الحكومية وخلق تنمية للموارد البشرية ورفع مستوى الاقتصاد المعرفي".
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة، ومن خلال ترجمة توجيهات ممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي لها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، تطلق بين الحين والآخر العديد من المبادرات المخفضة والمجانية على الصعيد الصحي، التي تشمل جميع أطياف الشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب.
اترك تعليق