حين أطفأ السمّ أنفاس الإمام العسكري (عليه السلام) أشرق نور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)

حين أطفأ السمّ أنفاس الإمام العسكري (عليه السلام) أشرق نور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)

هذه اللوحة الفنية تجسّد لحظة من أعظم لحظات التاريخ الإسلامي، حين اجتمع الألم بالفقد، والرجاء بالوعد الإلهي.

في الصورة يظهر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وقد نالته يد الغدر من العباسيين بالسم، وهو ممدّد على فراش الشهادة، تحيط به أجواء الحزن والرهبة، وبجانبه خادمه الوفي أبو الأديان ـ كما ورد في بعض المصادر التاريخية ـ يعتني به ويشهد اللحظات الأخيرة من حياته. 

وفي باب الغرفة يطلّ وجه الأمل، نور المستقبل، الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وهو في صباه، مشرق الوجه، ليعلن امتداد الإمامة بعد أبيه، وليكون الشاهد على لحظة الانتقال من الغيبة الصغرى إلى بداية عصر التمهيد.

يذكر الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة، والشيخ الطوسي في الغيبة، أن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قد استشهد سنة (260) هـ مسموماً بأمر من المعتمد العباسي، وكان حينها يبلغ من العمر (28) عاماً فقط.

ومن جملة الروايات أن بعض خواص أصحابه، كـ"أبي الأديان البصري"، كانوا عنده في أيام مرضه، وشهدوا وصيته وانتقال الإمامة إلى ولده المهدي (عجل الله فرجه)، فقد قال لهم الإمام العسكري قبل وفاته: «إنكم لا ترونني بعد يومكم هذا، وسيرجع الله الحق إلى أهله من بعدي» (الغيبة للطوسي، ص 223).

كما ورد أن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) قد ظهر عند وفاة أبيه ليصلي عليه، مثبتاً وجوده وإمامته رغم كل محاولات التعتيم من قبل السلطة العباسية.

هذه اللحظة لم تكن مجرد شهادة إمام مظلوم آخر من آل البيت (عليهم السلام)، بل كانت إعلاناً إلهياً بأن خط الإمامة لن ينقطع، وأن الأرض لن تخلو من حجّة لله.

استشهاد الإمام العسكري (عليه السلام) كان الباب الذي فُتح لمرحلة جديدة: مرحلة الغيبة، حيث يعيش المؤمنون امتحان الانتظار، لكنهم يستمدون من تلك اللحظة يقيناً بأن الوعد الإلهي قائم لا محالة.

إنها لحظة تختلط فيها الدموع بالنور، دموع الفراق على الإمام العسكري (ع)، ونور الرجاء المتقد في وجه الطفل الموعود، الإمام المهدي (عجل الله فرجه). 

كان العباسيون يظنون أنهم بقتل الإمام العسكري (عليه السلام) سيطفئون نور الإمامة، فإذا بالنور يمتدّ عبر ابنه، ليبقى الأمل مشتعلاً في قلوب المؤمنين حتى اليوم.

ملاحظة: تم توليد هذا النص عبر الذكاء الاصطناعي

تصميم : كرار الياسري إعداد : علي رحال