طفلة الأسئلة

إلى رقية بنت الإمام الحسين (عليهما السلام)

ولطفلةٍ في الـطـفِّ مـن أحـلامِها *** أنْ جاءَها حُلُمٌ مـن استفامِها

وتساءلت .. وغدا السؤالُ بـطولِهِ * مـا كانَ يكبرُها بـطولِ قوامِها

هل نحن قومٌ لاجئونَ بكربلا ؟ لمَ نحن نسكنُ في الـعرا بخيامِها ؟

ولنا بيوتٌ في المـديـنـةِ لا تسل *** عن سقفِها وعـمادِها وسنامِها

سقفُ البيوتِ هو الحسينُ وبعدُه لا سـقفَ فيها غـيـرُ سقفِ حِمِامِها

وسـنـامُـهـا أيـضـاً حـسـينُ لأجـلِه *** أطفالُـنـا وقفتْ على أقدامِها

أوهلْ تساوى أن يكـونَ سـنامُ بيـــتٍ من سـنـامِ خيامِنا بضرامِها ؟

هوَ لم يعدُ وسطَ الخيامِ ألا تعفَّـــــرَ في الـثـرى ورمى لنا بحُطامِها

سـلـبـوهُ خـاتـمَـه لأسْـلبَ قُرطَ أُذني كاسـتـلابِ الشمسِ نورَ تمامِها

لم يـســلـبـوهُ ويـسـلبوني إنَّـما *** سـلـبـوا لـفـاطـمَ إرثَـهـا لمقامِها

سلبوا الـرداء من الكساءِ وقد غدا عارٍ حسينُ وغابَ عن إضمامِها

فلمَ العرا ؟ أبيوتُ أهـلـي فـي الـمـدينة أقفرتْ وتطيَّرتْ بحَمَامِها ؟

يا ربُّـمـا بـقـي الـحَـمامُ بعشِّه *** مـن فـوقِـهـا ورمـتْ إلى أيتامِها

يا ربُّـمـا ظـهـريَّـةٌ مـن عاشرٍ *** تُنسي الذي قد كانَ من أعوامِها

أنا طفلةٌ أشتاقُ ذاكرتي التي *** هيَ حفظ آي الذكرِ معْ أنغامِها ؟

هل يا ترى بعدَ الحسينِ وقتلِهِ *** نمشي بذاكرةٍ وفيضِ غمامِها ؟

وحسينُ عطشانٌ .. فذاكرتي أنا *** عطشٌ يذكِّرُنِي طويلُ أوامِها

بل إنَّ ذاكـرةً إلـى الوحي الذي *** مـسـتـفقدٌ نطقاً هوتْ بخِطامِها

لمَّا رأتْ قـرآنَها فـوق الـثـرى *** يُـحـتَـزُّ في الآياتِ من أرقامِها

إنْ قطَّعُوا ودجاً به قد أنقصوا *** آيـاً تُذَهِّبُ فـي احمرارِ رخامِها

وتقول ذاكرتي: قد امتصَّ الثرى حلمي وعشتُ على غبارِ رُكامِها

أنا طـفـلـةٌ بـنـتُ المديـنةِ غُرَّةً *** والـطـفُّ هـذي لـم أقعْ بغرامِها

ما زلتْ في طورِ السؤالِ وصدمتي *** أنَّ السؤالَ قتيلها بحسامِها

وأنا أحـبُّ لـيـثـربٍ وجـوابُـهـا *** شُـمُّ الـبـيـوتِ ومرتقى أعلامِها

ما عـاد مـن عـلمٍ هنا كي يرفعوا *** بـتـرابِـهـا دفـنٌ إلـى أقـرامِها

وبـأرضِـهـا أنـا طـفلة تسبى على اســتطلاعِ مفتتـحي بسوءِ ختامِها

ما عـدتُ أحـمـلُ للحسينَ لزينبٍ *** أوجـاعَ أسـلئتي على أرغامِها

وكـأنِّـنـي قد جئتُ دون شهادةٍ *** للطفِّ .. يجرحني نوالُ وسامِها

ووسـامُـهـا أنَّ الصغيرةَ داخلي *** كـبـرتْ لـتشبهَ عادَ في أقوامِها

من كثرِ ما خسفَ القبيحُ جمالنا *** وكـرامُـنـا ذُبحـتْ بـفعلِ لئامِها

سلمان عبدالحسين

 

پیوست ها

: سلمان عبد الحسين