في رحاب مكة.. شيخٌ حكيمٌ في قلب التاريخ

في رحاب مكة.. شيخٌ حكيمٌ في قلب التاريخ

(جدّ الرسول الأكرم.. قامةٌ سامقة في تاريخ مكة)

تحت سماء مكة الذهبية، حيث تتناغم أنفاس الزمان والمكان، يقف عبد المطلب، شيخ قريش الحكيم (عليه السلام)، أمام الكعبة المشرفة.

فجدران الكعبة، التي اكتست بسحر قديم، تحكي أسرار الأجيال، وعباءته البسيطة، الموشاة بخيوط الصبر والحكمة، ترفرف في نسيم مكة العليل، وعيناه، الغارقتان في تأملات عميقة، تتحدثان إلى السماء نفسها، وكأنهما تروي قصة الإيمان والوفاء.

حول عبد المطلب (عليه السلام)، تتردد أصداء كلمات التاريخ، وعبق الطهر، وذاكرة الأنبياء، فهو رجلٌ لم تغره الدنيا، بل بقي قلبه نابضاً بالعدل والرحمة، رمزاً للشرف والعظمة في زمنٍ عاش فيه الناس بين التحديات والقصص الخالدة.

عبد المطلب: بين الجاهلية والإسلام

في زمنٍ كانت فيه مكة مركزاً تجارياً ودينياً، كان عبد المطلب زعيماً حكيماً، قاد قريشاً في العديد من المواقف، وكان له دورٌ بارزٌ في حماية الكعبة، ومن أبرز مواقفه، حادثة الفيل، حيث تصدى لأبرهة الحبشي وجيشه الذي جاء لهدم الكعبة، فكانت النتيجة أن أرسل الله عليهم طيراً أبابيل، جعلتهم كعصف مأكول.

عبد المطلب: إرثٌ خالد

عبد المطلب لم يكن مجرد شيخٍ من شيوخ قريش، بل كان رمزاً للوفاء والإيمان، فهو الذي رعى النبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة أمه، وأحاطه بحبٍ ورعايةٍ، حتى أصبح النبي (صلى الله عليه وآله) هو من حمل مشعل النبوة، وأضاء به العالم.

عبد المطلب: رمزاً للوفاء والإيمان

في رحاب مكة، حيث تتناغم أنفاس الزمان والمكان، يبقى عبد المطلب (عليه السلام) رمزاً للوفاء والإيمان، فهو الذي علمنا أن العظمة لا تأتي من المال أو الجاه، بل من القيم والمبادئ، ففي مثل هذا اليوم، نرفع أكف الدعاء، ونسأل الله أن يجمعنا به في دار النعيم، وأن يجعلنا من أهل الوفاء والإيمان.

تصميم : كرار الياسري إعداد : علي رحال