نداء الحق و اليقين ..

وقف الامام السجاد سلام الله عليه في مجلس يزيد لعنة الله عليه خاطبا في الناس بعدما حمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر جدّه المصطفى صلى الله عليه واله  فصلّى عليه  ثم قال : 

أيّها الناس أحذّركم من الدنيا وما فيها ، فإنّها دار زوال وانتقال ، تنتقل بأهلها من حال إلى حال ، قد أفنت القرون الخالية والأمم الماضية ، الذين كانوا أطول منكم وأكثر منك آثاراً ، أفنتهم أيدي الزمان ، وأحتوت عليهم الأفاعي والديان ، أفنتهم الدنيا فكأنّهم لا كانوا لها أهلاً ولا سكّاناً ، وقد أكل التراب لحومهم وغير شمائلهم وبدّد أوصالهم وشمائلهم، وغير ألونهم وطحنتهم أيدي الزمان ، أفتطمعون بعدهم البقاء ؟  هيهات هيهات!

هيهات هيهات لابد لكم من اللحوق بهم ، فتداركوا ما بقي من اعماركم بصالح الاعمال ، وكأني بكم وقد نقلتم من قصوركم الى قبوركم فرقين غير مسرورين ، فكم والله من قريح قد استكملت عليه الحسرات حيث لا يقال نادم ، ولا يغاث ظالم ، وقد وجدوا ما أسلفوا ، واحضروا ما تزوّدوا ولا يظلم ربّك أحداً ، فهم في منازل البلوى همود ، وفي عساكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيامة ، وحلول يوم الطامّة ، ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساءوا بما عملوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى   ) ..

 

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة