ثواب قراءة القرآن في شهر رمضان

للقرآن الكريم لذة وجوا خاصا لقارئه في شهر رمضان المبارك بحيث يترك الاثر الروحي و النفسي في القارئ على طوال اشهر السنة ما بعد شهر رمضان، ويخلق له شوقا في انتظار هذا الشهر المبارك على مدار السنة مما يكشف لنا سرا من اسرار هذا الشهر المبارك وهو تعلقه بالقرآن الكريم ،من حيث الشوق الى قراءته ،و نزول القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} البقرة(185)،و كثرة الروايات التي تحث على قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان لما له من الأجر عند الله تعالى و منها ما روي مرفوعاًَ عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال : ( لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان).

و أيضا ورد في الروايات ان قراءة القرآن الكريم بصورة عامة في كل الاوقات له من الاجر ما لا يحصى فعن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين...

و بعد معرفتنا بأهمية قراءة القرآن في أي وقت بصورة عامة و في شهر رمضان بصورة خاصة الذي نحن الآن على مقربة من هذا الشهر المبارك و ننتظره على أحر من الجمر فما الذي ينبغي علينا تقديمه للقرآن الكريم في هذا الشهر المبارك التي تتفتح به كل السبل الى الله تعالى، و الذي يقول فيه الامام زين العابدين(عليه السلام)في  دعائه إذا دخل شهر رمضان -: (الحمد لله الذي حبانا بدينه واختصنا بملته وسبلنا في سبل إحسانه لنسلكها بمنه إلى رضوانه، حمدا يتقبله منا، ويرضى به عنا، والحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام).

و الجواب على هذا السؤال هو: ينبغي علينا ان نهيئ جوا خاصا نستخلصه من وقتنا في هذا الشهر المبارك و نخصصه لتلاوة و حفظ و تفسير آيات القرآن الكريم ،اذ لا ينبغي علينا هجر القرآن الكريم في شهر كشهر رمضان لأن هجر القرآن الكريم في مثل هذا الشهر يعد من الخسارة في التجارة مع الله تعالى و العياذ بالله ،فما أجمل ان يتاجر الانسان مع الله تعالى في شهر تضاعف به الحسنات الى اضعاف لا يعلمها الا الله تعالى { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}الحديد(11) .

الكاتب / قيس العامري

المرفقات