مقدّمة
إنَّ كتابة تاريخ الأُمّة ـ أي أُمّة كانت ـ وعلى مرِّ العصور والأجيال لا يعني أنَّه بدرجة من النقاوة، بحيث يُمثّل المعدن النقي بدون شوائب الدسِّ والتحريف، ولا يمكن لأحد أن يدّعي ذلك، وعلى هذا؛ فلا بدَّ أن يخضع تاريخ الأُمّة ـ في مسؤولية دراسته ونقده، ومسؤولية كتابته وخطه ـ إلى دراسة حقيقيّة وموضوعيّة في محاولة استئصال كلّ ما هو غريب قد يطرأ على تاريخ الأُمّة، في الوقت الذي نقول فيه: إنّ تلك الدراسات لتاريخ الأُمّة هي أيضاً خاضعة للنقد والتحليل، وهكذا إلى أن نصل إلى الجوهر الحقيقي الذي لا يمكن أن تطاله يد التغيير والتحريف أو تُحمّله ما لا يحتمله.
ومن هنا؛ سعى علماء الأُمة الإسلاميّة إلى كتابة التاريخ ودراسته، وتحقيقه في مختلف المجالات، وهي أمانة حاولوا إيصالها إلى الأجيال، كونها تُمثّل المدرسة الحقيقية التي يتربى عليها أجيال الأُمّة.
ولنأخذ مثالاً لحادثة مضت وسُطّرت في كتب التاريخ، وعُدّت من أهمّ حوادث الدهر، هي ملحمة وحادثة كربلاء، أو ما تُعرف بواقعة الطفِّ، حيث تُعدُّ من أهمّ الأحداث التاريخية التي مرَّت بها الأُمّة الإسلاميّة، والتي سجلت للأُمّة أروع دروس التضحية والإباء، والوقوف ضدّ الظلم والتمسك بالقيم الإنسانية والدينية، وقد بذل أصحابها الغالي والنفيس في سبيل الله، فقد سُقيت هذه الواقعة بدم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله عليهم أجمعين).
وعندما كتب التاريخ هذه الواقعة المباركة وسطّر أحداثها، أتى الكثير من الباحثين محاولين بيان وتوضيح تلك الدروس وتحليلها، أو نقد ما كُتب من التاريخ في هذه الواقعة، وهكذا تستمر هذه المسيرة لتعطي وتُغذّي الأجيال بنبض الحياة المنبثق من تلك الواقعة، ولعلّ هذا هو ما يُميّز تلك الملحمة عن غيرها، فهي إلى الآن تتجدد لتُعطي صورة حيّة مستمرة عن مبادئها الشامخة، وتعطي الدروس والعبر كلّ حين.
نحن نعلم أن هناك العديد من البحوث والدراسات كتبت عن شخصيات هذه الواقعة وما يحملونه من المبادئ السامية والقيم النبيلة، وما سطّروه من معاني التضحية والفداء؛ لأجل الدين والوقوف مع الحسين عليه السلام ضدّ ظلم وطغيان النفس الأمّارة بالسوء المتمثلة بأذناب بني أُميّة، وفي مقدمتهم يزيد بن معاوية (لعنه الله).
لكنّنا أحببنا أن نُدلي بدلونا، فكانت هذه المحاولة في دراسة شخصية مهمّة من شخصيات تلك الملحمة، وهي شخصية الحرّ بن يزيد الرياحي (رضوان الله تعالى عليه)؛ لعلّنا نستطيع أن نُبيّن جانباً من دروس هذا البطل المقدام، الذي كان له دور متميّز وبارز في تلك الواقعة.
وسنعتمد في هذا البحث على ثلاثة محاور:
المحور الأوّل: سيرة الحرّ بن يزيد الرياحي (تسميته، نسبه، كنيته، عمره، شجاعته)
أوّلاً: تسميته
الحر لغةً: «الحُرُّ، بالضمّ: خلافُ العَبْدِ. والحُرُّ: خِيَارُ كلِّ شيْءٍ وأَعْتَقُه،... ومن ذلك الحُرُّ بِمَعْنى الفَرَس العَتِيق الأَصِيل، يُقَال: فَرَسٌ حُرٌّ...»([1])، فالحر هو ما خلص من غير أصله.
ومن أهمّ ما يمكن أن نقف عليه هنا في تسميته بهذا الاسم، أنّه ورد عن الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاد الحرّ ووقوفه عليه، حيث قال الإمام الحسين عليه السلام: «والله، ما أخطأت أُمّك إذ سمّتك حراً؛ فأنت ـ والله ـ حر في الدنيا، وسعيد في الآخرة»([2])، ويمكن أن نستفيد من هذه الرواية أمرين:
الأمر الأوّل: إنّ مَن سمّاه بهذا الاسم أُمّه، كما قال له الإمام الحسين عليه السلام ذلك، ويمكن بيان أمر مهم هنا؛ وهو علاقة الأُم في تسمية الولد، ومن ثمَّ العلاقة في تسمية الحرّ من قِبل أُمّه، فإننا نحتمل عدّة توجيهات:
1ـ إنَّ أباه كان ميتاً عند ولادته فسمّته أُمّه، وهو مشابه لما ورد من تسمية عبد المطلب من قِبل أُمّه سلمى رضي الله عنهم، حيث سمّته شيبة الحمد، بعد أن تُوفّي أبوه هاشم رضي الله عنه قبل ولادته، ثمّ سمّاه عمُّه المطلب بعبد المطلب، فقد ذكر ابن أبي الحديد ذلك، فقال: «...وأُمّ عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد... وولدت عبد المطلب، فسمّته شيبة الحمد؛ لشعرة بيضاء كانت في ذوائبه حين وُلِدَ»([3]).
2ـ إنّنا نحتمل أنَّ هذه التسمية ـ غير اسمه الحقيقي ـ كانت من أُمّه، أمّا اسمه الحقيقي فلم يرد إلينا، وهناك شاهد على ذلك؛ بأنَّ العرب كانت تستسيغ هذا الأمر، كما ورد ذلك في اسم الإمام علي عليه السلام؛ فإنَّ أُمّه رضي الله عنها قد سمّته حيدرة أو حيدر، كما هو واضح من أُرجوزته المعروفة:
أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرة كليث غاب في العرين قسورة
أكيلكم بالصاع كيل السندرة([4])
3ـ ويُحتمل أيضاً أنَّ من الأعراف السائدة آنذاك، أنّ تسمية الولد ـ ابناً أو بنتاً ـ مختصة بالأُم دون الأب، فقد ورد في بعض المصادر، كما في تاريخ الطبري، حيث ذكر: «...فقال أبو حصين وهو يحدّثنا هذا: فبلغنا أنَّ فلاناً (الحجاج) قد أمّر على مكة... فقال: يا أبا حصين، قد ـ والله ـ فررت حتى استحييت من الله! سيجيئني ما كتب الله لي. قلت: أظنّك ـ والله ـ سعيداً كما سمّتك أُمك»([5])، أو أنّها من الاستعمالات المجازية التي وُصِف بها كلام العرب؛ لأنَّ الأُم هي مَن تلهج باسم وليدها في كلّ حالٍ وحين.
الأمر الثاني: ومن الأُمور التي نستفيدها من الرواية، أنَّ الحرّ لم يكن اسمه الحرّ فحسب، بل إنَّ الحسين عليه السلام قد نعته بهذه التسمية، فهي كانت صفة إضافة لتأكيد الاسم.
ولا يخفى على مَن يُدقق أنَّ في نعت الإمام عليه السلام للحر بهذه الصفة مداليل واعتبارات، فمن ضمنها:
1ـ إنّه متحرر من كلِّ أنواع التسلّط المفروضة من قِبل السلطة الحاكمة، أو من قِبل العرف الاجتماعي السائد حينئذٍ، وغير خاضع لها بالمقدار الذي يسلبه إرادته في اختيار ما هو على قناعة منه وما هو مؤمن به؛ فكان مستقلاً بآرائه وتوجهاته الاجتماعية والفكرية، بل حتى العسكرية كما سيأتي، ولم يكن ذيلاً من ذيول حكام بني أُميّة وأتباعهم على أمصار البلاد الإسلامية، ونحن نعلم أنَّ الأعراف الاجتماعية ورغبات الأُمراء وعقائدهم لها الدور الأكبر في تحديد سلوك الأفراد؛ لأنَّ الناس على دين ملوكهم كما يقال، فهو من هذه الناحية متحرر من هذه القيود.
2ـ التحرر من قيود النفس الأمّارة بالسوء والطامعة في ملذات الدنيا الزائلة، فعلى ما كان للحر من مقام اجتماعي رفيع حيث تذكر الروايات أنّه كان رئيساً في عشيرته وقائداً عسكرياً، كان الحرّ متحرراً منها، أو على أقل تقدير إنّه استطاع أن يصرع نفسه الأمّارة بالسوء وينحرها في ميدان المعركة عندما قال: إنّي أُخيّر نفسي بين الجنة والنار... كما سيأتي المزيد من البيان.
ثانيا: نسبه
يمكن حصر ثلاثة أقوال رئيسة في نَسب الحرّ بن يزيد الرياحي، وهي:
القول الأوّل: وهو قول ابن حزم، في جمهرة أنساب العرب، حيث ذكر: «...والحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب الردف بن هرمي بن رياح بن يربوع، الذي بعثه عبيد الله بن زياد ليشغل الحسين بن علي (رضي الله عنهما) فمال إلى الحسين، فقُتل معه (رحمة الله عليه)»([6]).
القول الثاني: ما ذكره البلاذري، في أنساب الأشراف، فقد قال: «الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام، الذي صار مع الحسين بن علي، وكان من قبلُ من أشدِّ الناس عليه، فقال له الحسين: أنت الحرّ في الدنيا والآخرة. وقُتل معه...»([7]).
القول الثالث: قول الشيخ الطوسي، في رجاله، فذكر: «الحر بن يزيد بن ناجية بن سعيد، من بني رياح بن يربوع»([8]).
أمّا بالنسبة للقول الأوّل والثاني؛ فهناك نوع من التعارض في بعض نسب الحر، فإنّ ابن حزم والبلاذري قد اتفقا في انتساب الحرّ إلى رياح بن يربوع من بني تميم، واختلفا في نسبه إلى أبناء رياح، فابن حزم أوصله إلى هرمي والبلاذري أوصله إلى همام، وكلاهما يتفقان على أنَّهما من أبناء رياح.
نقطة الاتفاق والاختلاف
ووجه الاختلاف الحقيقي يكمن في قعنب بن عتاب، فابن حزم يرى أنَّ قعنب بن عتاب غير قعنب بن عتاب الردف، والدليل أنّه يذكر نسب الأبرد بن المعذر بعد ذكره لنسب الحرّ حيث يقول: «والحر بن يزيد بن ناجية... والأبرد بن قرّة بن نعيم بن قعنب بن عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام بن رياح بن يربوع، كان سيّداً»([9]).
أمّا البلاذري، فيرى الشيء نفسه؛ حيث يذكر عتاب الردف، بقوله: «ومن بني رياح: عتاب بن هرمي بن رياح، وهو الردف، ردف للنعمان بن الشقيقة، وكانت الردافة أن يجلس الملك، فيجلس الردف عن يمينه...»([10])، إلّا أنّ نسب الحرّ عند ابن حزم يعود لعتاب الردف بن هرمي بن رياح، وعند البلاذري إلى عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام بن رياح، فـ(عتاب) عند ابن حزم هو رديف النعمان، وهو غيره عند البلاذري.
أمّا قول الشيخ الطوسي، فإنّنا نحتمل التصحيف في سعيد؛ لاحتمال التقارب في اللفظ مع قعنب، فيكون هو قعنب بن عتاب الردف، وعلى أيّة حالٍ، فقول النسّابة يكون راجحاً على قول غيرهم.
أمّا أبوه، فهو يزيد بن قعنب، قال البلاذري: «...ومن وُلده يزيد بن قعنب بن عتاب كان فارساً»([11]).
إلّا أنّه ـ كما قدّمنا ـ يذكر الحرّ وينسبه إلى يزيد بن ناجية بن قعنب، أي: هناك ناجية يتوسط بين يزيد وقعنب، وفي المسألة احتمالان:
الأوّل: إنّ جدّه ناجية بن قعنب، وهذا ما لا مستند له.
والثاني: إنّ (ناجية) اسم لأُمّه، لاحتمال ورود تسميتها في نسبه، وهو أمر تعارفت عليه العرب في الانتساب، وأمثلة ذلك كثيرة في تاريخ الأنساب والرجال، فقد ذكر البلاذري، في نسب غالب بن أُسامة قوله: «...وغالب بن سامة: أُمّه ناجية بنت جرم بن ربان، إليها نسب وُلد زوجها؛ فهم بنو ناجية. ولا عقب لغالب الذي هو ولد ناجية»([12])، وقد أوردنا هذا القول للمثال وليس المقصود من ناجية نفسه الوارد في ذكر نسب الحر.
فيكون اسم أبيه يزيد بن قعنب، كما نحتمل ذلك، والله العالم.
ثالثاً: كنيته
العَلَم ينقسم على ثلاثة أقسام: الاسم، والكنية، واللقب، أمّا الكنية فهي للتعظيم وتُستخدم للتعريف عن الذات في الحروب وغيرها من موارد ذكر الكنى، فقد ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام، أنّه قال: «إذا حضر الرجل فكنّوه وإذا غاب فسمّوه»([13]).
وأنّ كتب التاريخ نقلت اسم الحرّ دون كنيته، والمصادر تفتقر إلى أحوال الحرّ قبل واقعة الطفِّ، إلّا أنّ بعض المصادر ذكرت أنّ له ولداً اسمه علي([14])، استُشهد معه في كربلاء مع أخيه مصعب بن يزيد، فإذا كان الغالب من كنية الرجل بابنه؛ فتكون كنيته أبو علي، إذا ثبت أنَّ لديه ولداً في واقعة الطفِّ. وعلى كلِّ حالٍ فتسميته الحرّ هي الغالبة على كنيته أو لقبه.
رابعاً: عمره
لم تذكر المصادر الرئيسة التي ذكرت أصحاب الإمام الحسين عليه السلام عمر الحرّ بن يزيد الرياحي، إلّا أنَّ صاحب كتاب أنصار الحسين عليه السلام، يقول: «...إنّ الحرّ يبدو إلى الشباب أقرب»([15])، ولم يذكر أمارة هذا القول، إلّا أنّنا نستبعد ذلك من عدّة وجوه، ولأجل الاختصار سنذكر اثنين:
الأوّل: إنَّ قيادته العسكرية لجيش قوامه ألف فارس تتطلب الخبرة الميدانية، والتي لا يمكن أن تتأتى له خلال مدّة قصيرة من عمره، ومَن يملك هذه الأهمية في صدارة الجيش لملاقاة الإمام الحسين عليه السلام لا بدَّ أن يتمتع إضافة إلى الحنكة العسكرية بالمنطق والرأي السديد والناضج؛ ليحمل على عاتقه إنجاح هذه المهمّة على أتمّ وجه، خاصّة وأنَّ مهمّته ـ كما سيأتي ـ لم تكن قتال الحسين بمجرد ملاقاته، بل كان مأموراً بأن يُجعجع بالحسين عليه السلام.
ولدينا كلام في ذلك، فهل كانت مهمته الجعجعة بالحسين عليه السلام، أو لا؟ وسيأتي بيانه لاحقاً.
وعلى كلّ حالٍ، فنحن لا نحتمل كونه إلى الشباب أقرب لأجل ما بيّنا.
الثاني: استفاضة الأخبار الدالة على أنّ الحرّ كان شريفاً ورئيساً على قومه من بني رياح، حيث إنّ صاحب الإبصار قد أشار إلى ذلك بقوله: «...التميمي اليربوعي الرياحي. كان الحرّ شريفاً في قومه جاهليةً وإسلاماً»([16])، وإنَّ دلالة «جاهليةً وإسلاماً» ـ وإن كان لعلّه وصف مجازي؛ لأجل التشريف والتعظيم ـ يدلُّ على العمر الطويل، وأنَّ له الباع والخبرة في الحياة الاجتماعية الميدانية، فضلاً عن قيادة العسكر كما قدّمنا.
خامساً: شجاعته
قال أبو مخنف([17]): «حدّثني النضر بن صالح أبو زهير العبسي: أنّ الحرّ بن يزيد لـمّا لحق بحسين، قال رجل من بني تميم من بنى شقرة ـ وهم بنو الحارث بن تميم ـ يقال له: يزيد بن سفيان: أما والله، لو أنّي رأيت الحرّ بن يزيد حين خرج لأتبعته السنان. قال: فبينا الناس يتجاولون ويقتلون والحر بن يزيد يحمل على القوم مُقدماً ويتمثّل قول عنترة:
ما زلت أرميهم بثغرة نحره ولبانه حتى تسربل بالدم
قال: وإنّ فرسه لمضروب على أُذنيه وحاجبه، وإنَّ دماءه لتسيل، فقال الحصين بن تميم: وكان على شرطة عبيد الله، فبعثه إلى الحسين وكان مع عمر بن سعد، فولّاه عمر مع الشرطة المجففة ليزيد بن سفيان: هذا الحرّ بن يزيد الذي كنت تتمنّى. قال: نعم. فخرج إليه فقال له: هل لك يا حر بن يزيد في المبارزة ؟ قال: نعم قد شئت. فبرز له، قال: وأنا سمعت الحصين بن تميم يقول: والله، لبرز له فكأنّما كانت نفسه في يده، فما لبثه الحرّ حين خرج إليه أن قتله»([18])، وهذا النص يُبيّن لنا موقف الرجال من الحرّ بن يزيد الرياحي، وما مدى شجاعته في ساحات القتال، ولعلّه من أبرز ما يميّز القادة في جيوش الدولة الإسلامية.
إلّا أنّ الشجاعة الحقيقية التي أرادها الإسلام بتعاليمه السماوية السمحة وقيمه النبيلة، هي الوقوف بوجه الباطل بكلِّ صوره، ومنها النفس الأمّارة بالسوء التي تُمثّل أعدى أعداء الإنسان في طريق الكمال، ومن الشجاعة كذلك قول الحقِّ ولو عند حاكم جائر، وهذا ما جسّده الحرّ بأروع معانيه في مواقفه النبيلة مع الحسين عليه السلام، ثمّ في توبته بين يدي الحسين عليه السلام، وبعدها في خطبته، ثمّ ختم رسالته بدم شهادته الطاهر.
المحور الثاني: حركة الحرّ العسكرية، وما جرى من أحداث (خروجه وملاقاته للحسين عليه السلام)
سنتحدث في هذا المحور عن عدّة مواضيع، تتلخّص بحركة الحرّ العسكرية، والمهمة التي وقعت على عاتقه لقتال الإمام الحسين عليه السلام، وكيف التقى بالإمام عليه السلام، وأهمّ المحاورات التي جرت بينهما، وسيكون اعتمادنا في هذا المحور على جهتين رئيستين:
الجهة الأُولى: خروجه من الكوفة
ونعني بها بداية المهمة العسكرية للحر بن يزيد الرياحي لملاقاة الحسين عليه السلام، وإذا لاحظنا الروايات والأخبار الواردة في كيفية خروج الحرّ من الكوفة، وكيف أنّه كان مرتبطاً بها عسكرياً؟ ومن أين يتسلّم الأوامر والتوجيهات فيها؟ فإنّنا نراها ـ أي: الروايات ـ تنقسم على ثلاثة أقسام، وكما يأتي:
القسم الأوّل: هناك أخبار تتحدث عن خروج الحرّ في ألف فارس لملاقاة الحسين عليه السلام، بأمر من عبيد الله بن زياد؛ فقد روى ذلك القاضي النعمان، في أثناء سرده لكيفية مقتل الحسين عليه السلام، وأهمّ المقدّمات التي كانت لأجل قتله، من خلال يزيد (لعنه الله)، فقال: «... وأرسل الحرّ بن يزيد الحنظلي [اليربوعي] في خيل، فلقيَ الحسين عليه السلام بكربلاء، فتوافقا، وأرسل عبيد الله بن زياد بعد ذلك عمر بن سعد بن أبي وقاص في عسكر جحفل، وعُدّة عتيدة. فوافى الحسين عليه السلام، وقد وافقه الحرّ بالطفِّ من كربلاء، ولم يكن بينهما قتال»([19]).
وقد روى الصدوق كذلك، بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام، فقال: «...وبلغ عبيد الله بن زياد (لعنه الله) الخبر، وأنَّ الحسين عليه السلام قد نزل الرهيمة، فأسرى إليه الحرّ بن يزيد في ألف فارسٍ...»([20])، وقد روى المجلسي في البحار مثله([21]).
وهذه الروايات تُشير إلى أنَّ الحرّ قد خرج من الكوفة بأمر من عبيد الله بن زياد؛ الأمر الذي يتطلّب أن تكون مهمّة الحرّ واضحةً وبتوجيه مباشر من ابن زياد، وهذه المهمّة، إمّا أن تكون الجعجعة بالحسين عليه السلام في كربلاء وعدم السماح له بالتوجه إلى مكان آخر، كما هو مضمون رواية القاضي، أو قتال الحسين عليه السلام.
ويمكن أن نُبيّن أمرين في ذلك:
الأمر الأول: في مهمّة الجعجعة بالحسين عليه السلام، فإنّ الكتاب الذي أمر الحرّ بأن يُجعجع بالحسين عليه السلام قد وصل للحر في كربلاء، وما يدلُّ على ذلك، قول الدينوري: «...وسار الحسين عليه السلام من قصر بني مقاتل، ومعه الحرّ بن يزيد، كلّما أراد أن يميل نحو البادية منعه، حتى انتهى إلى المكان الذي يُسمّى: (كربلاء)، فمال قليلاً متيامناً حتى انتهى إلى (نينوى)، فإذا هو براكب على نجيب، مقبل من القوم، فوقفوا جميعاً ينتظرونه. فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحر، ولم يُسلّم على الحسين. ثمّ ناول الحرّ كتاباً من عبيد الله بن زياد، فقرأه، فإذا فيه: أمّا بعد، فجعجع بالحسين بن علي وأصحابه»([22])، فما معنى وصول كتاب ابن زياد إلى الحرّ في كربلاء، إذا كان الحرّ قد خرج بأمر ابن زياد؟
إلّا أنّه يمكن القول: إنّ الأخبار التي وصلت لابن زياد، تُبيّن أنَّ موقف الحرّ من الحسين عليه السلام لم يكن كما ينبغي، ولم يكن وفق مخطط ابن زياد، ويمكن القول: إنّه تزامن نزول الحسين عليه السلام بكربلاء ووصول كتاب ابن زياد إلى الحر، هذا بالنسبة لما يتناسب مع رواية القاضي النعمان، وتصريح الدينوري.
الأمر الثاني: إنَّ القول بأنَّ الحرّ مأمور بقتال الحسين عليه السلام بعيد؛ لأنَّ الحرّ لم يكن معه سوى ألف فارس، في حين أنَّ ابن زياد كان عازماً على أكثر من هذا العدد بثلاثين ضعفاً؛ لأنّه يعتبرها حاسمة، فضلاً عن أنّه يخاف من الإمام الحسين عليه السلام، وكان يخطط لقمع احتمال انتفاضة الكوفيين عليه؛ فإنّه يكون قد هيأ العُدّة والعدد المناسبين لكلّ هذه الاحتمالات، فلم يكن عبيد الله ليجازف بهذا المقدار من العدد، وإن كان عدد مَن كان مع الحسين عليه السلام قليلاً جداً لا يتعدى المئة، وقد ورد في البحار، رغبة ابن زياد بهذا العدد: «...وقال: أحبُّ أن تشخص إلى قتال هذا الرجل عوناً لابن سعد عليه، فقال: أفعل أيّها الأمير، فما زال يرسل إليه بالعساكر حتى تكامل عنده ثلاثون ألفاً ما بين فارس وراجل»([23]).
القسم الثاني: وهي الروايات التي تروي بأنَّ الحرّ وجيشه الذي قوامه ألف فارس كان في مقدمة أو طليعة الجيش الذي بعثه عبيد الله بن زياد؛ لقطع الطريق على الحسين عليه السلام بإمرة الحصين بن نُمير التميمي، والذي كان قائداً على شرطة بن زياد، فقد نقل هذا الأمر الطبري، فقال:«...وكان مجيء الحرّ بن يَزِيدَ ومسيره إلى الحسَين من القادسية، وذلك أنَّ عُبَيْد الله بن زياد لمّا بلغه إقبال الحسين بعث الحصين بن نُمير التميمي ـ وكان على شرطه ـ فأمره أن ينزل القادسية، وأن يضع المسالح فينظم ما بين القطقطانة إلى خفان، وقدّم الحرّ بن يزيد بين يديه في هذه الألف من القادسية، فيستقبل حسيناً. قال: فلم يزل موافقاً حسيناً حتّى حضرت الصلاة... فقال الحر: فإنّا لسنا من هؤلاء الذينَ كتبوا إليك، وقد أُمرنا إذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتّى نُقدمك على عُبَيْد الله بن زياد... فإذا أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة، ولا تردّك إلى المدينة...»([24])، ومثله ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد، بقوله: «..وكان مجيء الحرّ بن يزيد من القادسية، وكان عبيد الله بن زياد بعث الحصين بن نمير وأمره أن ينزل القادسية، وتقدّم الحرّ بين يديه في ألف فارس يستقبل بهم حسيناً... وقد أُمرنا إذا نحن لقيناك، ألّا نفارقك حتى نُقدمك الكوفة على عبيد الله»([25]).
والملاحظ من مجموع الروايات في هذا القسم؛ أنَّ الحرّ في طليعة جيش الحصين بن نمير، الذي كان على شرطة ابن زياد، ومأمور بأن يضع المسالح ويقطع الطريق على الحسين عليه السلام، وقدم الحصين بن نمير الحرّ في ألف فارس.
أمّا طبيعة مهمّة الحر؛ فإنّ رواية الطبري والمفيد تُشير إلى أنّ مهمّته أن يُقدم بالحسين عليه السلام إلى الكوفة، أي: إلى ابن زياد، والغريب أنّ لقاء الحرّ بالحسين عليه السلام بحسب رواية الطبري كان في عذيب الهجانات، وهي منطقة تبعد عن القادسية ثلاثة أميال، حيث يوجد الحصين بن نمير وفرقته التي قوامها أربعة آلاف فارس، فما الذي منع الحرّ من أن يتوجه بالحسين عليه السلام إلى الحصين بن نمير وهو تحت إمرته، ومأمور بأن يُقدم بالحسين عليه السلام إلى الكوفة وفي هذا الطريق مسالح الحصين بن نمير وفرقته؟ فما الذي جعل الإمام الحسين عليه السلام ينعطف بمسيره من عذيب الهجانات ليتوجّه إلى كربلاء؟
والذي يقرّب الأمر ويكون بمثابة الجواب أنّ الحرّ هو مَن أخبر الحسين عليه السلام بهذه التهيئة، وأشار إليه بها ولو ضمناً بقوله للحسين عليه السلام: «...فخذ طريقاً لا تُدخلك الكُوفَة، وَلا تردّك إلى المدينة...». كما في رواية الطبري، فهي إشارة واضحة من الحرّ للحسين عليه السلام فيها نوع من التورية، فَهِم منها الحسين عليه السلام مراد الحرّ وما هو مُعدٌّ له في حال سلوكه طريق الكوفة.
القسم الثالث: في هذا القسم من الروايات الإشارة إلى أنّ الحرّ التقى بالحسين عليه السلام، وأنّه جاء بألف فارس، ولم تذكر أنّه مرسل من ابن زياد، أو أنّه كان في طليعة جيش الحصين بن نمير، حيث إنَّ الطبري أورد هذا الأمر من خلال رواية عمار الدهني لمقتل الإمام الحسين عليه السلام، فذكر: «...حدّثنا عمار الدهني، قال: قلت لأبي جعفر: حدّثني عن مقتل الحسين حتّى كأنّي حضرته... قال: فأقبل حسين بن علي بكتاب مسلم بن عقيل كان إليه، حتّى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال، لقيه الحرّ بن يزيد التميمي، فقال له: أين تريد؟ قال: أريد هذا المصر، قال له: ارجع؛ فإنّي لم أدع لك خلفي خيراً أرجوه...»([26]).
وفي الإصابة لابن حجر، قال: «...ولم يبلغ الحسين ذلك حتى كان بينه وبين القادسيّة ثلاثة أميال، فلقيه الحرّ بن يزيد التميمي، فقال له: ارجع؛ فإنّي لم أدع لك خلفي خيراً، وأخبره الخبر، فهمّ أن يرجع»([27]).
ولعدم وضوح الجهة الآمرة، ولعدم بيان هل أنَّ هناك من أمر بذلك أو لا؟ فإنّنا نُورد ما يلي:
1ـ إنَّ عدم بيان الجهة التي أمرت الحرّ بالخروج لملاقاة الحسين عليه السلام يعطي دلالة على عدم وضوح مهمّة الحرّ بالنسبة إلى حركة الحسين عليه السلام، فضلاً عمَّا ورد في الروايتين، فقول الحرّ للحسين عليه السلام في رواية الطبري: «...ارجع؛ فإنّي لم أدع لك خلفي خيراً أرجوه...». دليل على أنَّ الحرّ لم يكن يريد للحسين عليه السلام إلّا الخير.
وكذلك الأمر في رواية ابن حجر، التي يُضيف إليها قوله: «فأخبره الخبر»، وهو خبر وجود الحصين بن نمير على طريق الكوفة؛ الأمر الذي جعل الحسين عليه السلام، يأخذ طريقاً آخر؛ فتوجه إلى كربلاء.
2ـ أو نحتمل وجود خبر آخر لم يكن لأحد أن يطلع عليه، ولعلّ قائلاً يقول: إنَّ مجرد ذكر خروج الحرّ لملاقاة الحسين عليه السلام من الكوفة كافٍ إجمالاً في بيان هذه الحقيقة ـ وهي أنّه كان مأموراً بأن يأتي للحسين عليه السلام، ويقاتله أو يُجعجع به ـ ولا ضرورة إلى ذكر الجهة التي أمرت الحرّ بالخروج، أو أنّ ذكر بعض الروايات كافٍ في تحديد الجهة التي أمرت الحرّ بذلك، كما في القسم الأوّل أو الثاني، أو مع ضمّ القسمين معاً تكون فيها الكفاية؛ فإنّها بطبيعة الحال تُبيّن الجهة إجمالاً، ولا داعي للتفصيل.
وفي مقام الجواب عن هذا التساؤل والاعتراض، نذكر عدّة نقاط:
الأولى: إنَّنا وإن كنّا نُشكك في تحديد الجهة التي أصدرت الأمر للحر بالخروج، إلّا أنّنا لا نُنكر خروجه أصلاً، فنحن نُؤكد على خروج الحرّ من الكوفة لملاقاة الحسين عليه السلام، إلّا أنَّ الاحتمال الذي أوردناه هو في تحديد الجهة التي أمرت الحرّ بالخروج؛ لأنَّ ذلك سينعكس بشكل مباشر على تحديد مهمّة الحرّ التي اختلفت الروايات في تحديدها، وكذلك اختلاف موقف الحرّ تجاه حركة الحسين عليه السلام.
الثانية: إنَّ احتمال عدم وضوح الجهة التي أصدرت الأمر للحر بالخروج لملاقاة الحسين عليه السلام، وارد جداً للتعارض بين روايات القسم الأوّل والثاني، فضلاً عن عدم ذكر الجهة أصلاً في القسم الثالث، وهذا الاحتمال يُبطل الاستدلال ويسقطه عن حجية الاعتبار؛ الأمر الذي يجعل سبب خروج الحرّ لملاقاة الحسين عليه السلام ـ وتحديد موقف الحرّ من حركة الحسين عليه السلام ـ غير واضح؛ وعليه سوف تختلف طبيعة مواقف الحرّ، وكذلك سيختلف التحليل نتيجةً لهذه التعارضات، خاصّةً في القسم الثاني من الروايات الذي يُؤكد كونه في طليعة جيش الحصين بن نمير، ولم يكن يبعد عن القادسية، حيث كان الحصين بن نمير يضع مسالحه على بعد بضعة أميال؛ الأمر الذي تحصّل منه أنَّ الحرّ كان سبباً في انعطاف الحسين عليه السلام عن اللقاء بالحصين بن نمير، كما أنَّ تصور نتيجة لقاء الحسين عليه السلام وركبه بجيش الحصين بن نمير غير عصية على أدنى متأمل، وهو الذي حال دون حدوثه الحرّ، فهو لم يكن مرتبطاً بالحصين بن نمير وتابعاً لتوجيهاته فعليّاً.
الثالثة: إنَّ رواية الطبري ـ في القسم الثالث ـ تُشير إلى أنَّ الحرّ يسأل الحسين عليه السلام، بقوله: أين تريد؟ ورواية ابن حجر بقوله: وأخبره الخبر. فهذه الطائفة من الروايات، وبحسب أقوال الحرّ في الخبرين، تُشير إلى عدم وجود علاقة فعلية للحر بأمير الكوفة عبيد الله بن زياد، كما هو حال القسم الأوّل من الروايات، أو الحصين بن نمير كما في القسم الثاني.
( بقي الكلام في محاورة الإمام الحسين عليه السلام مع الحرّ وشهادته ودفنه يأتي في الجزء الثاني ان شاء الله تعالى)
الكاتب: السيد شهيد طالب الموسوي
مجلة الإصلاح الحسيني – العدد السادس
مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية
_____________________________________________
[1] الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس: ج6، ص261.
[2] القندوزي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودة لذوي القربى: ج3، ص77.
[3] ابن أبي الحديد، عز الدين، شرح نهج البلاغة: ج15، ص213.
[4] الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين: ص14.
[5] الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري: ج6، ص488.
[6] ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب: ج1، ص227.
[7] البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج12، ص159.
[8] الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي: ص100.
[9] ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب: ج1، ص227.
[10] البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج12، ص154.
[11] المصدر السابق: ص159.
[12] ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب: ج1، ص173.
[13] النوري، ميرزا حسين، مستدرك الوسائل: ج8، ص321.
[14] ذكره شمس الدين في أنصار الحسين عليه السلام: ص84، بقوله: «وتحوله إلى صفوفها أثَّر على موقف ابنه علي بن الحر، وأخيه مصعب بن يزيد، وغلامه عروة». وذكره الشاهرودي في مستدركات علم الرجال: ج5، ص325، بقوله: «علي بن الحرّ بن يزيد الرياحي لم يذكروه، هو شهيد الطفّ، كما ذكره في الناسخ وغيره».
[15] شمس الدين، محمد مهدي، أنصار الحسين عليه السلام: ص85.
[16] السماوي، محمد، إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام: ص203.
[17] لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم الأزدي الغامدي، أبو مخنف، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم، وكان يُسكن إلى ما يرويه، روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام... وصنّف كُتباً كثيرةً، منها: كتاب المغازي، كتاب السقيفة، كتاب الردّة، كتاب فتوح الإسلام، كتاب فتوح العراق، كتاب فتوح خراسان، كتاب الشورى، كتاب قتل عثمان، كتاب الجمل، كتاب صفّين، كتاب النهر، كتاب الحكمين، كتاب الغارات، كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب قتل الحسن عليه السلام، كتاب قتل الحسين عليه السلام، كتاب مقتل حجر بن عدي، كتاب أخبار زياد، كتاب أخبار المختار. اُنظر: النجاشي، أحمد بن علي، فهرست أسماء مصنفيّ الشيعة: ص320.
[18] الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري: ج4، ص330.
[19] القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص148ـ 149.
[20] الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص 218ـ 219.
[21] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص314.
[22] الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص251.
[23] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص386.
[24] الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج5، ص301ـ 303.
[25] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص78ـ 80.
[26] الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص292.
[27] ابن حجر، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة: ج2، ص71.
اترك تعليق