السعودية تمنح لنفسها شرعية التدخل لرسم "خارطة المنطقة" لكنها تفشل بحماية "طائفة" داخل مملكتها

استشهد 4 مصلين على الأقل وأصيب 18 آخرون في اعتداءٍ إرهابي على مسجد الإمام الرضا عليه السلام بحي محاسن في مدينة الأحساء شرق السعودية.

وبحسب مصادر سعودية، فإن إرهابياً دخل المسجد وقت أداء صلاة الجمعة وأطلق النار من رشاش كان بحوزته بشكل عشوائي باتجاه المتواجدين في المسجد وعددهم نحو 200 مصلٍ.

وتشير المصار ايضاً، إلى أن إرهابياً آخراً  فجر نفسه خارج المسجد.

وذكر شهود عيان، إن المصلين تمكنوا من السيطرة على مطلق النار ونزعوا سلاحه وضربوه إلى ان جاءت القوى الأمنية ألقت القبض عليه.

بينما أظهرت لقطات فيديو مجموعة من المصلين يطرحون أحد الإرهابيين المنفذين على الأرض وينزعون عن جسمه حزاماً ناسفاً، لكن الشرطة السعودية اطلقت النار لمنعهم من اقتياده.

ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من التفجيرات الانتحارية التي استهدفت حسينيات أثناء صلاة الجمعة في مختلف محافظات البلاد الشرقية، ومنها التفجير في بلدة القديح والذي أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلا وما يربو على 100 جريح، وكذلك الهجوم قرب مسجد العنود بمدينة الدمام والذي قتل فيه 4 أشخاص.

إبادة جماعية للشيعة

وتبنى تنظيم "داعش" تلك التفجيرات، فيما تحدثت السلطات السعودية عن خلايا للتنظيم داخل أراضي البلاد، وعن إحباط مخططات إرهابية كبيرة، على حد زعمها.

ولم تعلن السلطات السعودية عقب تلك الهجمات الإرهابية عن أي إجراءات فعلية اتخذتها بحق المهاجمين في الوقت الذي أصرت على إعلان إعدام الشيخ نمر باقر النمر بتهمة "التشدد الديني" وتهم أخرى نسبتها له، الأمر الذي عده محللين نوع من "التطفيف" والتعامل بطائفية.

فيما طالب نشطاء المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الشيعة في السعودية بعد تأكيدهم بأن المكون الشيعي يتعرض لخطر الإبادة الجماعية خصوصا بعد سلسلة التفجيرات التي استهدفت مساجدهم وعمليات الاعدام التي تطال رموزهم".

السعودية تريد إعادة شرعية رئيس "دولة" وتعجز عن حماية "طائفة" في بلدها

وبحسب مراقبين، فإن أن المنطقة تعيش فوضى وقلاقل أوجدت بيئة مثالية لوجود الإرهاب والتطرف التي تتبنى هكذا عمليات إجرامية للنيل من الآمنين.

واعتبروا السعودية عاجزة بجهازها الامني عن تحقيق "أمن داخلي لطائفة" تتعرض لهجمات ارهابية، في الوقت الذي تزعم فيه أنها تريد إعادة "شرعية" رئيس بدولة غير دولتها، في إشارة منهم إلى حربها ضد اليمن وتدخلها بدعم جماعات مسلحة متطرفة في سوريا والعراق.

وذكروا أن الخلايا الإرهابية تتعمد تنفيذ عملياتها الإجرامية في يوم الجمعة، حيث تكون المساجد الشيعية مكتظة بالمصلين لكي توقع أكبر قدر من الضحايا.

بينما رأى الإعلامي "ضياء قاسم" أن السلطات السعودية لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المصلين في المساجد الشيعية بعد استهدافها مرات عديدة أواخر عام 2015.

وقال للموقع الرسمي إن "مثل هذه الخروق الأمنية التي تستهدف من خلالها المساجد الشيعية وسط حضور أمني سعودي يعد تواطؤاً واضحاً مع الإرهاب".

وأدان "قاسم" الاعتداء على مسجد الإمام الرضا عليه السلام، لكنه أكد أن البيانات والإدانات لا يمكنها أن تغير الوضع الأمني المتدهور الذي تشهده المدن الشيعية في السعودية.

العراق يدين ويدعو إلى الى ادراك خطورة "داعش"

إلى ذلك أدنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم السبت، التفجير الارهابي، فيما دعت حكومات دول الخليج الى "ادراك" خطورة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية احمد جمال، "التفجير الارهابي هو استمرار لسلسلة العمليات الارهابية المرتبطة بتنظيم داعش الاجرامي".

وأضاف "حكومات الخليج على درجة كبيرة من الوعي بخطورة هذا التنظيم، وهي مطالبة باتخاذ المزيد من الاجراءات للحد من هذه العمليات".

إيران: الأمن السعودي متقاعس

من جهتها ادانت إيران بشدة الاعتداء الإرهابي على مسجد الامام الرضا علیه السلام في محافظة الاحساء السعودیة.

واعبرت على لسان المتحدث الرسمي باسم وزير خارجيتها، عن تعاطفها مع عوائل الضحايا.

وقال حسین جابر انصاري "إن تكرار مثل هذه الاعتداءات على المساجد والحسينيات في المنطقة الشرقية دليل على أن المنطقة تشهد وضعاً أمنياً مقلقاً في الوقت الذي يتقاعس الأمن السعودي عن مسؤوليته بالحفاظ على الناس".

إدانات عربية وإسلامية

وأدانت ما تعرف بـ "هيئة كبار العلماء في السعودية" الاعتداء الارهابي الذي استهدف مسجد الامام الرضا عليه السلام.

واعتبرت ان الحادث يأتي في سياق المحاولات الفاشلة لزعزعة استقرار الوطن واثارة الفتنة.

كما أعرب أمير الكويت صباح الصباح عن استنكار بلاده وادانتها الشديدة لهذا التفجير، فيما أكد  ان التفجير يتنافى مع مبادئ الاسلام والقيم الانسانية.

بدورها أدانت دول الخليج ومصر والجزائر وباكستان استهداف ما وصفته بـ "الوحدة الوطنية" للشعب السعودي، فيما أبدت دعمها للسلطات السعودية.

من جانبه، وصف الازهر الشريف الاعتداء بـ "إلارهابي الاثيم" وان هذه الهجمات تنتهك حرمات بيوت الله.

واعتبر مفتي جمهورية مصر " شوقي علام" منفذي الحادث الإرهابي "لفجرة" ولم يراعوا "حرمة بيوت الله".

بدورها، أدانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الهجوم، معتبرة التفجير فساداً في الارض.

حسين الخشيمي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات