باشرت الملاكات الهندسية والفنية في العتبة الحسينية بمشروع نصب قبة جديدة لمرقد الامام الحسين عليه السلام وتضييق أقطار الأعمدة الداخلية المجاورة لشباك المرقد الشريف .
وقال المهندس (محمد حسن كاظم) رئيس قسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة الحسينية ان مشروع نصب قبة جديدة وتنحيف أكتاف القبة الموجودة حاليا سيقلل من حالة الزحام في الزيارات المليونية، مبينا ان الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تسعى الى توفير جميع سبل الراحة للزائرين الكرام والتي سيتحقق هذا المطلب عن طريق تضييق أقطار الأعمدة الداخلية ورفع قبة الحرم الحسيني الشريف واستبدال الاكتاف واسناد القبة بدعامات حديدية تؤدي نفس الغرض وفتح مساحات إضافية للطواف حول الشباك المقدّس.
وأضاف ان مشروع نصب قبة جديدة لمرقد الامام الحسين عليه السلام تمت دراسته من قبل قسم المشاريع الهندسية ومؤسسة الكوثر الخيرية الايرانية على مدى سنتين، جرى خلالها فحص التربة والدعامات الطابوقية، واستطاع المهندسون والفنيون خلال الفترة المنصرمة وضع تصاميم لرفع القبة الشريفة وذلك بإضافة قبة أخرى فوق القديمة بجسم اكبر من الهيكل الحديدي مع تحقق نفس النسب ما بين عنق القبة وأسلوب صياغة الشكل الخارجي لها، بما يحقق ارتفاع جديد أعلى من السابق بحدود (6 – 7م) من قمة القبة القديمة الى قمة القبة الجديدة، مبينا ان" السقف الزمني لمثل هكذا مشاريع يحتاج بحدود السنتين لإكماله، وان المؤسسة شرعت بالعمل منذ فترة وجيزة ومن المحتمل الانتهاء من رفع الدعامات الطابوقية خلال الأشهر القادمة، موضحا يهدف المشروع لخلق مساحات وفضاءات اكبر للطواف حول الشباك المقدّس بكل يسر إضافة الى اتاحة رؤية القبة من مسافات بعيدة، مؤكدا ان من الممكن تحقيق ارتفاع وسمك اكبر الا ان وجود المأذنتين بجوار القبة جعل من الصعوبة تحقيق قدر اكبر مما توصل اليه والذي عد أفضل توسيع تم التوصل له "مستدركا بأن" هكذا مشروع بهذه الضخامة ليس بالموضوع السهل وفي الوقت ذاته يمكن السيطرة عليه بشكل مدروس.
وتابع في حديثه ان مشروع تنحيف الأعمدة الطابوقية وإضافة القبة الجديدة يتألف من ثلاث مراحل (الأولى) إسناد الدعامات القديمة وذلك بزرع (بايلات) شبكات التسليح من (4 – 5 م) بقطر (25 سم) لتقوية وزيادة تحمل طاقة الدعامات الطابوقية والعمل الآن مستمر بوضع الدعامات الاساسية قرب مرقد حبيب بن مظاهر الاسدي (رضوان الله عليه)، والعمل سينجز خلال الأشهر القادمة، اما المرحلة الثانية التي حققت نسبة الإنجاز فيها (15%) تتلخص بتنحيف الدعامات المحيطة بالمرقد الشريف بحدود (170-200 م)، وذلك لخلق مساحة اوسع مما كانت عليه في السابق لتكون الحركة اكثر انسيابية حول مرقده الشريف وسيجري العمل بنفس الطريقة والكيفية في كل ركن من أركان الشباك المقدس (الاكتاف الثالثة الاخرى) المحيط به، موضحا ان المرحلة الثالثة والتي تتضمن إكمال الهيكل الحديدي للقبة الجديدة التي سيصل وزنها الجديد (250 طن) وهو اقل بثلاثة اضعاف من القبة القديمة التي يبلغ وزنها (1000 طن)، ليتم بعد ذلك اكساؤها بالطابوق النحاسي المطلي الذهب، مبينا ان نسبة إنجاز الهيكل وصلت الى 30%.
واردف محمد حسن في حديثه يرجع سبب التوسعة لضيق المكان بسبب زيادة حجم الأكتاف الحاملة للقبة من الداخل وتداخل بعض اسيجة ضريح الامام الحسين (عليه السلام) بالأكتاف عبارة عن دعامات سميكة جدا ذات طراز تقليدي، مما دعا كوادر قسم المشاريع الهندسية التابع للعتبة الحسينية المقدسة وبالتعاون مع مؤسسة الكوثر الايرانية الخيرية الى توفير وسائط أخرى تؤدي نفس الغرض في حمل القبة بمقاطع اقل سمكاً.
واختتم كاظم حديثه ان مؤسسة الكوثر الخيرية الإيرانية المنفذة للمشروع بصفة التبرع، هي جهة مؤسساتية متميزة وضعت تصميم إنشائي لأسلوب تصغير وإزالة الأكتاف الأربعة الحاملة للقبة من داخل الحرم الشريف ورفع وإسناد القبة بواسطة دعامات حديدية ويمكن هذا الدعامات تعوض عن الأكتاف الأربعة الكبيرة، وإن المساحة الكلية التي اختزلت بالأكتاف القديمة ستعمل على تقليل الازدحامات الحاصلة في الحرم الشريف.
احمد القاضي
تحرير: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق