ليلُ البقيع.. حينَ انحنى الإمام عليٌّ على قبرَ السيدة الزهراءِ (عليهما السلام) سرّاً
في تلك الليلة التي سكنت فيها المدينة ونامت عيون الناس، كان هناك بيتٌ تفيض منه أنفاس الحزن، خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) حاملاً أمانةَ الوداع الأخير، تتبعه خطواتُ الحسنين (عليهما السلام)، والخطى تئنّ من ثقل المصاب.
وصلوا إلى موضعٍ من الأرض خفيٍّ عن الأبصار، حيث اختارت السيدة فاطمة (عليها السلام) أن تُدفن سرّاً كما أوصت، لئلا يشهد ظالميها موضعَ قبرها.
وقف الإمام عليٌّ (عليه السلام) عند القبر الطاهر، وقد انحنى ظهرُ الصبر تحت ثقل الفقد، وأجرى الترابَ على جسدها الشريف بيدٍ كانت بالأمس ترفع لواء الحق، وهي اليوم تواري النور الذي كان يضيء بيت النبوة.
رفع بصره إلى السماء وقال بصوتٍ خافتٍ تهتز له قلوب الملائكة: “السلام عليكِ يا بنتَ رسولِ الله، السلام عليكِ يا قرةَ عيني، لقد استُرجِعَت الوديعةُ، وفُرِّغَتِ الدنيا من روحها...”.
ثم التفت إلى ولديه وقال: “يا حسن، يا حسين، هذه أمُّكما، سلّما عليها وودّعاها، فإنها لن تردَّ بعد اليوم”، فانكبَّ الإمام الحسن (عليه السلام) يقبّل التراب، وضمَّ الإمام الحسينُ (عليه السلام) القبرَ بذراعيه الصغيرتين، وارتفع البكاءُ من قلب الليل حتى ظنّت المدينةُ أنَّ نبيَّها قد فُقِدَ من جديد.
هناك، في ظلمة البقيع، سُطّر أعظمُ مشهدٍ للحبّ الموجوع والوفاء النقيّ، مشهدٌ ما زال يهمس عبر الزمن: أنّ الإمام عليّاً (عليه السلام) دفنَ السيدة الزهراءَ (عليها السلام)، ودفنَ معها قلبه.
ملاحظة: هذا النص تم توليده عبر الذكاء الاصطناعي

اترك تعليق