أطلقت جامعة السبطين (عليهما السلام) الدولية للعلوم الطبية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، فعاليات المؤتمر الدولي الأول للتعليم الطبي (ISUMEC 2025) الذي يعد أكبر تجمع علمي في مجال التعليم الطبي في العراق، بمشاركة أكثر من (100) باحث وأكاديمي من داخل العراق وخارجه، لمناقشة الابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم الطبي.
وشهد المؤتمر الإعلان عن تأسيس مركز أكاديمي متخصص في التعليم الطبي يمثل انطلاقة جديدة للنهوض بتعليم المهن الصحية في العراق وفق المعايير الدولية.
وأكد رئيس الجامعة الدكتور فارس اللامي في كلمته خلال المؤتمر، أن “التعليم الطبي يمثل حجر الزاوية في تحسين جودة الرعاية الصحية ورفع مستوى الوعي المجتمعي”، مشيرا إلى أن "الجامعة تمضي بخطوات علمية مدروسة لتطوير هذا القطاع الحيوي من خلال تأسيس مركز التعليم الطبي وتنظيم المؤتمر الدولي الأول للتعليم الطبي (ISUMEC 2025) في كربلاء المقدسة بمشاركة باحثين من مختلف دول العالم".
وأضاف أن "التعليم الطبي يسهم في تعزيز مفهوم الصحة الذي تنادي به منظمة الصحة العالمية، إذ لا يقتصر دوره على إعداد الأطباء فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى بناء وعي صحي مجتمعي مستدام يقلل من معدلات الوفيات والمراضة، ويزيد من العمر المتوقع وجودة الحياة”.
وأوضح أن "جامعة السبطين (عليهما السلام) كانت قد أنشأت مركزا متخصصا للتعليم الطبي قبل أشهر قليلة، ووضع له استراتيجية واضحة وخطة عمل متكاملة تضمنت إقامة ورش عمل ودورات تدريبية متقدمة، تهدف إلى رفع كفاءة التعليم الطبي في العراق بما يتماشى مع رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي".
وأضاف أن "المؤتمر الدولي للتعليم الطبي هو أحد الفعاليات المحورية لهذه الاستراتيجية، ويعد منصة علمية لتبادل الخبرات والأفكار بين الأكاديميين والممارسين في مجالات الطب والصحة والتعليم"، مؤكدا أن "الجامعة تسعى إلى أن يكون المؤتمر نقطة انطلاق نحو تطوير برامج التعليم الطبي محليا وإقليميا".
وفي حديثه عن الذكاء الاصطناعي في التعليم الطبي، بين أن “دمج التقنيات الذكية مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة سيفتح آفاقا واسعة لتطوير أدوات تشخيصية وتدريبية أكثر دقة وكفاءة، بما يسهم في إعداد كوادر طبية مؤهلة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل".
وأشار إلى أن “الجامعة عقدت مؤخرا ورشا علمية متقدمة بالتعاون مع جامعة طهران للعلوم الطبية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم الصحي، شارك فيها أساتذة وطلبة من مختلف الجامعات العراقية، وحققت نتائج علمية متميزة”.
كما شدد على أهمية البحث العلمي في تطوير التعليم الطبي، موضحا أن “المؤتمر تلقى أكثر من (300) بحث من دول عدة بينها إيران وباكستان وعدد من الدول الإقليمية، الأمر الذي يعكس عمق الاهتمام المتزايد في هذا المجال، ويسهم في تعزيز مكانة العراق كمحور علمي في المنطقة”.
واختتم كلمته قائلا، إن "هذا المؤتمر يمثل بداية مرحلة جديدة لتكامل الجهود الأكاديمية والطبية في العراق، وإن مركز التعليم الطبي في جامعة السبطين (عليهما السلام) سيواصل أداء دوره في تأهيل الأساتذة والباحثين المتخصصين، خدمة لقطاع الصحة والتعليم العالي".
ومن جهته، قال ممثل وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس جامعة كربلاء الدكتور صباح واجد علي، خلا ل كلمته في المؤتمر،إن "المنهج المعاصر ينبغي أن يقوم على الكفاءات وأن يكون متكاملا يجمع بين الخبرة الأكاديمية والمهارة السريرية".
وأوضح أن "علينا أن نتجاوز أساليب المحاضرات التقليدية نحو طرائق تعليمية حديثة مثل التعليم القائم على حل المشكلات والمحاكاة والتعلم الجماعي".
اترك تعليق