نص الكلمة الأولى التي ألقاها ممثل المرجعية الدينية العليا خلال مراسم تبديل راية قبة الإمام الحسين (ع) من الحمراء إلى السوداء إيذانا ببداية شهر محرم الحرام

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله الذي شخصت الأبصار إليه بالآمال وخشعت الألسن لعظمته بالسؤال وامتدت الأكف إليه بالضراعة والابتهال والصلاة والسلام على خير من نصح لعباده وجاهد فيه حق جهاده سيدنا ونبينا أب القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وعلى آله) الهداة الميامين.

أيها الأخوة المؤمنون أيها الأخوات المؤمنات أعظم الله تعالى أجورنا وأجوركم بمصاب سيد الشهداء وأهل بيته الكرام وأصحابه المنتجبين، ها هو الشهر حل علينا ليس كبقية الشهور، وها هي ليلته تحل علينا ليست كبقية الليال، فلماذا هو كذلك أستمعوا معي أيها الأخوة الأخوات لنستمع إلى جواب الإمام الرضا (عليه السلام) حيث قال إن محرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ولكن ماذا فعلوا مع ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ماذا فعلوا مع نساء أهل النبوة يقول الإمام الرضا (عليه السلام) فاستحلت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ضرارينا وأضرمت النيران في مضاربنا.

 أيها الأخوة الأخوات أريد منكم أن تنتقلوا بقلوبكم وبأرواحكم وبمشاعركم إلى ما جرى هنا في هذه الأرض في عام (61) للهجرة، أضرمت النيران في مضاربنا ونهب ما فيها من ولم تراعى برسول الله (صلى الله عليه وآله) حرمة في أمرنا، أن يوم الحسين (عليه السلام) أقرح جفوننا وأسبل دموعنا إذا كان الإمام الرضا (عليه السلام) يقول أن مصيبة الحسين أقرحت جفونهم وأسبلت دموعهم فكيف تتساقط دموعكم على قتل الإمام الحسين ومصيبته وفجيعته، أن يوم الحسين (عليه السلام) أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض، فعلى مثل الحسين (عليه السلام) فليبكي الباكون فإن البكاء يحط الذنوب العظام، ثم لنرافق صاحبا جليلا وعالما عظيما من علماء آل محمد (صلى الله عليه وآله) نرافق أبو حمزة الثمالي، لنعرف أي مصيبة كانت أعظم على آل الرسول، روي أنه دخل على الإمام السجاد (عليه السلام) يوما أبو حمز الثمالي (رضوان الله تعالى عليه) فوجده حزينا كئيبا فقال له يا ابن رسول الله أما أنا لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقل، سيدي إن القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة، ألم يقتل جدك علي بن أبي طالب (عليه السلام) بسيف بن ملجم، ألم يقتل عمك الحسن فما هذا البكاء فالتفت إليه الإمام زين العابدين (عليه السلام) وقال شكر الله سعيك يا أبا حمز نتوقف هنا عيشوا الآن مع الإمام في فجيعته ومصيبته بما سيذكرون هنا هل رأت عيناك أو سمعت أذناك أن علوية سبيت لنا قبل يوم عاشوراء، قتل رجال لنا عادة، ولكن هل سبي النساء لنا عادة، هل حرق الخيام لنا عادة، والله يا أبا حمزة ما نظرت إلى عماتي وأخواتي إلا وذكرت فرارهن يوم عاشوراء وهنا في هذا المكان في هذه الخيام يذكر الإمام (عليه السلام) هذا الوصف ما نظرت إلى عماتي واخواتي إلا وذكرت فرارهن يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء ومنادي القوم ينادي أحرقوا بيوت الظالمين وهن يلذن بعضهن، ببعض وينادين واجداه ومحمداه، ولنعش مع الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في لوعته وأساه لمصاب جده حينما عرض في زيارة الناحية المقدسة المنسوبة للإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ما جرى على جده من صنوف الرزايا والخطوب.

 وأقول مرة أخرى عيشوا بقلوبكم عيشوا بأساكم مع الإمام الحسين (عليه السلام) والنظر إلى ما كان عليه في يوم عاشوراء في هذه الأرض التي تقفون عليها الآن حتى نكسوك عن جوادك فهويت إلى الأرض جريحا تدوسك الخيول بحوافرها وتعلوك الطواة ببواترها، قد رشح للموت جبينك، واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك تدير طرفا خفيا إلى رحلك وبيتك وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهلك وأسرع فرسك شاردا وإلى خيامك قاصدا محمحما باكيا فلما رأين النساء جوادك ونظرن سرجك عليه ملوية مرزن من الخدود ناشرات الشعور على الخدود هذا المقطع يستشكل فيه المغرضون ويمكن أن يكون له جوابا أن نساء النبوة لم يخرجن من المخيم، خرجن من الخيام إلى داخل المخيم حتى لا يكون فيه نظرا للأجنبي، ناشرات الشعور على الخدود لاطمات الوجوه وبالعويل داعيات وبعد العز مذلات وإلى مصرعك مبادرات والشمر جالس على صدرك مولغ سيفه على نحرك قابض على شيبتك بيده ذابح لك بمهنده قد سكنت حواسك وخفيت أنفاسك، واحسيناه واحسيناه واحسيناه واحسيناه وامظلوماه وامظلوماه وامظلوماه واقتيلاه واقتيلاه واقتيلاه وإماما وإماما وإماما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدين وآله الطيبين الطاهرين.

تحرير : فلاح حسن غالي