أكد الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الأستاذ حسن رشيد العبايجي، أن غزة لم تعد قصة قصيرة يرويها الشرفاء والطيبون من أبناء هذه الأمة، بل أصبحت موسوعة كبيرة تتغنى ببطولاتها وأمجادها شعوب الأرض في مغاربها ومشارقها، جاء ذلك خلال كلمته في الحفل التكريمي لـ"جائزة غزة للقصة القصيرة" و"ملتقى الرواية العربية الأول"، اللذين تنظمهما مؤسسة الخلق العظيم للدراسات الأخلاقية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
وقال الامين العام خلال كلمته، إنه "نستهل هذا الحفل الكريم بتسليط الضوء على تاريخ مدينة غزة العزة والصمود والبطولة والاباء، فهذه المدينة الطيبة ترتبط بتاريخ يضرب ويمتد في أعماق الأمة الإسلامية المجيدة فهى مهد التاريخ وحاضرة الأديان وعرين المقاومة ودرة تاج الشرفاء من هذه الامة، وقد كانت على مر الدهور والأيام عنوانا للمجد، وقد ارتبط أسمها أخيرا بغزة هاشم تيمنا باسم هاشم بن عبد مناف جد الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي توفي فيها حوالي سنة (٥٢٤)م أثناء عودته من التجارة فهي من أثار السورة الكريمة (لإيلاف قريش الافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف)، وفيها بصمة من روحانية مكة المكرمة فكانت غزة محط رحال هاشم بن عبد مناف وضريحة، ولم يغب ذلك الشرف والرابط بينهم وبين مكة وقريش حيث تأوي مدينتهم الجد الثاني للرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وعلى اله)"، مبينا أن "في غزة مواسم دائمة للكرم والتضامن وتقاسم لقمة العيش ونبذ الانانية وتحمل نوائب الدهر".
وأضاف، أن "غزة هشمت رؤوس الغزاة منذ الازل وكانت عصية عليهم ومصدر أزعاج لهم حتى يومنا هذا فشهدت هذه المدينة صروف من الدهر المتقلبة من تطور وعمران وغزو ودمار وجفاف ومجاعات وبدأت بواكيرها منذ وعد بلفور المشؤوم عام (۱۹۱۷)م، لتدخل غزة حقبة جديدة من التاريخ الأشد عدوانية ووحشية في تاريخها طوال سبعة عقود من الاحتلال".
وأوضح، أن "غزة عاشت احلك أيامها وأشد سنواتها المكللة بالدم والدموع واللهب تمتد على طول شواطئها وتكتب في كل بيت قصة الم لانهاية له في شتاء غزة وخريفها وصيفها وربيعها، فأصبحت غزة وارضها وشعبها قصة كبيرة لم تعد ضمن نطاق هذه الأرض المحاصرة بين الأعداء والاشقاء من أخوة يوسف الذين عزوا عليها قطرة الماء والغذاء والدواء الا سبل الموت من توفير أكفان الشهداء من الأطفال والنساء والشباب، فكان الاشقاء كما وصفهم الشاعر و(ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند)"، مشيرا إلى، أن "غزة العزة أصبحت تغزو كل بقاع الأرض والإنسانية وفي قلب كل مؤمن في مشارق الأرض ومغاربها".
وتابع، أن "غزة أصبحت قلعة وكعبة لكل المظلومين والاحرار وبقية شامخة مرفوعة الرأس تحكي قصص البطولة والنصر ورفض الذل والخنوع والاستسلام جعلت العالم يقف مذهولا ومنبهرا بأجلال وتقديس امام هذا الصمود والثبات البطولي و الأسطوري".
وأشار إلى، أن "غزة لم تعد قصة قصيرة يرويها الشرفاء والطيبون من أبناء هذه الامة، وأنما موسوعة كبيرة تتغنى ببطولاتها وأمجادها كل شعوب الأرض في مغاربها ومشارقها، وتقف أمام هذا الصرح الشامخ من أبناء هذه المدينة البطلة لتلقي التحية بكل أجلال وتقدير، فتحية لأبناء غزة ورحم الله شهدائها والشفاء العاجل لجرحاها وندعو لها من تحت قبة الشهادة لابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) بالنصر المؤزر، ونسأل من الله العلي القدير أن تتكلل تضحياتهم وصبرهم ورباطة شأجهم بالنصر قريبا".
وزاد: "نشكر ونقدر مؤسسة الخلق العظيم للدراسات الأخلاقية على هذه الدعوة والملتقى، ونهنئ الفائزين في هذه المسابقة، ونتمنى لهم السداد والتوفيق".
اترك تعليق