اهتمام النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في نشر الاسلام الى جميع انحاء العالم
لم يكن مشروع النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم محصوراً في جزيرة العرب، بل كان يحمل رسالة عالمية موجهة إلى البشرية جمعاء، قال تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين﴾ (الأنبياء: 107).
فمنذ بداية الدعوة، كان واضحاً أن الإسلام ليس ديناً محلياً أو قومياً، وإنما رسالة شمولية تتجاوز الحدود الجغرافية، وتكسر الحواجز القبلية والعنصرية، وقد تجلى هذا الاهتمام في مواقف النبي صلى الله عليه واله وسلم وخططه العملية لنشر الإسلام خارج الجزيرة العربية وهناك شواهد متعددة على ذلك ؟
الشاهد الاول : الأساس القرآني لعالمية الدعوة
فقد نص القران الكريم على الشمولية للرسالة الاسلامية حيث قال تعالى: ﴿قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً﴾ (الأعراف: 158) فالخطاب هنا موجه لجميع البشرية من دون تخصيص لفئة معينة من الناس.
الشاهد الثاني : البعد العملي في اهتمام النبي ص بنشر الإسلام خارج الجزيرة
فعلى الرغم أن البداية كانت بين العرب، إلا أن النبي ص كان يخاطب كل من وفد إلى مكة من الحجاج والتجار، فيعرض عليهم الإسلام.
وشارك صلى الله عليه وآله في الأسواق الكبرى مثل عكاظ وذي المجاز حيث يلتقي العرب القادمون من مختلف الأقاليم.
الشاهد الثالث : الهجرة إلى الحبشة
فعندما ضاق الحال بالمسلمين في مكة، وجّه النبي ص أصحابه للهجرة إلى الحبشة، قائلاً: "إن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد".
فهذه الخطوة تكشف رؤية النبي ص في جعل الإسلام يمتد خارج حدود الجزيرة، واختيار مواقع استراتيجية للتواصل مع العالم.
الشاهد الرابع: مرحلة المدينة وتوسّع الأفق
بعد الهجرة إلى المدينة، أصبحت الدولة الإسلامية قاعدة صلبة، فانطلق النبي ص إلى بناء علاقات خارجية.
وظهرت رسائل النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى الملوك والقياصرة منها: إلى هرقل عظيم الروم ومنها : إلى كسرى ملك الفرس ومنها إلى المقوقس حاكم مصر ومنها إلى النجاشي ملك الحبشة.
وكذلك إلى ملوك اليمن والبحرين والشام.
وكل هذه تدل على اهتمام النبي ص بنشر الاسلام وتعاليمه الى جميع الافاق .
الشاهد الخامس: المراسلات والوفود
هذه الرسائل حملت دعوة واضحة للدخول في الإسلام، وكانت تفتتح بـ: "من محمد رسول الله إلى...".
كما استقبل النبي صلى الله عليه واله وسلم وفوداً من خارج الجزيرة، مثل وفد نجران من المسيحيين، ووفود اليمن، وأرسل معلمين ودعاة مع كثير منهم.
أهداف النبي صلى الله عليه واله وسلم في نشر الدعوة خارج الجزيرة
1. إعلان عالمية الرسالة الإسلامية، وكسر الانحصار القبلي والقومي.
2. تأسيس شبكة من العلاقات الدبلوماسية لنشر الإسلام بالطرق السلمية.
3. تهيئة الأمة الإسلامية للتفاعل الحضاري مع الشعوب الأخرى.
4. إيجاد أرضيات جديدة لانتشار الإسلام عبر الدعوة والتبشير السلمي.
نتائج الاهتمام النبوي بالدعوة العالمية
١- وصول صوت الإسلام إلى القارات الثلاث (آسيا، أفريقيا، وأوروبا الشرقية عبر الروم).
٢- دخول شخصيات وأقوام في الإسلام قبل وفاة النبي ص، مثل أهل البحرين واليمن.
٣- تأسيس تقاليد دبلوماسية ودعوية استمر عليها الخلفاء من بعده.
الدروس والتعاليم
١- إن اهتمام النبي صلى الله عليه واله وسلم بنشر الدعوة خارج الجزيرة العربية لم يكن مجرد شعار وانما مشروع الهي ينبغي على المنتظرين المؤمنين ان يقوموا بهذا الدور وهو الاهتمام من قبل المؤسسات الدينية والحوزوية ورجالات الدين والمؤمنين بنشر معالم الاسلام المحمدي الاصيل الى العالم واظهار القيم الاصيلة بدلا مما نشره اعداء الاسلام من صورة مشوهة حوله .
٢- ان المشروع الاسلامي مرتبط بدولة العدل الالهي في اخر الزمان فهو الطي سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون والكافرون وهذا يعني هناك تكليف ينبغي الالتفات اليه من قبل المنتظرين وهو الاهتمام بنشر المشروع المهدوي للعالم بطريقة هادئة شبية بما عمل به النبي ص في مسيرته التي اوصل من خلال خطته الاسلام الى جميع انحاء العالم .
٣- اهتم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بارسال المبلغين واهل العلم وحملة الدين والتعاليم الاسلامية الى البلدان من اجل ايصال المشروع الاسلامي لتلك الاقوام والطوائف وهذا ايضا درس بليغ للمنتظرين المؤمنين فعليهم ان يكونوا دعاة لمشروع ودولة العدل الالهي اينما حلوا وكانوا لان هذا استمرار حقيقي للمشروع الالهي في الارض .
اترك تعليق