الحلقة الأولى
ما هو المراد من (التحديات المعاصرة)
التحديات المعاصرة هي آخر ما يواجه الجيل الحالي من مشكلات، وتطورات ومتغيرات أو عوائق نابعة إما من البيئة المحلية أو الخارجية أو الاقليمية، وتشكل هذه التحديات تهديداً أو اضعافاً، أو تشويهاً كلياً أو جزئياً إما للفرد أو المجتمع أو للمبادئ والثقافة التي يحملانها.
فعلى سبيل المثال عندما نقول التحديات المعاصرة للشباب المسلم، فهي تعني ما يواجهه الشباب المسلم من مشكلات، أو عوائق، أو تشويهات، أو متغيرات تقوم بها القوى الكبرى لاستهداف عقيدتهم، وثقافتهم، ومبادئهم وهويتهم الإسلامية ومن أهم التحديات التي تواجه الشباب:
أولا: إثبات الشخصية
الشخصية عبارة عن مجموعة منتظمة من الخصوصيات الثابتة التي يتحلى بها الفرد سواء من النواحي السلوكية أو الجسمية أو العقلية، أو الاجتماعية، وحتى الدينية تميزه عن سائر الناس فمثلا الهدوء، فهنالك من يتصف بالهدوء، وهنالك من يتصف بالعصبية، وكذلك من قبيل الرزانة، فهنالك من يتصف بالرزانة الأخلاقية، وهنالك من يتصف بالخفة، وهكذا وكل شاب ينبغي أن يسعى إلى تكوين شخصيته بما يتلاءم مع بيئته، ومع معتقداته ودينه، وهذا ما يواجه الشباب اليوم، وهو كيف يثبت شخصيته في الواقع مع وجود تحديات ومعوقات تحول بينه وبين إثبات شخصيته، كأن تكون هذه المعوقات ناتجة من البيئة والمحيط، او الأسرة ، أو الجامعة، أو وسائل الاعلام المؤثرة على السلوك، والمعتقدات، وهكذا بقية المعوقات والمشكلات التي تقف امام اثبات الشخصية .
ومن هنا ينبغي الالتفات إلى أهمية اتخاذ الأساليب الصحيحة لإثبات، ونمو الشخصية، وهي الحفاظ على القيم الوراثية السليمة، والقيم الدينية الصحيحة، والعادات الطيبة وكسب الخبرات، والتفقه والتعلم، والتحلي بالأخلاق الحميدة وتدرأك النقص وجلي الضمير، وتفجر الاستعدادات وغيرها من الاساليب التي يمكن ان تتكون فيها الشخصية.
ثانياً: تغييب الهوية
من التحديات التي يواجهها الشباب خصوصاً والمجتمع عموماً هو مشكلة تغييب الهوية، والهوية تعني الانتماء فالمسيحي ينتمي إلى المسيحية، واليهودي ينتمي إلى اليهودية والمسلم ينتمي إلى الإسلام، فهوية الشاب هو انتماءه العقدي والديني، وهذا الانتماء قد يواجه من قبل الأعداء بشبهات ومغريات توصل الشباب إلى الفقدان لهذه الهوية، وهذا ما نراه في الواقع، فأن عدو الإنسان سواء كان الشيطان، أم أعوانه من البشر يحاولون في كل زمن تمرير نماذج ثقافية تحمل سيكولوجية خطيرة، والهدف منها زرع نوع من الخلخلة والتشكيك بالمعتقدات الثابتة، والمبادئ والقيم الرصينة التي يحملها الشباب، وذلك من خلال تمرير ثقافات جديدة ، ومثيرات إغرائية وجذابة تحمل في ثناياها السم الذي يقتل ببطيء بحيث تضع أفراد المجتمع في وضع خطير بالنسبة إلى هويته الإسلامية حتى أصبح الشباب، والناشئة يشعر بالخجل والأسف في بعض الأحيان من الانتماء إلى الهوية الإسلامية وذلك بسبب التشويه الحاصل للإسلام كوصف الإسلام بدين العنف وأنه مقيد للحريات، ويدعوا إلى اعتزال الشاب عن مناحي الحياة وانغلاقه عن الجميع وعدم قبول الرأي الآخر، وهكذا من هذا القبيل، فهذه كلها عوامل تضعف من هوية الفرد بل قد البعض يفقد تلك الهوية، ويتعامل معها بالضد، وهذا من التحديات الأساسية التي تواجه الشباب، وقد أكدت المرجعية العليا على هذه المسألة كثيراً اي الحفاظ على الهوية من خلال أمر وأحد ( العلم - التعلم - التفقه ) في الدين وفهم مناحيه بصورة صحيحة وسليمة .
اترك تعليق