من أمثلة شدّة أحوال علمائنا وجهادهم في التصنيف والكتابة: ما ورد في آخر كتاب (حجّية الاستصحاب) للشيخ محمد علي ابن الحاج بابا السمناني [سمنان من مدن إيران الشمالية] وهو من تلامذة شريف العلماء المازندراني الحائري ت١٢٤٦هج، حيث يقول: (وقد فرغنا من تحريره يوم الأحد في دار المرحمة سمنان في غرّة شهر محرّم الحرام سنة ستين ومئتين بعد الألف، وإنّما كتبته بسبب النذر والحلف وإلّا لم أقوَ على ترقيم كلمة بل حرف؛ لأنّي كنت في زمان لو كان أحد من السابقين لم يعرف المظروف من الظرف والقدّام من الخلف، وإنّي أرجو من الناظرين أن ينظروا فيه بعين الإنصاف لا الاعتساف، وأن يحملوا ما وجدوا فيه من خطأ أو سهو على اختلال الأحوال وكثرة الاشتغال وبلبال البال وعدم الرجوع في ثاني الحال، والله أحمد في إتمام الكتاب، وأشكره في المبدء والمآب، مع علمي بأنّ مثال حمدي مثل ما يقوله الذباب ..).
اترك تعليق