في هذه الفقرة الشريفة من زيارة عاشوراء عدة من المباحث المهمة نستعرض بعضها فيما يأتي:
المبحث الأول: إثبات صدور هذه الفقرة
لا شك في تواتر الخطاب بلفظ (السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ) لكل من الإمامين الحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهما في النصوص الروائية ومتون الأدعية والزيارات الشريفة، ولا تكاد زيارة من زيارات الإمام أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه تخلو من وصفه بابن رسول الله.
والتزاما منا بمنهج البحث نستعرض بعض تلك النصوص التي ورد فيها الخطاب للإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بلفظ (السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ) منها:
ما روي في زيارة الأربعين للإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه عن صفوان بن مهران قال: (قال لي مولاي الصادق صلوات الله وسلامه عليه: في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار وتقول: السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه... السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الأوصياء أشهد أنك أمين الله وابن أمينه)[1].
ومنها ما عن جعفر بن محمد بن قولويه قال: (حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن زكريا، عن سليمان بن حفص المروزي، عن المبارك، قال: تقول عند قبر الحسين عليه السلام: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه، السلام عليك يا ابن رسول الله...)[2].
وعنه أيضا قال: (حدثني أبي وغير واحد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق، عن يونس، عن عامر بن جذاعة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ومن بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم برئ)[3].
وبالجملة فإن الزيارات والأدعية والروايات التي ذكرت أنّ الإمام الحسين ابن رسول الله تفوق حد الإحصاء على ما نحن فيه من العجالة وقد اكتفينا بالبعض منها وتركنا الكثير مخافة الخروج عن حد الاعتدال.
المبحث الثاني: لماذا التأكيد على كون الحسين عليه السلام ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لعل نظرة عابرة إلى كتب الحديث والأدعية والزيارات تكفي للكشف عن تأكيد وإصرار أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وشيعتهم وعلماء المذهب الحق على كون الحسن والحسين وبقية أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من أولاد وأبناء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، مما يثير في النفس سؤالا ربما يكون للوهلة الأولى سؤالا ساذجا وهو لماذا كل هذا التأكيد على قضية تكاد تكون بديهية، فمن هذا الذي ينكر ان ابن البنت ابن شأنه شأن ابن الابن غير من كان يعاني من نقص في إدراكاته البديهية والفطرية.
ولكن المتتبع لحركة التاريخ الإسلامي وما مر به أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من ظروف مأساوية وتعسف ونكران لأبسط حقوقهم وامتيازاتهم لا يجد ذلك السؤال ساذجا ولا التأكيد على بنوة الحسين صلوات الله وسلامه عليه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرا من دون أهمية ومن غير هدف، لان هنالك ــ كما يحدثنا التاريخ ــ أناساً حاولوا وما زال أتباعهم إلى الآن يحاولون نكران تلك البديهية وعدم عدّ ابن البنت ابنا للرجل وحصروا البنوة بالأبناء وأولاد الأبناء، وعلى نكران هذه البديهية صاغت دول ومذاهب منظومتها الفكرية والعقائدية.
وفيما يأتي جولة تاريخية تضع بين يديك أسباب التأكيد المتكرر والتذكير المستمر من أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين على كون الحسن والحسين وباقي أبنائهم المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم أولاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
جذور هذه المسألة
من يتتبع أشكال الردة التي حصلت للمجتمع الإسلامي بمجرد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يجدها غير مقتصرة على الردة عن الإمامة، وتنصيب الخليفة الشرعي الذي أخذت العهود والمواثيق على مناصرته ومؤازرته في غدير خم وغيره من المواقف والمواطن، بل تعدت هذه الردة لتشمل جميع أو أغلب المفاهيم التي زرعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغرسها في قلوب وعقول أمته من خلال أفعاله وأقواله المعصومة التي لا تصدر عن الهوى، وقد كان مفهوم القرابة والرحم والانتساب لشخص النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من ضمن تلك المفاهيم التي تعرضت للتشويه والاستغلال والتحريف.
فبينما النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يربي الأمة طوال مدّة حياته المباركة على ان كلاً من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه والسيدة الطاهرة فاطمة بنت محمد صلوات الله وسلامه عليها والإمامين المعصومين الحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهما هم أهل بيته وذوو قرابته وخاصته وموضع سره ومعدن علمه، نراهم وبمجرد ارتحاله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الدنيا قُلبت هذه المفاهيم وسلبت عن أهلها الشرعيين واغتصبت شأنها شأن كثير من الحقائق والنفائس التي اغتصبها القوم من أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وبدأت محاولات جديدة لتوسيع مفهوم القرابة والاختصاص بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليشمل ما هو أوسع من الخمسة أصحاب الكساء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بهدف الاستعلاء في الأرض والسيطرة على العباد والبلاد باسم القرابة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأول من أسس هذه المحاولة وفتح هذا الباب هم أصحاب السقيفة فقد روى الطبري في تاريخه قال: (فبدأ أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله بعث محمدا رسولا إلى خلقه وشهيدا على أمته ليعبدوا الله ويوحدوه... فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم فخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه والإيمان به والمؤاساة له... فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالله وبالرسول وهم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم...)[4].
وتبعه على هذا الأمر الحادث عمر بن الخطاب في نفس تلك الحادثة بعد أن اقترحت الأنصار أن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير آخر: (فقال عمر هيهات لا يجتمع اثنان في قرن والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم ولكن العرب لا تمتنع أن تولى أمرها من كانت النبوة فيهم وولى أمورهم منهم ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة)[5].
فتغيرت المعادلة ودخل في القرابة أناس ما أشار إليهم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولا خصهم فيها بيوم من الأيام، وابعد عنها من كان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يتحين كل فرصة ومناسبة للتأكيد على قربهم منه واختصاصهم به.
ليس للنبي صلوات الله وسلامه عليه من قرابة غير بني أمية
وما أن وصل بنو أمية إلى كرسي الحكم حتى بدأت مرحلة جديدة من مراحل مفهوم القرابة والاختصاص بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهي تلك التي بينها غير واحد من المؤرخين بقولهم: (قال أبو الحسن المدائني: أخبرني أبو العباس الفلسطيني وكان من غلبة أهل العلم في عصره قال: بعث عبد الله بن علي إلى أمير المؤمنين أبي العباس بمشايخ أهل الشام، فلما دخلوا إليه قال لهم أبو العباس: يا أهل الشام! ما حملكم على الخروج مع بني أمية على بني هاشم وهم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وهم أولى الناس بهذا الأمر من غيرهم؟ قال: فحلف الشاميون بالله الذي لا إله إلا هو أنهم ما علموا أن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم له ذرية ولا أهل بيت غير بني أمية حتى وليتم أنتم هذا الأمر...)[6].
وبذلك ضيق بنو أمية ولأسباب غير خافية مفهوم القرابة والاختصاص بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليصير حكرا على بني أمية خاصة دون بقية العالمين، مع انهم أبعد الناس عن هذه الصفة وقد أثار هذا الامر تعجب الكثيرين حتى صار اختصاصهم بالقرابة دون العالمين مادة يتخذها الشعراء والأدباء للسخرية منهم والاستهزاء بهم وبفكرتهم هذه، منهم إبراهيم بن المهاجر القائل:
أيها الناس اسمعوا أخبركم *** عجبا زاد على كل العجب
عجبا من عبد شمس أنهم *** فتحوا للناس أبواب الكذب
ورثوا أحمد فيما زعموا *** دون عباس بن عبد المطلب
كذبوا والله فيما ادعوا *** يحرز الميراث إلا من قرب[7]
وهذا الشاعر وان كان يتكلم من وجهة نظر عباسية إلا ان تعجبه في محله وهو كما قال باب من أبواب الكذب جديد ما استحدثه غيرهم.
نظرة العباسيين لمسألة القرابة
قاتل العباسيون بضراوة أكثر من غيرهم لتحريف موضوع القرابة والاختصاص بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وحصره بالمتولدين من ذرية العباس بن عبد المطلب، فمنذ اليوم الأول لتوليهم الحكم اجتمعوا على كلمة واحدة وهي ان الإمارة والخلافة التي صارت بأيديهم بعد زوال الدولة الأموية هي حق طبيعي لهم وانها من ضمن ما ورثه العباس بن عبد المطلب من النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أخرج الطبري في تاريخه كتابا أرسله المنصور العباسي إلى محمد بن عبد الله بن الحسن: (... ولقد علمت أنه لم يبق أحد من بني عبد المطلب بعد النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم غيره فكان وراثة من عمومته ثم طلب هذا الأمر غير واحد من بني هاشم فلم ينله إلا ولده فالسقاية سقايته وميراث النبي له والخلافة في ولده فلم يبق شرف ولا فضل في جاهلية ولا إسلام في دنيا ولا آخرة إلا والعباس وارثه ومورثه)[8].
وهكذا يصبح واضحا لدينا تاريخ هذا النكران لقرابة الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وبقية آل علي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وان مسألة القرابة والاختصاص بالرسول الأعظم كانت قد مرت بمراحل عديدة، فتارة توسع دائرة القربى والاختصاص ليدخل فيها أصحاب السقيفة وغيرهم، وتارة تضيق فلا يسمح بأن يدخلها إلا من كان أمويا أو عباسيا، وهذا التوسيع والتضييق كان يخضع للظرف السياسي وللمصلحة التي يراد استخدام القرابة من أجلها، فإن كانت المصلحة في التوسيع كما في السقيفة وسع ذلك الباب وفتح على مصراعيه، وإلا ضيق وفتحت منه كوة لا يدخل منها إلا من كان أمويا أو عباسيا.
أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كانوا حجر العثرة بوجه ذلك المخطط
كان الجميع قد استفاد من ميزة القرابة وعلى أحسن وجه وأكمله سواء في ذلك أصحاب السقيفة أو غيرهم من الأمويين والعباسيين، ولكن كانت هنالك عقبة مهمة أمامهم أفشلت الكثير من مساعيهم، بحيث صارت غصة في قلوب أولئك المنتهزين.
وهذه العقبة كانت تتمثل بوجود كل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء وابنيهما الحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فقد علم القاصي والداني شدة قرب هؤلاء الأطهار للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعظيم اختصاصهم به، وقد حفظت الأمة عن نبيها أحاديث وروايات لا تحصى، تدل على أنهم أحب الناس إليه، وأعزهم عليه، وان لحمهم لحمه، ودمهم دمه، وانهم لا يفترقون عنه طرفة عين أبدا، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقد نزلت آيات القرآن تترى مؤيدة لنظرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وموقفه تجاه هؤلاء الأهل، فنزلت آية التطهير بحقهم وحكمت لهم بالطهارة من كل رجس ونزهتهم عن كل دنس، ونزلت آية المباهلة بشأنهم لتبين أنهم نفس النبي وأبناؤه ونساؤه دون العالمين.
فكل الحجج التي حاول من خلالها أصحاب السقيفة إثبات أن لهم نوعاً من أنواع القربى والاختصاص بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كانت تتهشم عند وصولها لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لان القربى ان كانت هي الميزان في التفاضل والاختيار والاصطفاء والخلافة فأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أقرب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كل أحد، وعليه فهم أحق بأمر الخلافة من كل احد، لأنهم الأقرب إليه من كل احد، وإذا استطاع أهل السقيفة سلب الإمارة من الأنصار بحجة أنهم: (أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم) كما قال أبو بكر، أو كما قال عمر بن الخطاب: (من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة) فان هذا المنطق لا ينفع مع الإمام علي بن أبي طالب وبقية أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لأنهم الأقرب والألصق به منزلة وقربى وشأنا، ويكون فعل من تقدم عليهم وغصبهم أمرهم مشمولا بالقانون الذي ألزم به أبو بكر نفسه بقوله: (ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم)، وبما ألزم به عمر بن الخطاب نفسه بقوله: (من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لاثم أو متورط في هلكة).
وبعبارة أخرى: إذا كان أبو بكر يعدّ تقدم الأنصار على المهاجرين ومنازعتهم ظلما بحجة ان المهاجرين أولياؤه وعشيرته وأحق الناس به، فإن تقدم أبي بكر وعمر ابن الخطاب وسائر المهاجرين ومنازعة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين الأمر ظلم أيضا، بل من أقبح الظلم، لان قريشا عشيرته والإمام علياً من أهل بيته بل هو نفسه كما في آية المباهلة، وتقدم العشيرة على أهل البيت ظلم لا ريب فيه، ومن يرتكبه لا يكون إلا مدلاً بباطل أو متجانفاً لإثم أو متورطاً في هلكة.
وقد احتج الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بهذا الأمر حينما انتهت إليه أنباء السقيفة قال: (... فماذا قالت قريش؟ قالوا احتجت بأنها شجرة الرسول صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم. فقال عليه السلام احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة)[9]، وقد واجه الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ابا بكر بهذه الحقيقة وبشكل مباشر حينما خاطبه بقوله:
فان كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغيرك أولى بالنبي وأقرب
وان كنت بالشورى ملكت أمورهم *** فكيف بهذا والمشيرون غيب[10]
وقال صلوات الله وسلامه عليه أيضا متحدثا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (والله إني لأخوه ووليه، وابن عمه، ووارث علمه فمن أحق به مني...)[11].
وقد كتب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه إلى معاوية بن أبي سفيان لعنه الله رسالة جاء فيها: (قالت قريش: منا أمير. وقالت الأنصار: منا أمير. فقالت قريش: منا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنحن أحق بذلك الأمر. فعرفت ذلك الأنصار، فسلمت لهم الولاية والسلطان. فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم دون الأنصار، فإن أولى الناس بمحمد صلوات الله وسلامه عليه أحق بها منهم)[12].
فكانت هذه الاحتجاجات غصة في حلق السلطة الغاصبة، وجرحاً دائم النزف كلما حاولوا رتقه انفتق، فرأى القوم ان بقاء وانحصار صفة القرب في النسب بعلي وفاطمة وأبنائهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين غاية في الخطورة، وبوجودهم تتقوض كل الجهود التي تبذل من اجل استعلاء أصحاب السقيفة وغيرهم باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقرابته، فتعاضد أصحاب السقيفة وآل أمية والعباس على سلب هذا القرب منهم وإخراجهم من ذلك الاختصاص بكل وسيلة وطريقة.
الهوامش:------------------------------------------------------------------------
[1] مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 788 ــ 789.
[2] كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ص 380.
[3] المصدر السابق ص 385.
[4] تاريخ الطبري ج 2 ص 457 ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإمارة في سقيفة بني ساعدة، وراجع أيضا كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص329 حديث السقيفة وخلافة أبي بكر.
[5]المصدر نفسه.
[6] كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي ج 8 ص 339 ــ 340.
[7] المصدر السابق.
[8] تاريخ الطبري ج 6 ص 199 كتاب المنصور إلى محمد بن عبد الله بن الحسن وكتاب محمد بن عبد الله اليه.
[9] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج6 ص4 من كلام له عليه السلام في معنى الأنصار.
[10] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج18 ص416 تحت رقم 185.
[11] المستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص126 في أنا مدينة العلم وعلي بابها،
[12] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج15 ص78 فصل في ذكر بعض مناقب جعفر بن أبي طالب.
اترك تعليق