تقضي (ظمياء الوكيل)، في العقد السادس من العمر، ساعات عديدة في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، امام الحاسوب وبين الارقام، والملفات، والاوراق دون تعب أو ملل.
وتقول (ظمياء الوكيل)، المتطوعة في قسم التدقيق بالمؤسسة، في حديث للموقع الرسمي، إن "اكبر حدث طرأ على حياتي هو الذي اعيشه اليوم، هو أن اكون خادمة ومتطوعة في احدث مكان في العراق لعلاج الامراض السرطانية، وأن اقدم خدمة مجانية لاحدي المؤسسات التابعة للإمام الحسين (عليه السلام)".
وتتابع إن "مادفعني لهذا العمل هو اصابتي بمرض السرطان في عام (2013)، المرض الذي اتعبني كثيرا، واخذ الكثير من حياتي، ولكن بفضل الله واهل بيت النبي (عليهم أفضل الصلاة والتسليم) تم شفائي منه".
وتضيف "بعد تقاعدي وانتهاء مسيرة العمل في الدوائر الحكومية، بدأت البحث عن مكان يكون قريب على قلبي وقريب من المصابين بمرض السرطان لأني احس بمعاناتهم، وأن اكون دافع وامل للمصابين".
وكانت (ظمياء الوكيل) احدي موظفات وزارة الري والزراعة قبل عام (2003)، وتسنمت مناصب مهمة في دائرة الري بمحافظة كربلاء .
وتبين أن "عملي اليوم في المؤسسة يتمثل في تدقيق الاموال التي تصرف لعلاج المرضى بشكل مجاني من قبل العتبة الحسينية المقدسة".
وتشير إلى أن "الارقام التي تصرف شيء يدعو للفخر، فهذة مؤسسة تعالج السرطان بشكل مجاني، ومن خلال احدث الاجهزة التي لم ارى لها مثيل خلال رحلتي العلاجية، رغم أن تكاليف علاج السرطان جدا باهظة، وأعرف ذلك لأني مررت بتلك المرحلة وخسرت الكثير من الاموال التي وصل سقفها إلى (60 الف دولار) عن طريق السفر والعلاج خارج العراق".
وتعرضت (ظمياء الوكيل) الى الاعتقال من قبل ازلام النظام السابق عام 1981 على اثرها تم حكمها بالسجن لمدة (3) سنوات لأنها كانت خادمة للإمام الحسين(عليه السلام).
وكانت من الطلبة المتميزين في كلية الادارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية وتخرجت من قسم الاحصاء عام 1979.
وتؤكد أنه "من المستحيل أن يأتي يوم افكر ان اتقاضى مالا ازاء الخدمة التي اقدمها في هذه المؤسسة، ومن المستحيل ان يراودني الملل او التعب اثناء العمل".
وفي سياق متصل، يقول رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور حيدر العابدي، إن "(ظمياء) منذ سنة ونصف تعمل في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام دون اي اجر ولا تتقبل اي فكرة للتعاقد معها مؤكدة أن عملها هو عبادة".
ويوضح "منذ الصباح الباكر وتدير (ظمياء) عملها بشكل كفوء وفعال، بالإضافة الى تعاملها الودود مع زملائها".
ويتابع أن "(ظمياء) مرت سابقا بمعاناة حيث أصيبت بمرض السرطان، وسافرت على أثر ذلك الى خارج العراق للعلاج وصرفت الكثير من المبالغ المالية خلال رحلتها العلاجية".
ويؤكد أن "العتبة الحسينية أنشئت هذه المؤسسة بهدف الحد من السفر وتوفير العلاج الخاص بالأمراض السرطانية داخل العراق لتكون العتبة عونا وسندا للمرضى".
ويبين أن "العتبة الحسينية وخلال السنتين الماضيتين انفقت بحدود (25) مليار على العلاجات المجانية للأطفال والمخفظة البالغين".
يذكر أن العتبة الحسينية افتتحت مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام في(اب/اغسطس 2021) ،حيث تقدم خدماتها بالمجان وعلى نفقة العتبة الحسينية المقدسة للاطفال دون سن (15) عاما.
اترك تعليق