998 ــ مهدي الكرادي البغدادي (1277 ــ 1329 هـ / 1860 ــ 1911 م):

السيد مهدي بن محمد الموسوي البغدادي النجفي المعروف بـ(أبو الطابو)، أديب وشاعر، ولد في بغداد من أسرة علوية شريفة يرجع نسبها الشريف إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) فهو:

مهدي الكرادي البغدادي (1277 ــ 1329 هـ / 1860 ــ 1911 م)

قال من قصيدة في ندب الإمام الحجة ورثاء جده الإمام الحسين (عليهما السلام)

فكمْ لكــمْ مِن دمٍ في (كربلا) هرقوا     وكمْ لكمْ عندهم حقٌّ قد اغتُصِبا

جــــــرِّدْ حسامَكَ واطلبْ فيه ثاركمُ     فــالثأرُ يدركه الموتورُ إن طلبا

سَلْ (كربلا) كمْ أباحَ القومُ حرمتَكم     وكـــــمْ لكمْ حرَّةٌ تدعو أخاً وأباً (1)

الشاعر

السيد مهدي بن محمد الموسوي البغدادي النجفي المعروف بـ(أبو الطابو)، أديب وشاعر، ولد في بغداد من أسرة علوية شريفة يرجع نسبها الشريف إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) فهو:

السيد مهدي بن محمد بن الحسن بن إبراهيم بن ناصر بن قاسم بن محمد ابن كاسب بن فاتك بن أحمد بن نصر الله بن ربيع بن محمود بن علي بن يحيى بن فضل بن محمد بن ناصر بن يوسف بن محمد بن جعفر الطويل ابن علي بن الحسين بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). (2)

هاجر به أبوه إلى النجف فنشأ بها ودرس مقدمات العلوم الدينية والعربية على يد أساتذة النجف ولما مات أبوه ورث عنه بعض الأراضي على شط الفرات فشرع في عمارتها والاشتغال بها وأثناء ذلك كان يكتب الشعر حتى تميز به.

قال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان ذا قريحة جيدة، وذكاء وفطنة... وكان أحياناً يُعبَّر عنه بـ(الكرادي) لأن أسلافه كانت لهم كرود تسقي البساتين والمزارع على شط دجلة بين بغداد ونهر ديالى مما يلي بغداد وكانوا قاطنين بها، ثم أن جد المترجم انتقل منها وسكن بغداد مع ولديه محمد وعلي) (3).

وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً جامعاً، أديباً بارعاً، وشاعراً حسن البديهة رائعاً، وكان خفيف الطبع، رقيق الحاشية ظريفاً حسن الحال والشكل والبزة..) (4)

وقال عنه الشيخ جعفر النقدي: (تلقى الأدب في النجف ونبغ في الفضل بين طبقاته، له رسائل في النحو والعروض، وكان رحمه الله خفيف الروح رقيق الطبع ولع آخر حياته بالزراعة وضمن ضريبة النخيل من الحكومة العثمانية) (5)

وقال الأستاذ علي الخاقاني: (ويقال إن شهرته (أبو الطابو) ترجع إلى كونه أول من أكثر تسجيل ما يملك من الأراضي الأميرية بالطابو فعرف عند أهل المنطقة بذلك، وقيل كان يقوم بقضاء حوائج الناس في تعقيب معاملاتهم بدائرة الطابو يوم أن كان المعظم يتحاشى الوصول إلى دوائر الحكومة. والمترجم له يبدو لي من شعره أنه كان واسع الشخصية مرح الروح رقيق النفس...) (6)

وقد ذكر له الخاقاني مجموعة من البنود والرسائل التي دلت على تضلعه في النثر (7)، وقال عن شعره في التاريخ: (وفي هذا الفن له قدم راسخ فقد كان قوي الاستحضار للعدد وسبكه بأحسن الجمل ذات المناسبة...) (8)

وقال السيد جواد شبر: (الظاهر من شعره ـ والشعر مرآة قائله ـ انه كان قوي الشخصية صارم الارادة) (9)

وللبغدادي من المؤلفات: (اللؤلؤ والمرجان، منظومة في المعاني والبيان)، (منظومة في الشطرنج)، (أرجوزة في نسب السادة العلويين)، (اللآلئ الغروية)، (رسائل شعرية متبادلة بينه وبين أسرة القزويني في النجف والحلة)

توفي البغدادي في النجف الأشرف ودفن بها

شعره

قال عبد العزيز البابطين في معجمه: (شعره حسن السبك، متين التراكيب، فيه تأثيرات من موروث الشعر القديم، يتبدى في مدائحه تاريخاً وعراقة محتد...)

قال من قصيدته في الإمام الحسين (عليه السلام):

حتى مَ تبقى بظهرِ الغيبِ مُحـتجبا     ما آنَ أن تـطلبَ الثأرَ الذي وهبا

وما انتظارُكَ بالهنديِّ تـــــــــغمدُه     رفـــــــقاً أما آن أنْ تستلّه عضبا

وما لخيلِكَ مــــــــــــــــلقاةٌ أعنتُها     ما آن في جريها أن تدركَ الطلبا

سقوا أبــــــــاكَ بكأسِ مرِّ مطعمِه     ما آنَ تسقيــهمُ الكأسَ الذي شربا

فكمْ لــكمْ مِن دمٍ في كربلا هرقوا     وكمْ لكمْ عنـــدهم حقٌّ قد اغتُصِبا

جـــرِّدْ حسامَكَ واطلبْ فيه ثاركمُ     فالثأرُ يدركه الــــموتورُ إن طلبا

سَلْ كربلا كمْ أباحَ القومُ حرمتَكم     وكمْ لكمْ حرَّةٌ تـــــــدعو أخاً وأباً

وقد أورد الخاقاني كثيراً من شعره في شتى المواضيع (10) انتقينا منها بعضها فيما يخص أهل البيت عليهم السلام:

قال معرِّبا عن الفارسية بيتين في فضيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام):

عرجَ النبيُّ على السماءِ وعرشِها     وعلا عـــــليٌّ كتفَه في المسجدِ

فــــــــلننظرِ الحالينِ مِن أعلاهما     وطءِ السما أم وطءِ كتفِ محمدِ (11)

وقال في زيارته للإمام الكاظم (عليه السلام):

ولـــــمَّا هزَّني شوقي وضـاقت     عــــليَّ برحبِـها الدنيا الوسيعه

هممتُ بأن أشدَّ الرحلَ نحوَ ابـ     ـنِ موسى إذ هوَ الدرعُ المنيعه

ولمّا عـــاقني زمني أزرتُ الـ     ـقوافي مــــــــستطيلاتٍ ربوعه (12)

وقال في مقام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بمسجد الكوفة، وهو المكان الذي استشهد فيه:

وعجبتُ مِن قومٍ قد ادَّعتِ الولا     للمرتضى صــنوِ النبيِّ محمدِ

أن لا تسيلُ نفوسُهم في موضعٍ     سالتْ علــــيهِ دمـاءُ أكرمِ سيدِ

أو لم تـــــكنَ تدري بأنَّ إمامَها     لاقى الحِمامَ هنا بسيفِ المُلحدِ (13)

وقال في زيارة الشهيد مسلم بن عقيل (عليه السلام):

زُرْ أوَّلَ الــــــــشهداءِ مسلمَ إنَّه     ضمنَ الشفاءَ لمَن يطوفُ بقبرِهِ

معنى الـــنيابةِ لا يحيطُ بوصفهِ     فــــــكرٌ ولا تصلُ العقولُ لسرِّهِ

أنا ضامنٌ لكَ إن وصلتَ لقبرِهِ     أن ليـــسَ ترجعُ خائباً مِن وفرِهِ (14)

وقال في زيارة الشهيد هانئ بن عروة:

لقد عجبتُ من فتى يدَّعي     ولاءَه للسبطِ في دهرِهِ

ولـــمْ يكنْ مرَّ على هانئٍ     يعـفِّرُ الخدينَ في قبرِهِ (15)

وقال في زيارة الشهيد كميل بن زياد:

ما عذرُ مَن حاذى الثويَّةَ سائراً     أن لا يكونَ له الثرى ملثوما

أيـــــــمرُّ فيها لا يصافحُ زائراً     قــبراً به أضحى كميلُ مُقيما (16)

.......................................................

1 ــ شعراء الغري ج 12 ص 42 ــ 43 / الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 255

2 ــ شعراء الغري ج 12 ص 17 / الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 255

3 ــ الحصون المنيعة ج 2 ص 69

4 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 255 رقم 319

5 ــ الروض النضير ص 222

6 ــ شعراء الغري ج 12 ص 18

7 ــ نفس المصدر ص 20 ــ 27

8 ــ نفس المصدر ص 28

9 ــ أدب الطف ج 8 ص 218

10 ــ شعراء الغري ج 12 ص 31 ــ 108

11 ــ نفس المصدر ص 53

12 ــ نفس المصدر ص 76

13 ــ نفس المصدر ص 52 ــ 53

14 ــ نفس المصدر ص 66

15 ــ نفس المصدر والصفحة

16 ــ نفس المصدر ص 100

كما ترجم له:

السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة ج 10 ص 156

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 3 ص 1289

كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 6 ص 284

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار