السيد عبد المطلب بن محسن بن عبد الكريم بن علي بن محمد (الأمين) بن موسى بن حيدر الحسيني العاملي، شاعر وصحفي وسياسي، ولد في دمشق من أسرة علوية شريفة يعود أصلها إلى زيد الشهيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
عبد المطلب الأمين (1334 ــ 1394 هـ / 1916 ــ 1974 م)
قال من قصيدة (رثاء شهيد):
فداءٌ لنعلِكَ يا بنَ الـــــــــفداءْ خــنوع الرؤوسِ وذلّ الرياءْ
فداءٌ لما فيكَ مِـــن شامـخاتٍ صغار الظلامِ وعهر الضياءْ
فداءٌ لما فـــــيكَ مِن غـالياتٍ سمــــاح الظلالِ وجود البقاءْ
فداءٌ لـــنعلِكَ هذي الـرؤوس رؤوسُ الأفـاعي شفاهُ الدماءْ
رؤوسُ الخنوعِ أمامَ الطغـاةِ شفاهُ الظماءِ لـــــــعبِّ الدماءْ
أجِــلُّ فداءَكَ عن ذي الدمـى فمنُه اسـتعيرَ شمــوخُ السماءْ
نجيعُكَ هذا الــــــنبيُّ الـفريدْ نذيرُ الـدمارِ أمامَ الـــــــــبناءْ
نجيعُكُ هذا الحسيـنُ الـجديدُ فــــــفي كلِّ يومٍ لنا (كربلاءْ)
وفي كلِّ يومٍ لنا (كـــربلاء) وفي كلِّ يـــــومٍ لنا (كربلاء)
وقال من قصيدة (رثاء قريب):
من (كربلا) انطلقتْ شرارةُ مجدِنا وبـ(كربلاءَ) فـــقيدُنا المستشهدُ
يــــــــسعى إلى قبرِ الحسينِ وقبله يسعى الحسينُ ورأسُه والموعدُ
بالتضــــــــــحياتِ وبالدماءِ تراثُنا ومِن الشهادةِ مــــجدُنا والسؤددُ
تاريخُنا الدامــــــــــي سجِلٌ حافلٌ بالمكرماتِ نعيـــــــــــدُه ونُردِّدُ
آلُ الرسولٍ وحسبُنا فــــــــخراً بهِ أنّا على شرفِ الشهـــادةِ نُحسدُ
يــــــــــا ثاوياً في (كربلاءَ) بجنَّةٍ لا يحتويها بلقعٌ أو فــــــــــــدفدُ
إن تقضَ فـي الصحرا غريباً نائياً وعلى الرمالِ دمٌ يسيلُ ويشــهدُ
فـــــــــلقد مضى بطلُ الفداءِ وآله ظـــــــمآنَ لا أهلٌ هناك ولا غدُ
إلّا رســـــــــــــالاتٌ وحقٌّ يُفتدى بالـــــــــــــغالياتِ وفكرةٌ تتجسَّدُ
يزهو بها التاريـــــخُ يشمخُ رأسُه ومآثرٌ نـبنــــــــــــــي بها ونشيِّدُ
الشاعر
السيد عبد المطلب بن محسن بن عبد الكريم بن علي بن محمد (الأمين) بن موسى بن حيدر الحسيني العاملي، شاعر وصحفي وسياسي، ولد في دمشق من أسرة علوية شريفة يعود أصلها إلى زيد الشهيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
وكانت ولادته في دمشق أثناء إقامة والده العالم المحقق والمجتهد الأكبر الإمام محسن الأمين فيها، وآل الأمين هم أسرة علمية كانت تعرف بالأقساسي نسبة إلى قرية أقساس بن مالك قرب الكوفة ثم عرفت الأسرة ــ تصحيفاً ــ بلقب قشاقش، وكانت تسكن الحلة وأول من أطلق عليه لقب الأمين من هذه الأسرة هو جد السيد عبد المطلب الأمين الثالث السيد محمد بن موسى وبقي هذا اللقب في أفراد الأسرة.
وكان السيد عبد المطلب أصغر أنجال السيد محسن الأمين الأربعة الذين كانوا كلهم شعراء وهم السادة: الباحث والمفكر الكبير السيد حسن الأمين، وجعفر، وهاشم، وعبد المطلب.
درس الأمين الابتدائية والثانوية والجامعية في دمشق، وتخرج في كلية الحقوق بها، وعُيّن مدرساً للغة العربية في دار المعلمين ببغداد، ثم عُيّن قائماً بأعمال السفارة السورية في موسكو، ثم نُقل إلى السفارة السورية ببغداد، ثم إلى الإدارة المركزية في دمشق، وقد فُصل من وظيفته على إثر قصيدة رافضة لانقلاب مارس 1949. انتقل بعدها إلى لبنان فعُيّن قاضياً لمحكمة أميون، ثم عمل محامياً في محاكم الكويت، كما عمل صحفياً في صحف سوريا وبيروت.
له ترجمة كتاب قصة الإنسان: منذ ظهور الإنسان الأول إلى الحضارة البدائية وما بعدها، تأليف كارلتوكون، بالاشتراك مع محمد توفيق حسن
قالت عنه الكاتبة عناية أخضر: (عرف عنه غزارة إنتاجه، وكان شجاعاً وجريئاً شديد النقمة على الزعماء الاقطاعيين وكان الشعر يتدفق منه لأنه قابض على ملكة الكتابة الفنية ممتلك لأدوات الكتابة من موهبة ولغة وكان يجيد اللغات: العربية الفرنسية والإنكليزية والروسية) (1)
وكان الأمين عضواً لهيئة القضاء في لبنان، وعضواً بنقابة المحامين بها. توفي في بيروت ودفن في قرية شقراء بجبل عامل وقد رثاه الشاعر شوقي بزيغ بقصيدة يقول منها:
هذا دمي خــــــــنجرٌ في الضلعِ أم حلمُ ماذا أقـــــــــولُ وفيكَ القولُ ينهزمُ
وقـــــــــــفتُ عندَ حدودِ الشعرِ أرهقني مــــدى عُلاكَ وخانتْ مُقلتي النُّجمُ
سافرتُ في المنتهى واخضرَّ خفقُ دمي والجرحُ خلفَ اغترابي ليسَ يلتئمُ
يا شاعرَ الوجعِ الـــــــــــــدهريِّ تحمله مِن الجنوبِ ويــغري شجوَكَ الألمُ
ها نحنُ يسلبُنا الأعـــــــــــــــداءُ عزَّتَنا ونستغيثُ على أبــوابِ مَن حكموا
وهمْ كما الذّئبُ فينا يغدرونَ بــــــــــــنا ونحنُ من ضعفِنا لـــــلذئبِ نحتكمُ
شعره
جمع شعره أخوه السيد حسن الأمين في ديوان وقال عبد العزيز البابطين في معجمه عن شعر السيد عبد المطلب: (شعره سؤال يتجدد ويتلون ويتشكل في صور مختلفة وسياقات نفسية طريفة، تطوف به حول الغاية والمآل. يميل إلى التأمل في تصاريف الزمن. يعذبه شقاء الإنسان على هذه الأرض، ويقلقه مصيره المحتوم. محب لبلاده، كثير التغني بها، إلى جانب انشغاله بقضايا أمته العربية. له كثير من المراثي. مجدد في لغته وصوره وخياله، يمتاز بطول نفسه الشعري، وعلى الرغم من محافظته على الشكل التقليدي للقصيد العربي، إلا أنه كان يميل إلى التجديد على مستوى الصورة والاستبطان النفسي).
........................................................
1 ــ كربلاء في الشعر اللبناني ص 215
ترجم له وكتب عنه:
إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 2 ص 767
المجلس الثقافي للبنان الجنوبي / شعراء راحلون من جنوب لبنان ص ٢٨٧
محمد علي مقلد / وجوه ثقافية من الجنوب بالإشتراك - سيرة عبد المطلب الأمين
محسن عبد المطلب الأمين ــ عبد المطلب الأمين .. أشعاره .. سيرته .. ما قيل عنه
اترك تعليق