أربع مواقف كانت كالصاعقة على قلب الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء

ذكرت مصادر تاريخية موثوقة ان يوم عاشوراء كان من اصعب الأيام الي حلت بال بيت النبوة عليهم السلام وبالخصوص على الامام الحسين عليه السلام الا انه في ظهيرة ذلك اليوم اجتمعت عنده اربع مواقف كانت كالصاعقة على قلبه.

وأشارت تلك المصادر ان اصعب موقف مر به الامام الحسين عليه السلام تجسد بسقوط أخيه ابي الفضل العباس عليه السلام، اذ بينت تلك المصادر ان الامام الحسين عليه السلام لم يبق بعد أبي الفضل الا هيكلاً شاخصاً معرىً عن لوازم الحياة وقد أعرب سلام الله عليه عن هذه الحال بقوله: (الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي) ورجع إلى المخيم منكسراً حزيناً يكفكف دموعه بكمه وقد تدافعت الرجال على مخيمه فنادى: أما من مغيث يغيثنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من طالب حق ينصرنا، أما من خائف من النار فيذب عنا؟ فأتته سكينة وسألته عن عمها، فاخبرها بقتله! وسمعته زينب فصاحت: وا أخاه وا عباساه وا ضيعتنا بعدك، وبكين النسوة وبكى الحسين معهن وقال: واضيعتنا بعدك.

في حين تجسد الموقف الثاني الذي اثر على قلب الامام الحسين بمقتل ولده الأصغر (عبد الله الرضيع) فقال المسعوديّ (صاحب مروج الذهب )، والإصبهانيّ ( صاحب مقاتل الطالبيّين )، والطبريّ ( المؤرّخ ).. وغيرهم، أنّ الحسين لمّا آيس مِن نفسه، ذهب إلى فُسطاطه فطلَبَ طفلاً له ليودّعه، فجاءته به أُختُه زينب، فتناوله من يدها ووضعه في حِجْره.. فبينا هو ينظر إليه إذ أتاه سهمُ فوقع في نحره فذبحه. قالوا: فأخذ دمَه الحسينُ عليه السّلام بكفّه، ورمى به إلى السماء وقال: اللهمّ لا يكن أهونَ عليك من دمِ فَصيل ناقة صالح، اللهمّ إن حَبَستَ عنّا النصرَ مِن السماء، فاجَعْل ذلك لِما هو خيرٌ لنا، وانتَقِمْ لنا من هؤلاء الظالمين؛ فلَقَد هَوَّن ما بي أنّه بعينك يا أرحم الراحمين، وتؤكد الروايات ان حرملة عليه لعنة الله قال فسَدَّدتُ السهم في كبد القوس باتجاه كبد عبد الله الرضيع وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين ( عليه السلام ) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح.

واما المواقف الأخرى فانها تجسدت بمقتل ولده (علي الأكبر) الذي عاد له يطلب منه الماء ولايملك الامام الحسين قطرة وطلب منه ان يضع لسانه على لسانه فوجده كالخشبة اليابسة، في حين تجسد الموقف الرابع بمقتل (القاسم بن الامام الحسن عليهما السلام) الذي قصده الامام الحسين في ساحة المعركة وارجعه الى الخيمة ورجلاه تخطان بالأرض كون الامام الحسين عليه السلام كان منحنيا لايقوى على حمل ابن أخيه لعظم المصيبة التي حلت به.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات