إليهِ محتَضِنًا نفسَهُ

إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)

هِيَ بُغْيةُ الخُبَرَاءِ بالأَذْوَاقِ     لَوْنُ ازْدِهَارِ التَّمْرِ في الأَعْذَاقِ

وَلِذا أحارُ بِأَيِّ لَفظٍ أَرْتَقِي     لِجَمالِها، يا حَيرةَ الأَوْرَاقِ

فيَّ انشِداهُ مَدينةٍ سَكْرَى ــ يُزَا     حِمُ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنَ الإرْهاقِ

مثلَ انشِداهِ الرُّوحِ لَوْ فرَّ الفُؤا     دُ مِنَ الأَضالِعِ لَـحْظَةَ اسْتِغْرَاقِ

إِذْ رَامَ قَلْبي أَنْ يُّغازِلَ لَيْلَةَ الـ     ـميلادِ إِذ تَرْبُو عَلَى الإشْراقِ

هِيَ ليلةٌ كانَتْ بِها الدُّنيا ــ تُؤَنِّـ     ـقُ ذَوقَها لِحَبيبِها الذَّوّاقِ

أَهْدَتْهُ مِنْ بيتِ الإلهِ وَزيرَهُ     قَالتْ لَهُ مِنْ رَّبِّكَ الرَّزّاقِ

خُذهُ إذا انفتَحَ الجِدارُ أَلَذَّ ما      تَجْنِي من الدُّنيا بطيبِ عِناقِ

لَوْ تَسْألُ الأَرَضِينَ كيفَ تهَيَّأتْ     لِلِقائِهِ لأجَبنَ كالأَحْدَاقِ

لَـمَّا رَأَتْ وَجْهَ الحَبِيبِ تَفَتَّحَتْ     وَتَوَضَّأَتْ مِنْ دَمعِها الرَّقراقِ

فَرَحاً بِظِلِّ اللهِ نَفسِ مُحَمَّدٍ     عِطرِ البسيطَةِ لونِها البَرّاقِ

خُذهُ إلى الزَّهراءِ تُصبِحْ، نَخلَةٌ     بل غَابَةٌ كُبرى مِنَ الأعراقِ

واحضُنْهُ ظِلًّا لو تجَرَّأَتِ الورى     سَلَبَ الوَرى حُرِّيَّةَ الأعناقِ

خُذهُ سِراجاً في المَساءِ ونَسمَةً     أَحْلَى وَتَأويلًا بِغَيرِ طِباقِ

مَلَكَ الكَلامَ فَأَوَّلَ الآياتِ قا     موسَ الـمُروءَةِ في خُطى الأَسْواقِ

هذا عليُّ الخَطْوِ يَسأَلُ رَبْعَهُ     في الكُوفَةِ الخَضْراءِ قَلْبِ عِرَاقِي

ما بَالُ صاحِبِكُمْ أَراهُ تَيَبَّسَتْ     فِيهِ الحَياةُ لِشِدَّةِ الإِمْلَاقِ

قَالُوا: مَسِيحِيٌّ، فَقَالَ: نَظِيرُكُمْ     في الخَلْقِ مِعْرَاجٌ إِلى الخَلّاقِ

هَيّا اقتُلُوا جُوعَ الفَقيرِ وَتَمِّموا     مِثلَ الرَّسولِ مَكارمَ الأخلاقِ

أَوَخالفَ؟ القُرآنَ كَلّا لم يَكُنْ     إلّا خَبيرَ القومِ في الأَنْساقِ

هو نُقطَةُ الباءِ التي هُوَ قَبْلَها     مُتَأَوَّلُ القُرآنِ دُونَ لِحاقِ

أَدْرِي إذا الأفلاكُ عَزَّ ضِياؤُها     لَمْ تَلْقَ مِثْلَكَ في سَنَى الآفاقِ

وتَهَيَّبَتْ شُمُّ النُّفوسِ لِقادِمٍ     قَدْ طَلَّقَ الدُّنيا بصِدقِ طَلاقِ

ماذا أقولُ بِكاتِبٍ تأليفُهُ     سِفرُ الحُسَينِ وسِفرُ جُودِ السَّاقي

وَلَهُ حَفيدٌ في التَّغَرُّبِ عُمرُهُ     يَقضيهِ مَحجُوباً عَنِ العُشّاقِ

لولا النُّبُوَّةُ ما عَلَا أَحَدٌ عَلَيْـ     ـكَ لأَنَّكَ الأَعْلَى بِكلِّ سِباقِ

لَوْلَا المَخافَةُ والمَخَافةُ جُنَّةٌ     أَنَا خِفتُ لَفَّ السَّاقِ حَوْلَ السَّاقِ

لَنَطَقتُ مَا أَدْرِي ولكنْ حِكمَةٌ     أَنْ لَا تَبُوحَ بَوَاطِنَ العُشّاقِ

لولا علِيٌّ لا النَّهارُ نهارُنا     كَلّا ولا صَبرُ الحَياةِ بِباقِ

لولا ــ بلا لولا ــ فَأَنْتَ خَلِيفَةٌ     لِمُحَمَّدٍ وَهُوَ المَحَلُّ الرّاقي

المرفقات

شاعر : فاهم العيساوي