951 ــ عبد الكريم النايف (1313 ــ 1365 هـ / 1895 ــ 1946 م)

عبد الكريم النايف (1313 ــ 1365 هـ / 1895 ــ 1946 م)

قال من أبيات:

زهتِ (الطفوفُ) وبشرُها مُتسامي     فرحاً بمقدمِ حجَّةِ الإسلامِ (1)

الشاعر

الشيخ عبد الكريم بن كاظم بن نايف القيسي الكربلائي، أديب وشاعر وخطيب، ولد في كربلاء، وفي السادسة من عمره مات والده، فعانى من مرارة اليتم مبكراً، وكان يمتهن الزراعة في مطلع شبابه، ثم اتجه لطلب العلم فأتقن علوم العربية والفقه واتجه نحو الخطابة وبرع فيها كما برع في الأدب والشعر وكان من المعروفين بالتاريخ الشعري.

ذاع صيت النايف كخطيب بارز متميز فسافر إلى دول الخليج فقرأ في البحرين والكويت وقطر وعمان والإحساء والقطيف كما زار بيت الله الحرام وتشرف بزيارة النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد عرف عنه تعمقه في سير الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، والإحاطة بأخبار التاريخ، ورواية الأشعار. (2)

قال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (شاعر ذائع الصيت وخطيب نادى بالحق وصفع الرياء بالصراحة، إنه مدرسة انبعثت من أعماقها الفكرة الإسلامية النبيلة وحللت أسرار دعوتها بأسلوب بليغ وقلب نابض بمعاني الإنسانية، إنه صفحة مشرقة من صفحات الأدب الوضاء، وجه لامع من وجوه الفكر الحي) (3)

وقال عنه الشيخ موسى إبراهيم الكرباسي: (شبَّ خطيباً بارزاً أسهم في مناسبات عديدة) (4)

وقال عن أسرة الشاعر: (ما زالت آثار هذه العشيرة باقية تعرف بمنطقة الكبيس في محلة باب الطاق من قطاعات كربلاء) (5)

وجاء في مقال عن مجلس السيد مرتضى آل ضياء الدين ما يلي: (كان يحضر مجلسه لفيف من أعيان وسادات كربلاء المقدسة وكبار الشخصيات والتّجار والشعراء منهم: السيد حسين الدّده والسيد عبود نصر الله والسيد عبد الوهاب آل طعمة رئيس البلدية والسيد محمد علي أبو المعالي والشيخ محسن أبو الحب والشيخ عبد الكريم النّايف الكبيسي والسيد حسين العلوي وولده السيد إبراهيم والشيخ محمد البحراني وغيرهم). (6)

توفي النايف ودفن في كربلاء

قال من قصيدة في رثاء أمير المؤمنين (عليه السلام):

بتُّ والعينُ تســــــــــــتهلُّ دموعا      ومِن الوجدِ قد هجرتُ الهجوعا

كلّـــــــــــــــــما رمتُ للفؤادِ سلوُّاً      قالَ داعي الشجونِ لن تستطيعا

يا عذوليَّ خلّياني وشـــــــــــــأني     لـــــــستُ للعذلِ سامعاً ومُطيعا

كيفَ أصغي وفي الحشا نارُ وجدٍ     أثّرتْ فــــــــيهِ لـوعةً وصدوعا

بمصابٍ هدَّ الـــــــجبالَ الرواسي      وبكى الأنبيـــــــــــاءُ منه جميعا

ولـــــــــــــرزءٍ له البسيطةُ مادتْ      والسما قد بكتْ عـــــــليهِ نجيعا

يومَ أردى الوصيَّ سيفُ المرادي      فهوى للجبينِ منه صـــــــــريعا

ساجداً والدمــــــــــــاءُ قد خضَّبته      وهــــوَ يدعو تضرُّعاً وخشوعا

وينادي قـــــــد فزتُ فوزاً عظيماً      وبــــــــــلغتُ المُنى مكاناً رفيعا (6)

وقال من قصيدة في رثاء الزهراء (سلام الله عليها):

ذابتْ لفرطِ صبابتي أحـــــشائي     فلذاكَ طــــــالَ تلهُّفي وبكائي

وتكادُ بالزفراتِ تخـرجُ مهجتي      مما بها بـــــــــتنفُّسِ الصعداءِ

يا عاذلي كفَّ الـــــملامَ وخلِّني      دنفاً أكابدُ محنتي وبــــــــلائي

ما هاجني ظـعنُ الأحبَّةِ مُذ نأى      بُعداً عن الأوطــــانِ والأحياءِ

لكنّما وجــــــــدي لبضعةِ أحمدٍ      ولما جنــــــتْ منها يدُ الـلؤماءِ

أوصى جميعَ المسلمينَ بحفظِها      إذ أنّـــــها الحورا وخـيرُ نساءِ

وتـــــــــبدّلتْ تلكَ الوصيةُ بعدَه      مُذ عُوِّضتْ بالحقدِ والبـغضاءِ (8)

وقال من قصيدة في تجديد الضريح المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) عام (1356 هـ / 1937 م):

ألبَسَ الدينَ مِن إبــــــاهُ وِساما      سبطُ خيرِ الورى وفيهِ تسامى

وأبادَ الضــــــــلالَ شبلُ عليٍّ      وعــــن الرشدِ قد أماطَ اللثاما

يومَ هبَّتْ غياهبُ الجورِ ظلماً     مِن أمـــيٍّ على الهدى تترامى

ودعــــــــــته بأن يتابعَ طوعاً     ليزيدٍ فعــــــــزَّ مِن أن يُضاما

فانجلى عن جوارِ خيرِ البرايا      حينَ ساموهُ ذلَّـــــــــةً وانتقاما

وسرى قاصداً بصــفوةِ صدقٍ      لأناسٍ قد ارتضوهُ إمـــــــــاما

كاتبوهُ وهل ترى لأنـــــــــاسٍ      سنَّوا الــــــــغدرَ دفَّةً أو ذماما

ومنها:

وتــرى المرقدَ الذي حلَّ فيهِ      صارَ للنــــاسِ ملجأ واعتصاما

عنده تخضعُ الملوكُ صَغاراً      وخــــــــــشوعاً وذلَّةً واحتراما

جدِّدُوا لـلحسينِ خيرَ ضريحٍ      قد تسامى على الضراحِ المقاما

وعليهِ عـــــزُّ الملائكِ تُترى      وعلى ابنِ الــبتولِ تتلو السلاما

ذُللا حوله تـــــطوفُ وتبكي      بدموعٍ تحكي الـسحابَ انسجاما

والورى بالخضـوعِ تلثمُ منه      صفحاتٍ بها تنـــــــــالُ المراما

قلتُ بشراً بنصـــــبِه أرِّخوهُ      (نامَ بالأمــــــنِ جارُه لم يُضاما) (9)

وقال في أبيات في الحر الشهيد (رضوان الله عليه)

زُرِ الحرَّ الشهيدَ فدته نفسي      فـــــــإنَّ الحرَّ أهلٌ للزيارَة

ولا تكُ منـه في شكٍ وريبٍ      فإنَّ السبطَ قـد قبلَ اعتذارَه

وحينَ أتــاهُ يطلبُ مستجيراً      مُنيباً مِــــن تجعجعهِ إجارَة

ودونَ مـزارِه إن عاقَ عجزٌ      فلمْ تسطعْ بأن تأتي مزارَه

أشِـــــرْ لـلحرِّ مِن بُعدٍ وسلِم      فإنَّ الحرَّ تكــــفيهِ الإشارَة (10)

وقال مخمِّساً أبيات أبي نؤاس في مدح الإمام الرضا (عليه السلام):

شاعَ شعري بين الــــبريةِ ذكرا     

حـــــيثُ في سبـــــكهِ أنظِّمُ درَّا

مذ سموتُ الأنـــــامَ نظماً ونثرا     

(قيلَ لي أنتَ أشعـرُ الناسِ طرَّا     في فنونٍ مِن الكــــلامِ النبيهِ)

لكَ مُستصعبُ القــوافــي مطيعُ     

وبحســــــــــنِ الـبيانِ أنتَ بديعُ

أفلا أنتَ منـشــــــــــــئٌ ومُذيعُ     

(لكَ مِن جــــــوهرِ الكلامِ بديعُ     يـنثرُ الدرَّ فـــي يدي مجتنيهِ)

قد عهدنــــا بــكَ الولا مغروسا     

لبني المـصطــفـى تشعُّ شموسا

يبذلُ الــــنفـسَ دونـهمْ والنفيسا     

(فلماذا تركتَ مدحَ ابنَ موسى     والخــصالَ التي تجمَّعنَ فيهِ)

عذلوني فـــي تركِ مـدحِ همامٍ     

لــــــيسَ للرسلِ مالهُ مِـن مقامٍ

وهوَ لــلكائناتِ خيـرُ دعــــــامٍ     

(قــــــلتُ لا أستطيعُ مدحَ إمامٍ     كانَ جبريلُ خــــــادماً لأبيهِ) (11)

وقال من أبيات في قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وقد نقشت داخل الحضرة المطهرة:

هذهِ روضــــةُ قدسٍ      بحســينِ الطهرِ تسطعْ

تـهبطُ الأمـلاكُ فيها      وعلى الأعتابِ تخضعْ

فـــي بيوتٍ أذنَ اللهُ     بأن للعـــــــــرشِ ترفعْ (11)

وقال من قصيدة عندما رأى هلال محرم الحرام:

عذلَ العذولُ وليسَ يعلمْ     بلظى الجوى قلبي تورَّمْ

 ومنها:

أوما دريتَ على الورى     بالحزنِ قل هلَّ المحرَّمْ (13)

...........................................................

1 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 96

2 ــ نفس المصدر ص 93

3 ــ نفس المصدر ص 92

4 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 567

5 ــ نفس المصدر والصفحة

6 ــ موقع مركز تراث كربلاء بتاريخ 26 / 2 / 2017

7 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 93 ــ 94

8 ــ نفس المصدر ص 94

9 ــ نفس المصدر ص 94 ــ 95

10 ــ نفس المصدر ص 100

11 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 569 / شعراء كربلاء ج 3 ص 98

12 ــ تاريخ المراقد الشيخ محمد صادق الكرباسي ج 2 ص 249

13 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 97

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار