919 ــ قتادة بن إدريس الحسني (527 ــ 617 هـ / 1132 ــ 1220 م)

قتادة بن إدريس الحسني (527 ــ 617 هـ / 1132 ــ 1220 م)

قال من قصيدة في رثاء فاطمة الزهراء (عليها السلام) تبلغ (73) بيتاً:

فاســــتجادتْ له السيوفُ بصِفّيـ     ـنَ وجرّت يومَ (الطُفوفِ) قَنَاها

لو تمكّنتُ بـ(الطُّفوفِ) مدى الد     هرِ لـــــــــــــقبَّلتُ تُرْبَها وثَرَاها

لأدركَت ثـــــــــــارَها اُميّةُ بالنا     رِ غداً في مَعــــــــادِها تَصْلاها (1)

الشاعر

قتادة بن إدريس عز الدين ــ أمير مكة ــ بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين على بن أبى طالب (عليه السلام) (2) المكنى بـ (أبو عزيز الينبعي المكي الحسني) أمير مكة ولد بقرية العلقمية بينبع حيث كان بنو حسن بن الحسن كلّهم موطنين بنهر العلقميّة من وادي ينبع لعهد إمارة الهواشم بمكة، وكانوا ظواعن بادية (3)

صارت له على قومه الرئاسة فجمعهم واستولى على مكة وانتزعها من أميرها عيسى بن مكثر سنة 597 هـ، وحكمها نحواً من أربعين سنة واستفحل ملكه واتسع إلى نواحي اليمن، (4) وخلالها جرت حروب وأحداث بينه وبين أمير المدينة سالم بن قاسم الحسيني، (5) وأهل الطائف من ثقيف، والخليفة العباسي الناصر يطول شرحها وقد اتسعت رقعة حكمه من حدود اليمن إلى مدينة النبي (صلى الله عليه وآله). وله قلعة ينبع بنواحي المدينة وكثر عسكره واستكثر من المماليك (6)

قال عنه أبو شامة المقدسي: (كان عادلاً منصفاً، نقمة على عبيد مكة والمفسدين، والحاج في أيامه مطمئنون، آمنون على أنفسهم وأموالهم. وكان شيخاً مهيباً طوالاً، وما كان يلتفت إلى أحد من خلق الله، ولا وطئ بساطاً لخليفة ولا غيره، وكان يحمل إليه في كل سنة من بغداد، الخلع والذهب، وهو في داره بمكة، وكان يقول: أنا أحق بالخلافة من الناصر لدين الله ولم يرتكب كبيرة على ما قيل: وكان في زمانه يؤذّن في الحرم بـ حى على خير العمل) (7)

قال عنه عبد العظيم المنذرى: (كان مهيباً وقوراً قوى النفس شجاعاً مقداماً فاضلاً، وله شعر. وتولى إمرة مكة مدة، رأيته بها وهو يطوف بالبيت شرفه الله تعالى، ويدعو بتضرع وخشوع كثير). (8)

وقال ابن الأثير: (وكان حسن السيرة، أزال عنها العبيد المفسدين، وحمى البلاد، وأحسن إلى الحجاج وأكرمهم....) (9)

وقال ابن خلدون: (وكان قتادة عادلاً وأمّن الناس في أيامه، ولم يعد قط على أحد من الخلفاء ولا من الملوك، وكان يقول أنا أحق بالخلافة، وكانت الأموال والخلع تحمل إليه...) (10)

وقال عنه صفي الدين ابن أبي الرجال: (كان من أكابر العلماء الرؤساء القادات، وكان يعرف بالنابغة عند كثير من الناس، لأنه بهمته علا على الأقران ودوخ البلاد، وأزال مملكة الهواشم، واستعظم عن بني العباس مع تطبيقهم على ما قَصِىَ ودنا، وكانت أيامه أيام الناصر العباسي، وكان يصرح بأنه أحق بمنصب الخلافة منه، وهو كذلك...) (11)

وقال خير الدين الزركلي: (نشأ شجاعاً عاقلاً..) (12)

وقال عنه محمد كبريت: (وأما سيرته فإنه كان شريف النسبين، كامل الحسبين) (13)

وقد أراد الناصر العباسي الفتك به فدبر له مؤامرة وكتب إليه يستدعيه ويقول: أنت ابن العم والصاحب، وقد بلغنى شهامتك وحفظك للحاج، وعدلك وشرف نفسك، وعفتك ونزاهتك، وقد أحببت أن أراك وأشاهدك، وأحسن إليك، فأجابه قتادة وسار من (مكة)، فلما وصل إلى النجف خرج أهل الكوفة لاستقباله، وكان من جملة من خرج في غمار الناس جماعة معهم أسد في سلاسل، فلما رآه قتادة قال: لا أدخل بلداً يذل فيها الأسد، ثم رجع من فوره إلى (الحجاز) وكتب إلى الناصر الخليفة هذه الأبيات:

بــــــلادي وأن هانتْ عليَّ عزيزةٌ     ولو أننـي أعرى بها وأجوعُ

ولي كفُّ ضرغامٍ أصولُ ببطشِها     وأشري بها بينَ الورى وأبيعُ

تظلُّ مـــلوكُ الأرضِ تلثمُ ظهرَها     وفى بــــطنِها للمجدبينَ ربيعُ

أأجعلها تــــــحتَ الثرى ثم أبتغي     خلاصاً لـها؟ أني إذنْ لوضيعُ

وما أنا إلا المـــــسكُ في كلِّ بلدةٍ     أضــــوعُ وأمـا عندكمْ فأضيعُ (14)

فكتب إليه الناصر: (أما بعد فإذا نزع الشتاء جلبابه ولبس الربيع أثوابه، قابلناكم بجنود لا قبل لكم بها، ولنخرجنّكم منها أذلة وأنتم صاغرون). فلما أحس قتادة بالخطر الذي يتهدده كتب إلى بني عمه أبناء الحسين من أهل المدينة يستنجدهم، وكتب إليهم أبياتا منها قوله:

بني عمنا من آلِ موسى وجعفرٍ     وآلِ حسينٍ كيفَ صبركمُ عنّا

بـــــــني عمِّنا إنّا كأفنانِ دوحةٍ     فــلا تتركونا تتخذنا العدى قنّا

إذا مــــــــا أخٌ خَلَّى أخاهُ لآكلٍ     بـــــــدا بأخيهِ الأكلُ ثم به ثَنّى

فلما أقبلت الكتيبة الناصرية، وقد أتته رجال النجدة من بني الحسين، بدد شمل تلك الكتيبة وكسرها، وأستأصل ساقتها وقهرها، وضاقت عليهم الأرض، حتى أن هاربهم إذا رأى غير شخص ظنه رجلاً. فلما رأى الناصر شدّة بأسه وعدة لباسه، مدحه على سيرته وأولاه صفاء سريرته، وأقطعه قرى متعدّدة وأكرمه بصلات متجددة، فلم يزل أميراً على الحجاز، وملكاً لها. (15)

يقول أحمد السباعي: (وعندما استطاع قتادة بن إدريس أن يجلي بني عمومته عن مكة وعلى رأسهم داود بن عيسى ويؤسس على أنقاضهم لطبقته «الرابعة» حكماً جديداً في مكة حاول العباسيون اخضاع الحكم الجديد لنفوذهم إلا أن قتادة كان أشد شكيمة من سابقيه فقد ناوأ نفوذهم وأبى أن يعترف إلا بدعاء الخطبة لهم مرة وللأيوبيين أخرى في الأحيان التي اضطر فيها إلى ذلك). (16)

ومن أعماله أيام ولايته على مكة، أنه بنى عليها سوراً من أعلاها ليمكس عنده حجّاج العراق، يقول تقي الدين محمد بن أحمد المكي الحسني الفاسي المتوفى سنة (832 هـ): (وآثار هذا البناء فيه إلى الآن)، ثم يقول: (وأنه بنى على الجبل الذي بأسفل السبط، من وادي نخلة المذكورة، مصبّاً على جبل يقال له العطشان، وآثار ذلك باقية إلى الآن...) (17) كما قام ببناء مشهد للحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب صاحب فخ – بإيعاز من الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة. (18)

قال ابن أبي الرجال: (وكان في الحقيقة أحد أعضاد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (19) واستعان به الإمام وخرج من مواليه وقراباته جماعات بين يدي الإمام المجاهر للجهاد والمثاغرة، وأنفذ إليه الإمام أعياناً من أصحابه... وأهدى له الإمام الفرس اليمنية التي ما ذكر في عصرها ولا بعدها لها ثان في الجودة، وكان من صفاتها أنها تخرج من الصف التي هي فيه سابقة لأهله الجميع، حتى تدخل في الصف الذي قبلها وتمضي إلى الغاية في المضمار مجلية منفردة، ثم تعود إلى حيث كانت من الصف، فتسبق أخرى جميع أولئك الحاضرين. وأصحبها الإمام قصيدة فاخرة ورسالة غراء، ومن شعر الإمام إليه:

أبلغْ لديكَ أبا عــــــــــــــــزيزٍ مالكاً     بحرَ العطـــــا ونظامَ آلِ محمدِ

الطاعنَ النجــــلاءَ في رهجِ الوغى     والخيلُ يـــغسلُ بالحميمِ المزبدِ

والمخصبَ الــعرصاتِ فيضَ بنانِهِ     والأفــــــقُ مُدَّرعٌ كعينِ الأرمدِ

أسليلَ إدريسَ الفتى ابنَ مطاعنِ الـ     ـطعانَ في رهجِ العجاجِ الأربدِ

إنــــــــــــــــي أتتني والديارُ بعيدةٌ     أفعالَ محمودِ الـــــشمائلِ فارددِ

وقال فيه من قصيدة أخرى طويلة:

إلى الساداتِ مِــن سلفي عليٍّ     لبابِ اللبِّ مِــــن سلفي نزارِ

أنـــــيخا بالأبــاطحِ وانزلاها     وقولا لا ســــبيلَ إلى السرارِ

بني حـــــسنٍ نــداءٌ مِن إمامِ     يناديــــــــكمْ على نأي المزارِ

أتاني منــــــــــكمُ نبأ شفاني     كـــــــحلكٍ للأسيرِ مِن الأسارِ

طهارةَ (مكة) مِن كلِّ عافٍ     ودحضَ عِراصِها مِن كلِّ عارِ

بعزمِ الطالبيِّ أبــــي عزيزٍ     أبي الفتكاتِ والهــــــممِ الكبارِ

شريفٌ لم تدنّسه الــــــدنايا     ولا مــــــــــــرَّتْ له بفناءِ دارِ

نشأ للمكرماتِ وأحــرزتها     يداهُ قبلَ تلويــــــــــــثِ الإزارِ (20)

قصيدته الفاطمية

نسب الشيخ عباس القمي هذه القصيدة للجذوعي (21) ونسبها السماوي، لمبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني (22)

قال السيد محسن الأمين عن هذه القصيدة: (ووجدت هذه القصيدة بخط الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي الجزيني قدس الله روحه وهي فريدة في بابها ويظهر من آخرها أنها لبعض أشراف مكة المكرمة وتوهّم بعضهم أنها للجذوعي ناشئ من البيت الذي فيه اسمه مع أنه ظاهر في أن الجذوعي منشدها وإن منشئها غيره وهي...) (23)

ونقل قوله هذا عند ذكر القصيدة الأحمدي الميانجي (24) والسيد محمد باقر الحسيني الجلالي‌ (25) ولم ينسباها، كما نقل قوله هذا الشيخ عبد الله ناصر (26) ولكنه نسب القصيدة إلى قتادة بن إدريس اعتماداً على كتاب: فدك، للسيد محمّد حسن الحائري (27)

كما نسبها إلى قتادة السيد محمد علي الحلو (28) والسيد محمد باقر الخرسان (29) وقال السيد محمد باقر الموسوي بعد أن نقل قول الأمين (ويرثي الخطيب الاستاذ المدقق الشيخ محمّد علي اليعقوبي أنّها للشريف «قتادة بن إدريس بن مطاعن»، فإنّه كان أديباً شاعراً، و لم يعرف عن هذه السلسلة مثله) (30) كما نسبها لقتادة أيضا المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي (31)

قال قتادة من قصيدته الفاطمية:

ما لـــــــعيني قـد غابَ عنها كَـــــراها     وعَراها مـن عَبرةٍ ما عَــراها

ألــــــــــدارِ نَعـمتُ فيها زَمــــــــــــاناً     ثــــــــمّ فـارقتُها فلا أغشــاها؟

أم لحيٍّ بـــــــــــــانوا بأقـــــــــمارِ ثَمّ     يتجلّى الـدُجـى بضوءِ ســناها؟

أم لِخَوْد غريــرةِ الــــــــــــطَّرفِ تهوا     ني بِصدقِ الودادِ أو أهــواها؟

أم لصافي المَــدامِ مــــــــن مُزّةِ الطَّعـ     ـمِ عُقارٍ مشمـــــــولةٍ أُســقـاها

حاشَ للهِ لـــــــــــــــــــــستُ أُطمِعُ اللّه     تعالى بلُطفِه واجتَبـــــــــــــاها

ختمَ اللهُ رُســـــــــــــــــــــــــــلَه بأبيها     واصطَفاه لوَحْيهِ واصــطَفـاها

وحَــــــــــــــباهـا بـــــالسيِّدَين الزكيَّيـ     ـن الإمامَين منه حيــن حَبــاها

ولفِكري في الصـــــاحِبَين اللَّذين اسـ     ـتَحْـــسَنا ظُلمَها ومــا راعَيـاها

منَعا بعلَها مـــــن الـــــــــــعهد والعقـ     ـدِ وكــــــان المُـنيب والأوّاهـا

واستَبَــــــــــــــــــــــدّا بـإمرة دبَّـراها     قبل دَفْنِ الـــــــــنبيّ وانتَهزاها

وأتـــــت فاطِمُ تطــــــــــــــالبُ بـالإرْ     ثِ مِن المصطـفى فَما ورّثاها

لـــــيتَ شعري لِمْ خُولِفَـت سُــنَنُ القُر     آن فـــــــــــــيها واللهُ قد أبداها

رضي الناس إذ تلَوهــــــــا بـــــما لم     يرْضَ فيها الــــنبيُّ حين تلاها

نُسِخت آيةُ المَواريث مـنــــــــــــــــها     أمْ هما بعد فَرضِـــــها بَـدّلاها؟

أم ترى آية المــــــــــــــــــــودّةِ لم تأ     تِ بودِّ الزهراء في قُـــــرباها؟

ثـــــــــــــمّ قالا: أبــــــوكِ جــاءِ بهذا     حُــــــــجّةً مِن عِنادِهم نصَـباها

قال: للأنبـــــــــــــــــياءِ حُكــمٌ بأن لا     يُورثوا فــــي القديم وانتَهـراها

أفَبِنتُ الـــــنبـــــــــيّ لم تَدْرِ إن كـــا     نَ نبيُّ الهُـــــــــدى بذلكَ فـاها!

بَـــــضْعَةٌ من محـــــــــمدٍ خالفتْ ما     قال؟ حاشا مَولاتــــــنا حَاشـاها

سمِعَته يقـــــولُ ذاكَ وجـــــــــــاءتْ     تطلُبُ الإرثَ ضِلّةً وسَـــــفاها؟

هيَ كـــــــــــــانتْ للهِ أتقـــى وكانتْ     أفــــــــضلَ الخَلقِ عِفّةٌ ونَزاها

أو تقولُ: الـــنبيُّ قد خــــــــالفَ القر     آن وَيْـــحَ الأخبارِ مِمّن رَواها!

سَـــلْ بإبطالِ قــولهـــــم سورة النَّمـ     ـل وسَلْ مـــريمَ الّتي قبل طاها

فهمـــا يُنبئان عـــــــــن إرثِ يحيى     وسليمـانَ مَــــــــــن أرادَ انتِباها

فدعتْ واشــــــــتكتْ إلى اللهِ من ذا     كَ وفـاضَت بدمعِـــــــها مُقلتاها

ثمّ قـــــالت: فنِــــــــــحلةٌ ليَ من وا     لدِي الــــــمصطفى فلم يَنْحَلاها

فـــــــــــــأقامتْ بهـــا شُهوداً فقالوا     بــــــــــــــعلُها شاهِدٌ لها وابناها

لم يُــــجـيزوا شـــهادة ابنَي رسول     اللّه هـــادي الأنـــــامِ إذ ناصباها

لــــم يكــــــن صادِقـــاً عليٌّ ولا فا     طـمةٌ عـنـدهم ولا ولَـــــــــداها!

كان أتقـــــــــــــى لله مـــنهمُ عَتيقٌ     قَــــــــــبُحَ القائلُ المُحالُ وشَاها

جـــــرّعاهــــا من بعد والدِها الغَيـ     ـظ مــــــراراً فبئس ما جرّعاها

أهلُ بـــــــيت لم يعرفوا سُنَن الجَو     ر التباســــــــــاً عليهمُ واشتباها

ليتَ شعري ما كان ضرَّهما الحِفـ     ـظُ لــــــعَهدِ النبـــــيّ لو حَفِظاها

كـــــــــانَ إكرامُ خـاتمِ الرُسلِ الها     دي الـــــبشيرِ النذيرِ لو أكرماها

إنَّ فِعَلَ الـــــــــــــــجميلِ لم يأتياهُ     وحِسانِ الأخـــــلاقِ ما اعتمداها

ولو ابتِيعَ ذاكَ بالثمــــــــــــنِ الغا     لي لما ضـاعَ فـــــي اتّباعِ هواها

ولكانَ الـــــــــــجميلُ أن يُقطِعاها     فَدكاً لا الجـــــــــميلُ أن يَقْطَعاها

أترى المسلمــــــــينَ كانوا يلومو     نهما في العطـــــــاءِ لو أعطياها!

كانَ تحتَ الخضـــــراءِ بنتُ نبيٍّ     صادقٍ ناطقٍ أمــــــــــينِ سواها!

بنتُ مَـــن! أُمّ مَن! حليلةُ مَن! ويـ     ـلٌ لِمَن ســـــــــــنّ ظُلمَها وأذاها

فاســـــــتجادتْ له السيوفُ بصِفّيـ     ـنَ وجـرّت يومَ (الطُفوفِ) قَنَاها

لو تمكّـــنتُ بـ(الطُّفوفِ) مدى الد     هرِ لـــــــــــــقبَّلتُ تُرْبَها وثَرَاها

لأدركَت ثـــــــــــــارَها اُميّةُ بالنا     رِ غداً فــي مَعــــــــادِها تَصْلاها

أشْكُر الله أنّنـــــــــــــــــي أتَوالى     عِترةَ المـــــصطفى وأشنا عِـداها

ناطقاً بالصـــوابِ لا أرهَبُ الأعـ     ـداءَ في حـــــــــبِّهمْ ولا أخـشاها

نُح بها أُيها الــــــــجُذُوعِىّ واعلم     أنّ إنشادكَ الذي أنــــــــــــــشاها

لك معنىً في النَوحِ ليس يُضاهى     وهــــــــيَ تاجُ للشِعرِ في معناها

قلتَها للثوابِ واللهُ يـــــــــعطي الـ     أجرَ فيهـــــــــا مَن قَالها وَرَواها

مُظهراً فَضْلَهم بـــــــــعزمةِ نفسٍ     بلَغتْ في ودادِهـــــــــــم مُنتَهاها

فستَمِعهــــــــــا من شاعرٍ علويٍّ     حسنــــــيٍّ في فضْلها لا يُضاهى

سادَةُ الخلقِ قـــــــــومُه غير شكٍّ     ثمّ بطحاءَ مــــــــــــــــكّةٍ مأواها

ذاك يُنـــــــبيك عن حُقودِ صدورٍ     فـــــــاعتَبِرها بالفِكرِ حين تراها

قل لنا أَيُّها الــــــــمُجادلُ فى القو     لِ عــــــن الغاصبي إذ غَصباها

أهُما ما تَعَمَّداها كــــــــــــــما قلـ     ـتَ بظُلمٍ كـــــلاّ ولا اهتَضماها؟

فلـــــــــــماذا إذ جُهِّزت للقاءِ اللّهِ     عندَ المماتِ لـــــــــم يَحْضُراها؟

شَيّعتْ نَعْـــــــشَها ملائكةُ الرحـ     ـمنِ رِفْقاً بها وما شــــــــــــيّعاها

كان زُهداً في أجــــرِها أم عِناداً     لأبيها الــــــــــــــنبيِّ لم يَتبعاها؟

أم لأنّ الــــــبتولَ أوصَت بأن لا     يَشْهَدا دفنَها فما شَـــــــــــهِداها؟

أم أبوها أســــــــــــــرّ ذاكَ إليها     فأطاعــــــــــتْ بنتُ النبيّ أباها؟

كـــــيفَ ما شئتَ قُلْ كفاكَ فهذي     فِـــــــريةٌ قد بلغتَ أقصى مَداها

أغضَـــــــباها وأغضبا عندَ ذاكَ     اللّه ربَّ الـــــــسماءِ إذ أغضَباها

وكذا أخبرَ الــــــــــــنبيُّ بأنّ اللّه     يرضى سبحانَــــــــــــه لرِضاها

لا نبيُّ الهدى اُطـــــــــيعَ ولا فا     طمةً أُكـــــــــــرِمتْ ولا حَسَناها

وحقوقُ الوصيّ ضُيّـــــــع منها     ما تَسامى في فـــــــضلِه وتناهى

تلك كانت حَــــــزازةً ليس تبْرا     حين رُدّا عنها وقـــــــــد خطَباها

وغداً يَلْتَقون والله يَــــــــــجزي     كــــــــــــــــلَّ نفس بغَيِّها وهُداها

فعلى ذلك الأساسِ بَنَت صـــــا     حبةُ الهَودجِ الــــــــــــمشومِ بِناها

وبــــــــــــــذاك اقْتدَت اُميّةُ لمّا     أظــــــــهرَت حِقدَها على مَولاها

لَعَنَتْهُ بالشامِ ســـــــــبعينَ عاماً     لعَـــــــــــــــــــنَ اللهُ كَهْلَها وَفَتَاها

ذكَروا مَصْرَعَ المشـايخِ في بدْ     رٍ وقد ضَمّـــــــــخ الوصيُّ لِحاها

وبأُحْدٍ من بــــــعدِ بَدرٍ وقد أتْـ     ـعَــــــــــــسَ فيها مَعَاطِساً وجِباها

......................................................................................

1 ــ المجالس السنية للسيد محسن الأمين ج 5 ص 138 ــ 141 / وفاة الصديقة الزهراء للسيد عبد الرزاق المقرم ص 117 / كلمة الزهراء للسيد عباس مدرسي ص 30 ــ 38 / محنة فاطمة للشيخ عبد الله ناصر ص 265 ــ 269 / أدب المحنة للسيد محمد علي الحلو ج 1 ص 107 ــ 111 / فدك والعوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب والسنة والتاريخ والأدب للسيد محمد باقر الحسيني الجلالي‌ ج 1 ص 659 ــ 662 / مواقف الشيعة للأحمدي الميانجي ج ٣ ص ٢٨٥ ــ 288 / الكوثر في أحوال فاطمة بنت النبي الأعظم (ع) للسيد محمد باقر الموسوي‌ ج 6 ص 32 ــ 36 / الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء (ع) لإسماعيل الزنجاني الأنصاري ج 16 ص 286 ــ 288 / الأسرار الفاطميّة للشيخ محمد فاضل المسعودي ج 1 ص 437 / فاطمة الزهراء عليها السلام أم السبطين للسيد سلمان هادي آل طعمة ج 1 ص 162 165 / الطليعة ج 1 ص 186 / بيت الاحزان ص 124 و161 / ديوان القرن السابع ص 215 ذكر منها الكرباسي 5 أبيات فيما يخص الإمام الحسين عليه السلام

2 ــ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري ج 24 ص 48 / رحلة الشتاء والصيف لمحمد كبريت ص 127

3 ــ تاريخ ابن خلدون ج 4 ص 135

4 ــ نفس المصدر والصفحة

5 ــ أعيان الشيعة ج 7 ص 178 في ترجمة سالم بن قاسم الحسيني

6 ــ الكامل في التاريخ ج ١٢ ص ٤٠١

7 ــ الذيل على الروضتين تراجم رجال القرنين السادس والسابع ص 123

8 ــ التكملة لوفيات النقلة ج 3 ص 749

9 ــ الكامل في التاريخ ج ١٢ ص ٤٠١

10 ــ تاريخ ابن خلدون ج 4 ص 135

11 ــ مطلع البدور ومجمع البحور ج 1 ص 111

12 ــ الأعلام ج 5 ص 189

13 ــ رحلة الشتاء والصيف ص 128

14 ــ عمدة الطالب ص ١٤١ / أعيان الشيعة ج 2 ص 507 ــ 508

15 ــ المجالس السنية ج 2 ص 137 / الروض النضر في ترجمة أدباء العصر لابن عصام العمري ج 1 ص 205 / أعيان الشيعة ج 2 ص 508

16 ــ تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع ج 1 ص 280 ــ 292

17 ــ العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين لتقي الدين محمد بن أحمد المكي الحسني الفاسي ج 5 ص 475

18 ــ مطلع البدور ومجمع البحور لصفي الدين ابن أبي الرجال ج 1 ص 111

19 ــ وهو أبو محمد عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى ابن أبي محمد عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

20 ــ مطلع البدور ومجمع البحور لصفي الدين ابن أبي الرجال ج 1 ص 112

 

21 ــ بيت الاحزان ص 124 و161

22 ــ الطليعة ج 1 ص 186

23 ــ المجالس السنية ج 5 ص 138 / أعيان الشيعة ج 8 ص 232

24 ــ مواقف الشيعة ج ٣ ص ٢٨٥

25 ــ فدك والعوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب والسنة والتاريخ والأدب‌ ج 1 ص 659

26 ــ محنة فاطمة ص 265

27 ــ ص 23 ــ 180

28 ــ أدب المحنة ج 1 ص 107

29 ــ إحتجاج فاطمة الزهراء (عليها السلام) على القوم لما منعوها فدك وما قالته عند وفاتها في الامامة المصدر الإحتجاج للطبرسي تعليقات السيد محمد باقر الخرسان ج 1 ص 149

30 ــ الكوثر في أحوال فاطمة بنت النبي الأعظم (ع)‌ ج 6 ص 32

31 ــ ديوان القرن السابع ص 215

كما ترجم له:

تقي الدين محمد بن أحمد المكي الحسني الفاسي / شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج 2 ص 198

اليافعي / مرآة الزمان ج 8 ص 617 ــ 618

شمس الدين الذهبي / تاريخ الإسلام ص 237

ابن تغري بردي / النجوم الزاهرة ج 6 ص 49 ــ 50

ابن العماد الحنبلي / شذرات الذهب ج 5 ص 76

عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي / سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ج 4 ص 208

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري / منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٢ ص 269

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي / غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام ج 1 ص 533

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي / اتحاف الورى بأخبار أم القرى ج ٢ ص ٥٦٦ ــ ٥٦٧

ابن كثير / البداية والنهاية ج ١٣ ص ٦٢

شمس الدين الذهبي / سير أعلام النبلاء ج 13 ص 378 رقم 5692

عبد الزهراء مهدي / الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام) ص ٣١١

محمد كبريت / كتاب رحلة الشتاء والصيف ص 125 ــ 126

ابن الوردي المعري الكندي / تاريخه ج 2 ص 142

المقريزي / السلوك لمعرفة دول الملوك ج 1 ص 206

السيد محمد حسن الحائري / فدك ص ٢٣ و١٨٠

مهدي رجائي / المعقبون من آل أبي طالب ج 1 ص 100

السيد محمد علي الحلو / أدب المحنة ص 106 ــ 112

علي بن إبراهيم فودة / المشجر المبسط في أنساب الحسن والحسين ص 126

عباس مدرسي / کلمة الزهراء عليها السلام ج 1 ص 30

 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار