911 ــ عبد المهدي الحافظ الخفاجي: (توفي ١٣٣٢ هـ / 1914 م)

عبد المهدي الحافظ الخفاجي: (توفي ١٣٣٢ هـ / 1914 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:

تــــتصفَّحُ القتلى وتد     عو حرّةَ الأكــــــبادِ يا جَدْ

هذا حسينُكَ في عرا     صِ (الطفِّ) مقتولٌ مُجرَّدْ

أنصارُه مثلُ الأضا     حي أصــيدٌ في جنبِ أصيدْ (1)

الشاعر

الحاج عبد المهدي بن صالح بن حبيب بن حافظ الحائري، شاعر وسياسي، ولد بكربلاء في أسرة تعرف ب‍ آل الحافظ تنتسب إلى قبيلة خفاجة، وكان جدها الأعلى ـ حافظ ـ قد هاجر من قضاء الشطرة واستوطن كربلاء في مطلع القرن الثالث عشر الهجري. وقد اتخذ – بركة الحافظ ــ في محلة باب بغداد محل سكناه. (2)

وقد عرفت هذه الأسرة بالتجارة وأعمال الخير فقد أنشأ الحاج حبيب الحافظ ــ جد الشاعر ــ خزان ماء في الروضة الحسينية وابتاع داراً الحقت بالصحن الشريف لتكون مقبرة خاصة بأسرته. (3)

درس الحافظ في مدراس كربلاء وتعلم العروض على يد الشيخ كاظم الهر الخفاجي، وتوسع في الأدب والثقافة فأتقن التركية والفارسية والفرنسية، وقد انتخب مبعوثاً في زمن الدولة العثمانية في إستانبول، كما انتخب رئيساً لبلدية كربلاء.

قال عنه السيد محسن الأمين: (عبد المهدي بن صالح بن حبيب بن حافظ الحائري توفي في كربلاء ودفن بها. كان أديباً من أعيان تجار كربلاء وملاكهم يعرف التركية والفارسية والفرنسية وانتخب مبعوثاً في زمن الدولة التركية) (4)

قال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان أديباً من أعيان تجار كربلاء وملاكتهم، ذا همة سامية إلى المعارف، تعلم الألسنة المحتاج إليها في العراق من الفارسية والتركية والإفرنسية، ثم انتخب مبعوثاً إلى دار السلطنة العثمانية، فعاد ومرض فتوفي، وكان كما رأيته طلق اللسان، بديع البيان...) (5)

وقال عنه السيد سلمان هادي الطعمة: (من ألمع شخصيات الأدب والسياسة في مطلع قرن العشرين، كان حجة في البحث، مجدداً في الرأي، عميقاً في التفكير.... شب شاعراً متوقد الذهن، بليغ البيان، واسع الاطلاع، فقد حفظ الكثير من عيون الشعر العربي، وغرف من مناهل العلم والمعرفة، فكان أهلاً لها، وألمَّ بلغات متعددة في مضمار الأدب، فكان الخطيب المفوه الذلق اللسان المحلّق في سماء الشعر، الفارس المقدام في مضمار الأدب. وكان مجلسه الشريف وناديه المنيف المطل على الصحن الحسيني محط أنظار رجالات البلد وعباقرة الأدب والفكر والسياسة في ذلك الوقت، يضم النخبة الصالحة من ابناء كربلاء الذين يتداولون الحديث بالشؤون السياسية وأخبار السياسة والأجتماع وقضايا الساعة) (6)

وقال السيد جواد شبر: (وساعده ذكاؤه وفطنته فحفظ عيون الشعر وكان مجلسه المطل على الروضة الحسينية المقدسة محط أنظار رجالات البلد وملتقى أهل الأدب، وشعره يمتاز بالرقة ودقة الفكر..) (7)

وكانت للحافظ مراسلات أدبية مع الأديب الكبير الحاج محمد حسن أبو المحاسن، والشيخ محمد جواد الشبيبي (شيخ الأدب).

توفي في كربلاء ودفن بها

شعره

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:

فاعدلْ بِنا نحوَ الـغـــــري     وعُد بِنا فالـــــــــعودُ أحمدْ

وامدحْ بهِ ســـــــــــرَّ الإلـ     ـهِ وبابَه والعينَ والــــــــيدْ

مَن مهّدَ الإيــــــــمانَ صا     رمُه وللإســــــــــــلامِ شيَّدْ

لولا صليلُ حـسـامِــــــــهِ      لرأيــــــــتَ لاتَ القومِ يُعبدْ

مَن خاضَ غـمرتَـــها غدا     ةَ حنينِ والهامــــاتُ تحصدْ

إلا أبو حســــــــــــنٍ أميـ     ـرُ النحلِ والتـنزيلُ يــــشهدْ

أمْ مَن تصــــدّى لابنِ ودّ     ومَن لشملِ الـــــــــــقومِ بَدَّدْ

إلاهُ فـــــــــابرقْ يـا هزيـ     ـمُ وبعدها مــــا شئتَ فارعدْ

وأهــتفْ بخيرِ الخـلقِ بعـ     ـدَ المصطفى المولى المؤيّدْ

وأطلقْ له العتبَ المـمضَّ     وقــــــــــلْ له أعلمتَ ما قدْ

فعلتْ بنو الطلقـــــــاءِ في     أبناءِ فـــــــــــــاطمةٍ وأحمدْ

قــــــــــــد جمّعوا لقتـالهمْ      مِـــــــــن كلِّ أشأمِ إثرِ أنكدْ

جيشاً تغـــــصُّ به الـبسيـ      ـطةُ مستحيلُ الحصرِ والعدْ

وقفتْ لدفعِهـــــــــــمُ كما     ةٌ ـ لا تهــابُ الموتَ ـ كالسدْ

مِن كلِّ قرمٍ لا يــــــــرى      للسيفِ إلا الــــــــــهامَ مَغمَدْ

فـــــــيهمْ أبو السـجادِ يقـ     ـدمـــــــهمْ على طِرفٍ معوَّدْ

إن عـارضَ الأبـطالَ قطّ     وإن علاهـــــــــــــمْ سيفُه قدْ

فرماهُ أشـــــــقى الأشقيا     ءِ هناكَ بالسهمِ المُــــــــــحدَّدْ

فاغبرّتِ الأكــــــوانُ منـ     ـه وعادَ طرفُ الشمسِ أرمدْ

وتجـــــــاوبتْ بالنوحِ أمـ     ـلاكُ السمـاءِ على ابنِ أحمدْ

وغدتْ بناتُ الوحي حسـ     ـرى فـــــوقَ مصرعِه تُردِّدْ

عـــــــــــبراتِها تنهلُّ والـ     أحـــــــــشاءُ مِن حزنٍ تُوقَّدْ

تـــــــــــتصفَّحُ القتلى وتد     عو حــرّةَ الأكــــــبادِ يا جَدْ

هذا حسيــــــــنُكَ في عرا     صِ (الــطفِّ) مقتولٌ مُجرَّدْ

أنصارُه مثلُ الأضـــــــــا     حي أصــيدٌ في جنبِ أصيدْ

..............................................

1 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٢٦ / أدب الطف ج 8 ص 256 ــ 258 / شعراء كربلاء ج 3 ص 134 ــ 136

2 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 191 / شعراء كربلاء ج 3 ص 133

3 ــ تراث كربلاء ص 55

4 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٢٦

5 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 388

6 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 133 ــ 134

7 ــ أدب الطف ج 8 ص 259

كما ترجم له وكتب عنه:

علي الخاقاني / شعراء الغري في ترجمة الشيخ جواد الشبيبي ج 2 ص 287 ــ 288

عباس العزاوي / تاريخ العراق بين احتلالين ج 8 ص 297

مير بصري / أعلام الأدب في العراق الحديث ج 1 ص 82 ــ 83

مير بصري / أعلام السياسة في العراق الحديث ج 2 ص 24

سامي ناظم حسين المنصوري ــ دور كربلاء في التمثيل النيابي في مجلس "المبعوثان" العثماني النائب عبد المهدي الحافظ انموذجا (1877-1916م)‎

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار