بين يدي سيدتي فاطمة

إلى الزّهراءِ ترتعدِ القوافي     طيوراً في متاهاتِ المَنافي

كما أَضلاعُها انكسَرَت تهاوَت     مُكَسّرةَ القوادمِ والخَوافي

أَنا لم أَعترفْ بالعَجْزِ شِعراً     ولم أَقنَعْ بهِ رزقَ الكَفافِ

وأَحسَبُ ذلك العَجْزَ اقتداراً     وللمَلَكاتِ ما كانَ المُنافي

لأنّي أَظهَرَت عَجْزي سماءٌ     لمعجزةِ الشّجاعةِ والعَفافِ

ولكنْ مِنْ كواكبها استَدَلّتْ     عيوني عَلّني غاياً أُوافي

وما غايِيْ سوى نَفَحَاتِ ودٍّ     لها في رُزْئِها صدقاً أُصافي

على مَعْفِيِّ قَبْرِكِ يا مَلاكاً     أَحاسيسٌ تُبالغُ بالطّوافِ

بِمَرْوِيّاتِهِ الحَزنى مُتونٌ     تَنوءُ تَواتُراً دونَ اختلافِ

تُثَبِّتُها بلا أَدنى شُكوكٍ     لِيَنعَقَ ناكراً جِلْفٌ مُجافِ

حَدَاثيُّو عقائدِنا سُكارى     بخَمْرٍ مِنْ مُجامَلَةٍ سُلافِ

وبعضٌ منهمُ بالخُبثِ كانوا     جنودَ الشّهدِ بالسُّمِّ الزُّعافِ

وإنّي ظامئٌ يا نهرَ قُدسٍ     وكفِّي طامعٌ بالإغترافِ

فيا بنتَ الميامين الغيارى     ويا أُمّ الصّناديدِ الشِّرافِ

وبنتَ خديجةٍ إيواءِ طَهَ     وزوجَ المرتضى الطُّهْرِ المُكافي

إذا ما هيبةٌ قد حَلّئَتْني     وحالتَ دونَ وِرْدٍ وارتشافِ

وعُظْمُ رزيّةٍ ربَطَتْ لساني     ودمعٌ مُغْرِقي بالإنذرافِ

أُرَجِّي عَطْفَكِ النّبَوِيّ يحنو     يُقَرِّبُني ولو عندَ الضِّفافِ

فإنّي مُنتهى فوزٍ أَراهُ     وفَخْرٍ في الورى كافٍ ووافِ

تَشَرّفَ في محاولةٍ يَراعي     وأَبقى حَرْفَهُ دونَ انحرافِ

المرفقات

شاعر : حسن الحاج عكلة ثجيل