كل الليالي فاطمية

كلُّ الليالي من ليالي فاطمة     وعلى الليالي فهي حصراً حاكمة

أبناؤها الأيامُ في ملكيةِ الـ     ـحسنينِ والدنيا حياةُ مواءمة

ما بين ليلٍ فاطميٍّ قال إن      الجارَ قبل الدارِ ذكرَ مداومة

وضياء صبحِ الترجماتِ لنورِ فا     طمَ ذكرُها غدت العيالُ تراجمهْ

الرحمةُ الكبرى أبوها في الورى     وعلى البتولةِ قد أفاضَ تراحمه

واختارَها قربى لترضى أو لتغـ     ـضبَ وهيَ ليست في الفعالِ الناقمة

هيَ رحمةٌ للعالمينَ كمثل وا     لدِها ورحمتها الدموعُ الساجمة

وعليُّ وهوَ حسامُ هذي الرحمة الـ     ـكبرى عذيرٌ حين يشهرُ صارمهْ

لكنه اختار المغامدَ سلوةً      والبئرُ ملتجأ النفوسِ الكاظمة

فالحقّ شخصيُّ الأذى في بُعدِهِ     ودفوعه التقوى لنفسٍ غارمة

والناسُ في الجهلِ الذي هوَ سِلَّةٌ     ليستْ تسلُّ السيفَ يوماً فاهمةْ

يا للأذى في المصطفى والمرتضى      وكذا البتولة والضغائنُ واسمهْ

فابناهما الريحانتانِ هما من الـ     ـعطرِ الذي صنعَ الأعادي كاتمه

همْ رحمةٌ دهريةٌ قد أبِّدتْ     ولنا اقتفاءُ من استعادَ مواسمه

قلنا الليالي الفاطمية يا تُرى     هل نحنُ مفرزةُ الفصولِ القادمة؟!

الدهرُ دهرٌ فاطميٌّ كلّه     بعلائمٍ نخفي إليهِ علائمه

دهرُ اليتيمِ وعندَ فاطمَ حظه     إذ يشتكي والكلُّ أصبحَ ظالمه

دهرُ الفقيرِ وقد تدوّرَ قرصُه      برحى لها خبزُ العيونِ الحالمة

دهرُ الدراويشِ الذين تمزَّقوا      خرقاً بأفعالِ السيوفِ الخاطمة

فرأوا بفاطمَ مَن يرقِّعُ ثوبَهم     ويسلّهمْ من خيطِ كفٍّ آثمة

ويلمُّهم من ألفِ زاويةٍ بها      وهمُ العبادةُ للعقولِ الواهمة

حيث العبادةُ في الجهادِ صلاتُهم      وصيامُهم حصراً تكون مقاومة

يا صدقوا في فاطمٍ تلقونَ جيـ     ـرةَ هذي الدنيا فعالاً عازمة

ليسَ الدعاءُ فحسبُ فاطمَ هذه      روحُ الفعالِ هيَ الرسولةُ خاتمة

ختمتْ لنا ما كانَ يطلبها أبو     ها خاتماً ومضتْ إليه ملازمة

يا حزننا برحيلِها وكتابِها      فينا الحروفُ الباقياتُ الدائمة

فرحتْ لأن لحوقها بمحمدٍ      بشرى بما يجري عليها عالمة

المرفقات

شاعر : سلمان عبد الحسين