897 ــ جواد شبر (ولد 1332 هـ / 1914 م)

جواد شبر (ولد 1332 هـ / 1914 م)

قال من قصيدة في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (43) بيتاً، وقد ألقاها في الجامع الهندي في الاحتفال الذي أقيم بالمناسبة سنة (1379 هـ / 1960 م) وفيها يتطرق إلى نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) واستلهام أهالي كربلاء منها معاني البطولة والإباء والتضحية:

(كربلا) دامَ لــكِ المجدُ شعارا    لكِ في التاريخِ مجدٌ لن يـبارى

رايةُ الـــــــــنصرِ بدتْ خفاقةً    فـــــــــوقَ واديـكِ إباءً وفـخارا

حــــــــرمُ السبطِ وهذا عطرُه    عبَّقَ الـــــــــجوَّ وفاقَ الجلـنارا

قد سما فخراً على هامِ السهى    ولأملاكِ السما أضــحى مزارا

وعـــــلى الحـائرِ كمْ مِن مرَّةٍ    وقفَ الماءُ احتراماً ثـــــم حارا

وبأبنائِـــــــــــكِ لاحتْ نخوةٌ    مِن أبيِّ الضيمِ مُذ طــابَ نِجارا

عُرفتْ فيهم دمـــــــــاءٌ حرَّةٌ    هدَّمتْ مِن دولةِ الظلــــــمِ ديارا

غيرةُ السبطِ على مبـــــــدئهِ    جعلتْ منكمْ عــلى الدينِ غَيارى (1)

وقال من قصيدة بمناسبة نصب الضريح الجديد لأبي الفضل العباس (عليه السلام) عام (1385 هـ / 1965 م) وتبلغ (39) بيتاً:

إيهِ وادي (كربلا) يهنيكَ ما    نلتَ مِن مجدٍ وعزٍّ لن يبورا

نلــتَ فخراً يملأ الدهرَ علاً    وبـهِ قمتَ على الدنيا فخورا

فيكَ قامتْ ثورةُ الحقِّ على    جحــفلِ الباطلِ فارتدَّ كسيرا (2)

الشاعر

السيد جواد بن علي بن محمد بن علي بن حسين بن عبد الله المعروف بـ شبر (3) بن محمد رضا بن محمد بن الحسن بن أحمد بن ناصر الدين بن شمس الدين محمد بن نجم الدين بن الحسن الشبر الأفطسي، الحسيني، الكاظمي (4)

عالم وخطيب وأديب وشاعر، ولد في النجف الأشرف من أسرة علوية علمية عريقة، يرجع نسبها الشريف إلى الإمام زين العابدين بن الحسين (عليهما السلام)

وأصل هذه الأسرة من الحلة ثم هاجر بعض رجالها واستوطنوا الكاظمية المقدسة والنجف الأشرف وبقي قسم منهم في الحلة.

قال الشيخ جعفر آل محبوبة: (آل شبر أسرة عراقية قديمة، وهي من أقدم الطوائف العلوية القديمة في العراق، وأعرقها في العروبة، وأقدمها في الهجرة، كان مقرها الأصلي الحلة الفيحاء، ولم تزل بقيتهم بها حتى اليوم، وبها عرفت.

ومنها تفرعت كما ذكرهم في العمدة وبحر الأنساب، وهم ولد الحسن المعروف بـ (شبر) بن محمد بن حمزة بن أحمد بن علي برطلة.

كانوا قديماً يعرفون ببني برطلة نسبة إلى علي المعروف ببرطلة ابن الحسين، ويعرف بـ (القمي) ابن علي بن عمر - الذي شهد فخّاً - ابن الحسن الأفطس.

وكل شبري حسيني، يرجع إلى الحسن هذا ويعود إليه) (5)

وقال الأستاذ ثامر عبد الحسن العامري: (آل شبر أسرة علوية عريقة، مساكنها موزعة بين بغداد وبابل والنجف الأشرف والقادسية وذي قار ولهم وجود في بعض المحافظات، وبحسب وثائقهم النسبية التي اطلعت عليها والمشجرات المصدقة والمحققة انهم من السادة الموسوية الحسينية الأجلاء، واللقب جاء من اسم جدهم (السيد شبر بن محمد بن صالح بن أحمد بن شريف بن محمد بن الحسين بن سليمان بن مبارك بن محمد بن ناصر بن محمد أبو العرب بن يحيى بن أبي الحرث محمد بن أبي عبد الله شمس الدين بن أبي الحارث محمد بن أبي الحسن علي بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أبي الطبيب الطاهر بن الحسين القطعي بن موسى أبو سبحة بن إبراهيم المرتضى الأصغر بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام) (6)

وأول من لقب بشبر من هذه الأسرة هو جدها الأعلى السيد الحسن بن محمد بن حمزة بن أحمد بن علي برطلة الملقب بـ (شبر) (7)

وقال السيد محسن الأمين عن هذه الأسرة: (وآل شبر من أسر العراق العلمية المشهورة) (8)

وقال عنها الشيخ محمد هادي معرفة: (أسرة علمية مشتهرة بالعلم والفضيلة) (9)

وقال فيهم الشيخ محمد السماوي في أرجوزته:

وأســـــــــرةٌ لِشبّرِ الشريفِ    وجامعِ الشتاتِ بالتصنيفِ

مِن كلِّ فردٍ فاضلٍ قد جمعا    إلى علومِهِ التقى والورعا (10)

وقد برز من هذه الأسرة الشريفة كثير من أعلام الفقاهة والعلم والأدب منهم العلاّمة الكبير السيد محمد رضا شبر، وولده السيد عبد الله شبر المشتهر في عصره بالمجلسي الثاني (11) ــ جدَّا السيد جواد ــ اللذان كانا من أعلام العلماء وكبار الفقهاء   

قال عنهما الشيخ عبد النبي الكاظمي: (عبد الله ابن السيد محمد رضا شبر الحسيني قرأت عليهما واستفدت منهما وهما ثقتان عينان مجتهدان فقيهان فاضلان ورعان والسيد عبد الله حاز جميع العلوم التفسير والفقه والحديث واللغة وصنف في أكثر العلوم الشرعية من التفسير والفقه والحديث واللغة والأصولين وغيرها فأكثر وأجاد وانتشرت كتبه في الأقطار وملأت الأمصار ولم يوجد أحد مثله في سرعة التصنيف وجودة التأليف مع مواظبته على كثير من الطاعات كزيارة الأئمة عليهم السلام والإخوان والنوافل وقضاء الحوائج والقضاء والفتوى إلى غير ذلك ولم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة. ووزع أوقاته على الأمور النافعة أما النهار ففي تدريس ومطالعة وأما الليل فبالعبادة) (12)

وإضافة إلى هذين العلمين فقد برز من هذه الأسرة العديد من أعلام الفقه والأدب وأبطال الجهاد ضد الاستعمار وسلطة البعث الكافرة ومنهم السيد جواد شبر الذي قدم نفسه فداء لعقيدته ومذهبه.

مع الخطابة والأدب

نشأ السيد جواد شبر في أوساط العلم والأدب فقد كان أبوه السيد علي شبر من علماء النجف الأعلام، فدرس على يديه مقدمات العلوم والسطوح، كما انضم إلى حلقات العلم في النجف الأشرف وهو صغير، وشب على هذه الأوساط فدرس ــ إضافة إلى أبيه ــ على يد كبار أساتذة الحوزة العلمية فحضر البحث الخارج في الفقه والأصول عند السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي، والسيّد نصر الله المستنبط وكان من أساتذته أيضاً الشيخ محمد رضا المظفر، وتعلم فن الخطابة لدى الخطيب الشيخ محمّد حسين الفخراني. فقد كان منذ الصغر يتذوق فن الخطابة وسرد قصة الإمام الحسين عليه السلام (13)

اتجه شبّر إلى الخطابة والأدب بقوة، فكان أعجوبة في حفظه للشعر، يقول ولده السيد محمد أمين شبر: (أن السيد الأديب محمد علي الحكيم سأل السيد جواد شبر: كم تحفظ من الأشعار؟ فقال له: كم تخمِّن؟ فقال: عشرة آلاف بيت؟ فقال له السيد جواد: قل مائة ألف ولا تخشى!) (14)

وقد تجلى ذلك في شاعريته، وكان ينشر قصائده في العراقية والعربية كمجلة الإيمان النجفية ومجلة النجف والأضواء ومجلة العرفان اللبنانية، وجريدة الهاتف وغيرها (15)

وكان السيد شبر موضع ثقة واحترام مراجع النجف الأشرف وكان يبادلهم ذلك الإحترام والإجلال والتبجيل، وكان ممن يقرأ مجالسه في بيوتهم.

عُرف السيد جواد شبر كخطيب كبير فقرأ في كثير من مدن العراق وبعض الدول العربية، وقد تخرج على يديه ثلة من الشباب المؤمن الذين أصبحوا من الخطباء اللامعين، كما كانت له نشاطات دينية أدبية كثيرة منها: الاشراف على جمعية منتدى النشر، وتولي أمور المدرسة الشبرية لطلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وتولّي ترميم أضرحة الأولياء: زيد الشهيد، وكميل بن زياد، ورشيد الهجري (رضي الله عنهم) وكان من المبادرين لإقامة مسابقة دولية للتأليف عن الإمام علي عليه السلام عام 1966 وكان أمين سر اللجنة وقد فاز في هذه المسابقة الكاتب اللبناني سليمان كتاني عن كتابه (الإمام علي .. نبراس ومتراس). (16)

مؤلفاته

أما في مجال التأليف فقد ألف السيد شبر في الأدب والتاريخ والعقائد والأنساب والتربية والأخلاق ومن أهم كتبه:

موسوعته الخالدة (أدب الطف أو شعراء الحسين): وهي في عشر أجزاء وتعد من أهم المصادر المعتبرة للدارسين والباحثين في الشعر الحسيني جمع فيها ما قيل في الإمام الحسين عليه السلام من الشعر منذ استشهاده.

ومن مؤلفاته أيضاً: (إلى ولدي)، (المناهج الحسينية)، (قصص من حياة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه)، (أشعة من حياة الإمام الصادق صلوات الله عليه)، (عبرة المؤمنين، وهو مقتل الحسين)، (المطالب النفيسة، يقع في ثلاثة مجلدات في التراجم والأخلاق والفلسفة الإسلامية)، (شواهد الأديب)، (المقتطفات: نوادر وحكم وأدب في جزأين ضخمين)، (شعراء العصر الحاضر)، (سوانح الأفكار في منتخب الأشعار: ثلاثة مجلدات في مدح ومراثي أهل البيت عليهم السلام)، (الصلاة جامعة المسلمين)، (نداء إلى أعلام الفكر)، (القبور بين المعمور والمغمور)، (الإسلام دين ودولة)، (الضرائح والمزارات)، (الدوحة الشبرية في النسب)، (ديوان شعر) (17).

قالوا فيه

قال عنه الأستاذ علي الخاقاني: (خطيب شهير وأديب مطبوع وشاعر متتبع... عرفته منذ أن كان شابا لم يحد عن خط آبائه الذين نالوا مكانتهم في التاريخ العلمي والديني وسار إلى اليوم بخطوات الذكي الجسور ويعمل دون أن يتلكأ في سيره.....) (18)

وقال الشيخ محمد هادي الأميني: (عالم، فاضل، خطيب، متكلم، شاعر، مجدد، مؤلف، مؤرخ، متتبع، نظم الشعر وجاهد بقلمه ولسانه في سبيل عقيدته ورسالته وتشيعه، الذي يعتبر بحق الإسلام الصحيح.

كتب بحوثا ومواضيع توجيهية وأدبية في الصحف دلت على تفوقه العلمي ونضوجه الأدبي..) (19)

وقال عنه الخطيب الشيخ جعفر الهلالي: (كان من أبرز خطباء المنبر الحسيني، والمجلّى في هذا المجال لما عرف عنه من منهج تربوي وإرشادي، ولما له من إحاطة بسيرة الحسين (عليه السلام) وقدرة على استدرار الدمعة من المستمع، فقد قرأ في كثير من محافظات العراق، وخصوصا النجف الأشرف والبصرة الفيحاء التي قرأ فيها لعدة سنوات، كما قرأ في الخليج ولا سيما الكويت ولا زالت أتذكر مجالسه في الحسينية الجعفرية في العشرة الأولى من المحرم الحرام، وكانت تغص بالمستمعين، حتى أن شوارع العاصمة الكويت الرئيسية كانت تكتظ بالناس بحيث تقطع شرطة المرور سير السيارات للكثافة السكانية من حضار مجلس السيد صباحا ومساء ....) (20)

ويقول السيد محمد أمين شبر: (شخصية إنسانية فذة، من شخصيات العالم الإسلامي، ورائد من رواد النهضة الأدبية في العراق...) (21)

استشهاده

كانت نهاية هذا السيد الجليل على يد أقذر خلق الله وهم سلطة البعث الغاشمة الظالمة حيث كتب الله له الشهادة ومرافقة الشهداء الأبرار فقد: (اعتقلته السلطة الرعناء في شهر رمضان 1402 هـ وضاع خبره..) (22)

(وفي آخر سفراته إلى الكويت اعتقل وعذب عذاباً شديداً، واستمر النظام المتفرعن في ملاحقته وإحصاء أنفاسه حتى اعتقلته السلطة الغاشمة لعدة مرات، وكان آخر اعتقال له في رمضان سنة 1402 ولم يفرج عنه وقد ضاعت أخباره حتى أطيح بالنظام فأعلن نبأ شهادته من قبل أسرته آل شبر وأقيمت له مجالس الفاتحة في كل من الكويت ولندن وسوريا والعراق وإيران وغيرها من الدول....) (23)

ويدلنا قول ولده السيد محمد أمين شبر على الطريقة الوحشية التي استشهد بها فيقول: (نهشت مخالب الوحوش البشرية ضلوعه التي تحمل بينها قلبه المفعم بالحب والعطاء والنور الأعلى..

ولأنه يحمل صراخ البائسين والمستضعفين ونواح المحزونين من أنصار الحسين عليه السلام شهيد الإنسانية الخالد فقد أذابوا جسده الطاهر في أحواض تيزاب الأمن العامة في بغداد.. (24)

ديوانه

جمع ديوانه وحققه وأعده وقدم له ولده الخطيب السيد محمد أمين شبر، كما زخرت مقدمة الديوان بكلمات الثناء والقصائد في رثاء واستذكار مآثر السيد جواد شبر من قبل عدد من الأعلام منهم: الشيخ جعفر الهلالي، والسيد عبد الستار الحسني، والسيد عبد الأمير جمال الدين.

وقد قسم السيد محمد أمين ديوان أبيه إلى عدة أقسام هي:

1 ــ في رحاب محمد وآل محمد

2 ــ في تكريم العلماء

3 ــ مع الشعراء والأدباء

4 ــ مهرجانات الافتتاح والتأسيس

5 ــ وصف جمال الطبيعة

6 ــ في الأمة والسياسة

7 ــ مع أقاربه وأسرته

8 ــ متفرقات

وعن شاعريته قال محقق الديوان السيد محمد أمين شبر: (كان شعره صادقاً جزلاً، في ألفاظه وأسلوبه ومعانيه، فهو من الشعراء الذين يختارون ألفاظهم اختيارا دقيقا، ويتأنقون في الأسلوب تأنقا متقنا...) (25)

شعره

قال السيد جواد شبر من قصيدة في مولد النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) تبلغ (23) بيتاً، وقد ألقاها في مسجد الهندي بالنجف الأشرف في الاحتفال الذي أقيم بالمناسبة سنة (1379 هـ / 1959 م) وقد نشرتها جريدة الفيحاء:

ولدتَ معَ الفجرِ ما أنــــورَكْ    تنفّستَ في الصبحِ ما أعطرَكْ

ببسمةِ ثغرِكَ ضاءَ الزمــــانُ    ســــــناءً فسبحانَ مَن صوَّركْ

وأظهركَ اللهُ في خــــــــــلقِهِ    مِثالاً، تــــــعالى الذي أظهرَكْ

أحبَّ مثالكَ مِــن في الوجودِ    رآكَ بشخصِـــــــكَ أو لمْ يرَكْ

فلاسفةُ الــــغربِ دانتْ لديكَ    وكلُّ كبيرِ الحِجـــــــــا أكبرَكْ

وكـــــــلُّ الأمـانيَ قد هلهلتْ    وسُرَّتْ بيومٍ رأتْ مـــــنظرَكْ

فيا عرشَ كسرى أفِقْ للحياةِ    فلا شركَ باللهِ أو مُشتـــــــركْ

ومـــا اعتزَّ مهدُ اليتيمِ الوليدِ    على الأرضِ إلّا لكي يُنــذرَكْ

غزا الأرضَ بالحِكَمِ البيِّناتِ    وحذّرنا مِن مهــــــاوي الدرَكْ (26)

وقال من قصيدة (أسرار المولد) وهي في مولده (صلى الله عليه وآله) أيضا وتبلغ (32) بيتاً:

يا محفلَ الذكـــرى لسيدِ البشرْ    أذِعْ فتـــــاريخُكَ تاريخٌ أغرْ

فإنَّما المــــــــــولودُ فيكَ أحمدٌ    مَن حرَّرَ العقلَ وأطلقَ الفِكرْ

أذِعْ فــــهذا المـنقذُ الأكبرُ والـ    ـمُشرِّعُ الأعظمُ والأبُ الأبرْ

شــــعَّ على العالمِ نورُه فذا الـ    ـتمدينُ مِن لئلاءِ عقلِه ازدهرْ

لقد سما بالعربِ حتى أذعـنتْ    ممالكُ الأرضِ لهمْ بحراً وبرْ

وطــــــــأطأتْ تواضعاً لـعزِّهِ    جباهُ قيصرٍ وكسرى والخَزَرْ

بجنبِكَ الإيــوانُ فاحفِه الـخبرْ    حقاً ترى عند جهيــــنةِ الخبرْ

قِفْ وانظرِ الـشقَّ بجنـبِهِ غدا    آيةَ إعجازٍ على مـــرِّ العُصُرْ

سلهُ وسائلْ شـــــــرفـاتِهِ ففي    صموتِه تقرأ أفــــــصحَ العِبَرْ

لأيِّ أمرٍ حلَّ تنـــــــشقُّ ومَن    قلّصَ ذلكَ الـــــنعيمَ والبطرْ؟

ونارُ فارسٍ خبتْ ألـــــمْ تكنْ    مُذ ألفِ عامٍ قد تقادحتْ شرَرْ

سمعاً أبا العربِ وتاجُها الذي    كوَّنَ مـــــنهمْ أمَّةً ذاتِ خـطرْ

وزجَّها نحوَ الخـــــلودِ عاقداً    لها لواءً رفَّ فـــــــوقَه الظفَرْ

وانتشلَ العالمَ مِن تــــــدهورٍ    يؤلـــــــهُ اللاتَ ويعبدُ الحَجَرْ

وباعثاً دستورَ حقٍّ يكــفلُ الـ    ـسعادةَ الــــكبرى بآياتٍ غُرَرْ (27)

وقال من قصيدة ثالثة في مولده الشريف (صلى الله عليه وآله) وتبلغ (49) بيتاً:

نسمةُ الإصــــلاحِ قد فاحَ شذاها    يومَ جاءَ المصلحُ الأكـــبرُ طه

هـــــلهلتْ أرجـاؤنا وابــــتسمتْ    لنبيِّ اللهِ وازدانـــــــــتْ سماها

منقذُ الــــــــــعالمِ مِــــن كابوسِهِ    مُوقظُ الأمَّــــةِ مِن طولِ كرَاها

رافعاً تاريخَــــها فــــوقَ السهى    حامــــــــــلاً مشعلَ نورٍ لهُداها

زجَّها نحوَ المعــــــــــــالي قُدماً    وعلــــــى الأنجمِ حطّتْ قدماها

واضعاً دستورَ حقٍّ مــــــا رأتْ    مــــــثلَه الدنيا على طولِ مَداها

هذّبَ الأنفسَ مِن أوظــــــــارِها    وكسى العقلَ اتِّزاناً وانــــــتباها

أذهلَ الكتَّابَ حتى أصبــــــحتْ    لغةُ الفصحى له تعنــــو الجباها

ذا كلامُ اللهِ مِن وحي الــــــسما    آيةُ الأنوارِ قـــــــــــد شعّ سَناها

كلّما مرَّتْ قرونٌ ومــــــــضتْ    لمَعتْ بالنـــــورِ وازدادَ ضِياها

رنَّةُ الوحي وما أعــــظــــــمها    صرخةً جلجـلَ في الجوِّ صداها

قُمْ فأنذرْ أمَّـــــــــــــــــةً جاهلةً    طالما قـــــــد تبِعتْ جهلاً هواها

قُمْ وشــــخِّصْ ما بها مـن عِللٍ    كـتبَ اللهُ بكفَّيكَ شِـــــــــــــــفاها

قُمْ فأنذرْ وانشرِ العـــدلَ بــــها    ثمَّ سـدِّدْ ــ يا أبا الزهرا ــ خُطاها

صَدَعَ الهادي ودوَّى صــــوتُه    يـــــــــعبرُ الأجواءَ يحتلُّ فضاها

وحِّدوا اللهَ وكــــــــــــونوا أمَّةً    لا تـــــــــرى في الكونِ إلاهُ إلها

واجمعوا الشملَ ولا تختصموا    ذلُّة الأمِّةِ مِـــــــــن ضعفِ قِواها (28)

وقال من قصيدة في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (43) بيتاً، وقد ألقاها في الجامع الهندي في الاحتفال الذي أقيم بالمناسبة سنة (1379 هـ / 1960 م):

بطلُ الإسلامِ حـــــــــقَّاً وله    راحــــتِ الأبطالُ تنقادُ صَغارا

قوَّمَ الدينَ بــــــأقوى سـاعدٍ    وهوَ الكرارُ لم يعرفْ فَــــرارا

بطلُ الفصحى ومنهُ تسـتقي    بلغاءُ الدهرِ درساً مُـــــــستنارا

هــــــوَ والحقُّ كشقّي تـوأمٍ    حالفَ الحقَّ فمــــــهما دارَ دارا

يملأ الــمحرابَ هدياً مـثلما    يملأ المنبرَ عـــــــــــلماً ووقارا

بابُ علمِ المصطفى أودعَه    مِن علــــــومِ اللهِ أسراراً غِزارا

ألفُ بابٍ ووراها مثلَـــــها    حُجُــــــــباً زاحَ له عنها الستارا

ولذا قال: ســــلوني قبلَ أنْ    تـفقدوني حينَ لا يُجدي اعتذارا

فأنا أدرى بسكــــــانِ السما    وبمَنْ في الجوِّ بالشهبِ استنارا

ذاكَ مَن رقَّعَ زهـــــداً ثوبَه    وهوَ لم يكنزْ مِن الـدنيا عِقـــارا

ملكَ الدنيا جـــــميعاً إذ غدا    مالكاً منها قـــــــــميصاً وإزارا (29)

ومن هذه القصيدة الأبيات التي ذكرناها في بداية الموضوع وقد أفردها جامع الديوان وذكرها مستقلة وعنونها بـ (كربلاء) وقال عنها: (هذه القصيدة من إحدى مقاطع قصيدته في ميلاد الإمام علي عليه السلام، آثرنا أن نجعلها مفردة، إبرازاً وتكريماً لكربلاء المقدسة وأهلها الكرام)

وهذا من أدبه الجم وخلقه الرفيع ومدى احترامه البالغ وتقديسه لكربلاء والإمام الحسين (عليه السلام).

وقال من قصيدة في عيد الغدير الأغر وتبلغ (35) بيتاً:

رنّةُ الوحي في المســــــــــــامعِ دوَّتْ    تملأ النفسَ هـــــــــيبةً وجلالا

بلّغِ الــــــــــــــــــــــناسَ ما أتاكَ وإلّا    لمْ تُبلّغْ وحــــــــيَ الإلهِ تعالى

إنَّما أنتَ منذرٌ وعــــــــــــــــــــــــليٌّ    هوَ هــــــــــــادٍ يسيِّرُ الضُّلالا

ونــــــــــــــــــــعى نفسَه وقالَ: أتاني    أمـــــــرُ ربّي وحثّني الترحالا

وأنا راحلٌ وبــــــــــــــــــــعدي عليٌّ    وأحدُ الـــــــــدهرِ موئلاً ومآلا

سنَّةُ الأنبياءِ قدماً تمـــــــــــــــــــشّتْ    تقطعُ الدهرَ والقرونَ الــطِوالا

هلْ نبيٌّ مــــــــــــــضى بغيرِ وصيٍّ    فاسألوا الدهرَ واسألوا الأجيالا

خصَّه اللهُ بالإمــــــــــــــــــــــامةِ لمَّا    كانَ للحقِّ والرشـــــــــادِ مِثالا

هوَ أقضاكمُ وبــــــــــــــــابُ علومي    فاقَ فضلاً وبــــــــزَّكمْ إفضالا

وهــــــــــــــــوَ فيكمْ ممثّلي ووصيي    لعــــــــنَ اللهُ مَن عليهِ استطالا

أمّتي لا أراكــــــــــــــــــمُ بعدَ موتي    قد رجـــــــــعتمْ نواكصاً جُهّالا

فـــــــــــاستجابوا وعجَّـتِ البيدُ منهمْ    تحسبُ الأرضَ زُلزلتْ زِلزالا

ورسولُ الهدى يُردِّدُ فيــــــــــــــــهمْ    ربِّي والِ الذي لـــــحيدرَ والى

عنه سلْ مُحكمَ الــــــــــكتابِ وسائلْ    آلَ عمرانَ واسألِ الأنــــــــفالا

من ببدرٍ وتلكَ أوَّلُ حـــــــــــــــربٍ    قد رآها وقد أراها الـــــــوبالا؟

مَن دحا البابَ؟ مَـــــــــن بأحدٍ تلقّى    عمدَ الدينِ حينَ زالَ ومـــــالا؟

مَن قضى غيرُه على الشركِ قُلْ ليْ    مَن لعمروٍ بيومِ صــالَ وصـالا

صـــــــــــولةً تفضلُ العباداتِ طرَّاً    وسما شأوُهــــــــــا وعزَّ مــنالا

ولكَمْ موقـــــــــــــــفٌ يرنُّ بأذنِ الـ    ـدهرِ والدهرُ منه يلقى انـــذهالا

هكذا فلـــــــــــــــــتكُ البطولةُ دوماً    (هكـــــــــذا هكذا وإلّا فــلا لا) (30)

وقال من قصيدة في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:

باسمِ الحسـينِ حلتْ لنا الأشعـــارُ    وسـمتْ بـفضلِ سموِّهِ الأفكارُ

وتــــــــنــبَّهتْ آمـالنا وتـفتّحـــتْ    فــــــرحاً كـما تـتفتّحُ الأزهـارُ

وتـبسّمـــتْ دنـيا السرورِ ملـــيئةً    بـالمُبـــهجاتِ وأشـرقتْ أنـوارُ

وتـباشرتْ حورُ الجنانِ وهــلّـلتْ    لـجمالِ طـــلعةِ وجهِهِ الأنظارُ

هـذي الـثغورُ يحفُّها اســـــتبشارُ    والـحفلُ يـعــبقُ نشرُه المعطارُ

لمَّا أبـو الأحـرارِ أشــــرقَ نورُهُ    أضـحتْ لـه تـــتباشرُ الأحـرارُ

طـافَ الهناءُ يديرُ كــأسَ مديحِهِ    وتـعـلّلتْ بـحديثــــــــِهِ الــسَّمار

إسـمُ الـحسينِ ومـــــا ألذَّ حروفهُ    فـكأنّه الـشهدُ الـحلالُ يُـــــــدارُ

ذكـرى إبــــــــــائكَ عـزةٌ وفخارُ    درسٌ بـه تـتحدَّثُ الأعــــصارُ

إمّا روى الراوون بعضَ فصولِه    راحـتْ فــلاســفةُ الزمانِ تُحارُ

وتـيقّنوا أنَّ الــــــــحسينَ ونـهجَه    لا جـورَ يـحــكمُه ولا استعمارُ

عـلّمتنا مـعنى الــــــحياةِ بموقفٍ    فـيهِ تـمثّلَ عـــــــــزمُكَ الـجبَّارُ

وأريــــــــتنا أنَّ الـمماتَ سـعادةٌ    ولدى المهانةِ تُــرخصُ الأعمارُ

خـلّدتَ يعـربَ مُذ عقدتَ لهامِها    تـاجاً عـليهِ مِــن عُــــلاكَ وِقـارُ

وكـسوتَها حُــــــللَ الخلودِ وإنها    لا الـعَصرُ يـبـليها ولا الأدهــارُ

إن مــرَّ ذكرٌ للـــحسينِ تمثّلَ الـ    إعـظامُ والإجـــــــلالُ والإكـبارُ

وإذا ذكـرتَ يـزيدَ تبصرُ كـومةً    مِـن فـسقِه يـطفو عـــــليهِ العارُ

الـحقُّ اشـعاعٌ يـــــــلجُّ ضــياؤه    عـبرَ الـقـرونِ ونـورُه ســــــيَّارُ

فـبكلِّ قـلبٍ نـبرةٌ لـشــــــــعورِهِ    وبــــــــــكلِّ نـفسٍ رنـةٌ وشِـعارُ

أكـذا يـدومُ الـحقُّ في أبـــــطالِهِ    أكــذا تَـخلَّدَ آلـــــــــــهُ الأطـهارُ

هـذا الـحسينُ ضـــــريـحُه نوَّارُ    عـكفتْ بـعتبةِ بـابهِ الـــــــزوَّارُ

فـبكلِّ نـفسٍ روعـةٌ لـــــــجلالِهِ    وبـكلِّ قـلبٍ مـــــــــرقدٌ ومَـزارُ

تـسمو عـلى فلكِ الـسـمـاءِ قبابُه    ويـشعُّ لـلقصَّادِ مـنه مـــــــــنارُ

وتـحطُ تـيجانُ الـمـلــــوكِ ببابِهِ    ولـها مـلاذٌ في الحِـمى وجــوارُ

تـنهارُ أعـماقُ القــرونِ وذكرُه    بـاقٍ فــــــــــلا يَــبلى ولا يَـنهارُ

يا زمرةَ الجيلِ الحـديثِ تيقّظوا    لـمصيرِكمْ خُــــلقَ الزمانُ مهارُ

هدفُ الحسينِ عليهِ نبني مجدَنا    وبـضوءِ نهضـــتِه لنا استبصارُ

الـدورُ دوركـمُ خُذوا بـنصيبِكمْ    مِـن قـبلِ أن تتصرَّمَ الأعـــــمار (31)

وقال من قصيدة في الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

حدِّثْ عن الصادقِ واستنطقِ الـ    ـتاريخَ يروي الذرَّ مَنضودا

وحـــــــــــــدِّثِ العالمَ عَن عالمٍ    قـــــــــــد ملأ الدنـيا أسانيدا

تبلى الأقاويـــــــــــــــلُ وأقوالُه    باقيةٌ تـــــــــــــــزدادُ تخليدا

آراؤهُ الـــــــــــــــــغرُّ وأفكارُهُ    يعجزُ عنها الحـــصرُ تعديدا

ما حدَّ أفقُ العلمِ فــــــــي غايةٍ    ولا يرى العالمَ مــــــــحدودا

شتَّانَ مَن يفــــــــــــــتحُ أبوابَه    ومَن يعدُّ البابَ مســــــــدودا

سَلْ ابنَ حيَّانٍ وسلْ غـــــــيرَه    أئمةِ العلمِ الــــــــــــصناديدا

مَن طبَّقَ الدنيا ســـــوى جعفرٍ    معارفاً تزدادُ ترديـــــــــــدا (32)

وقال من قصيدة في مولد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وتبلغ (46) بيتاً:

ولدَ الإمامُ الــــحقُّ فابتهجتْ له الـ    ـدنيا وصـــــــفَّقَ بالمسرَّةِ راحُ

يومٌ بهِ مهديُّ آلِ مــــــــــــــــحمدٍ    غمرَ الوجودَ ضـــــياؤه اللمَّاحُ

وتباشرتْ زمرُ المـلائكِ في السما    فلها غـــــــــــدوٌّ بالهنا ورواحُ

وتضاحكتْ دنيـــــا السرورِ مليئةٌ    بالـــــــمبهجاتِ وغرَّدَ الصدّاحُ

وتبسَّمتْ حـــــورُ الجنانِ وهلهلتْ    مُذ لاحَ نورُ جبينِه الـــــوضَّاحُ

دنيا العدالةِ تستظلُّ بعـــــــــــــدلِهِ    وبحكمِه للعــــــــــــالمينَ فلاحُ

آلُ الرسولِ وذاكَ أعـــــظمُ مفخرٍ    شهدتْ بــــــه الأقلامُ والألواحُ

قد جاءَ في الوحي المبينِ مديحُهم    فــــــــــلتقصرِ الكتّابُ والمُدَّاحُ

وبـــــــــجدِّهمْ هديُ الأنامِ فقولهمْ    فصلٌ وفي جريِ الكلامِ فِصاحُ

يا ربِّ حَــــــــقِّقْ عهدَ فتحٍ زاهرٍ    فيهِ يعمُّ الــــــــخيرُ والإصلاحُ

يا مصلحَ الدنيــــــــا ومنقذَ أهلِها    ومُحقِّقَ الآمالَ وهـــــيَ فِصاحُ

شخصتْ لمرآكَ العيونُ وحوَّمتْ    شـــــــــــوقاً ورفَّتْ للقا أرواح (33)

وقال من قصيدة بمناسبة نصب الضريح الجديد لأبي الفضل العباس (عليه السلام) عام (1385 هـ / 1965 م) وتبلغ (39) بيتاً:

لأبي الفضلِ ضـــريحٌ شعَّ نورا    جـــــــــــــــلّلته هيبةُ اللهِ ستورا

روعـــــــــةُ الــــفنِّ تجلّتْ فوقَه    تملكُ القلبَ وتستهوي الصدورا

قِفْ على روضــــتِهِ واشممْ بها    نفحاتِ الخـــــلدِ قد فاحتْ عبيرا

مرقدٌ أمْ شــــــــــــــعلةٌ وهَّاجةٌ    وضريحٌ أمْ شــذىً يذكو عطورا

قمرٌ مِن هــاشــــــــــــمٍ حلَّ بهِ    فاضَ حُسناً أخـجلَ البدرَ المُنيرا

رايةُ العــباسِ رفَّـتْ فــــــــوقَه    تنشرُ الضوءَ صـــــباحاً ودبورا

كُتِبَ الـنـصرُ عـلى أطرافِــــها    بحروفٍ خطّها الــــحقُّ سطورا

فرحـةً تُهدى لـسبطِ المصطفى    وهناءً يملأ النفسَ ســــــــــرورا

وبهـا الزهـراءُ قـــــرَّتْ عينُها    مُذ أتتها الحورُ تهديها الحـــبورا

إنّمـا الـــــــــعباسُ مِن أولادِها    فــــــــــبذا قد أخبرتْ خلقاً كثيرا

إيـهِ وادي (كــربلا) يهنيكَ مـا    نلتَ مِن مـــــــجدٍ وعزٍّ لن يبورا

نلتَ فــخراً يمــــلأ الدهرَ عـلاً    وبهِ قمتَ على الدنــــــــيا فخورا

فيكَ قـامتْ ثورةُ الــحقِّ عــلى    جـــــــــحفلِ الباطلِ فارتدَّ كسيرا

شمَّـرَ العباسُ عن ســـــــاعدِهِ    شاهراً مـــــــرهفَه يفري النحورا

ضـجَّ جيشُ الكفرِ مِن سطوتِهِ    إذ عليهمْ كانَ شرَّاً مُســــــــتطيرا

هوَ بابُ السبطِ والـكهفُ الذي    لمْ يزلْ للــــــــــوفدِ غوثاً ومُجيرا

وهوَ للــــــــــسـبطِ أخٌ أيّ أخٍ    ســــــــــاعداً كان ودرعاً ووزيرا

سائلِ الـــــزوَّارَ فـي حضرتِهِ    فلمَـــــــــن أفواجُهم توفي النذورا

قِفْ بنا واستوحِ ذكرى موقفٍ    نشــــــــــرُه يزدادُ للحشرِ نشورا

يـــــــــومَ قامتْ للبطولاتِ بهِ    ثورةٌ ألهــــــــــــبتِ الطفَّ سعيرا

رسموا أبـــــــــلغَ درسٍ للإبا    كي يعيهِ مَن علــــى الـحقِّ غيورا

ها هنا قد صبـروا في موقفٍ    ثمَّ قالوا كُنْ كذا حــــــــرَّاً صبورا (34)

وقال في شهادة الطفل الرضيع (عليه السلام):

اعززْ عليَّ وأنتَ تحملُ طفلك الـ    ـظامي وحرُّ أوامِــه لا يبردُ

قد بحَّ مِن لفحِ الهـــــجيرةِ صوتُه    بمرنَّةٍ مـــــنها يـذوبُ الجلمدُ

وقصدتَ نحوَ القومِ تــطلبُ منهمُ    وِرداً ولـكن أينَ منكَ الموردُ

والقوسُ طوّقَ نحرَه فــــــــــكأنّه    خـيطُ الهلالِ يحلُّ فيهِ الفرقدُ

وعلى الربيَّةِ في الـــــخيامِ نوائحٌ    تُومي لطفلِكَ بالشجى وتُردِّدُ (35)

........................................................

1 ــ ديوان السيد جواد شبر ــ المؤسسة الشبرية لإحياء التراث، تقديم وتحقيق السيد محمد أمين شبر 1427 هـ / 2006 م ص 93

2 ــ نفس المصدر ص 103

3 ــ شعراء الغري ج 2 ص 472

4 ــ مصفى المقال في مصنفي علم الرجال، لأغا بزرك الطهراني ص 238

5 ــ مقدمة كتاب الأخلاق للسید عبد الله شبر، تحقيق السید علي القصیر، قسم الشؤون الفكریة والثفافیة في العتبة الحسینیة المقدسة شعبة التحقیق 1429هـ / 2008 م ج 1 ص 22 عن الأسر العلوية لآل محبوبة

6 ــ موسوعة أنساب العشائر العراقية، السادة العلويون ج 1 ص 184

7 ــ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لأبن عنبة الحسني ص ٣٤٤

8 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٨٢

9 ــ التفسير والمفسرون ج 2 ص 793

10 ــ نفس المصدر والصفحة

11 ــ الكنى والألقاب ج 2 ص 352

12 ــ تكملة الرجال ج 2 ص 92

13 ــ شعراء الغري ج 2 ص 472

14 ــ مقدمة ديوان السيد جواد شبر ص 28

15 ــ نفس المصدر ص 29

16 ــ نفس المصدر ص 34

17 ــ السيد محمد أمين جواد شبر ..كنت مع الشهداء الخمسة في سجون الطغاة وعذبت تعذيباً شديداً.. في حوار مع السيد محمد أمين شبر أجراه عبد عون النصراوي ــ مركز النور بتاريخ 5 / 3 / 2009

18 ــ شعراء الغري ج 2 ص 472 ــ 473

19 ــ معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 713

20 ــ مقدمة ديوان السيد جواد شبر ص 11

21 ــ مقدمة ديوان السيد جواد شبر ص 26

22 ــ نفس المصدر والصفحة

23 ــ نفس المصدر ص 11

24 ــ نفس المصدر ص 65

25 ــ نفس المصدر ص 27

26 ــ ديوانه ص 69 ــ 71

27 ــ نفس المصدر ص 72 ــ 74

28 ــ نفس المصدر ص 75 ــ 80

29 ــ نفس المصدر ص 81 ــ 86

30 ــ نفس المصدر ص 87 ــ 90

31 ــ نفس المصدر ص 91 ــ 92

32 ــ نفس المصدر ص 95 ــ 96

33 ــ نفس المصدر ص 97 ــ 100

34 ــ نفس المصدر ص 101 ــ 107

35 ــ نفس المصدر ص 108 ــ 109

كما ترجم له وكتب عنه:

الشيخ حيدر المرجاني / خطباء المنبر الحسيني ج 1 ص 136

السيد داخل السيد حسن / معجم الخطباء ج 1 ص 257

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 282

مير بصري / أعلام العراق الحديث ج 1 ص 236

الحاج حسين الشاكري / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٢٤٤

كامل سلمان جاسم الجبوري / معجم الأدباء ج 2 ص 84

حبيب الكاظمي / ومضات الشباب ص 40

عادل نذير بيري، محمد حسين عبد الله المهداوي، فلاح رسول حسين ــ الصورة الفنية في شعر السيد جواد شبَّر

أنعام مطشر جابر يوسف ــ القصيدة الحسينية في موسوعة ادب الطف للسيد جواد شبر: دراسة في الموضوع والفن

قحطان جاري عليوي ــ المقدمات الشعرية في كتاب أدب الطف للسيد جواد شبر، دراسة فنية

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار