ما فسره الفَراش المخملي

للإمام الحسن العسكري عليه السلام 

إلى رجلٍ تعسكرَ اسمهُ ولم يكن إلّا سلاماً..

 

على شفتيكَ لفظٌ سُكَّريُّ

لَهُ خضعَ السكوتُ الحنظليُّ

هدوؤكَ في المحاججةِ احتجاجٌ 

يُفسِّرُهُ الفَراشُ المخمَليُّ

بصدركَ كامنٌّ وحيٌ جليلٌ

لهُ مِنْ سورةِ الإنسانِ زيُّ 

 

وقمحٌ باتَ في كفَّيكَ قوتاً 

لمَنْ قد فاتَهُ الخُبزُ الشَهيُّ 

 

تُفتِّشُ في المدينةِ عن وجوهٍ 

بها يستوطنُ الحُبُّ الجَليُّ 

 

لتمنَحَها يقيناً ليسَ يَبلى 

فيَكسوها وقارٌ سَوسنيُّ

 

وتَمحو من دفاتِرها كلاماً 

سيدحضهُ العروجُ المعنويُّ 

 

مهابَتُكَ العَظيمةُ من سلامٍ 

بهِ يكتظُّ زيتونٌ عَليُّ 

 

وخطوُكَ في الأزقَّةِ لحنُ رَبٍّ

بهِ يُستَنبَتُ الزهرُ الطَريُّ 

 

كمالُكَ لمْ يَكُن إلّا كمالاً

سَماوياََ لهُ الوقْعُ النَديُّ 

 

تُروضُ قسوةَ الأحجارِ نَهراً 

زُلالياََ فطبعكَ كَوثريُّ

 

لأنكَ واحدٌ والغيرُ صِفرٌ 

ترعرَعَ عندكَ الزهدُ الغنيُّ 

 

تدوسُ الأرضَ في نعلٍ طَهورٍ

فيصبغُها الترابُ الفرقديُّ 

 

وتمسحُ كفُّكَ الهاماتِ عَطفاً 

ليُمحى اليُتمُ والغُبنُ العَصيُّ 

 

متى صليتَ .. يخشعُ كلُّ شيءٍ 

ويرجو نيلَ رأفتكَ الشقيُّ 

 

ألمْ يَشبَهكَ غيمُ اللهِ لمّا

هَمى مِنْ جفنهِ الغَيثُ السَخيُّ

 

لتنقشعَ العساكرُ جئتَ حُبّاً

على جلبابهِ العبقُ النبيُّ 

 

ستندحرُ الحِرابُ لأنَّ درأ ال

مَقاتلِ شغلُكَ العذبُ البهيُّ

لأنّ الغيبَ قَدْ أدلى كثيراً

وقالَ ضميرُهُ السامي الحريُّ:

رؤى الملكوتِ تأصيلاً وطرحاً 

تمثلُ ما رآهُ العَسكريُّ

المرفقات

شاعر : حسن سامي