غريبِ سامُرّاء

إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام 

النّارُ أَبردُ لوعةً مِنْ مجمَري

سَهَري بليلي نجمةٌ لم تسهَرِ

وغَدَا مثالاً يُقتدى بمسيلِهِ

ما بينَ ساكبةِ المدامعِ مَحجَري

وبَدا انكساري واضحاً في منظري

ليكونَ طبقاً للّذي في مَخْبَري

ناري انكساري والسُّهادُ ومدمعي

لغريبِ سامَرّا الإمامِ العسكري

لأَسيرِ آلامِ النّوى عن أَهلِهِ 

لرهينِ آهاتٍ لها وتَحَسُّرِ

لِمجاورٍ مَنْ لا حِمَىً لجوارِهِ

لِمُعاشرٍ أَقوامَ سوءِ المعشرِ

يا وارثاً للهادِيَيْنِ ووالداً

مهدِيّنَا إهدِ اليَراعَ لِأَسطُرِ  

ترثيكَ بل ترجو مُلامِسَةً رثا

ءً مُستحيلاً في حدودِ تَصَوّري

لكنّني حُرَقُ اشتياقي مَنْ أَتَتْ

بالقافياتِ المُلْهباتِ تَأَثُّري 

فَوَجَدتُّني مُسْتَعبراً لمُصيبةٍ

ووجَدتُّني لا مالكاً لِتَصَبُّري

وقَفَلْتُ في ركبِ الأَسى يحدو البكا

ءُ برحلةٍ فيها المتاعُ تَفَكُّري

في منزلٍ في السّاكنيهِ ومحنةٍ

موصولةٌ أَدوارُها مِنْ حيدرِ

بحكيمةٍ وبنرجسٍ وبسيِّدٍ

موسى تَرَبّصَهُ المليكُ المُفتري

خَلَفَ الهُدى ولكَ العزاءُ بمن قضى

هَمّاً وسُمّاً وا عليهِ تكَدُّري

قاسى بَنِي العبّاسِ " مُعتمدَ "الخَنا 

فمضى طَهوراً وانتهوا للأَقذَرِ 

سُحُبَ الندى الوَطفاءَ يا تِسكابَها

قَلَقَ العِدى يا غائباً في محضَرِ

عَجِّلْ أَغِثْ للباسطينَ أَكُفّهُم 

بدعاءِ " كُنْ " مُتَوَسِّلٍ مُسْتَنصِرِ 

يا سيِّدي نشكو الهَوانَ وأصبَحَتْ

سوقُ اليهودِ بنا تبيعُ وتشتري

فاظهرْ لهمْ وانشُرْ بهمْ إذلالَهُم

واصنعْ صنيعةَ حيدرٍ في خيبرِ 

المرفقات

: حسن الحاج عكلة ثجيل