جابرٌ لما أتى

وعَنِ العوفي رَوَى هَذا الكَلام

جَابرٌ لَمَّا أتَى قَبرَ الإمام  

زائراً طفَّ الرّزايا باغتِمام 

مَعَهُ قَد جِئتُ يَومَ الأَربَعين 

ومشَى هَوناً ودَمعُ قد جَرَى

فوق خدّيهِ ففَاضَا أنهُرا

ماخَطى في الدّربِ الا ذَاكِرا

يَذكرُ الرّحمنَ ربَّ العالَمين

ثُمّ لمّا مِن ثَرى الظامي دنَا

قالَ ألْمِسني حبيباً هاهُنا

بعدَهُ الدنيَا مآسٍ وعَنا

ودموعٌ وهمومٌ وأنِين

جَابرٌ لَمَّا دَنا نارُ الجَوَى 

أحرَقَت أحشَاهُ والقلبُ إكتَوى  

ثمَّ مَغشِياً عليهِ قَد هَوى

فَرَشَشتُ الماءَ مِن فَوقِ الجَبين 

إذ أفاقَ الشيخُ نادَى يا غَريب 

لَم تُجِبْ صوتي لماذا يا حبيب 

لكَ أنّى يا حَبيبي أَن تُجيب 

وغَدوتَ اليَومَ مَقطوعَ الوَتين

يا ختامَ الغُرِّ أصحابِ الكِساء

يَا بْنَ خَيرِ الأَولِيا والأَوصِياء 

وَابْنَ زَهراءِ السَّمَا خَيرِِ النّساء

طِبتَ حَيّا ميِّتاً يَابْنَ الأَمين 

ثُمَّ حَولَ القَبرِ قَد جَالَ البَصَر

وسلاماً صاحَ يا تلكَ الحُفَر

فبِكِ ألأنصارُ أنصارُ الأَغَر

صَدَقوا ما عَاهَدوا حتّى اليَقين 

نَحنُ شارَكناكُمُ نادَى وَقَال

عَجباً قُلتُ أيَا شَيخَ الرِّجال 

نَحنُ لَم نُقتَل بِسَاحاتِ النِّزال

وهُمُ ذاقُوا الرَّدى في كُلِّ حِين

قَالَ والقولُ عَن الهَادي الرَّسول

مَن هَوى قوماً الى القَومِ يَؤُول

نِيَّتي والصَّحبُ مَعْ روحِ البَتُول

ومَعَ الأَنصَارِ في طُولِ السِّنين

المرفقات

شاعر : معن عبدالإله محسن