لبيك إسلامَ الحُسين

في مسيرة العشق إلى كربلاء..

مَشّاءُ في أَمرٍ على مشْيٍ أُثابُ 

ما كُنتُ مشّاءً بما ذكرَ الكتابُ

إنِّي على دينِ الّذي نادى أَلا 

مِنْ ناصرٍ ونداؤهُ دوماً يُجابُ

لبّيكَ إسلامَ الحسينِ براءةً

مِنْ زيفِ إسلامٍ بهِ يُفتي وهابُ 

وعلى تُرابٍ قد مَشَيتُ كأَنَّما  

صرتُ التُّرابَ وزائراً صارَ التُّرابُ

نُطوى لبعضينا اشتياقاً للّذي 

فيهِ المعاجزُ أَمرُها لا يُسترابُ

ولقد سمعتُ المرحَباتِ بصيرةً 

لا سَمْعَ أُذْنٍ رَدّدَت فيها القِبابُ

ولدى المسيرِ سحائبٌ أَرضِيَّةٌ  

سُحُبُ السّما لو قورنتْ فيها تُعابُ

خُزّانُها أَيديهُمُ ووجوهُهُمْ 

سمحاءُ في دمعٍ سمارِيٍّ تُشابُ

عَرِّفْ لمنقبةِ السّخاءِ بغيرهمْ 

واسْتَثنِهِمْ فسَخاؤهُمْ شيءٌ عُجابُ

وتَحُزُّ في البالِ الحزينِ خواطرٌ 

لو تِلوَ أخرى دونَ شفرتِها الحِرابُ

لو أَنّ فوجاً من أُولئكَ كانَ    

في صَحبِ الوحيدِ مُكَمَّلٌ فيهِ النّصابُ

لو أَنَّ ماءً من زُلالٍ باردٍ  

مُلقىً هُنا رُويَتْ بهِ كبدٌ تُذابُ

لو أنَّ تلك الباكياتِ بحُرقةٍ 

واسَيْنَ زينبَ رُبَّما خفّ المُصابُ

لو أنّني الظمآنُ لو أَنِّي لُقىً 

مِنْ بعد ما بمُثَلّثٍ قلبي يُصابُ

أَمشي بفخرٍ شاعراً بمهابةٍ 

فَمُهابُ شأنٍ مَنْ لهُ يمشي مُهابُ

وذهابُ كُلِّ مُسافرٍ تعَبٌ بهِ 

إلّا إليكَ فراحةٌ عُظمى الذّهابُ

بعواصفٍ من صادقاتِ مشاعرٍ 

أَحسَسْتُ لكنْ لم يكنْ فيَّ اضطرابُ

فأَطيرُ تِيهاً في عظيمِ مطامحي 

وبمُهجتي فرحٌ وحُزنٌ يُسْتَطابُ

حتى أُوافيَ عينَ عينِ منازلٍ 

سُكّانُها ما غادروا يوماً وغابوا

قتلوهُمُ وعلى المماتِ تَمَرّدوا 

سَلَبوهُمُ فإذا الخلودُ لهمْ ثيابُ

أَسماءُ فعلِ الرّفضِ كُلٌ طُوِّعَتْ

هَرِمَتْ و هيهاتٌ لهمْ غَضٌّ شبابُ

وعلى هلالِ الشّيعةِ اتّقَدَتْ سنًا 

فهُمُ الحقيقةُ والمُعاديهمْ سَرابُ

ولَذائذُ الدُّنيا قُشورٌ كُلُّها 

ولَصَرخَةٌ مرحومةٌ لكمُ اللُّبابُ 

أَمشي لنورٍ حاسِدوهُ تَبَرَّموا 

في طَمْسِهِ خابَتْ مَساعيهمْ وخابُوا

: حسن الحاج عكلة ثجيل