792 ــ عبد الله الطيب (1340 ــ 1423 هـ / 1921 ــ 2003 م)

عبد الله الطيب (1340 ــ 1423 هـ / 1921 ــ 2003 م)

قال من قصيدة (وقفة عند الحسين) وقد قالها في زيارته لكربلاء عام 1387 هـ 1968 م

وقفتُ بـ (كربلاءَ) فسالَ دمـعـي     على السبطِ المُحَلأ في السَّمومِ

وقد دَلَفتُ قَـــــــــــنا مُضَـرٍ إليهِ     صَواديَ وهو كالنُّسُـكِ العظيمِ

حِرارُ شِفارِهنَّ مُرنَّــــــــــــقاتٌ     إلى حَرّانَ من دمهِ الــعصـــيمِ

إذا جســــــــــــدُ الإلهِ دنا فويـلٌ     له من منطقِ البشرِ الــــسّؤومِ

فمِن خُـــــــلقِ البريَّةِ أن تَشـهّى     إحـالة ذي الجمالِ إلــــى دميمِ

وأكثرُ حبِّ هـــــذا الناس ثَـوبٌ     مـن الشهواتِ والـشَّرَهِ الجحيمِ

ومن يُظلَمْ يُضمُّ الـــصدرُ مـنه     على غيــــــــظٍ كألسـنةِ الجحيمِ

وكان الزهدُ أفضلَ مــــا حـواهُ     كتابُ أُولي التجاربِ من علومِ

وبالنجفِ النبيل أبو تــــــــرابٍ     أخــو الجُلَّى أبو الزُّهر النجومِ

عزاءُ النفس في حَلَكِ المساعي     وصَــــيْر المستجير إلى ظلومِ (1)

الشاعر

الدكتور عبد الله بن الطيب بن عبد الله بن الطيب بن محمد بن أحمد بن محمد المجذوب (2)، شاعر وقاص وأديب وباحث ولغوي ومؤرخ وناقد ومفكر وكاتب ومسرحي وبروفيسور، ولد في التميراب - غرب مدينة الدامر بالسودان ــ وينتمي إلى أسرة علمية ــ أدبية عرفت بالعلم والتقوى والصلاح.

وتعد أسرته ــ المجاذيب ــ من أشهر الأسر العربية العلمية في السودان، حتى سُمِّيت مدينة الدامر بدامر المجذوب. وكان والده شاعراً وقد ورث الشعر عنه وفي ذلك يقول:

ولقد ذكرتُ أبي وكان مجوداً     نظمَ القريضِ ويبدعُ الإبداعا

وقال أيضا:

ولقد ورثت أبي وكان مجوداً     نظم القريضَ وبيتُه معمورُ (3)

يقول الطيب عن والده: كان شاعراً ورث عنه كراسة بخط يده تحوي بعض أشعاره. كما اشتهر أجداده بنشر العلم والتقوى والصلاح بين مريديهم، ويتصل نسبه بعدد من الأجداد الشعراء تخصصوا في مدح الرسول (صلى الله عليه وآله) بينهم رجال ونساء. (4)

درس الطيب بمدارس كسلا والدامر وبربر وكلية غوردون التذكارية بالخرطوم (جامعة الخرطوم) والمدارس العليا ومعهد التربية ببخت الرضا وجامعة لندن بكلية التربية ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية.

وهو حاصل على:

شهادة البكالوريوس في الآداب / لندن 1948

شهادة الدكتوراه من كلية التربية ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية جامعة لندن عام 1950

عمل مدرساً بأم درمان الأهلية

كلية غوردون التذكارية كلية الآداب ــ جامعة بغداد

محاضراً بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن

رئيساً لقسم اللغة العربية بمعهد التربية ببخت الرضا

محاضراً بكلية الخرطوم الجامعية

أستاذاً لكرسي اللغة العربية بجامعة الخرطوم

عميداً لكلية الآداب بجامعة الخرطوم عام ــ 1961 ــ 1974

مديراً لجامعة الخرطوم ــ 1974 ــ 1975

أول مدير لجامعة جوبا ــ 1975 ــ 1976

أستاذاً بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس

أسس كلية بايرو بكانو في نيجيريا، وهي الآن جامعة مكتملة.

وكان الطيب عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ورئيساً لمجمع اللغة العربية بالخرطوم، وعضواً في هيئة تحرير الموسوعة الإفريقية في غانا، وعضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ورئيساً لاتحاد الأدباء السودانيين.

حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 2000، وجائزة الشهيد الزبير محمد صالح للإبداع والتميز العلمي.

له من الدواوين الشعرية:

أصداء النيل ــ 1957 ــ 1993

اللواء الظافر ــ 1968

سقط الزند الجديد ــ 1976

أغاني الأصيل ــ 1976

أربع دمعات على رجال السادات ــ 1978

بانات رامة ــ 1968

نغمات طروب

قصيدة برق المدد بعدد وبلا عدد ــ وهي في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) وتسمى أيضاً بالقصيدة المادحة ــ 1964

وله من المسرحيات الشعرية:

زواج السمر ــ 1958

الغرام المكنون ــ 1958

قيام الساعة ــ 1959

مشروع الحدرة (قصص) ــ 1952

وله من الأعمال الأدبية السردية الأخرى:

نوار القطن ــ قصة ــ 1964

بين النير والنور ــ 1970

التماسة عزاء بين الشعر ــ 1970

ذكرى صديقين ــ 1987

سمير التلميذ ــ التعليم الأساسي ــ بجزأين ــ الجزء الأول 1954 ، الجزء الثاني ــ 1955

ملحق سمير التلميذ ــ 1955

من حقيبة الذكريات ــ 1989

من نافذة القطار ــ 1964 ــ 1993

الأحاجي السودانية ــ تُرجم نصوصها إلى الإنجليزية مع زميله مايكل ويست ــ 1947 إلى 1993

المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها ــ من خمس مجلدات ــ 1955

مع أبي الطيب ــ 1968

الطبيعة عند المتنبي ــ 1977

كلمات من فاس ــ 1986

الحماسة الصغرى بجزأين ــ الجزء الأول 1960 ــ الجزء الثاني 1970

شرح بائية علقمة ــ طحا بك قلب ــ 1970

شرح عينية سويد ــ 1992

شرح أربع قصائد لذى الرمّة ــ 1958 ــ 1993

النثر الفني الحديث في السودان

نوّار القطن ــ 1964

أندروكليس والأسد ــ ترجمة ــ 1954

المعراج ــ 1954

حتّام نحن مع الفتنة (نقد) ــ 1982

هذا الصوت ــ أو صوت من السماء بحث في أنساب أهله "المجاذيب"

تفسير جزء عم 1970 ــ 1986

تفسير جزء تبارك ــ 1988

تفسير القرآن الكريم مع تلاوة المُقرئ الشيخ صديق أحمد حمدون، ثم مع قراءة الشيخ إبراهيم كمال الدين، مسجّل بالإذاعة السودانية وقد سجّل في تشاد، ومالي، وفي الإذاعات الصومالية، والموريتانية، ومكتبة الكونغرس الأمريكي

وله أيضاً العديد من المحاضرات الخاصة والعامة منها: (محاضراته الأسبوعية في الإذاعة السودانية)، و(سيَر وأخبار ــ تلفزيون السودان)، (شذرات من الثقافة ــ تلفزيون السودان)، (الدروس الحسنية)، (خواطر عن اللغة العربية وتعليمها)، (محاضرات مجمّع اللغة العربية بالخرطوم)، (محاضرات عن الطبّ عند العرب ــ كلية الطب بجامعة الخرطوم)، (محاضرات عن: الصيدلة عند العرب ــ كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم)، (محاضرات عن: عِلم الإدارة العامة ــ اتحاد طلّاب جامعة أم درمان الإسلامية)، (محاضرة: المجامع اللغوية ودورها في حفظ اللغة العربية ونشرها في السودان ــ كلية اللغة العربية بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية)، (محاضرة عن: الهجرة النبوية ــ مؤسسة شمبات الثقافية الاجتماعية)، (محاضرات في السيرة النبوية) وغيرها

نشر الطيب مقالاته الأدبية والفكرية في العديد من المجلات العربية منها: (الثقافة)، (الآداب)، (المناهل)، (الدوحة)، (فصول)، (العرب)، (مجلة المجمع العلمي العربي)، (القاهرة)، كما كتب مقدمات للعديد من الكتب والمؤلفات الفكرية والأدبية.

كما كتب مقدمات لبعض المؤلفات منها:

سعاد: مسرحية شعرية للأستاذ: الهادي آدم -ـ 1955.

باليه الشّاعر: للدبلوماسي الأديب: محمد عثمان يس ــ 1963.

على الطريق: ديوان الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال ــ 1978

القصة العربية من منظور إسلامي: للأديب مصطفى عوضَ الله بشارة ــ 1995.

نحن والردّى: للشاعر الدبلوماسي الراحل صلاح أحمد إبراهيم ــ 1999.

أنفاس طاهرة من لطائف السيرة النبوية: البروفيسور أحمد على الإمام. قدّم له وعلق تعليقات علمية فقهية وأدبية كثيرة، أثبتت في الحاشية منسوبة إليه ــ 1420 هجري.

ديوان «خواطر ومشاعر» للشاعر خليل محمد عجب الدور. الناشر: الأستاذ بشير سهل وزير التربية والتعليم بولاية القضارف.(5)

ويعد كتاب (المرشد لفهم أشعار العرب وصناعتها) للطيب من أهم كتبه ومن أهم الكتب التي ألفت في هذا المجال وقد كتب الدكتور طه حسين مقدمة لهذا الكتاب قال فيها:

(هذا كتاب ممتع إلى أبعد غايات الإمتاع، لا أعرف أن مثله أتيح لنا في هذا العصر الحديث.

ولست أقول هذا متكثراً أو غالياً، أو مؤثراً إرضاء صاحبه، وإنما عن ثقة وعن بينة. ويكفي أني لم أكن أعرف الأستاذ المؤلف قبل أن يزورني ذات يوم، ويتحدث إليّ في كتابه هذا. ثم لم أكد أقرأ منه فصولا، حتى رأيت الرضى عنه، والإعجاب به يفرضان علي فرضاً، وحتى رأيتني أُلح على الأستاذ أن ينشر كتابه، لتُطْرِف قرّاء العربية بهذا الكتاب الفذ، الذي كان الشعر العربي في أشد الحاجة إليه.

وإني لأسعد الناس حين أقدم إلى القرّاء الأستاذ عبد الله الطيب، وهو شاب من أهل السودان، يُعَلِّم الآن في جامعة الخرطوم، بعد أن أتم دراسته في الجامعات الإنجليزية، وأتقن الأدب العربي، علماً به وتصرفاً فيه، كأحسن ما يكون الإتقان، وألف هذا الكتاب باكورة رائعة لآثار كثيرة قيمة ممتعة إن شاء الله.

أنا سعيد حين أقدم إلى قراء العربية هذا الأديب البارع، لمكانه من التجديد الخِصب في الدراسات الأدبية.

إني بتقديمي لهذا الكتاب إنما أقدم طُرْفة أدبية نادرة حقاً، لن ينقضي الإعجاب بها، والرضى عنها، لمجرد الفراغ من قراءتها، ولكنها ستترك في نفوس الذين سيقرؤونها آثاراً باقية، وستدفع كثيرًاً منهم إلى الدرس والاستقصاء، والمراجعة والمخاصمة. وخير الآثار الأدبية عندي، وعند كثير من الناس، ما أثار القلق، وأغرى بالاستزادة من العلم، ودفع إلى المناقشة وحسن الاختبار.

وأخصّ ما يُعجبني في هذا الكتاب، أنه لاءم بين المنهج الدقيق للدراسة العلمية الأدبية، وبين الحرية الحرّة التي يصطنعها الكتاب والشعراء، حين ينشئون شعرًاً أو نثرًاً، فهذا الكتاب مزاج من العلم والأدب جميعاً، وهو دقيق مستقص حين يأخذ في العلم كأحسن ما تكون الدقة والاستقصاء، وحر مسترسل حين يأخذ في الأدب، كأحسن ما تكون الحرية والاسترسال. وهو من أجل ذلك يُرضي الباحث الذي يلتزم في البحث مناهج العلماء، ويُرضي الأديب الذي يرسل نفسه على سجيتها، ويخلِّي بينها وبين ما تحبّ من المتاع الفني، لا تتقيد في ذلك إلا بحسن الذوق، وصفاء الطبع، وجودة الاختيار.

وقد عرض الكاتب للشعر، فأتقن درس قوافيه وأوزانه، لا إتقان المقلِّد، الذي يلتزم ما ورث عن القدماء، بل إتقان المجدد، الذي يحسن التصرُّف في هذا التراث، لا يضيِّع منه شيئاً، ولكنه لا يفنى فيه فناء، ثم أرسل نفسه على طبيعتها بعد ذلك، فحاول أن يستقصيّ ما يكون من صلة بين القوافي وألوان الوزن، وبين فنون الشعر التي تخضع للقوافي والأوزان، فأصاب الإصابة كلها في كثير من المواضع، وأثار ما يدعو إلى الخصام والمجادلة في مواضع أخرى، فهو لا يدع بحرًاً من بحور الشعر العربيّ، إلا حاول أن يبين لك الفنون التي تليق بهذا البحر، منذ كان العصر الجاهليّ، إلى أن كان العصر الذي نعيش فيه، وهو يعرض عليك من أجل ذلك، ألواناً مختلفة مؤتلفة من الشعر، في العصور الأدبية المتباينة، ألواناً في البحر الذي أقيمت عليه، وفي الموضوعات التي قيلت فيها، ولكنها تختلف بعد ذلك باختلاف قائليها، وتباين أمزجتهم، وتفاوت طبائعهم، وتقلبهم آخر الأمر بين التفّوق والقصور، وما يكون بينهما من المنازل المتوسطة والمؤلف يصنع هذا بالقياس إلى بحور العروض لها، فكتابه مزدوج الإمتاع، فيه هذا الإمتاع العلميّ، الذي يأتي من اطراد البحث على منهج واحد دقيق، وفيه هذا الإمتاع الأدبي، الذي يأتي من تنّوع البحور والفنون الشعرية التي قيلت فيها، وتفاوت ما يعرض عليك من الشعر، في مكانها من الجودة والرداءة.

والمؤلف لا يكتفي بهذا، ولكنه يدخل بينك وبين ما تقرأ من الشعر، دخول الأديب الناقد، الذي يحكِّم ذوقه الخاص، فيرضيك غالباً، ويغيظك أحياناً، ويثير في نفسكّ أحياناً أخرى. وهو كذلك يملك عليك أمرك كله، إلى أن تفرغ من هذه القراءة، فأنت منتبه لما تقرأ تنبهاً لا يعرض له الفتور، في أيّ لحظة من لحظات القراءة، وحسبك بهذا تفّوقاً وإتقاناً.

وليس الكتاب قصيرًاً يقرأ في ساعات، فصفحاته تقارب تمام المائة الخامسة، وليس الكتاب هيناً يقرأ في أيسر الجهد، ويستعان به على قطع الوقت، ولكنه شديدُ الأسْر، متين اللفظ، رصين الأسلوب خصب الموضوع، قَيِّم المعاني، يحتاج إلى أن تنفق فيه خير ما تملك من جهد ووقت وعناية، لتبلغ الغاية من الاستمتاع به. هو طُرفة بأدق ّمعاني هذه الكلمة، وأوسعها وأعمقها، ولكنه طُرفة لا تقدم إلى الفارغين، ولا إلى الذين يؤثرون الراحة واليسر، ولا إلى الذين يأخذون الأدب على أنه من لهو الحديث، وإنما تقدم إلى الذين يُقْدرُون الحياة قدرها، ولا يحبون أن يضيعوا الوقت والجهد، ولا يحاولون أن يتخففوا من الحياة، ويأخذون الأدب على أنه جد، حلوُّ مرّ، يمتع العقل، ويرضي القلب، ويصفِّي الذوق.

هؤلاء هم الذين سيقرؤون هذا الكتاب، فيشاركونني في الرضى عنه، والإعجاب به، والثقة بأن له ما بعده، ويشاركونني كذلك في ترشيح هذا الكتاب لجائزة الدولة، التي تقدمها الحكومة المصرية لخير ما يُصْدِره الأدباء من كتب، إن جاز لك ولي أن نُدِلّ لجنة هذه الجائزة، على ما ينبغي أن تدرُس من الكتب، لمنح هذه الجائزة.

أما بعد، فإني أهنئ نفسي، وأهنئ قرّاء العربية بهذا الكتاب الرائع، وأهنئ أهل مصر والسودان بهذا الأديب الفذّ، الذي ننتظر منه الكثير) (6)

وقال عنه الدكتور جعفر شيخ إدريس في ذكرى وفاة الطيب الأولى: (أما العربية الفصيحة فقد كان ابن جلدتها، ومالك ناصيتها، لا تكاد تخفى عن علمه مفردة من مفرداتها، ولا عن حفظه قصيدة ولا نظم من نظمها، ولا عن اطلاعه أو دراسته كتاب مهم من كتبها… تحولت العربية الفصيحة عنده إلى ما يشبه السليقة فكان إذا حاضر بها في القاعة يتكلمها كلاما لا تكلف فيه حتى إنك لتظن أنه إنما كان يتكلم بالعامية إلى أن ترجع إلى ما كتبته عنه لتجده عربيا فصيحا. وكان إذا ألقى القصيدة من الشعر العربي. حتى الجاهلي منه العصي الفهم ألقاها بطريقة يطرب لها المستمعون...) (7)

وقال عنه الدكتور محمد المكي إبراهيم: (أحد أبرز الأسماء في جيل العمالقة السودانيين الذين لمعوا مع بداية عصر الاستقلال كالشهب في سماء السياسة والقانون والطب والإدارة والتعليم والأدب، وأحرزوا من التفوق ما لم يكن متوقعا من أبناء دولة كانت ترزح تحت نير الاستعمار. عبد الله الطيب عالم لغوي من أرفع طراز، وشاعر، وحافظ للقرآن والقراءات والتفسير. وهو إلى ذلك مؤلف مسرحي وكاتب مذكرات يمكن اعتبارها من أوائل ما وضع السودانيون في علم الاجتماع الوصفي. وكان (البروف)، وهو عروضي متمكن، يسعى للتجريب في إطار البحور الخليلية راميا إلى توسيعها وتطويرها، وليس إلى إلغائها كما فعل التفعيليون أو انتهوا بالقصيدة العربية إلى ذلك غير قاصدين. له في ذلك الإطار محاولات لتطويع النظم العربي ليستوعب بحورا كتب فيها الشعر الشعبي خفيفا صالحا للغناء. واستقصى الوزن الذي جرت عليه إلى أشعار الجاهليين وأسهب في صفة ذلك في كتابه (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها). فقد كان ـ رحمه الله ـ لؤلؤة المجالس، وقد احتشد بالعلم والتجارب، وحفظ عن الدنيا مفارقاتها المضحكة والمؤسية، وصار كنزا قوميا. علم (ضخم) بغيابه نغدو أفقر وأقل شأنا. بحر زخار برحيله نزداد جهلا وسوء حظ، بسمة في جبين الأيام المكفهرة بذهابها نزداد جهامة وقطوباً) (8)

وقال عنه الناقد السوداني عبد المنعم عجب الفيا: (الدكتور عبد الله الطيب ناقد عربي كبير، وباحث أدبي يحتل الآن مكانه بين الصف الاول من النقاد والباحثين. وقد جمع عبد الله الطيب في شخصيته الادبية بين الاصالة، حيث انه من كبار العارفين والدراسين والمتذوقين للتراث العربي شعراً ونثراً، وبين المعرفة العميقة الواسعة بالأدب الأوربي والثقافة الغربية، كما جمع بين شخصية الناقد وشخصية الشاعر المبدع، وجمع أيضاً بين الأستاذية الجامعية والجماهيرية الواسعة حيث أنه من كبار القادرين علي مخاطبة الرأي العام الأدبي كتابة ومحاضرة) (9)

وقال عنه الدكتور مصطفى سلوي: (إنه ذلك الرجل الذي كانت الأصالة والبلاغة سمتين مميزتين لمنهجه وللغته التي كان يفهمها ويتفاعل معها جميع شرائح المجتمع السوداني وغير السوداني. وقد كان له حضوره الواضح وسحره المتميز؛ وهو ما جعل السودانيين يجمعون على حبه والاعتزاز به واعتباره شخصية قومية) (10)

وقالت الأستاذة صفية عبد الرحيم الطيب: (ويحتل الدكتور عبد الله يرحمه الله مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والأكاديمية في الوطن العربي، وتشمل اهتماماته مختلف مجالات الفكر والأدب واللغة العربية، فهو شاعر وكاتب روائي ودارس متعمق للأدب العالمي.

وله إسهامات أدبية متميزة في مجال النقد الأدبي القديم عند العرب، وفي حقول الفكر والأدب عموماً، فهو محيط بالشعر العربي وتاريخه وقضاياه إحاطة قل أن تتوافر لكثير من الدارسين، وقد تميزت مؤلفاته بطابع أصيل يربطها بأمهات الكتب في الأدب العربي ونقده) (11)

وجاء في مجلة دعوة الحق: (والحقيقة أن الشاعر الدكتور عبد الله الطيب يملك إلى جانب ما يملك من مواهب وعبقرية شاعرية ثرة، وفكرا رائعا، وخيالا خصبا، ومقدرة لغوية فائقة الحد، رفيعة المستوى، لا يملكها أحد من شعراء اليوم، وهو بحياته مع التراث وإشاراته إليه في شعره كثيرا، يرمي بأن نهجه نهج قديم، وما أروع النهج القديم إذا تحلى بالأصالة والشخصية والعبقرية؛ وليس الشاعر الدكتور الطيب إلا واحدا من هؤلاء الشعراء من مدرسة الكلاسيكيين الجدد الذين أثروا نهضة الشعر بكل جديد ورائع وعجيب، مع محافظتهم على الأصول اللغوية الموروثة) (12)

.................................................................

1 ــ نُشرت في مجلة الموسم للأستاذ محمد سعيد الطريحي / العدد 12 ص 389

2 ــ الدكتور سليمان خاطر ــ شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية بتاريخ 17 / 4 / 2010

3 ــ من جوانب الحركة الشعرية في السودان الخصائص الجمالية في شعر عبد الله الطيب ــ مجلة دعوة الحق العدد 173

4 ــ الأستاذة صفية عبد الرحيم الطيب / الثوابت في مقتطفات من آثار الدكتور عبد الله الطيب / مجلة العلماء الأفارقة مجلة العلماء الأفارقة العدد 5 السنة الثالثة – 2022

5 ــ موقع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة / الدكتور سليمان خاطر ــ شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية بتاريخ 17 / 4 / 2010 / موقع ويكيبيديا

6 ــ مقدمة كتاب المرشد لفهم أشعار العرب وصناعتها للطيب ص 7 ــ 10

7 ــ طالب يذكر طرائف من مناقب شيخه / موقع سودانيزأون لاين بتاريخ 30 / 7 / 2003

8 ــ براعة في اللغويات وعقل حاشد بالمعارف يتحدث عن عبد الله الطيب / موقع سودانبز أون لاين- براعة في اللغويات وعقل حاشد بالمعارف بتاريخ 24 / 7 / 2013

9 ــ الأرض الخراب والشعر العربي القديم.. في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب موقع الانطولوجيا بتاريخ 17 / 2 / 2021

10 ــ عبد الله الطيب: رجل في عصر وعصر في رجل / موقع الانطولوجيا بتاريخ 31 / 5 / 2021

11 ــ الثوابت في مقتطفات من آثار الدكتور عبد الله الطيب / مجلة العلماء الأفارقة مجلة العلماء الأفارقة العدد 5 السنة الثالثة – 2022

12 ــ من جوانب الحركة الشعرية في السودان الخصائص الجمالية في شعر عبد الله الطيب ــ دعوة الحق العدد 173

كما ترجم له وكتب عنه:

عبد الله محمد أحمد أحمد عبد الرحمن ــ ظاهرة التنكير ودلالتها المعنوية والنفسية في ديوان أصداء النيل للشاعر الدكتور عبد الله الطيب

الدكتور عبد العزيز بن بدر القطان ــ عبد الله الطيب.. رحلة إبداع مع الفكر / موقع عاشق عمان بتاريخ 30 / 1 / 2021

نصر الدين إبراهيم أحمد حسين ــ عبد الله الطيب والصور البيانية في أشعاره: دراسة وتحليل ــ الجامعة الإسلامية العالمية

فتحي أحمد عامر ــ الظاهرة اللغوية في شعر الدكتور عبد الله الطيب

زكريا بشير إمام ــ عبد الله الطيب ذلك البحر الزاخر: دراسة تحليلية لحياته ونظرياته في الأدب والحياة ــ 2004

محمد حماني / بلاغة التناسب بين الغرض والوزن في رأي الناقد عبد الله الطيب ــ شبكة الألوكة بتاريخ 9 / 12 / 2019

بدرية عبد الكريم أحمد محمد ــ منهج بروفسيور عبد الله الطيب في تفسير القرآن الكريم من خلال الأجزاء الثلاثة الأخيرة (عم، تبارك، وقد سمع) ــ رسالة ماجستير ــ جامعة أم درمان الإسلامية ــ كلية أصول الدين 2008

خالد محمد فرح ــ عبد الله الطيب والدراسات السودانية / موقع سود أنايل بتاريخ 15 / 9 / 2015

نصر الدين إبراهيم أمحد حسن، وموسى سعيد طه إدريس / عبد الله الطيب شاعر التراث: مكانته الأدبية وظواهر لغوية في ديوانه (بانات رامه)

خالدة الطاهر علي الطاهر، حسن منصور احمد سوركتي ــ بنية الخطاب السردي في كتاب الأحاجي السودانية للدكتور عبد الله الطيب - دراسة أسلوبية تداولية

كاتب : محمد طاهر الصفار