760 ــ راضي مهدي السعيد (1351 ــ 1337 هـ / 1932 ــ 2016 م)

راضي مهدي السعيد (1351 ــ 1337 هـ / 1932 ــ 2016 م)

قال من قصيدته (الفارس الصَّريع وكربلاءُ الهزيمة)

في (كربلاء) ألامسِ كان الجرحُ والهزيمة

لأمَّةٍ لم تحملِ الرايةَ حين شبّتِ السيوف

واخترقتْ مفاوزَ الصحراءِ خيلٌ تمتطيها أذرعٌ لئيمة

ترهبُ فارساً أتاها يزرعُ الحتوف

في أعرقٍ تشدّها خطى محاريبِ سنينٍ

شمسُها رميمة (1)

...................................................

الشاعر

راضي مهدي السعيد، شاعر وكاتب وناقد، ولد في الكاظمية، من أسرة عرفت باسم جدها الأعلى الحاج سعيد بن محمد بن يونس بن طعمة بن سلمان بن عبد الله بن عباس بن علي بن عزام، وأصلها من الصقلاوية وقد هاجر جد الأسرة عبد الله إلى الكاظمية واستقر بها في زمن عثمان جق (2)

تخرّج السعيد في معهد إعداد المعلّمين، وكليّة الحقوق العراقيّة، ومارس مهنة التدريس من 1954 حتى 1970، وهو عضو في اتحاد الكتاب العراقيين، عمل في الصحافة محرّراً في مجلة الأقلام الصادرة عن وزارة الثقافة والإعلام، ثم انتقل إلى مجلة آفاق عربية، ثم عمل لفترة في رقابة الكتب الأدبية

كان عضواً في عدد من الجمعيات والاتحادات، وكان يقيم المجاس والندوات الأدبية في الكاظمية وهو من مؤسسي ندوة عكاظ في الكاظمية، التي ضمت مجموعة من شعرائها منهم عبد الأمير الورد، محمد حسين آل ياسين ومحمد علي الحسيني، كرّم في (مهرجان بغداد الشعري الذهبي الأول) الذي نظمته رابطة شعراء بغداد عام 2009.

له من الدواوين:

رياح الدروب ــ 1957

مرايا الزمن المنكسر ــ 1972

الشوق والكلمات ــ 1977

ابتهالات لوطن العشق ــ 1985

الصَّيحة ــ 1988

أصداء على الشفاه ــ 1968

المعركة ــ 1966

وله من المؤلفات:

المجالس والندوات الأدبية في الكاظمية أورد فيه نحو عشرين مجلساً وندوة أدبية في الكاظمية

لغتي ــ في جزأين (3)

السياب وريادة الشعر الثوري الجديد في العراق ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ 1417 هـ / 1996 م

قال فيه جبرا إبراهيم جبر: (‏إنني المس في كلماته ــ السعيد ــ روح السياب وتدفقه الشعري، وربما أراه أقرب الشعراء إلى أسلوب السياب من حيث قوة التعبير ومكانة اللغة، وعمق الإيحاء ودقة التركيب‏..) (4)

وقال فيه الشاعر الكبير بدر شاكر السياب (من يعرف الشاعر راضي مهدي السعيد عن كثب يبرر له هذا الارتجاع الرومانتيكي، وهو ارتجاع لا ضير منه، ونجد اليوم مثيلاً له بين الشعراء الشباب في أمريكا وبريطانيا) (5)

وقال فيه الناقد عبد الجبار البصري: (شاعت في دواوينه رنة الأسى والحزن والشعور بالغبن .... ولعل هذا ما يجعله منحازاً للرومانسية حين تختصم مع الواقعية في ثقافته، كما أنه من الناحية الشكلية يميل إلى الغنائية الموروثة حين يخبر في بناء قصيدته بين التقليد والحداثة، راضي مهدي السعيد طائر جناحه قوي وعشه لا يناسبه) (6)

وقال فيه الشاعر عبد المنعم حمندي: (إن السعيد عرف بين مجايليه بكتابة الشكل الكلاسيكي العمودي والقصيدة الحرة ذات التفعيلة المتشابهة الموزعة توزيعاً جديداً وذات القافية الموحدة أحياناً، والمختلفة أحياناً أخرى، الموسيقى الكلاسيكية في شعره واضحة دوما...). (7)

وقال عنه الدكتور ضياء خضير: (راضي مهدي السعيد الذي يكتب بالطريقة الكلاسيكية، يعمد ــ أحياناً ــ إلى توزيع أبيات القصيدة وتفعيلاتها توزيعاً جديداً، يظل في الأحوال كلها شاعراً عمودياً ينطوي شعره على أبرز مزايا العمود الشعري وفضائله المتمثلة بسلامة اللغة وقوة العبارة ووضوح الإيقاع، وما يتصل بذلك من مضامين ودلالات تتكئ بصورة أساسية على روح عربي وحس قومي رائع في صفائه، ونبل مقاصده، وكأنه يحقق بذلك ما عبر عنه المرزوقي في مقدمته على ديوان الحماسة بـ (شرف المعنى وصحته، وجزالة اللفظ واستقامته، وإصابة الوصف والمقاربة في التشبيه، والغزارة في البديهة) وغير ذلك من أركان العمود الشعري في صورته الكلاسيكية المعروفة) (8)

شعره

قال من قصيدة (أبا الحسنين) وهي في ذكرى استشهاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)

من فيضِ نورِكَ أحرفي وسطوري      شعَّتْ فما أندى فمي وشــــــعوري

وبهـــــديكَ انبعثتْ لحونَ قصائدي      مزهوَّة فزكا بهنَّ ضـــــــــــــميري

يا رابضــــــــــاً بثرى الغريِّ كأنّه      شمسٌ تحــــــــــــــــفُّ بأنجمٍ وبدورِ

ومعطِّراً سمرَ الـــــــــرمالِ بنفحةٍ      مِن روحـــِهِ في روضِ وادي الطورِ

ملأ الزمانَ صدى عـــلاكَ فلمْ يعدْ      في الأرضِ غيرُكَ من صدىً لظهيرِ

وسمتْ بكَ الدنيا فـــــــــعزَّ ترابُها      وغدتْ مواطنُها مناهــــــــــــلَ حورِ (9)

وقال من قصيدة (شهيد الإبا) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام):

بأيِّ فمٍ أشدو ومــــــــــا عادَ لي فمُ      ولكنها نفسٌ ســـــقى جرحَها الدمُ

وألهبها في حومةِ الشعرِ مـــصرعٌ      بهِ لـــــــــــم تكن غير الدما تتكلّمُ

وألهمَها صوتُ البطولةِ فــــانبرتْ      تــصوغُ قوافي المـجدِ لحناً وتنظمُ

شهيدُ الإبا إنَّ الشـــــــــــهادةَ منهلٌ      كريمٌ وطعمُ الموتِ في العزِّ بلسمُ

أعِد ومــــــــضاتِ الطفِّ فينا فإننا     لأحوجَ ما نبدو لما فــــــــيكَ يُلهمُ

أعِــــــــد ثورةَ الإيمانِ فينا لننبري      فإنا على إذلالِنا اليــــــــــــومَ نُوَّمُ

غزتنا جيوشَ البغي في عقرِ دارِنا      ونحنُ بما لا يدفعُ الخطـــبَ نقسمُ

ونعلنها في كلِّ يومٍ مبـــــــــــــادئاً      تكادُ بها أفكارُنــــــــــــــــا تتـسمَّمُ

فها نحنُ أبناءُ الشـــــهادةِ إن غدت      تصولُ علينا العادياتُ وتــــــهجمُ

أبا الثورةِ الكبرى بنـــا ما يضيمُنا      وما يطمعُ الأعــــــداءُ فينا ويعزمُ

فإنا على نهجِ التفرُّقِ نـــــــــــلتقي     وهُم ما التقوا إلّا عـــــلى ما يقوِّمُ

وشتّانَ ما بين القوتين وإن نــــكنْ      أولي الحقِّ لكنَّ التفرَّقَ يُـــــــهزمُ

متى نحنُ في أوطانِنا بعدَ فرقــــةٍ      وطولِ اختلافٍ بالتــــــــوحُّدِ نُنعمُ (10)

..........................................................................................

1 ــ ديوان: مرايا الزمن المنكسر ص 196

2 ــ موسوعة العتبات المقدسة / قسم الكاظمين ج 3 ص 140

3 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 49 ــ 50

4 ــ غلاف ديوان راضي مهدي السعيد (مرايا الزمن المتكسر) بغداد 1972.

5 ــ مقدمة ديوان رياح الدروب، بغداد، 1972

6 ــ غلاف ديوان ابتهالات لزمن العشق بغداد 1985

7 ــ بغداد تودع شاعرها راضي مهدي السعيد / سلام الشماع وكالة الحدث الإخبارية 9 / 5 / 2016

8 ــ شعر الواقع وشعر الكلمات / دراسات في الشعر العراقي الحديث، راضي مهدي السعيد.. مشكلة الشعر ومشكلة النقد ص 131

9 ــ ذكر منها (22) بيتاً في موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 53 ــ 54 عن مجلة البلاغ الكاظمية العدد 6 السنة الأولى 1386 هـ / 1966 م، ص 51 ــ 56

9 ــ ذكر منها (23) بيتاً في موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 56 ــ 57 عن مجلة البلاغ الكاظمية العدد 9 السنة الثانية 1389 هـ / 1969 م، ض 89 ــ 92

كما ترجم له:

الدكتور ضياء خضير / شعر الواقع وشعر الكلمات / دراسات في الشعر العراقي الحديث ص 129 ــ 135

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 1 ص 422 ــ 423

كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002 ج 2 ص 368

حميد المطبعي / موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ج 1 ص 73

معجم البابطين ج 2 ص 312

كاتب : محمد طاهر الصفار