719 ــ مهدي الكرزكاني

مهدي الكرزكاني (ولد 1380 هـ / 1960 م)

قال من قصيدة في رثاء أم المؤمنين السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام) وابنتها الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام):

قد كُـفّنتْ برداءِ طهَ واحتضتْ     كـفـناً من الباري بـه تــتــلــفّــعُ

كفنانِ نالتْ وابنُها في (كربلا)     تــركـــوهُ مُـلـقـىً جسمُه مُتقطّعُ

لا غـسّـلـوهُ ولا إلــيــهِ كــفّنوا     بل منه رُضّتْ بالخيولِ الأضلعُ (1)

الشاعر

الشيخ مهدي الكرزكاني، أديب وخطيب وشاعر من البحرين

شعره

قال من قصيدته:

عـيـنـايَ إنْ ذُكـــرتْ خديجةُ تــدمعُ     هـيَ للرسولِ بِما تحـلَّتْ مـفزعُ

عزفتْ عـــن الدنيا وأعطتْ نــفسَها     للهِ لا تــلـوي ولا تـــتــمـــــنَّــعُ

مالتْ إلـى الحقِّ الحقيـــقِ فقــرَّرتْ     أنْ كلَّ مــا يـــهـدي إلــيـهِ تـتبعُ

وحدا بها قـدسُ الـنـبــــيِّ وطـهــرُه     وصفاتُ مجـدٍ فيهِ وهوَ الأروعُ

أنَّ الـسـبـيـلَ إلـى مُــــنـاهــا عــنده     وبهِ لها حـــــصـنٌ حصينٌ أمنعُ

لا فـقـرُه قـد حــــالَ دونَ مـــرادِها     لا ضعفَ دنــياهُ حـداها تــرجعُ

وهيَ التي لو رامتِ الدنيا ارتــوتْ     مـنها وأهــلــــوهـا إلــيها تطمعُ

تركــتْ مـتاعَ الفانياتِ وأرصــدتْ     لــلــبــاقــيــاتِ لِـــنــيــلِـها تتتبَّعُ

بـل كـلُّ دنـياها وما هيَ قد حــوتْ     مــنــها وقـــد نـــالتْ ثراءً يُمتِعُ

بذلته دون تـــردُّدٍ وتــحــمَّــــلـــتْ     أقسى العـناءِ لأجلِ مـــا تــتطلعُ

فمرادُها ترضي الإلهَ وتــنصرُ الـ     ـديـــنَ الحنيفَ ولو ذوتْ تتلوَّعُ

فــلــقد غدت بعد الحصــارِ سقيمةً     فـوقَ الــفــراشِ لـما بها تتوجَّعُ

تــبــكي فـتـسألُ أمُّ أيمــنَ ما الذي     يــبـكيـكِ يا فخرَ الوجودِ ويُفزِعُ

فــتــقـول أبــكــي إذ تـــظلُّ بُنيَّتي     بزفـــافِــها مِــن غــيــرِ أمٍّ تُمنعُ

فــتــعـاهــدتــه لها لِــترضِي قلبها     أنْ ســـوف أبقى جنبَـها أتطـوعُ

ودعتْ بفاطمَ أن بـــنــيّـتيَ اطلبي     من أحــــمدٍ برداهُ جسمي يودعُ

فمضتْ لوالدِها الــبتولُ ودمـــعُها     يـــنــهــلُّ حـــزناً تُبْلِغَنْهُ وتُسمعُ

فأتى الرسولُ إلى الجليلةِ إذ رأى     أَنْ بــالــمــنيَّةِ قد قضتْ فيُصدَّعُ

رحـلـتْ وخـلّـــفتِ البتولةَ فاطـماً     يـجـري لـفـقــدِ الأمِّ منها المدمعُ

وغــدتْ لــوالــدِهـا لـتخلفَ أمَّـها     بــيــن الـــبـنـوَّةِ والأمومةِ تجمعُ

قـد فـارقــتْ أمَّ الـمـكـارمِ والنهى     مَن مِـن شـذاها الكائناتُ تَضَوَّعُ

فـقـدتْ حــلـيـلـةُ أحـمدٍ من زانها     طهـرٌ وتـســديـدٌ وشــــــأنٌ أرفعُ

بـكــمـالِـهــا عُرفتْ وفي أموالِها     لـلديـنِ نـصـرٌ ركـــنُــه مُــتـفرِّعُ

هيَ أمُّ كـــلِّ الـمـؤمنينَ وكهفُهم     ولكـلِّ آفـــاقِ الــمـــكـارمِ مجمعُ

فاظلَمَّ أفقُ الـكونِ يـومَ رحــيـلِها     والـمصطفى للهِ حُـزناً يــضــرعُ

قد كُفّنتْ بـرداءِ طـهَ واحتـضـتْ     كــفــنــاً مــن الــبـــاري به تتلفّعُ

كفنانِ نالــتْ وابنُهـا في (كربلا)     تركوهُ ملقىً جسمُه مُـــتـــقــطّـعُ

لا غــســلـــــــوهُ ولا إلـيهِ كفّنوا     بل منه رُضّتْ بالخيـولِ الأضـلعُ

..................................................

زودني بترجمته وأشعاره، الأستاذ علي التميمي ــ دائرة المعارف الحسينية / لندن

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار